|
Re: " دارفور ... حينما ( يتباكى ) الجاني على الضحية " (Re: محمد خليل إسماعيل)
|
الأخ / محمد خليل
السلام عليك اعتذر مرة أخرى , عن تأخري في الرد عليك , وابدأ من موضوع البوست , ألا وهو محاولة إثبات وجود دور اسرائيلى في تأجيج الصراع في دار فور , أولا إن احتضان دولة اريتريا, للفصائل المسلحة , لم يكن منذ اليوم أو البارحة , فدولة اريتريا قد آوت المعارضة السودانية في أراضيها , وساندتها , وفى نفس الوقت كانت حكومة الخرطوم غارقة في التدخل في شئون الدول المجاورة لها ومحاولة إعادة تشكيل أنظمة الحكم فيه, ومنها دولة اريتريا , عندما قامت بدعم قوات الجهاد الإسلامي ووفرت لها المأوي والدعم المادي والعسكري , ومن سخرية القدر إن حكومة الإنقاذ هي من قامت بدعم ( اسياس افورقى) حتى تمكنت الجبهة الشعبية من الوصول الحكم , ومن ثم سعت للإطاحة به والإتيان بنظام اسلامى للحكم , عندما تيقنت من طبيعة الحكم العلماني لحكومة دولة اريتريا , وهى التي كانت تدعو إلى لأسلمة المجتمع في المنطقة ( على حسب الأجندة التي كانت تدعو لها , قيادة العالم اجمع ) , وهذا من شأنه أن يؤكد خطورة نظام الخرطوم على المنطقة , ناهيك عن مصائب التي يجرها على شعب السودان .
أما عن اللقاء الذي تم بين د. شريف حرير , نائب رئيس التحالف الفيدرالي , مع مسئولين اسرائليين , فهذه رؤية خاصة بالتحالف الفيدرالي ,فهو لم يؤكد , ولم ينفى , كما انك لم تحدد من هي تلكم الفصائل المسلحة , التي التقى بهم المسئولين الاسرائليين؟ أما عن سعى دولة اريتريا وإسرائيل لزعزعة الأمن في المنطقة , فهذا ما لم تورد فبه أدلة تؤكد صدق زعمك ؟ فالصراعات على الحدود بين الدول , منتشرة في غالبية أنحاء العالم , وكون إنشاء إسرائيل لقواعد لها في اريتريا , فهذا شأن دولة اريتريا , ومحاولة إثبات إن ذلك يهدد السودان , فهي محاولة للتدخل في شئون دولة اريتريا, ومن ثم , فهي محاولة لإقحام الصراع العربي الإسرائيلي في مسألة دار فور , فالقواعد العسكرية الأمريكية منتشرة في المنطقة والخليج العربي , فهل هي تشكل خطرا على الأمن في تلكم المنطقة؟ والى أن تتأكد صحة ما ورد في تلكم التقارير , فالتحالفات العسكرية بين الدول موجودة وهى تخدم المصالح بينها و هذه هي سمة العصر , أما عن اكتشاف شركة في (الأردن ) , يديرها ضابط في الموساد, و تقوم بتوريد السلاح للثوار في دار فور , إلى أن تثبت صحة ذلكم الخبر , نقول أن إدارة مثل هذا العمل من الأردن يعتبر طعنة , للعروبيين في السودان , ثم إن الثوار ليسوا بحاجة إلى الذهاب إلى إسرائيل , لشراء السلاح , فما غنموه من قوات نظام الخرطوم يكفيهم ؛ وحتى لو فرضنا ذلك فمن هم الذين يجب أن يتم شراء السلاح منهم ؟ وهل يتطلب ذلك أخذ الإذن من نظام الخرطوم ؟
إن نظام الخرطوم , اعتاد على تعليق فشله وإخفاقاته المتكررة على شماعة إسرائيل , فكل ما يحدث له من ضغوطات دولية تحركها ضده إسرائيل , وكل ثورة وانقلاب عليه , تحيكه إسرائيل, فكأنما إسرائيل هذه , ليس لها شاغل , سوى الكيد للسودان !!! أما عن محاولة تضليل الرأي العالمي حول حقيقة ما يحدث في دار فور , فهذا ما تقوم به حكومة الخرطوم , وليس إسرائيل , وهو الذي شوه سمعة السودان , بما يتبعه من سياسات فاشلة وملتوية , أضرت بمكانة السودان , وسمعة المواطن السوداني في العالم.
أخي الفاضل
إن الدور الذي قامت به المنظمات اليهودية , لتسليط الضوء على ما يحدث في دار فور , أم تخاذل الأعلام المحلى والاقليمى والعربي ( بوصفنا في ذلك المحيط) في عرض ما يحدث , ومحاولة التقليل من شأنه واختزاله ؟ ما يفهم من حديثك , انك تحاول انتقاء جهات بعينها , دون الاخري , فكما ذكرت لك سابقا إن الغريق يتعلق بالقشة , وهاك ما يزيد الطين بلة , إن النازحين يرفضون كل ماهو آت من دول عربية؟ فبما تفسر هذا الرفض اهو حبا في سواد عيون إسرائيل ؟ وان تم قبوله فانه سيكون قسرا ,وما أريد قوله هنا , ‘إن إنسان دار فور لا تهمه إسرائيل أو غيرها , بقدر ما هو يبحث عن من يمد له يد العون , إن إنسان دار فور بحاجة إلى من يساعده , وهو ليس بحوجة إلى من يؤكد له تورط إسرائيل أو غيرها في ما يدور من صراع في دار فور , الأجدى هو البحث عن مخرج لهذه ألازمة , ورفع الظلم عن أهل دار فور , ومعاقبة كل من تثبت إدانته في الأحداث. فلا يعقل أن نترك لب الموضوع , وهو المشكلة القائمة الآن في دار فور , ونتمسك بالهوامش , فلا تزال المشكلة قائمة , ولا يزال النازحين يعانون ما يعانونه , من مشاكل في معسكراتهم , ولا تزال حكومة الخرطوم سادرة في غيها وضلالها.
أخي الفاضل
إذا ما أردنا أن نضمن لكل شخص حقه , فبالتأكيد نستطيع ذلك , لكن بشرط أن تتوافر النية الحقيقية لذلك الفعل , أما ما يتعلق بالحكم , فدونك الفيدرالية , والكونفدرالية ,الأمثلة موجودة في بقاع العالم , سويسرا , الهند كنظام يتبع النهج الديموقراطي في الحكم , والكرة في ملعبك , فنحن نتبادل الرأي ونتناقش , وأنت لست ملزم بقبول رأى الشخصي , أو رؤية الحركات الثورية ,فهنا الصراع فكريا , وكل له رأيه , أما عن من تصفهم بالعنصريين في المنبر , فهم لهم أفكارهم , ورؤاهم التي تجعلهم ينادون بما يقولونه, وهى رؤى خاصة بهم كأفراد أو حركات , وبقدر ما تقوله بوجود من يدعو إلى طرد العنصر العربي , نجد هنالك من ينادى بابادة العنصر الافريقى في دار فور , وقطعوا شوطا كبيرا في ذلك , الم اقل لك أنها أفكار , ورؤى خاصة بمن ينادون بها, وبيت القصيد هنا , يكمن في منع مثل هذه الأفكار الهدامة أن تستفحل , فهي تقود إلى تقويض النسيج الاجتماعي في دار فور والسودان , وان لم تكن قد فعلت.
نعم , في كثير من الأحيان نصادف البعض والذي ينادي بشيء ولا يطبقه , فنصاب بخيبة أمل فيه, أوافقك في إن البعض , قد انحرف عن مسار ه , إلا أن ذلك لا ينطبق على الجميع , وإذا كان البعض قد شذ عن القاعدة , فذلك ليس دليلا على شذوذ الجميع , أما قبول برامج الحركات الثورية , أو رفضها, فهذا ما لا يمكن إجبار احد على قبوله , أو إرغام احد على رفضه , فهي مسألة تنبع من الدرجة التي يلقاها ذلكم البرامج من قبول , لدى الفئة المستهدفة.
الواقع الآن , يقول إن معاناة إنسان دار فور مستمرة , بينما لا يزال الجانب الحكومي متعنتا , برفضه دفع عجلة المفاوضات في ابوجا , فالخاسر الوحيد هو مواطن دار فور . ولنا عودة باذن الله
|
|
|
|
|
|