الرسالة الأحمدية هي رسالة الحقيقة

الأخ مالك الجاك

تحية لك وسلام
وأشكرك على حسن ظنك بما أكتب وأعتذر أنني لم أطلع على الموضوع في البوست الذي ذكرته.ـ

روي عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: أنا أحمد في السماء محمد في الأرض..

وفي حديث يرويه سيدنا جابر الأنصاري رضي الله عنه أنه سأل النبي عليه السلام: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرني عن أول ما خلق الله؟؟ قال: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.. والحديث طويل

وفي حديث آخر للنبي الكريم عليه السلام أنه قال: كنت نبيا وآدم بين الماء والطين..

وهذه هي حقيقة النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، الصادق الأمين ، من آتاه الله لواء الحمد

جاء في حديث المعراج قوله عليه السلام من سياق طويل:

ليلة عُرج بي سألني ربي: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت أنت ربي أعلم.. فوضع يده على كتفي فوجدت بردها بين ثديي فأورثني علم الأولين والآخرين وعلمني علوما شتى. علم أخذ علي كتمانه إذ علم أنه لا يقدر على حمله غيري وعلم خيّرني فيه وعلم أمرني بتبليغه إلى العام والخاص من أمتي وهي الجن والإنس

هذه العلوم يقول عنها العارفون بالله أن الأول علم الولاية والثاني علم النبوة والثالث علم الرسالة..

والأصل فيها هو النبوة وقد نضجت النبوة في فترة بلغت خمسة عشر سنة كان النبي يتحنث فيها بغار حراء حتى نزل عليه الوحي عندما بلغ سن الأربعين.. وقد قال النبي في ذلك: أدبني ربي فأحسن تأديبي ثم قال: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
وعندما استوت نبوة نبينا عليه السلام انبثقت عنها وظيفة الرسالة من أسفل واثمرت علوم الولاية من أعلى.. ومن علوم الولاية قوله عليه السلام:
لي ساعة مع الله لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل..
وقد قال العارفون أن معنى ذلك أن ما يعرفه في ولايته لا يستطيع أن يعرفه ملك مقرب ولا نبي مرسل وهذا معنى عبارة ـ لا يسعني فيها ـ التي وردت في الحديث الشريف..

وقد اقتضى حكم الوقت في القرن السابع الميلادي أن تتنزل الرسالة المحمدية عن مستوى الرسالة الأحمدية التي عاشها النبي عليه السلام في خاصة نفسه فكان بها مسلما في مستوى حق اليقين
"قل إنني هداني ربي إلى سراط مستقيم.. دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .. قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين.. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"
أما الرسالة المحمدية فقد تمثلت في الشريعة التي بين أيدينا اليوم وهي قد قامت على فروع القرآن بحسب حكم الوقت، وهي التي أسماها الأستاذ محمود بالرسالة الأولى.. أما الرسالة الأحمدية فقد ظلت موجودة داخل القرآن ولا يقتضي بعثها إلا بعث آيات الأصول وهي ما أسماها الأستاذ محمود بالرسالة الثانية.. أي بعث تلك الآيات التي تقوم على الإسماح وعلى الديمقراطية وعلى الإشتراكية.. وقد دعا الأستاذ محمود إلى هذه الرسالة الأحمدية وقتل بسبب الدعوة إليها..

والآن لا أعتقد إلا أن الأرض قد تهيأت لهذه الرسالة بالحاجة إليها وبالطاقة بها.. من سينصر هذه الرسالة الأحمدية؟؟ سينصرها الله..ـ
يقول تعالى:
"هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا"
الرسالة الأحمدية هي التي ستنتصر.. وسوف تنتصر على يد المسيح المحمدي صاحب المقام المحمود الذي قال عنه النبي عليه السلام : أنا أحمد في السماء محمد في الأرض.. وقد أوردت هذا الحديث في صدر هذه الكتابة..
ولا شك أن كل منا يعرف الدعاء الذي يقال عقب كل آذان
"اللهم رب هذه الدعوة التامة.. والصلاة القائمة.. آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد"
وبنزول هذا المقام المحمود إلى الأرض يجيء الرسول أحمد صاحب الحقيقة الأحمدية الذي أخبر عنه الله على لسان سيدنا عيسى عليه السلام
"ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"

ولك وللقراء الكرام شكري والسلام