|
Re: (من ارشيف الميدان):قضايا المرأة السودانية (Re: elsharief)
|
افتتاحية جريدة الميدان الثلاثاء 8 مارس 1988م
نتمنى لكن عاما سعيدا ترتفع فيه رايات السلام والرخاء
في هذا اليوم الثامن من مارس نحي المراة السودانية في يوم المراة العالمي ، ونتوجه عبرها بالتحية والاعزاز الى كل نساء العالم ، وبصفة خاصة الى النساء الفلسطينيات اللائي يشاركن ببطولة وفدائية في الصفوف الامامية للانتفاضة المجيدة في الارض المحتلة ضد الصهيونية وحماتها الامريكان والى النساء في جنوب افريقيا اللائي يخضن غمار المواجهة المتصاعدة ضد الاقلية العنصرية البيضاء وحلفائها الامبرياليين . واليوم اذ يرتفع صوت الحركة النسائية الديمقراطية في كافة اركان الارض بمطالب المراة المحددة في كل بلد على حدة فأن صوتها الموحد يدوي بمطلبين اساسيين : رفع القهر عن المرأة كجنس ، وابعاد شبح الحرب عن البشرية. ان الشيوعية ، الايدلوجية المعبرة عن مصالح ومطامح وحركة الطبقة العاملة ، قد حددت موقفها بوضوح تام منذ تأسيسها إزاء قضية المرأة مساندة نضالها العنيد ضد اضطهادها المزدوج كطبقة وجنس ، ولهذا لم يكن غريباً ان عاملات باريس قاتلن بشراسة مشهودة دفاعا عن المحاولة الأولى لاقامة دولة للطبقة العاملة في العاصمة الفرنسية عام 1871م . ولم يكن غريباً ان التي اقترحت جعل الثامن من مارس كل عام كانت الشيوعية الالمانية كلارا زيتكن . وعندما تأسست اول دولة اشتراكية في العالم حطمت كل قيود المرأة ومنحتها نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال وسنت قانونا ديمقراطيا للاحوال الشخصية رد للنساء كرامتهن وكفل للاسرة الاساس المادي لوحدتها، وللاطفال مناخاً معافى يترعرعون فيه . واليوم تحتل المراة في المجتمعات الاشتراكية مكانا محترما : تحررت مع المجتمع من الاستغلال الطبقي وتحررت من التمييز الاجتماعي ، تتمتع بحقوق العمل والثقافة والتعليم ، ولم تعد كما كانت في الماضي وكما لازالت في المجتمعات الطبقية للخدمة المنزلية بالنهار وللمتعة في الليل . أما نحن الشيوعيين السودانيين ، فان التاريخ يسجل لنا وقفتنا الصلبة منذ تأسيس حزبنا بجانب المرأة نضالا ضد ما تتعرض له من اضطهاد ودفاعا عن حقوقها وهناك علاقة وثيقة بين نضال الشيوعيين وكل ما حققته المراة السودانية من مكتسبات سياسية واجتماعية في وجه مقاومة عنيدة من الاحزاب التقليدية ومن الاخوان المسلمين ، ممن نادوا باستمرار بان المرأة عورة ومكانها البيت . وفي الانتخابات الاخيرة وضع الحزب الشيوعي في برنامجه الانتخابي بنداً رئيسيا طالب بتضمينه في دستور البلاد، جاء فيه : " ان ينص الدستور على المساواة بين الرجل والمراة وعلى وجوب استصدار قانون ديمقراطي للاحوال الشخصية يصون كرامة المراة ويضمن استقرار الاسرة ويلبي المطامح المشروعة للمرأة في الاسرة والعمل . ان بلادنا تحتفل هذا العام بيوم المرأة العالمي في ظروف قاسية . فالضائقة المعيشية تنيخ بثقلها الفظيع على الاغلبية الساحقة من الاسر ـ مأكلاً ومسكنًا وعلاجًا وتعليمًا . وربات الاسر يكتوين اكثر ، وهن اللائي يقع على عاتقهن جعل الحياة محتملة لأهل البيت ، بينما تتقلص القدرة الشرائية للدخل المحدود للعاملين والكادحين . والحرب الاهلية المنهكة تواصل اكل الاخضر واليابس وتقصف ارواح الآباء والازواج والاخوة والابناء والعشيرة . والحزن يمتد من بيت لآخر ومن أسرة الى اسرة عبر مليون ميل مربع . والحزن يرقد اكثر في قلوب النساء وعيونهن . في يوم المرأة يرتفع صوتنا مؤيداً مطلب المرأة برفع الضائقة المعيشية وبانهاء الحرب الاهلية . وبهذه المناسبة يسرنا ان الاحتفال بيوم المرأة يتسع ليشمل منظمات نسائية اوسع . واننا لنرحب بان وزيرة الرعاية الاجتماعية اهتمت بهذا اليوم ودعت كافة التنظيمات النسائية للاحتفال الموحد به . التحية للنساء السودانيات في يوم المرأة العالمي واطيب التمنيات لهن بعام ترتفع فيه رايات السلام والرخاء .
افتتاحية جريدة الميدان الثلاثاء 8 مارس 1988م
|
|
|
|
|
|
|
|
|