لمن فاتم الاستمتاع ايضا : لااقبل ان يضربنى زوجى ولو بسواك ....لنا مهدى

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الدراسات الجندرية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2005, 04:24 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن فاتم الاستمتاع ايضا : لااقبل ان يضربنى زوجى ولو بسواك ....لنا مهدى (Re: محمد عبدالرحمن)

    آليات الاجتهاد :
    كان القياس والإجماع هما آليات الاجتهاد بالإضافة لآليات أخرى مختلف على حجيتها، القياس ليس محكما لأنه لا يكون التشابه محكما أبدا وكذلك الإجماع لم يتحقق اللهم إلا في الأمور غير الخلافية. لا سبيل للخروج من محدودية المنطق الصوري هذا إلا بالركون لوسائل أخرى أجدى أهمها:
    المقاصد: فلدى التعارض بين نصوص الجبر والاختيار فان مقاصد الشريعة ترجح أن تكون آيات الاختيار هي المحكمة لان إنكار الاختيار يهدم مسئولية الإنسان عن أعماله وهذا يهدم الأخلاق.
    الحكمة: في كثير من النصوص يذكر الكتاب والحكمة وهي ملكة متاحة للرسل ولغيرهم من البشر قال تعالي: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَ شَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) .
    وجاءت في القرآن إشارة للقمان الحكيم وغالب الظن أن لقمان هذا هو أركمان أو أرقمان أحد ملوك مروي العظام، وهو يصور في مقبرته بعين كبيرة تعبر عن الحكمة. قال تعالى: (آتَيْنَا لُقْمَان الحِكْمَةََ) . والأثر يقول الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
    المصلحة: يقول نجم الدين الطوفي أن المصلحة مرجعية راجحة في الشريعة لأنها تنشد: لا ضرر ولا ضرار.
    العقل: على حد تعبير الإمام الشاطبي فإن مطالب الشريعة لا تناقض مدركات العقول.
    العدل: قال الإمام ابن القيم كلما تحقق به العدل هم من الشرع وان لم يرد به نص.
    السياسة الشرعية: وهذه تمكن قيادة المجتمع الشرعية أن تتخذ سياسات لم يرد بها نص ولا قياس ولا إجماع مثل ما فعله عثمان بن عفان رضى الله عنه من توحيد نص المصحف وإحراق النصوص الأخرى. وما فعله عمر رضى الله عنه من عدم توزيع أرض السواد غنيمة للمجاهدين وهلم جرا.
    المعرفة: الاعتراف بالمعرفة التي يدركها الإنسان عن طريق العقل، والتجربة، والحواس، في أمر الكتاب المشاهد أي الطبيعية التي فطرها الله على سنن وقال: ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) وقال (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِين * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
    استخدمت هذه الوسائل في اجتهاداتي وكانت النتيجة طائفة من المؤلفات اذكر منها : العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي – جدلية الأصل والعصر – الدولة في الإسلام – المرأة وحقوقها في الإسلام إلى آخر القائمة التي عبر كتب، ورسائل ومحاضرات، زادت عن مائة مداخلة في كافة قضايا الفكر في الساحة. وسوف أتناول هنا تفصيلا ما يتعلق بكافة أنواع التمييز ضد المرأة.
    5 المفاهيم المؤسسة لدونية المرأة ونقدها
    لقد ذكرت في دراستي عن المفاهيم المؤسسة لدونية المرأة أن الديانات الكبرى والحضارات القديمة مجمعة على مبادئ وأحكام كرست دونية المرأة وأود أن أؤكد هنا أن ما جاء به الإسلام من تعاليم وأحكام خاصة بالمرأة إذا قورن بحالها في اليهودية، والمسيحية، والزردشتية، والهندوسية، والبوذية، وغيرها من الأديان والثقافات فإنه يمثل طفرة تحريرية تأريخية للمرأة.
    ولكن الفكر الإنساني تطور تطورا جسدته حركة حقوق الإنسان.. لن أخوض في تفاصيل هذه الحركة إلا منذ الحرب الأطلسية الثانية ( 1939 – 1945 ) . الخطوة الأولى في هذا المجال كانت ميثاق الأمم المتحدة الذي صدر في عام 1945 ، وكان أول إجراء خاص بالمرأة في ظل هذا الميثاق هو إنشاء لجنة مركز المرأة في 1946 باعتبارها لجنة فنية تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
    ثم صدرت ثلاثة صكوك صارت تعتبر مرجعيات الشرعية الدولية لحقوق الإنسان وهي :
    • الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن عام 1948.
    • العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966.
    • العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية عام 1966
    وعلى أساس هذه المرجعيات لا سيما مبدأ المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة صدرت سلسلة من الاتفاقيات الخاصة بأوضاع المرأة. هذه السلسلة بلغت قمتها بعد ثلاثين عاماً في معاهدة القضاء على جميع أنواع التمييز ضد المرأة المعروفة اختصارا بسيداو. اتفاقية أجازتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1979. هذه الاتفاقية هي اكثر الاتفاقيات الدولية عضوية في الأمم المتحدة إذ انضمت إليها 171 دولة ليس السودان منها.
    وفي عام 1993 تبنت الأمم المتحدة الإعلان العالمي بشأن القضاء على العنف ضد المرأة.
    ومنذ عام 1975 حتى عام 2000 عقدت خمسة مؤتمرات عالمية بشأن المرأة.
    أهم هذه المواثيق والمعاهدات قاطبة هو الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والمواطن الصادر عام 1948. هذا الميثاق واجه تحفظات من كثير من المتحدثين باسم الإسلام وقد تناولته في محاضرة ألقيت أمام مؤتمر نظمته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في مدينة جنيف في نوفمبر 1998حول "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من منظور إسلامي". هذه الدراسة تجدونها مرفقة ولا حاجة هنا للتكرار.
    ولكن ماذا بشأن معاهدة سيداو؟.
    كل الثقافات العالمية تضطهد النساء وبعضها أهون من بعض، والثقافة اليونانية (إحدى روافد الحضارة الغربية الحديثة) ربما من أسوئها في هذا المجال وتوجد بعض الثقافات الأمومية التي تعطي المرأة مكانة أرفع من غيرها، وقد شهدنا في السودان ذلك، فالمؤرخون لتاريخ السودان القديم أشاروا لأن مروي كانت فيها ملكات قويات وأن المرويين قوم يحترمون النساء. إن الحضارة المروية السودانية كانت من قلائل ثقافات العالم القديم منذ قبل ميلاد السيد المسيح التي عاملت المرأة باحترام لإنسانيتها. هذه الحقيقة استقرت في الوجدان السوداني حتى أنه وفى أحلك ظروف الثقافة الإسلامية أي في القرن السادس عشر الميلادي نادى الشيخ فرح ود تكتوك بتعليم المرأة
    وعلم لما ملكت يداك عقائداً كذا أصل الطريقة لا تـــــــــذر
    بنات وأبناءاً شيباً عجائــزاً خديماً وحرات كذا عبدك الذكر
    لهذا السبب لم يكن مستغرباً أن يتبنى تعليم المرأة سودانيون ذوى ثقافة تقليدية أمثال الإمام عبد الرحمن الذي اتخذ موقفاً إيجابياً من نهضة المرأة، ولا أن يتبنى محبه الشيخ بابكر بدرى الحاصل مثله على ثقافة تقليدية ريادة تعليم المرأة في السودان. وعلى هذه الخلفية لم يكن مستغرباً أن يحظى مشروع حقوق المرأة في السودان بإجماع القوى السياسية.
    إن المجتمعات الغربية بما جرى فيها من طفرات علمية وثقافية قضت على الأمية وأسست دولة القانون إضافة للطابع الفرداني في الحضارة الغربية، مما سمح للنساء بنيل الحقوق فعلا وتطبيق ذلك بشكل أكبر مما في العالم الإسلامي والعربي حيث الثقافة لا زالت غالبة بتفسيراتها الحاطة من المرأة وكذلك هو الاجتهاد الديني الغالب في العالم الإسلامي، أو في مجتمعات لا زالت القيم فيها جماعية (كما في إفريقيا) وتضربها الأمية، فالقانون فيها حتى إذا أجيز لا يطبق فعلا. في هذه المجتمعات تتضافر العوامل الثقافية والمرجعية الدينية السائدة لتكريس دونية المرأة ومهما جاء في المواثيق الدولية فإن الثقافات، والمجتمعات الغالبة على الأفراد يمكن أن تأخذ بالشمال ما تعطيه الاتفاقيات باليمين.
    منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي لاحظ الفكر العالمي أن للأديان والثقافات قبضة خاصة على الشعوب وأن الذين يسعون لتطوير هذه الشعوب دون اهتمام بآثار الدين والثقافة سيجدون أن برامجهم معلقة في برج عاجي.
    لذلك وقبل الحديث عن سيداو أود أن أذكر وأبطل كافة المفاهيم المكرسة لدونية المرأة في الرؤية الدينية وفي الثقافة السودانية.
    نحن بحاجة لثورة ثقافية إسلامية في أمر المرأة تطرد المفاهيم المكرسة لدونية المرأة طرداًُ مؤسسا على اجتهاد رصين كالآتي:
    أولا: يقولون بموجب النص (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ) أنها نصف الرجل. الوراثة في الإسلام تقوم على أمرين القرابة وحاجة الوريث. الرجل في الظروف العادية يقوم بالكسب وعليه واجب النفقة لأن المرأة تقعدها ظروف كثيرة: النفاس، والحمل، والرضاعة. ولكن الحقيقة أننا إذا نظرنا إلى نظام التوريث الإسلامي نرى أنه متى انتفت هذه الحاجة يتغير الحكم فعندما يكون للشخص المتوفي أم وأب فتنتفي ظروف النفقة المذكورة يتساوى نصيب الأم والأب (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) أي أن الأنوثة ليست سببا للدونية ولكن المسألة مربوطة بحقوق وواجبات. ماذا لو تخلى الرجال عن مسؤولية النفقة وصارت المرأة ربة بيت؟ أقول للمورث أو المورثة الثلث لاستيعاب هذه المستجدات، فالمسألة حقوق حسب الواجبات وليست مفاضلة نوعية بحيث نقول أن هذا النصيب يعني أن المرأة نصف الرجل وفي سائر الأموال الزكوات والصدقات تتساوى أنصبة الناس حسب الحاجة ـ فلا سبيل لتأسيس دونية المرأة على أساس نظام المواريث في الإسلام.
    ثانيا: يقولون أنها ربع الرجل في إشارة لتعدد الزوجات. في الحقيقة هناك عدم توازن نوعي بين الرجل والمرأة فالرجل دائما مستعد للعلاقة الجنسية ولكن المرأة مقيدة بظروف الحيض والحمل والنفاس هذه الظروف طبيعية وهي تعطل استعدادها والرجل والمرأة مختلفان في عمر الخصوبة، فعمر الخصوبة للرجل منذ البلوغ وحتى وفاته أما المرأة فينقطع عنها الحيض وبالتالي تنحصر الخصوبة في عمر محدد وهذا جزء من ظروف طبيعية ولكن انقطاع الحيض لا يعني انتهاء دور المرأة الإنساني كمواطنة وكمؤمنة، فالتعدد ليس واجبا أو فريضة إسلامية بل هو رخصة مشروطة بالعدالة وهناك اختلاف في التوازن العددي بين الرجال والنساء سببه أن ظروف الشدة كالحروب مثلاً تنقص من عدد الرجال وفي ظروف الرخاء تزداد نسبة المواليد من الإناث وفي ظروفنا المعاصرة نرى أن المناخ الثقافي العام والعرف جعل المرأة تستبعد فكرة أن يكون لها (ضرة) وهذا صار جزءا من التقاليد السائدة في المجتمع والعالم، فإذا كانت المرأة تتوقع عدم التعدد فإن وقوع التعدد سوف يتسبب في حرب أهلية داخل الأسرة وهذا يقوض ركنا أساسيا من مقاصد الشريعة الإسلامية في الزواج (المودة والرحمة) (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فانتفاء المودة والرحمة خطر كبير على نظام الأسرة.
    إذن هناك ظروف تتطلب التعدد وهناك ظروف تمنعه ونحن في الشريعة الإسلامية لا يجب أن نقف عند حد النصوص بل أن نأخذ في الحسبان عوامل أخرى أهمها مقاصد الشريعة والحكمة والعرف وظروف الزمان والمكان والمصلحة كل هذه العوامل تؤخذ في الحسبان عند صياغة الأحكام فلا نكتفي فقط بالمنطق الصوري في بناء الأحكام ولذلك لا بد أن نضبط التعدد على الأقل بموافقة الزوجة المعنية: والمهم أن التعدد لا يجب أن يؤسس لدونية المرأة لأن هناك نصوصا واضحة في المساواة بين الرجل والمرأة إنسانيا وإيمانيا (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ ) . (يا أيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) .
    المشكلة الأهم الآن في مجال الزواج هي أزمته، هنالك إحصاء يبين أن 25% فقط من الشباب ما بين سن 18 و40 سنة متزوجون. وأن نسبة الطلاق ارتفعت بحيث بلغت 40%. هذه الأرقام تدل على أن الأسرة في أزمة فما العمل؟
    هنالك اتجاهات نحو زيجات ميسرة توجب العقد ولكنها تسقط أركانا أخرى كزواج المسيار والزواج فريند، ولدى الشيعة زواج المتعة. المسألة هي أن الزواج المعهود بأركانه المعروفة يواجه مشاكل وينبغي أن تدرس هذه المشاكل لإيجاد صيغة شرعية ميسرة للعلاقة بين المرأة والرجل.
    لا أحد ينكر أن الحرب الأهلية والحكم الاستبدادي، وغلاء المعيشة عوامل شاركت في تشريد السودانيين داخل وطنهم وفى أركان العالم الأربعة وأن هذا ساهم في انحطاط الأخلاق وفى خلق ضرورات ألجأت الناس لممارسات غريبة وعلاقات سميت زواج عرفي. هذا المشهد كله بجوانبه المختلفة يتطلع لدراسة يترتب عليها علاج جذري.
    ثالثا: الشهادة
    الشهادة (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) . في هذا النص الحجة قائمة على أن النساء لم يعتدن العمل في هذا المجال: فالآية تتحدث عن معاملة لم تكن مما اعتادت عليه النساء في ذلك الوقت وهي التداين ولكن ماذا لو كانت المرأة على دراية بالأمر المراد الشهادة بشأنه؟ قال الإمام أحمد بجواز شهادة المرأة المنفردة إذا كانت أهلا لذلك وعلى كل حال فالشهادة لا تدل على قيمة إنسانية أو إيمانية، فقد قال معاوية بن أبي سفيان أحد دهاة العرب المرموقين إني لأرد شهادة من أرجو أن انتفع بدعائهم بمعنى أن هؤلاء الصالحون تشغلهم تسبيحاتهم وعبادتهم فلا يكونوا حاضري الذهن للشهادة.
    وفي ظروفنا المعاصرة لا يمكن أن نحكم بأن شهادة امرأة متعلمة ومؤهلة في مجال معين مثلا نصف شهادة رجل عادي لا تأهيل له في هذا المجال لأننا إن فعلنا ذلك نجعل من الشريعة أضحوكة. ومعاذ الله أن نفعل ذلك.
    رابعا: مسألة القوامة:
    (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا) .
    قال القرطبي عن الماوردي: القوامة هي قيام الرجال بحقوق النساء عند الزواج والقوامة لا تعني الحجر والاستبداد والتدخل في شئونها، فلها الولاية على مالها كاملة ولها سلطانها على نفسها فلا سلطان له على دينها ولا على اختيارها العام فلا وصاية له عليها في ذلك كله، والمؤسف حقا أننا في السودان نؤسس على هذه الآية دونية للمرأة ـ وأنا شخصيا ـ رأيت زعماء دينيين في عقد قران بناتهم يستخدمون صيغة (زوجتك مجبرتي) وهذا معناه أن المرأة لا حق ولا صلاحية لها في إبرام أمر يخصها، قال الإمام أبو حنيفة (كيف يعطي الله المرأة حق التصرف في مالها ولا يعطيها حق التصرف في نفسها) إن هذه التناقضات المضحكة لا تليق بالشريعة الإسلامية.
    خامسا: الدرجة:
    (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) .
    قال ابن عباس "الدرجة هي حق الرجال في التوسعة على النساء في المال والقرب وحسن المعاشرة) أي أن هذه الدرجة هي زيادة في التكاليف على الرجل وتقابلها علاوة الأمومة التي تعطي المرأة ميزة وأفضلية فعندما سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحق الناس بحسن الصحبة والبر قال: أمك قال ثم من؟ قال: أمك؟ قال ثم من؟ قال: أمك قال ثم من؟ قال: أبوك
    سادسا: الضرب:
    قال الإمام الشافعي (الضرب مباح وتركه أفضل) ولكن عندنا خيار آخر هو التحكيم، فلماذا نلجأ للضرب إذا كان في القرآن هذا الخيار البديل: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا) . والعلاقة الزوجية أساسها السكن والمودة والرحمة أما الضرب فيؤسس العلاقة على الخوف. نحن ينبغي أن ندرك أننا عندما نكون أمام خيارات متعددة علينا أن نختار ما يصلح لظروفنا الحالية. فالقرآن الكريم فيه المحكم والمتشابه (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) .
    فمثلا يجوز المعاملة بالمثل بموجب قوله تعالى: (فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) . كما يجوز العفو: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه) .
    هذه النصوص تفهم في إطار المحكم والمتشابه وتعلم بالفقه والاجتهاد تأسيسا على مقاصد الشريعة ومن مقاصد الشريعة في الزواج أن تقوم العلاقة الزوجية على السكينة والمودة والرحمة والضرب يفسد هذه المعاني فتكون نصوص المودة والرحمة هي المحكمة ونصوص الضرب هي المتشابهة، فلابد أن يكون لنا وعي وتدبر للقرآن الكريم، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) .
    إباحة الضرب بضوابطه الشرعية جعل كثيرا من الرجال يعتبرون أن ممارسته نوعا من التقوى، فالإنسان القوي بدنيا في العادة يجنح إلى حسم الخلافات بالقوة، وكذلك الدول بمنطق "الكاوبوي": بادر بالضرب ثم تحرى بعد ذلك!. ونتيجة لهذه الثقافة تنوع العنف ضد المرأة كالإسراع بقتلها في جرائم الشرف والمسارعة إلى ضربها. عقدت ندوة في جامعة عين شمس المصرية في مارس 2004م وفيها ذكر إن البحث الذي أجراه المجلس القومي للسكان أكد أن ثلاث من أربع من كل الزوجات يتعرضن للضرب من الأزواج. ولعل الباقيات هن اللائي يضربن أزواجهن! كما تدل على ذلك النكات الخاصة برفيعة هانم والسبع أفندي، أي أن الأسرة صارت جدول ضرب!. نعم الضرب في السودان أقل ولكن المطلوب الآن هو التخلص من هذه الثقافة والاستعانة بالتوجيهات الإسلامية المناسبة واستصحاب الثقافات الإنسانية.
    سابعا: حديث " أكثر أهل النار من النساء":
    يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر أهل النار قلن ولم ذلك؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين).
    هل هذا الحديث صحيح؟. هناك وسيلتان للتحقق من صحة الحديث: السند والمتن، هل متن هذا الحديث يتناسب مع ما نعلم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما نعلم من نصوص الكتاب كقوله تعالى: " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى." وقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ؟
    هل متن هذا الحديث يتفق مع الواقع الذي يقول أن أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة (خديجة) وأول من استشهد في الإسلام امرأة (سمية) وأول حافظة للقرآن امرأة (صفية) وأول أمينة سر (سر الهجرة ) امرأة (أسماء بنت أبي بكر) وأهم راوية للحديث امرأة (عائشة). وفي موقف هو من أخطر المواقف التي مر بها المسلمون (صلح الحديبية) حيث اختلف المسلمون في أمر أمرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم استشار عليه الصلاة والسلام السيدة أم سلمة فأشارت عليه بأن يحلق ويذبح أمام المسلمين ففعل وكان بذلك حسم للموقف في صلح الحديبية.
    فهل هؤلاء ناقصات عقل ودين؟ وكل مربيات الرسول صلى الله عليه وسلم كن نساء وكان عليه الصلاة والسلام يفاخر ويقول: (أنا أبن العواتق من قريش) وهل يتناسب متن هذا الحديث مع قوله صلى الله عليه وسلم " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم". وهل من الحكمة أن نروج لفكرة أن النساء ناقصات عقل ودين في زمن تتنافس فيها الأفكار والأيدلوجيات لتحقيق العدالة والمساواة وتعزيز حقوق النساء؟ هل يمكن لنا كمسلمين أن نستميل النساء إلى الدين بهذا المنطق؟ قال علي بن أبي طالب وهو صاحب حكمة نافذة (حكمة العلم اللدني) قال: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله).
    وهل توجد في الوجود كله تضحية أنبل من الأمومة ؟ وكل النساء يدفعن ضريبة الأمومة حيضا شهريا وأكثرهن يدفعنها حملا، ونفاسا، ورضاعة لذلك قال النبي (ص) الجنة تحت أقدام الأمهات.
    ثامنا: الحيض:
    هناك اعتقاد بأن الحيض عقاب للنساء لأن حواء أخرجت آدم من الجنة، وهذا اعتقاد إسرائيلي، أما في الإسلام فالحيض موجب للرخصة وليس للعقاب وليس للتنجيس وأحاديث أمهات المؤمنين تدل على ذلك: قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أناوله المصلاة فقلت له أنا حائض فقال: إن الحيضة ليست في يدك؟ وعندما طلب الإمام المهدي من زوجه أن تناوله المصحف واعتذرت بكونها حائض قال لها: (ناوليني المصحف فالمؤمن لا ينجس). وعلى المرأة أن لا تقطع صلتها بالله في فترة الحيض بسبب أنها لا تصلي فيمكن لها أن تقرأ وتسبح وتدعو، وقد روت أم أيمن أن النساء الحيض كن يخرجن ليشهدن صلاة العيد مع المسلمين
    تاسعا: سن اليأس:
    اليأس المقصود هنا هو اليأس من المحيض ومعناه أن المرأة تتخلص من أعباء الأمومة لتمارس حياة اجتماعية كاملة فهو بداية لحياة جديدة وليس نهاية للحياة كما يظن البعض.
    عاشرا: حديث أن المرأة والكلب يقطعان الصلاة:
    قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أنا أروي لكم الأحاديث وآتيكم بهذا وذاك من كلام رسول الله وتعلمون أنني أمكم أنا أقطع صلاتكم؟
    حادي عشر: (حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة):
    أولا: هذا الحديث رواه أبو بكرة وهو أحد ثلاثة شهدوا على المغيرة بن شعبة بالزنا والآخران هما نافع بن حارث وشبل بن معبد ـ ولم يشهد الرابع وهو زياد بن أبية إلا تلميحا فأسقط عمر بن الخطاب الحد عن المغيرة وحد أبا بكرة ونافع وشبل حد القذف. وحد القذف يقتضي علاوة على الجلد، ألا تقبل شهادة القاذف من بعد، قال تعالى: "فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ". .
    ثانيا: المعروف في التاريخ الإسلامي أن السيدة عائشة قادت معركة الجمل فاختلف الصحابة أيؤيدون أم المؤمنين أم لا، فروى أبو بكرة الثقفي عن عدم مشاركته في واقعة الجمل ( عصمني الله بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هلك كسرى قال من استخلفوا؟ قالوا ابنته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). هذا الحديث أورده أبو بكرة كتفسير لعدم مشاركته في واقعة الجمل وقد شارك فيها إلى جانب السيدة عائشة كثير من كبار الصحابة وإلى جانب الإمام علي كثيرون لم يرو عنهم أنهم سمعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث.
    ثالثا: هذا الحديث كذبه الواقع حيث أورد الطبري في تاريخه ( ثم ملكت بوران بنت كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنو شروان فذكر أنها قالت حين ملكت: البر أنوي وبالعدل آمر وأحسنت السيرة في رعيتها وبسطت العدل فيهم) إذن فهو حديث كذبه الواقع وهذا يعيدنا إلى قول علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟.
    رابعا: هذا الحديث يخالف نصا قطعيا في أمر مشابه وهو ما جاء في كتاب الله عن بلقيس ملكة سبأ التي أشاد بها القرآن.
    ثاني عشر: الاعتقاد بأن المرأة أخرجت آدم من الجنة:
    هذا مفهوم إسرائيلي أما النص القرآني فيقول "فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ" " وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى"
    ثالث عشر: القول بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج:
    يروى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ " ..لا يمكن أن يكون هذا الحديث صحيحا لأن الله يقول: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونساء"
    رابع عشر: الحجاب:
    الحجاب ليس عربيا ولا إسلاميا وكلمة حجاب لا تعني الزي وإنما المقصود بها الساتر الموجود في بيت النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في القرآن "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ "
    المطلوب في الإسلام الاحتشام وليس إلغاء الذات وإعدام الشخصية بإخفاء الوجه. والآيات القرآنية مثل قوله تعالى: " يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ" وقوله تعالى: " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" كلها تدل على وجوب الاحتشام وقال الدكتور عبد السلام زناني في اختلاط الجنسين عند العرب: " كان اختلاط الجنسين عند العرب عاديا أما الحجاب فهو عادة يونانية. وقال الأستاذ عبد الواحد وافي: فكان النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والعهد الأموي يختلطن بالرجال ويساهمن إلى جانبهم في مظاهر الحياة الاجتماعية حتى القتال فعرفت أم عمارة في غزوة أحد وأم سليم في غزوة حنين وأمية بنت قيس الغفارية في غزوة خيبر وكانت المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تخرج وحدها، إلى مسافات بعيدة لقضاء حوائجها.
    خامس عشر: الختان:
    الختان بالنسبة للرجل يزيل زائدة قذرة أما بالنسبة للمرأة فهو عدوان على عضو تناسلي وهذا أمر خطير وكل أنواع الختان سواء المخفف الذي يسمونه سنة أم المغلظ المسمى بالفرعوني كله في الحقيقة عدوان على عضو تناسلي.
    الإمام الشوكاني في نيل الأوطار قال لم يصح في ختان المرأة حديث وكذلك قال سيد سابق في فقه السنة. والقرآن ذكر أشياء كثيرة في شأن المرأة منها الحيض والنفاس والرضاعة والعدة ولم يذكر الختان.
    ومن مقاصد الشريعة الثابتة لا ضرر ولا ضرار والختان ضرره محقق ومن أضراره أنه يذهب بالمتعة، والمتعة الحلال بين الزوجين مطلوبة في الشريعة قال الإمام الغزالي: "إذا قضى أحدكم وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي نهمتها".
    فالمختونة مشوهة بقطع جزء من عضوها التناسلي وهذا التشويه يعوقها جسديا ونفسيا وعلينا أن نقف موقفا صارما من هذا العدوان على الأنوثة. هذا المعنى نظمته في بيتين:
    ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ساءت في الورى أحدوثة
    لا تقل خفاض بل خفـض بالغ الأذى لعضو الأنوثة
    هناك نصوص أخرى يستدل بها على دونية المرأة منها " وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى " " فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمْ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُون أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُون وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِين مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" " أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى"
    النص الأول" وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى " هو في الحقيقة يقرر الأفضلية للأنثى ولكنها للأنثى المعنية هنا وهي (مريم بنت عمران) هي المعنية بالتفضيل، فالبعض يفسر عبارة ليس الذكر كالأنثى لصالح الذكر خلافا لما تذهب إليه. أما بقية النصوص فهي تخاطب المفاهيم السائدة في أذهان المخاطبين أما قوله تعالى: " أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ" المقصود في هذه الآية أسلوب التربية اللين والمترف سواء كان للذكور أو الإناث.
    سادس عشر: روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال عندما دفن إحدى بناته " دفن البنات من المكرمات":
    وهذا تعبير عن أشواق وأدية ـ أشواق إلى وأد البنات ـ وهذه ذهنية الجاهلية التي يعبر عنها شاعرهم:
    لكل أبــي بنت يرجـو صلاحها ثلاثـة أصهار إذا ذكــر الصهـر
    بعـل يصونها وبيت يضمها و قبر يواريها وخيرهــم القبــر
    هذه أصداء ذهنية ذكورية تعتدي على كرامة المرأة الإيمانية والإنسانية وتلاحقها بهجاء نوعي إن موتها خير من حياتها. هل يقول عاقل بهذا لأمه، وبنته، وزوجه، وأخته؟!. النبي (ص) يقول: بشروا ولا تنفروا.. هؤلاء ينفرون نصف المجتمع من الدين.
    إن اضطهاد المرأة ظاهرة إنسانية عمت جميع الحضارات والثقافات:
    ففي الصين القديمة تقول القاعدة التي كانت متبعة في التراث الكونفوشي: "النساء آخر مكان في الجنس البشري ويجب أن يكون من نصيبهن أحقر الأعمال". في الهند تقول المادة 147 من قانون مانو: "لا يحق للمرأة في أي مرحلة من مراحل حياتها أن تجري أي أمر وفق مشيئتها حتى لو كان من الأمور الداخلية لمنزلها". وحتى القرن السابع عشر كانت تحرق المرأة مع زوجها عند موته. قانون حمورابي 1752 ق.م كان يقول بأنه "يمكن للرجل رهن زوجته وأطفاله ثلاثة سنوات"
    في الزردشية والمزدكية "المرأة كائن غير مقدس". في اليونان يقول أرسطوطاليس بأن "المرأة أدنى فكريا وبيولوجيا من حيث قدرتها العقلية والبيولوجية وحكم الرجل عليها كحكم الروح على الجسد وحكم العقل على العاطفة". كان وأد البنات معروفا لدى اليونان والرومان وكن يتركن للموت في الخلاء. نص القانون الروماني على أنه "إذا بلغ الصبي أربعة عشر عاما تحرر من الوصاية أما الفتاة فتظل تحت الوصاية". وفي الثورة الفرنسية كان قانون نابليون هو دونية المرأة وتبعيتها. في اليهودية المرأة منجسة وهي مسئولة عن خروج آدم من الجنة ولذلك فهي معاقبة بالحيض. في المسيحية يقول سانت أوجستين: "لا أعرف أية فائدة للمرأة للرجل إلا إنجاب الأطفال". ويقول أحد علماء المسيحيين ويدعى ترتليان مخاطبا المرأة: " أنت باب الشيطان هاتكة الشجرة المحرمة، أنت دمرت الرجل، الرجل خلقه الله على صورة الإله وبسببك كان على ابن الله (المسيح) أن يموت فداء للخطيئة" أي أن المرأة هي التي قتلت المسيح بخطيئتها فوجب عليه أن يموت فداء للإنسانية. هناك حلف طبيعي بين المرأة والشيطان في المسيحية واليهودية، ولذلك لم تأخذ المرأة في أوربا حقوقها إلا عبر صراع طويل، وحتى مارتن لوثر وهو قائد الإصلاح في المسيحية قال: "انتزع النساء من تدبير شئون المنزل تجدهن لا يصلحن لشيء".
    إنني أسوق هذه الشواهد لأدلل على أن اضطهاد المرأة في تلك الحضارات والثقافات كامن في نصوصها الأصلية المؤسسة لتراثهم أما نصوص الإسلام الأصلية فهي لا تؤسس لدونية المرأة، والدونية جاءت من تفاسير واجتهادات وضعية ولكن النصوص المحكمة هي نصوص المساواة والعدالة والتكريم.
    وفي التراث الثقافي نجد أيضا ما يؤسس لدونية المرأة، فمثلا في "الهدهدات" للأطفال نجد تمييزا بين الطفل الذكر والطفلة الأنثى. فمثلا تقول امرأة سودانية تهدهد طفلها:
    أريدو حمتدو بيتو دخلتو
    زادو أكلتو وماتت بتو
    وجيت سابلتو
    وكذلك عند ميلاد الذكر تكون التهنئة: (مبروك ويربى في عزكم) أما عند ميلاد الأنثى يكون العزاء (جعلها الله من المستورات) وهذا كله من المفاهيم الجاهلية:
    ولم أر نعمة شملت كريما كنعمة عورة سترت بقبر
    وهذه الدونية شكلت تحديا أمام المرأة في السودان وغيره من البلاد العربية والأفريقية فأصبحت المرأة أكثر جدية وتفوقا ونجاحا في مجالات التعليم والعمل. وفى 29 مارس 2004 دعتني إدارة مدارس القبس لأخاطب فصل الموهوبين من سن9 إلى 13سنة وكان في الفصل حوالي ستين طفلاً كانت نسبة البنات تبلغ الثلثين. وما برحت نتائج الشهادة السودانية تسجل تفوق البنات تفوقاً حاسماً.
    سابع عشر: حديث "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من حقه عليها". هذا الحديث منكر المعنى وينافي روح التوحيد التي جاء بها الدين الإسلامي وإن كان السجود هنا لا يفيد العبادة مطلقاً. ولا يمكن أن يقال هذا الحديث وكان الناس قريبين من عهد الشرك وعبادة الأصنام، وأين هذا الحديث من قوله تعالى: "فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ" وقوله تعالى: " وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" وقوله تعالى: "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" .
    ثامن عشر: مسألة العدة:
    تقاليد التعامل مع المرأة المتوفى عنها زوجها في السودان تقاليد قاسية أشبه بالتقاليد الهندوسية وهذه التقاليد لا علاقة لها بالإسلام، فترة العدة الهدف منها استبراء الأرحام وليس معاقبة المرأة. الآية المانعة لكل هذه الخزعبلات هي قوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) .
    تاسع عشر: حديث أطيعي زوجك:
    من الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أن هناك رجل خرج إلى سفر وعهد إلى امرأته أن لا تنزل من العلو إلى أسفل وكان أبوها في الطابق الأسفل فمرض أبوها فأرسلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تستأذنه في النزول فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أطيعي زوجك. فمات أبوها فأرسلت المرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستأذنه في النزول فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: أطيعي زوجك. فدفن أبوها فأرسل لها الرسول صلى الله عليه وسلم إليها يخبرها بأن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها.
    من علامات الوضع في هذا الحديث أنه يتنافى مع قوله تعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" ويتنافى مع قاعدة أصولية معروفة هي أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والخالق يأمر بالإحسان للوالدين بقوله: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" .
    ذكرت الآن تسعة عشر مسألة من المسائل المؤسسة لدونية المرأة حسب تفاسير واجتهادات معينة ويتوقع أن تتفقه النساء في الدين ويحدثن تنويرا في المفاهيم والنصوص والتفاسير بما يزيل هذه الدونية، ونحن مطالبون بذلك لأن هذه الدونية تحدث شللا في المجتمع ولابد من إزالتها أما الثقافات غير الإسلامية في السودان فإن نصيب دونية المرأة فيها أكبر ولن أخوض في تفاصيل تلك الدونية ولكنني أشير إلى إننا اقترحنا ميثاقاً ثقافياُ لكافة أهل السودان صدر هذا المشروع في عام 1998 ويمكن الرجوع إليه، وفيه اقترحنا أن تراعى كافة الثقافات ضرورة الالتزام بمواثيق حقوق الإنسان لاسيما المتعلقة بإنصاف المرأة.
                  

العنوان الكاتب Date
لمن فاتم الاستمتاع ايضا : لااقبل ان يضربنى زوجى ولو بسواك ....لنا مهدى محمد عبدالرحمن10-05-05, 04:22 PM
  Re: لمن فاتم الاستمتاع ايضا : لااقبل ان يضربنى زوجى ولو بسواك ....لنا مهدى محمد عبدالرحمن10-05-05, 04:24 PM
    Re: لمن فاتم الاستمتاع ايضا : لااقبل ان يضربنى زوجى ولو بسواك ....لنا مهدى محمد عبدالرحمن10-05-05, 04:27 PM
    Re: لمن فاتم الاستمتاع ايضا : لااقبل ان يضربنى زوجى ولو بسواك ....لنا مهدى محمد عبدالرحمن10-06-05, 09:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de