|
Re: التحية للمراة السودانية (Re: sultan)
|
قضايا المرأة السودانية سياسة التكيف الهيكلي وأثره على المرأة العاملة هذا عنوان الورقة القيمة التي قدمتها السيدة بثينة الخرساني الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة أم درمان الأهلية في أبريل 2001 بمنتدى المرأة - مركز الجندر (Gender ) للبحوث والتدريب بالتعاون مع مؤسسة فريد ريش آيبرت الألمانية.
الدراسة جديرة بالنشر في الصحف اليومية لتعم فائدتها. ما يميز الورقة، انها طرقت وبمنهج علمي رصين الآثار الضارة العديدة المركبة التي تركتها سياسة التكيف الهيكلي وتحرير الاقتصاد والخصخصة على المرأة العاملة في السودان. وهي توضح بالإحصائيات ان جل النساء العاملات في القطاعين العام والخاص تتركز وظائفهن في أدني السلم الوظيفي. وفي القطاع الخاص فان 68.6% من النساء في القطاع الصناعي يشغلن وظائف عاملات إنتاج، وهو أدنى مستوى من الوظائف. كذلك توضح الأرقام ان المسجلين من الخريجات للعمل في القطاع العام، رغم تقارب أعدادهن من أعداد الخريجين، إلا ان الذين يستوعبون من الخريجين يفوق عددهم الخريجات في كل الظروف. ليس ذلك وحسب، بل النساء يعانين من عدم المساواة في الترقي في السلم الوظيفي مقارنة بالرجال. وان غالبية النساء في القطاع العام يمكثن في اسفل السلم الوظيفي ولا يبارحنه.
ويمتد هذا التمييز أيضاً إلى التدريب واكتساب المهارات، إذ يستأثر الرجال بالنسبة الأكبر في فرص التدريب الداخلي والخارجي معاً، ولا تتجاوز نسبة النساء في بعض التخصصات مثل الزراعة على سبيل المثال، حتى في حالة التدريب الداخلي الذي لا يحتاج إلى (محرم) 8% - 332 رجلاً مقابل 28 إمراة. ويتدنى العدد إلى 71 امرأة مقابل 996 رجلاً في التدريب الخارجي في مجال التخطيط اشتهرت فيه النساء بمقدراتهن الفائقة.
وتتناول الورقة أيضا أثر الخصخصة على المرأة العاملة والذي يتجسد كابشع ما يكون في التشريد الجماعي للعاملات وما يحدثه ذلك من إفرازات اجتماعية بالغة الضرر تصل حد المأساة في معظم الحالات ويقود مباشرة إلى اختلال في التوازن الأسري إذ ينعكس على المأكل والمشرب والعلاج والتعليم وغيرها من الإفرازات بصورة سالبة. الأرقام توضح ان عدد المشردين في الأعوام 1997/2000 بلغ أكثر من 22 ألف، تتراوح أعمارهم بين 25- 35 سنة وتصل نسبة النساء بينهم إلى أكثر من 54.8%. العدد الحقيقي للمشردين والمشردات يفوق ذلك كثيراً إلا ان التعتيم المتعمد على المعلومات يجعل الوصول إلى الحقيقة أمراً عصياً. والورقة تشير إلى انها وبعد جهد مضني بحثاً عن الحقيقة، حيطت علماً – شفاهة – بان العدد الذي كان يعمل في دار الهاتف، على سبيل المثال، 5 ألف موظف و 500 موظفة، ثم تدنى العدد ليصبح الآن 2900 بينهن 521 امرأة، وهناك مشروع مقدم للمعاش المبكر.أي المزيد من التشريد.
ان كان هناك مأخـذ على الورقة فأنـها لـن تتطـرق إلى وضـع المـرأة العامـلة في الـريف والتي تشـكل الغالـبية الساحـقة مـن النسـاء العاملات، رغم تقديرنا للمصاعب الموضوعية الجمة. ومع ذلك، فانه لا يقلل بأي حال من قيمة الورقة والجهد المقدر الذي بذل فيها وما لامسته من قضايا مفصلية في الاقتصاد السوداني. نأمل ان تواصل الأستاذة بثنية الخرساني أبحاثها في هذا الجانب من قضايا المجتمع وان تجد جهودها طريقاً للنشر في الصحف اليومية. وهذا هو مفتاح توسيع المشاركة في معالجة مثل هذه القضية الهامة التي تورق كل الحـادبين. ضيق الحـيز أجـبرنا على التركـيز إلى بعـض أهـم القـضايا في الورقة.
لا للخصخصة ... لا لتشريد العاملين والعاملات
الميدان 6/2001
===== في ذكرى (8 مارس) يوم المرأة العالمي
تمر ذكرى الثامن من مارس، (يوم المرأة العالمي) هذا العام، وبلادنا ترزح تحت نيران طغيان سلطة تعادي المجتمع بأكمله، والمرأة على وجه الخصوص. ويتضح ذلك جلياً في سياسة تفريغ مواقع العمل من النساء، بدءاً بإحالة آلاف النساء العاملات للصالح العام، وإلغاء وظائفهن … الخ، مروراً بسن (فرمانات) تحرم المرأة من العمل في بعض المواقع، وانتهاءً بتعديل قانون العمل، ليكرس ذات الخط المعادي للمرأة العاملة على وجه التخصيص.
تمر هذه الذكرى العزيزة على قلوب النساء، والمرأة السودانية، تواصل نضالها – رغم المعوقات – من أجل استرجاع حقوقها المسلوبة، ويتواصل عطاؤها وعملها، ويتجدد أملها في تحقيق مطالبها المشروعة في العمل والتقدم والاستقرار، فتخطو بشجاعة ومثابرة نحو تحقيق غاياتها الكبرى. وقد خاضت النساء معركة القوانين ضد والي الخرطوم في وحدة وتوحد كبيرين، يبشران بخير وفير، ورجاء كبير في معركتهن، التي لم تتخلف يوماً عن طموحات وأهداف شعبهن. هذا العام تصاعدت وتيرة النضال، والاحتفالات، والأنشطة المقامة على شرف (8 مارس) والمصاحبة لهذه الذكرى العزيزة، فقد صعدت جماهير النساء، نضالهن ضد الحرب والفقر، وسياسة الإملاق، وشاركت بفعالية واقتدار – داخلياً وخارجياً – في أنشطة هامة. فشاركت المرأة من الداخل شقيقاتها من الخارج في ندوة مركز الدراسات السودانية، والتي أقيمت بالقاهرة. وتواصل العطاء والبذل، فشهدنا داخلياً العديد من السمنارات وورش العمل والمنتديات، ومن بينها على سبيل المثال منتدى المرأة من أجل السلام الذي عقد في متحف السودان وقاعة الصداقة. وأبلت النساء بلاءً حسناً في جميع المعارك وفي كل المواقع، فلم تلن لهن قناة، ولم يتراجعن عن تصميمهن في استعادة حقوقهن التي سلبتها السلطة الغاشمة والغشيمة.
التحية للشقائق في ذكرى عيدهن المجيد، التحية صادقة ومخلصة للمرأة السودانية في وطنها ومهاجرها، وكل بقاع الشتات، وهي تواصل نضالها .. ولتتوحد جموع النساء السودانيات، وليزداد حجم ونوع العمل المشترك بين تنظيمات المرأة من كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية، للضغط من أجل تحقيق أهدافهن وأهداف المجتمع السامية، وفي مقدمة ذلك وقف الحرب، وتحقيق السلام، وإنجاز برامج إعادة الإعمار وتحقيق الديمقراطية ومجتمع العدل والمساواة والرفاه. وثقتنا كبيرة أنها ستتوج نضالها بالنصر المبين، هذا النصر الذي يمضي قدماً، وكتفاً بكتف مع الرجل.
الميدان 3/2001
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|