لن نلقاه ثانية . حُزن وفاجعة تترصدنا والوطن دوماً . نفيس هبط لجوف الردى ، و للردى ألا يهنأ .
كان دائماً يقول : هذا هو الوطن الذي يسعنا جميعاً لو لا الظلم .
يتبعثر أبناؤك يا سودان بعيداً . يفرون من أرضك الشاسعة إلى أوطان المنافي الصغيرة . كبيرة هي المنافي برحابة قبول المقهورين ، رغم العنت ، فظلم ذوي القربى أمر .حسرة تملأ النفس أن أقرأ نعي لهذا الأكاديمي الفاره . بريده الألكتروني جاءني من شقيقه في السودان . قرأ أول موضوع أكتبه في السماوات عنوانه { دكتور وولتر هل تذكرني (1) } ، والموضوع يحكي عن رحابة العيش في جامعة الخرطوم أوائل السبعينات ، واختلاط الأعراق السودانية ، ومشاركة بعضهم الحياة بشكلها المُميز في ذلك الزمان . هي تجربة اقتسام الحياة الخاصة رغم الفروقات الإثنية والثقافية . اقتسمنا غرفة السكن في داخلية كردفان . كان حينها قادم من جامعة ماكرري بكمبالا في يوغندا ، وقد قضى ثلاثة سنوات فيها قبل التحاقه بجامعة الخرطوم ، ولإختلاف نظم القبول كان عليه أن يبدأ من السنة الأولى في كلية الإقتصاد صيف عام 1970 م . قلت في نفسي ، سأنتظر الوقت المناسب لنتواصل ثم نعيد ما بيننا . حرصت في المقال الأول أن تكون التجربة بالأسماء الأولى لعرض الإختلافات الإثنية ونحن نعيشها في مُقتبل الشباب ، دون المساس بالخصوصية .لم ألتقيه منذ السبعينات . تقلد منصب وزير العمل الإتحادي أيام وزارة السيد الصادق المهدي الأولى في مايو 1986 م ، وعند الإختلاف ، فارق حزبه الإئتلاف . بعد الإنقاذ هاجر للمملكة المتحدة لاجئاً حتى تاريخ رحيله . التقينا و على صفحة الوطن الغالي تفرقنا ، وعمرت بيننا صلة ثم انقطعت . أسهبت يا دكتور صدقي وأوفيت الرجل الكثير من حقه وقد كان رفيقاً لك ، ولن أزيد على ما ذكرت غير أن ثلاثين عاماً لم تُنسيني تلك الشخصية المُتألقة منذ عرفتها أول مرة وكان حينها في عامه الجامعي الأول في جامعة الخرطوم . لروحه أن تصعد الأعالي وبه وبالناس المَسرة ، وعلى الأرض والوطن السلام والمحبة .
العزاء لك يا صدقي و لأبناء وبنات الشُلك بالمملكة المتحدة والوطن والعالم ولأسرته المكلومة وللأصدقاء ولنا جميعاً .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة