دخول السودان للأوبك في الوقت الحالي خطأ يجب ألا نرتكبه
دخول السودان للأوبك في الوقت الحالي خطأ يجب ألا نرتكبه تقديم ترددت تصريحات من مسئولين سودانيين عن نية السودان الإلتحاق بمنظة الدول المصدرة للبترول (أوبك). وكان وزير الطاقة والتعدين الدكتور عوض الجاز قد صرج في يونيو 2006 لمجلة سودان نيوز مبديا أمله في الإلتحاق بالأوبك في القريب العاجل وقال:"نحن مبتدأون في صناعة النفط. أعتقد أن لدينا الكثير لتعلمه داخل هذه المنظمة حيث يمكننا الإستفدة من تجربة الدول التي ظلت منتجة ومصدرة للنفط طويلة ولعبت دورا هاما في السوق العالمي" وكان وزير النفط النيجيري رئيس دورة أوبك في عام 2006 قد قال لوكالة الأنباء النيجرية أنه قد أجرى محادثات مثمرة مع السلطات السودانية حول إنضمام السودان لأوبك ولكنه يفضل عدم الإفصاح في الوقت الراهن وفي السابع عشر من يناير هذا العام نقلت رويتر من نيودلهي تصريحات لوزيرة الدولة بوزارة الطاقة والتعدين والتي طالما أشتكت في السودان من تهميشها، نقلت لها رويتر أطول تصريح حول إنضمام السودان لأوبك فقالت أن السودان لم يستبعد ذلك ولكننا نريد أن نقف على أرض صلبة قبل إتخاذ القرار ونريد أن نعرف لماذا ندخل الأوبك. ولعل ذلك فعلا تصريحا عاقلا يدعو للتأمل لماذا نريد أن ندخل الأوبك؟ وفي تقديري أن إنضمام السودان للأوبك في الوقت الراهن خطأ كبير ينبغي ألا نرتكبه. وسأورد أسبابي لهذا الرأي بعد أن أقدم نبذة عن الأوبك وعن حاضر ومستقبل الإستكشافات البترولية في السودان. الأوبك بين إحتكار القلة والحفاظ على حقوق منتجي سلعة أولية تأسست الأوبك في مؤتمر عقد في بغداد على أيام عبد الكريم قاسم في 10-14 سبتمبر عام 1960 وكانت الدول المؤسسة هي العراق، إيران، السعودية، الكويت وفنزويلا وأنضمت أليها قطر (1961) وأندونيسيا وليبيا (1962) والأمارات العربية المتحدة (1967) والجزائر (1969) ونيجريا (1971) ثم أنضمت اليها الإكوادور في عام 1973 وخرجت منها في عام 1992 ، كما أنضمت لها الغابون عام 1975 وخرجت منها عام 1994 وألتحقت بها مطلع هذا العام 2007 أنجول (المصدر صفحة الأوبك في الأنترنت). ونلاحظ أن عضويتها الآن 12 دولة وجميعها من الدول النامية، بينما تبقى كل الدول الصناعية المنتجة للبترول مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والنرويج وأستراليا والصين خارج الأوبك، ولكن توجد دول نامية منتجة للبترول أخرى خارج الأوبك مثل تشاد، عمان، المكسيك، البرازيل وبوليفيا والإكوادور وكازخستان ومليزيا وسوريا ومصر وغينيا الإستوائية وفيتنام والسودان (المصدر الإكونمست إنتلجنس). الهدف الأساسي لإنشاء الأوبك كما تقول وثائق المنظمة هو تنسيق وتوحيد السياسات النفطية للدول الأعضاء وضمان إستقرار أسعار البترول لضمان عرض كفؤ وإقتصادي ومنتظم للمستهلكين ودخل مستقر وعائد عادل لراس المال للمستثمرين في الصناعة النفطية (الأوبك مصدر سابق). وفي الحقيقة أن الهدف المباشر عند إنشاء الأوبك كان الضغط على الشركات الأجنبية العاملة في إستغلال البترول في تلك البلاد وخاصة ما يسمى بالأخوات السبعة وهي: 1. ستاندرد أويل أوف نيو جيرسي (أسو) والتي أصبحت فيما بعد أكسون والآن تحمل اسم أكسون موبيل 2. رويا دوتش شل 3. الشركة الإنجليزية الفارسية للزيت (التي كانت اساسا ستاندرد أويل أوف إنديانا وأصبحت تحمل إسم بريتش بتروليم ثم إندمجت مع أموكو لتصبح أموكو بي بي والأن تعرف باسم بي بي(بريتش بتروليم). 4. ستاندرد أويل أوف نيويورك (أسكوني) والتي تحولت لموبيل ثم أصبحت أكسون موبيل بعد إندماجها مع إكسون. 5. غلف أويل والتي أشترت شيفرون معظمها وأشترت برتش بتروليم وكمبرلاند فارمز أجزاء منها ولكن مازالت بعض الطلمبات في الولايات المتحدة وبريطانيا تحمل اسم غلف أويل. 6. تكساكو والتي إندمجت مع شيفرون في 2001 وأصبح الاسم شيفرون تكساكو ولكن عادت في 2005 لتحمل اسم شيفرون فقط بينما أستمر إستعمال تاكسكو كاسم مميز لبعض منتجات وطلمبات شيفرون في العالم. وكان إسم الأخوات السبعة قد أطلقه عليها الإيطالي إنريكو ماتي العضو اليساري في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي كلف بواسطة الحكومة الإيطالية لتصفية أجيب، ولكنه بدلا عن تصفيتها حولها لمؤسسة جديدة (ENI) وحاول أن يقيم علاقات مع الإتحاد السوفيتي السابق ويوقع عقودات إكتشاف بترول مع بعض دول الشرق الأوسط على أساس مبدأ المشاركة بحيث تنال الدولة التي يكتشف فيها البترول 75% ولكنه قتل في حادث طيران مشبوه عام 1962 وتقول التحقيقات التي جرت بعد أكثر من عشرة سنين أن طائرته قد أسقطت. وهناك إعتقاد واسع أن الأخوات السبع قد قتلنه. وقد أخرج عنه فيلم اسمه كاسو ماتي.(معلومات مستخلصة من الإنترنت). لعل قصة السنيور ماتي الأيطالي تعبر عن سطوة الأخوات السبعة ولهذا كانت فترة الستينات تعبر عن الصراع بين الأوبك والأخوات السبع والذي لم يصل إلى إقناع الأخوات السبع بزيادة نصيب الدول المنتجة للبترول (كان البترول السعودي الخفيف يباع ب 1.7 دولار البرميل بضغظ الأخوات السبعة). وقد لعبت حرب رمضان 1973 دورا كبيرا في إبراز الأوبك ككارتل يعمل على رفع الأسعار وذلك عندما قررت الدول العربية المصدرة للنفط عدم تصدير النفط للولايات المتحدة وحلفائها الذين أيدوا إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت أصبح دور الأوبك ككارتل منظم لإنتاج أعضائه ومؤثر على الأسعر العالمية دورا كبيرا. وقد كانت السبعينات من القرن الماضي هي العقد الذي سيطرت فيه دول الأوبك على إنتاجها من البترول أما بالتأميم (كحالة العراق) أو بقوانين شراكة أجبرت شركات البترول على الدخول في شركات مع الدولة أو شركاتها حيث تسيطر الدولة على القرار. وبهذا لعبت أوبك دورا كبيرا في التحرر الإقتصادي وفي سيطرة دول الأوبك على إنتاج أحد أهم السلع الأولية في العالم. ورغم أن أوبك لا تسيطر على الأغلبية المطلقة لإنتاج البترول في العالم فمثلا إنتاج أوبك في عام 2005 بلغ 30.7 مليون برميل في اليوم وهو يمثل 42.7% من إنتاج العالم البلغ 71.8 مليون برميل في اليوم إلا انها تختلف عن معظم الدول غير الأعضاء في أوبك بقدرتها على التحكم في الإنتاج ذلك أن معظم الدول غير الأعضاء في أوبك لا تسيطر على إنتاجها لأن الإنتاج في تلك البلاد تقوم به الشركات الخاصة (إن المكسيك إستثناء في ذلك وفي روسيا وضع عجيب حيث تسيطر الدولة عبر شركتها ترنسنفت على شبكة الأنابيب النقلة للبترول والغاز وتنمو شركتها العامة روسنفت خاصة بعد إستيلائها على يوكس أكبر وحدات إنتاج النفط) (الإكونميست أنتلجنس) وفي غير دول الأوبك فإن الشركات الساعية للربح تستغل كل طاقتها الإنتاجية والحكومات لا تملك أن تتحكم في كمية ما تنتج دون الدخول في مفاوضات قد تؤدي لتعويضات في حالة تقليل حجم الإنتاج. وإن شركات النفط تتخذ قراراتها وفقا لتوقعات الأسعار العالمية، فهي تزيد من نشاطها الإستكشافي وتحفر مزيد من الآبار في المناطق ذات التكلفة العالية عندما ترتفع الأسعار وتركز على المناطق ذات التكلفة الإستكشافية والإستثكارية المنخضة عندما تنخفض الأسعار (الإكونميست أنتلجنس). واقع ومستقبل السودان البترولي بدأ الإنتاج التجاري لخام النفط في عام 1999 بكمية إنتاج بلغت 20736053 برميل ارتفعت الى300الف برميل في العام 2004م ورغم أنه كان من المؤمل أن يصل الإنتاج ببداية عام 2006 إلى نصف مليون برميل في العام إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن ويتراوح الإنتاج بين 300 و400 ألف في أحسن التقديرات. ولكن هناك عقودات كثيرة للبحث للبترول في كل أنحاء السودان ووزارة الطاقة تطمع في جذب مزيد من الشركات للبحث عن البترول في مربعات السودان المختلفة. وقد قلنا من قبل "وإن شركات النفط تتخذ قراراتها وفقا لتوقعات الأسعار العالمية، فهي تزيد من نشاطها الإستكشافي وتحفر مزيد من الآبار في المناطق ذات التكلفة العالية عندما ترتفع الأسعار وتركز على المناطق ذات التكلفة الإستكشافية والإستثكارية المنخضة عندما تنخفض الأسعار" فإن جذب مزيد من الشركات يعتمد على الأسعار العالمية، التكلفة المحلية وشروط العقد للتنقيب. لقد أصبح لإنتاج البترول يشكل حوالي 14.3% مى الناتج القومي الإجمالي وحوالي 80% من عائد الصادرات القومية وتمثل عائدات البترول حوالي 50.9% من إجمالي إيرادات الميزانية المقدرة على المستوى القومي وتعتمد ميوانية الإقليم الجنوبي تماما على نصيب الجنوب من عائدات البترول وذلك مبني على إنتاج بترول يبلغ 520 ألف برميل في اليوم بإفتراض سعر 45 دولار للبرميل المصدر. إن هذا بالضبط هو الوضع الذي لا يسمح لنا بالإنضمام للأوبك في الوقت الراهن وفي المستقبل القريب. لماذا؟ إن الأوبك كما أوضحنا سابقا تعتمد في تنظيمها لسوق البترول على تأثيرها على المعروض من البترول بتخصيص "كوتات" لكل دولة منتجة وهذا ما دفع الدول التي تنتج أقل من مليون برميل بالبقاء خارج الأوبك لأنها لا تستطيع تخفيض إنتاجها. ونحن لن نستطيع تخفيض إنتاجنا بل نسعى بكل الطرق لزيادته وزيادة صادراتنا. وهذا مما جعل السيد كريستوف رول نايب كبير إقتصاديي برتش بتروليم بالتصريح لنشرة >و جونز الإقتصادية أن الأوبك ستجد صعوبات في تقييد الإنتاج إذا أنضكت إليها دول سريعة نمو الإنتاج البترولي مثل أنجولا والسودان. وبالطبع فإن السيد رو يخطئ عندما يضع أنجولا والسودان في كفة واحدة فأنجولا تمثل ثاني منتج للنفط بعد نيجريا في أفريقيا جنوب الصحراء وقد بلع إنتاجها 1.4 مليون برميل في اليوم وكانت تنسق سياستها مع الأوبك طوعيا وتقطع من إنتاجها قبل إنضمامها. والمسألة تبدو واضحة إذا أخذنا في الإعتبار أن أوبك فشلت بتنفيذ قرارها في أكتوبر الماضي بتقليل الصادر من دولها بمليون وففقا لتقرير نشرته الفاينناشيال تايمز فإن أوبك تواجه صعوبة حقيقية في تقليل الإنتاج الآن بما يساوي 1.2 مليون برميل في اليوم إذا أردت أن توقف تيار إنخفاض الأسعار الحالي (15 يناير 2007) وأورد نفس التقرير تصريح رئيس فنزويلا بعد لقائه الرئيس الأيراني أن الدولتين اتفقتا على العمل مع بقية دول الأوبك والدول غير الأعضاء للحفاظ على سعر النفط ولا سبيل لذلك بعير التخفيض فهل نذهب لتجمع قد يجبرنا على تقليل إنتاجنا أو في أحسن الأحوال عدم زيادته. إننا نستطيع أن نستفيد من أرتفاع الأسعار الذي ستحققه الأوبك دون أن نكون أعضاء فيها مثل تفعل روسيا والمكسيك والدول عير الأعضاء الأخرى. إن جدذبنا لمزيد من الإستثمارات في مجال التنقيب يعتمد على مرونة إنتاجنا وإمكانية زيادة صادراتنا البترولية. إن دخولنا الأوبك لن يتيح لنا تلك المرونة. لهذا أنا أويد ما ذهبت له وزيرة الدولة للطاقة عندما قالت ينبقي أن نقف على قاعدة صلبة ونعرف ماذا سنجني من الأوبك. (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 01-31-2007, 11:04 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]