دارفور إلى أين؟ وإلى متى؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-03-2005, 03:50 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور إلى أين؟ وإلى متى؟

    ( دار فور)
    (أب زرندي كافر ِقشُوش لا متيرب و لا محشوش)
    لا أدري لماذا اخترت هذا اللغز الدارفوري الذي التقطته من برنامج المقدم التلفزيوني والإذاعي اللامع الأستاذ/محمد سليمان، كمدخل للكتابة عن مشكلة دار فور – ربما لأن ما فيه من كلمات قوية مثل أب زرندي – تدل فيما تدل على قوة وعنفوان إنسان هذا الجزء العزيز من الوطن – المقصود في المثل هو (الكول) وفي هذا دلالة على بساطة الناس ومتطلباتهم.ورغم بساطة المطالب يشعرون بأنهم ظلموا والظلم ظلمات ولا يرضاه أحد لنفسه أو لغيره.
    دار فور الكبرى:

    • المساحة: 549 ألف كلم مربع.(بحجم مساحة فرنسا).
    • مساحة جبل مرة 80 ألف كلم مربع.
    • السكان: حوالي 6.7 مليون نسمة.
    • الجغرافية: تقع بين خطي الطول 22 و 27 شرقاً وخطي العرض 10 و 16 شمال و تجاور 4 دول هي مصر وليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى و 4 ولايات هي وشمال وغرب بحر الغزال وغرب وشمال كردفان.
    • المناخ: تمثل جميع الأقاليم المناخية السائدة في السودان من الصحراوي إلى الاستوائي إضافة لمناخ البحر الأبيض المتوسط في جبل مرة.
    • الدين والمعتقدات: الغالبية العظمى تدين بالإسلام المذهب المالكي الطريقة التيجانية والطائفة الأنصارية (وقد دخل الإسلام بانسياب تدريجي بفضل الطرق الصوفية والهجرات).
    • توزيع السكان:الريف 75% الرعاة 15% المدن 10%
    • المجموعة العرقية الأولى: من أصول حامية كوشية وهم أهل استقرار وحرفتهم الرئيسية الزراعة. ( الفور- المساليت - والزغاوة – الداجو - التنجر – القمر - البرتي – الفلاته – البرنو -التامة) وغالبيتهم من الأفارقة ولهم لغات محلية إضافة للعربية. وهي تمثل 60%.
    • المجموعة العرقية الثانية: من أصول سامية عربية وهم أهل البادية وحرفتهم الرئيسية الرعي.(بني هلبا/عد الفرسان – الهبانية/برام- التعايشة/رهيد البردي- الكروبات /جلي – الزيادية والترجم/تمبسكو – زيلات – محاميد – مهرية – بني حسين/السريف –الرزيقات/الضعين والمعاليا/عديلة)وغالبيتهم من العرب ومنهم ايضاً أفارقة ويتحدثون العربية. وتمثل 40%.
    التاريخ:
    • سلطنة الفور هي أول مملكة إسلامية جنوب الصحراء.
    • أول سلاطين مملكة دار فور (السلطان سليمان الأول 1415-1476م). آخر سلاطين مملكة دار فور هو السلطان علي دينار(1875 – 1917م).
    • تعاقب على السلطنة 36 سلطان.
    • في عهد السلطان تيراب تمددت السلطنة حتى امدرمان شرقاً وتشاد غرباً ومعظم أفريقيا الوسطى.
    • 1891-1916م تجمع الفور حول الأمير علي دينار بن الأمير زكريا بن السلطان محمد الفضل في الفاشر.
    • في عام 1840م وصلت بواخر سلطنة دار فور حتى رأس الرجاء الصالح وقد طلب نابليون من سلاطين الفور نجدته في حروبه في أفريقيا وأمدوه بألفي جندي استطاع بمساعدتهم التغلب والقضاء على حكم المماليك. ومن أهم السلطنات التي قامت في المنطقة بالإضافة لسلطنة الفور(ممالك الداجو و التنجر و البرنو والمساليت).
    • وقد وجد في الآثار والنقوش حروف اللغة الهيروغليفية كما عرفت المنطقة صناعة الحديد على ضفاف بحيرة تشاد منذ أمد بعيد.
    التقسيم الإداري السابق:
    • قسم سلاطين الفور السلطنة الى ديار لكل دار شيخ عند العرب ومقدوم عند النوبة/الزرقة(الأفارقة). وقسمت السلطنة الى وحدات اجتماعية عديدة يسكن كل منها في ديار/دار مثل( دار فور – دار مساليت – دار تعايشة – دار تنجر وغيرها).
    التقسيم الإداري الحالي لدار فور الكبرى:
    • جنوب دار فور – نيالا (الفور و العرب و البقارة)، شمال دار فور – الفاشر(خليط من العرب والزرقة/الأفارقة)، وغرب دار فور – الجنينة( العرقية الغالبة هي الزرقة/الأفارقة).
    الهجرات:
    • وقد أتتها الهجرات من الشرق ( هجرات العرب) والغرب (طريق حجاج غرب أفريقيا) والشمال (درب الأربعين طريق التجارة مع مصر).
    • وغالباً ما كانت فردية أكثر منها جماعية ولكنها كان ذات أثر بالغ جداً( ظاهرة الحكيم الغريب) وهو عادة ما يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم.
    • ومن الهجرات العربية وصول (محمد الكناني) وهو من علماء الحرم النبوي جاء واستقر في دار فور وهو أصل بطن ( الكنانية) الآن.
    • وكان نظام الحكم كهنوتي قبل الإسلام واستمروا عليه بعد الإسلام وهي ظاهرة(الملك/رجل الدين).
    المحمل:
    • كانت سلطنة دار فور تقود كرنفال قوافل الحجيج (المحمل) الذي كان يُنْقل الى الحجاز سنوياً منذ عام 1564م وحتى وقت السلطان على دينار يشتمل على كسوة الكعبة والمؤن الغذائية(تسلك هذه القوافل درب الأربعين). والمحمل تشترك فيه كل القبائل وكثير من الممالك إلا أن شرف قيادته لسلطنة الفور وهي تتكفل بحمايته حتى وصوله للحجاز.
    • وتشتهر دار فور بكثرة عدد الحفظة للقرآن الكريم حيث وجد بقرية واحدة بمنطقة جبل مرة (2000) حافظ بينما جمهورية إيران الإسلامية كلها بها 5000 حافظ للقرآن.
    • وكان لسلطنة الفور رواق في الأزهر ومقر في الزيتونة والحجاز ورواق في بيت المقدس بفلسطين.
    • وآبار علي التي هي ميقات أهل المدينة حتى الآن هي آبار مياه حفرها السلطان علي دينار.
    الموارد والتجارة القديمة:
    • الصمغ العربي – ريش النعام – سن الفيل – النسيج والذهب
    الانصهار و التعايش:
    • تصاهرت هذه القبائل مع مرور الزمن وتعايشت بسلام فيما عدا بعض المشاكل العادية التي تحدث في كل مكان وتحل عن طريق رجالات الإدارة الأهلية.
    • ومن أمثلة هذا التعايش أن قائد المحمل الذي ينوب عن سلطان دار فور وأسمه سيماوي من قبيلة الدناقلة – وأن الإمام المهدي تزوج من الفور (مقبولة) والد السيد عبدالرحمن المهدي. وأن خليفة المهدي عبد الله التعايشي من منطقة دار فور.
    الإدارة الأهلية:
    • ( السلاطين – - والشراتي - العمد – النظار – الفرش – والشيوخ) وهي إدارة الحكم حيث تنفذ الإحكام العرفية التي يتقبلها الجميع ويمتثل لأمرها وهي نظام راسخ لدرء النزاعات وفض الخصومات وسيادة حسن التقاضي وطيب التراضي والبعد عن الحيف والجنف.وتوفير الأمن والسلامة للمراحيل.
    • وهناك بعض الثنائيات في دار فور ثنائية القبائل ذات الأصول الأفريقية والأخرى ذات الأصول العربية.
    • وثنائية القبائل المستقرة التي تشتغل بالزراعة مثل قبائل البديرية والجوامعة وغيرهم. وهنا تسود ثقافة التُكل وهي منطقة وسط دار فور.البداوة وهي حراك منتظم مع الماشية وهي القبائل الرعوية وهذه بدورها تنقسم إلى.
    • ثنائية الأبالة رعاة الإبل ومن أشهرهم الزغاوة والبقارة رعاة البقر منهم الفور وبني هلبة ويسمون المراحيل.
    • ومثلما أن الإبل رمز للعرب المهاجرين من الجزيرة العربية كذلك البقر هي رمز لأفريقيا.
    الثقافة والفنون
    • متأثرة بالبيئية المحيطة فنجد عند قبائل الأبالة رقصات تمثل إيقاع الجمل ( الحسيس –التوبه – والجراري).
    • وعند البقارة رقصات( السيرة/الصيد والسلطان)
    • ومن رقصاتهم الشقليبة وهي جدع الشعر يمنة ويسرة عند قبائل الميدوب والنوبة.
    • والنصوص الأدبية في هذه المنطقة غالباً ما تكون نصوص قصيرة تقوم على الرقصات الدائرية والصفقة فهي لا تتعدي بيتين إلى أربعة أبيات. والمنطقة عموماً ذات خصوصية متفردة تتمثل في عبقرية المكان والإنسان.وأشتهر من مطربيهم أخيراً الفنان(عمر إحساس)
    • مثال:
    يا أخواني إن درتو النصيحة
    أنا زولي طبيق الريحة
    أنا ردتو ريده صحيحة
    دا قليبي مني شاله. جِدي..جِدي الناله
    • ومن الظواهر الهامة كذلك ظاهرة (الحكامات و الميارم).
    • والميرم هي ابنة أمير أو زوجته ومن أسرة الأمير أو السلطان والمقربين له تسمى الواحدة منها ميرم وهو لقب أو رتبة للأنثى وتعادل لقب الأمير عند الرجال.
    • والحكامة أو الميرم تستنفر الناس للحرب وتشترك فيها، وتحث على مكارم الأخلاق وتحض على الكرم.
    وقالت أحداهن تصف أحد فرسان القبيلة:
    أنت للعدو حقنه للضرساي
    وكذلك مثل قولهم في الشجاعة:
    الجنزير التقيل البيقلها ياتو

    • من هذه الصورة الغنية بجغرافيتها وتاريخها النابض يؤسفني أن أنتقل بكم الى الرقم(1564) هو أحد الأرقام التي سيكون لها تأثير في تأريخ السودان الحديث ويقيني أنه لن يكون الرقم الوحيد.
    • فتحت هذا الرقم تبنى مجلس الأمن الدولي قرار حصل على موافقة أحد عشر عضواً من أصل خمسة عشر ومضمونه التهديد بفرض عقوبات على الصناعة النفطية في السودان في حال فشل الحكومة السودانية في الالتزام بتعداتها بحماية السكان في دار فور، ودعا لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المعلومات التي تفيد بوجود أعمال خرق للقانون الدولي الإنساني في دار فور – وطلب من الحكومة تحاشي تحليق طيرانها العسكري فوق المنطقة. وتزامن ذلك مع فشل المحادثات بين وفد الحكومة ووفد حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان المنعقدة في أبوجا.
    السؤال المر:
    • كيف وصلنا الى هذه النقطة الحرجة وما هي جذور المشكلة في دار فور وكيف ينتقل مجتمع وادع ومسالم ومتجانس طيلة ما يقرب 6 قرون الى هذه العداوة والبغضاء واتهام أفراده لبعضهم البعض بأبشع الاتهامات(هتك العرض والاغتصاب الجماعي والتطهير العرقي والابادة الجماعية والتفرقة العنصرية) هل يعقل أن تنفجر كل هذه الاتهامات مجتمعة فجاءة ودون أساس.
    جذور التمرد:
    • منذ الحكم الإنجليزي/المصري وحتى اليوم ظلت دار فور مستقرة ولكنها لم تخل من النزاعات بين القبائل الكثيرة ولكن معظم هذه النزاعات كانت تدور حول المرعى والنفوذ القبلي وليست هناك أي حوادث ذات بال سجلت بسبب العرق أو العنصر.
    • برزت النزعة العنصرية بين أبناء دار فور بعد ثورة أكتوبر 1964م لعدة أسباب أهمها الاستغلال البشع لأهل دار فور بواسطة الطائفية وسعيها لاستبقائهم على الجهل والفقر وحصر التعليم والثروة في أبناء العمد والسلاطين والشراتي، ظهرت أصوات رافضة لسياسة المركز(جبهة نهضة دار فور - 1961م – جبهة سوني -1964م - وحركة داؤد يحيى بولاد – 1991م).
    أهم أسباب المشكلة ( من وجهات النظر المختلفة):
    • الجفاف والتصحر وما نتج عنه من شح في الموارد الزراعية والمراعي مما أدى الى التنافس على الموارد الضئيلة.
    • إفرازات الحرب التشادية- التشادية والتشادية الليبية والحرب في جنوب السودان.
    • تسليح بعض الحكومات للمجموعات الموالية لها دون ضابط أومراعاة لخطورة ذلك وتجييش الشعب عن طريق قوات الدفاع الشعبي مما سهل الحصول على الأسلحة.
    • عامل سياسي وهو إعادة التقسيم والتنظيم الإداري للإقليم 1994م وتم بموجبه منح بعض الجماعات العرقية مناصب سياسية ورأت قبيلتي المساليت والفور تقويض لدورها القيادي في الإقليم وتم تعيين الولاة والمحافظين المواليين دون اعتبار للموازنات القبلية على الأرض.
    • تهميش دور الإدارة الأهلية التي كانت تمثل عصب العلاقات المتينة وشفرة الحل عند الملمات.وقد تم إلغاء تام لدور الإدارة الأهلية منذ عام 1977م بقرار من الرئيس نميري.
    • ضعف سلطة الدولة وفشلها في بسط الأمن في الأقليم فساد قانون القوة بدلاًَ عن قوة القانون مما أدى الى التململ بين الناس.
    • عدم الاستقرار السياسي في دول الجوار أفرز هجرات قبلية نتيجة للتداخل القبلي الشديد زادت الضغط على الموارد الشحيحة اصلاًً.
    • إفرازات الحرب في جنوب السودان حيث أن يحيى بولاد كان تابعاً للحركة الشعبية لجنوب السودان ومعه أنصار كثيرون من أبناء النوبة.
    • تداعيات انعكاس الصراع على السلطة بين مؤيدي المؤتمر الوطني الحاكم والمؤتمر الشعبي المنشق عنه.
    • انعدام التنمية ورداءة الخدمات بالإقليم وافرازات التلاعب بموارد طريق الإنقاذ الغربي.رغم دفع تكلفة الطريق بالكامل من أبناء إقليم دارفور.
    • المليشيات القبلية (الجنجويد) التي تتهم بأنها مدعومة من قبل الدولة مسئولة عن الانتهاكات الكبرى لحقوق الإنسان المرتكبة بحق السكان المدنيين.
    • اتهام الحكومة بأنها لا تحترم الاتفاقيات المبرمة معها.
    • تجاهل الحكومات المتعاقبة لظاهرة النهب المسلح وقطاع الطرق بالإقليم.
    • الحكومة المركزية لا تقدم خدمات والأقاليم لا ترى ما يستوجب الولاء هذا ساهم في إضعاف الانتماء القومي وإعادة الانتماءات القبلية وتعميق الفوارق الأثنية.
    إفرازات الوضع الحالي:
    • في عامي 1998-1999م أحرق ما يزيد على 60 قرية من قرى المساليت وقرية عربية واحدة وقتل 69 من أبناء المساليت و11 من العرب ونزح 5 ألف من المساليت الى الجنينة أو تشاد بسبب صراعات على المرعى ووصلت لجان الصلح لتسوية الوضع ووعدت بدفع الديات ولكنها لم تفعل.
    • موت الالآف بسبب النزاعات حول المرعى واستئصال بعض المواطنين من قراهم وتشتت الاسر والنزوح والتشرد لمئات الالآف.
    • اتهام الحكومة بانتهاك حقوق الإنسان الأساسية واتهامات والابادة الجماعية والتطهير العرقي واغتصاب النساء.
    • تهديد المجتمع الدولي بالتدخل في السودان لحل المشكلة وتهديد بالحصار والحظر الاقتصادي.
    • لأول مرة منذ الاستقلال تصبح الحدود الجغرافية للسودان عليها علامة استفهام كبيرة وهل تستمر هذه الحدود التي ورثناها أم تتم إعادة النظر فيها.
    الحركات المعارضة للحكومة:
    • حركة العدل والمساواة:خليل إبراهيم – الزعيم السياسي – الجناح العسكري التيجاني سالم درو( تطالب بفصل الدين عن الدولة وبناء سودان جديد مدني/ديمقراطي).
    • جبهة تحرير السودان – عبد الواحد محمد احمد النور (محام/فور) منى أرغو مناوي الأمين العام.( حكم ذاتي موسع وإعادة بناء السودان على أسس جديدة). وهي (تتهم الحكومة بأنها قامت بتسليح مليشيات الجنجويد لتنفيذ أجندتها في المنطقة: وهي طمس الهوية الموجودة وتهجير الأهالي وتوطين أناس آخرين بدلاً عنهم لتغيير البنية السكانية في المنطقة. وتتهم الحكومة بالتهميش وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والقتل العشوائي)
    • حزب التحالف الفيدرالي –أحمد إبراهيم دريج/الفور ( حزب جهوي يحمل مطالب دار فور في ظل حكم فيدرالي لكل السودان).
    • تعامل الحكومة مع الأحداث:
    • استمرت الحكومة في إنكار أي مسئولية عن الأحداث في البداية مما أدى إلى تفاقم الوضع وأصبح ألان مفتوح على جميع الاحتمالات وقابل لتنفيذ كل السيناريوهات وأضحت سلامة أراضي السودان في خطر.
    • الحكومة لا تزال تمارس الهروب الى الأمام وذلك ما عكسه تصريح رئيس الجمهورية وبعض المسئولين بأن الدولة الإسلامية في السودان هي المستهدف الرئيسي والكل يعلم أنه لا توجد هذه الدولة المزعومة الا في بعض قوانين الحدود التي تطبق بصورة انتقائية ضد الخصوم فقط.
    • والقول بان أمريكا تضغط بسبب معادلات انتخابية داخلية وان القوى العظمى تتكالب من اجل السيطرة على موارد الإقليم لا يخلو من الصحة ولكنه ليس كل الحقيقة فالذريعة موجودة لم تخلقها أمريكا.
    • تلهث الدبلوماسية السودانية الآن في محاولة اللحاق بملف دار فور بعد أن تطايرت أوراقه و تبعثرت من بين يديها ودخلت الى أروقة كافة المنظمات الإقليمية والدولية.
    • وأمريكا وحلفائها يرون أن الحكومة لا تتخذ الخطوات الكافية رغم من محادثات انجمينا-1 و انجمينا -2 وابشي وأديس أبابا -1 وأديس أبابا -2 وأخيرا أبوجا، ويعتبرونها غير جادة في الحل وتمارس معها المسكه المنومة وإبقاء سيف التهديد بالعقوبات مسلط عليها.
    • والحركات المعارضة للحكومة تدرك أن الحكومة تقع تحت ضغط هائل من قبل أمريكا والاتحاد الأوربي والرأي العام العالمي ولذلك تراوغ وتتمنع في القبول للوصول الى حل وتأبى أن ترمى للحكومة بطوق نجاة.
    • وبين هذا وذاك يستمر حال المواطن البسيط في التدهور فالوضع الإنساني على الأرض.
    • تشخيص هذه الأزمة من قبل المنظمات الدولية بأنها أسوأ كارثة إنسانية عرفها التاريخ. و حتى منظمات الإغاثة الإسلامية تنشر إعلان في قناة الجزيرة (تحت إسم: السودان – الكارثة الأسوأ في العالم)
    • بيانات وزير الخارجية السوداني بأنهم لن ينزعوا سلاح الجنجويد ما لم يتم نزع سلاح المتمردين السؤال هنا من هم؟ الجنجويد إذاً.
    • وبينما تستمر الحكومة نفي كافة التهم الموجهة إليها من دعم لفئات أو تسليح لجماعات أو انتهاك لحرمات ببينات مثل(أفاد قاضي محكمة النهب المسلح والاغتصاب في نيالا الشيخ مختار إبراهيم آدم بأن محكمته أصدرت مائتي حكم قتل حداً و قطع من خلاف في قطاع الطرق ومجرمي النهب المسلح.وأضاف أنه لم ترفع إليه سوى أربع حالات قضايا اغتصاب تبين أنها لم تثبت.) يفيد الشهود من غير أهلها بخلاف ذلك.
    • مؤشرات التدويل:
    • زيارة الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي وعدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي ودول الجوار العربي والأفريقي كلها تشير لخطورة الموقف.
    • قرارات مجلس الأمن 1556 في 30 يوليو 2004 و 1564 في 18 سبتمبر 2004م.
    • دخلت المشكلة الآن ضمن الصراع الأمريكي – الفرنسي حول البترول والموقع.
    • والاتحاد الأفريقي يريد أن يستلم زمام المبادرة في حل المشكلة.
    • الجامعة العربية اجتمعت ووعدت بالمساعدة في حل الموضوع ولكن تاريخها البعيد والقريب لا يؤهلها لذلك.


    والحقيقة:
    • أن السودان بلد متعدد الأعراق والديانات والثقافات ولا بد من الاعتراف بالآخر والاستعداد للتخلي عن التسلط العرقي والديني والثقافي.
    • وأن يعتمد دستور يعبر عن هذا التنوع والأسس الجديدة لوحدة السودان هو التصالح العرقي والتسامح الدين والتكافؤ الاقتصادي وأن تكون هذه العوامل مصدر قوة وليست أدوات فرقة.وإلا واجهنا مأزق التشرذم التقسيم الى دويلات.
    • ومشكلة دار فور هي جزء من مشكلة الفشل السياسي السوداني في إقامة الدولة الوطنية وإنجاز التنمية المتساوية والعادلة على مستوى القطر.
    • وكانت هذه الحرب منسية لفترة وهي بالتأكيد شهدت تجاوزات فظيعة وما من شك في أن النظام يساند مجموعات مسلحة منفلتة يستطيع أن يستغلها أحياناً وتخرج عن طوعه مرات ومرات والنتيجة واحدة هي حرب لا تعرف الأخلاق والابادة أو ما يقرب منها حدثت سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.و لابد من الاعتراف بذلك وأن يتحمل كل طرف مسئوليته ويحاسب عليها.

    ومن الأمثال الدار فورية:
    إخييك يبين ليك في مدغ البليلة

    فالإخوة تقتضي رفع المظالم وإعادة الحقوق الى أهلها بما في ذلك السلطة المغتصبة نفسها. وتشكيل حكومة انتقالية تمهد الى مرحلة ديمقراطية تكفل الحريات الأساسية وحقوق الإنسان والتنمية العادلة لكل أقاليم السودان.
    جدير بالذكر أن الحكومة لم تستطيع تجييش قوات الدفاع الشعبي لخوض غمار الحرب في دار فور وذلك لانتفاء ذريعة الجهاد التي حاربت تحت رايتها بالجنوب فالإقليم هنا بكامله مسلم وهي لم تجرؤ حتى على وصف الحركات في دارفور بالمتمردين بل تسميهم (الحركات المسلحة - حاملي السلاح).
    الأخوة الذين رفعوا شعار فصل الشمال عن الجنوب عليهم أن يستعدوا ربما لتقبل فكرة السودان بدون دارفور أيضاً.
    ملحوظةتمت كتابة هذا المقال قبل توقيع اتفاقية السلام والآن وصلنا لمفاوضات أبوجا 7 وتغيرت وقائع كثيرة على الأرض وكل ما نأمله الاً نصل الى أبوجا 17 ولم لا الم تستمر الحرب الأخيرة في الجنوب لأكثر من عقدين).

    الطيب الشيخ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de