|
Re: في ذكرى الشهيد محمود : نزعات التسلط ومفرزة الصكوك الغفرانية !! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
حبيبي د. حيدر
ان العالم يحتاج الى الحب ، لا الى الكراهية . أعتقد بأن هذا المعنى ، علاوة على (الزهد) و(المعرفة) هو أساس الفكر الصوفي العميق القائم على التأمل والتفكر . هناك بعد مدهش في الفكر الصوفي ، ربما ذهب في اتجاهه (البسطامي) أو (الجنيد) رضي الله عنهما في عبارة تؤكد معنى أن ينشغل المرء بعيوبه ، حتى أن المرء مدعو لأن يعمل جاهدا لكف أذاه عن الناس ، وهو في هذا يؤمن بأنه في (آخر صف الخيرين ) . تخيّل !! هذا النوع من التدين الفريد ، المؤسس على الحب ، والتفاني في هذا . يدفعني الى التأكيد بأن الفلسفة الصوفية نهلت من فلسفات سابقة _ فضلا عن الاسلام _ لتقوم رؤيتها على معان غاية في النبل . اللغة عامل متغير ، وليس أساسا . الأساس في القلب ، أجد هذه الفلسفة قريبة مما أفضت به التأملات العميقة لفلاسفة فرس وهنود وصينيين : مقاومة النفس وبذل الحب و(اللاعنف) . ليس هذا احتفالا للتضامن معكم يا حبيبي . انه نوع من (تطهير الذات ) والاعتراف بأنني على المستوى الشخصي كنت شريكا في جريمة كبرى ومروّعة ، بحسبان وجودي في (عصر سحل الشهيد محمود ) . نعم كنت صغيرا ، لم أتجاوز _ الابتدائية _ لكن الشعور بالذنب كون الجريمة وقعت وأنا شاهد عصرها يوجعني . كيف يقتل شيخ كهذا ، في حين أن جلاديه أستقبلوا بالورود والدفء ، وشاعت ثقافة مهلكة تتمثل بقتله مرات ومرات . عزيزي حيدر ، الكارثة : أن محمودا لا زال يقتل كل عام ويكفّر كل عام !! هل يخشى دعاة (العنف ) الى الآن ، من (اللاعنف ) و(طهارة اليد ) لدى محمود ، لذا هم يحرصون على اهدار دمه وهو ميت ؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|