|
لغة الخبر في وسائل الإعلام السودانية
|
صياغة الخبر الصحفي لها قواعد وأسس وتحتاج إلى مهارة فائقة ودراية مهنيــة واحتراف. ومن أهم الأسس التي يجب أن تتوفر في الخبر الصحفي تحييد كافة المشاعر والمؤثرات الشخصية. وقد تؤدي جملة بل كلمة واحدة إلى تحويل الخبر من كونه خبراً إلى شي آخر (يمكن أن يكون رأياً مثلاً). ومن خلال متابعتي للمكتوب أو المذاع من الأخبار الصحفية في وسائل الإعلام السودانية عدم الاهتمام بأصول وقواعد الخبر الصحفي فأنت لا تستطيع أن تميز إذا كان ما قرأته أو سمعته خبراً أم رأياً أم تعليقاً !. خذ هذا المثال والذي استمعت إليه اليوم صباحاً في الإذاعة السودانية: " في إطار جهود وزارة الصحة وحكومة الولاية لإيجاد الحلول اللازمة لتفشى مرض الحمى النزفيـة .... الخ"، ثم يضيف المذيع بعد انتهاء الفقرة ما يلي: "وهذا يؤكد الحرص والجدية التامة لحكومة الولاية ...الخ" الخبر أعلاه رغم قصره إلا أنه لخص رأي المذيع الشخصي في الموضوع فقد قرر هذا المذيع أن ما شاهده وسمعه هو الحرص والجدية التامة لحكومة الولاية رغم أن أحداً لم يطلب رأيه في الموضوع بل كان المطلوب منه أن ينقل ما شاهده أو سمعه بكل موضوعية ودون شخصنة للخبر.
هذا مثال واحد لما يتكرر يومياً في وسائل إعلامنا ، وبالمناسبة فإن أحمد البلال الطيب يعد واحداً من الإعلاميين الذين يتعاملون مع موضوع الخبر أو التقرير بشكل شخصي يبعده كل البعد عن المهنية المتعارف عليها.
نعم هناك رأي يقول أن السرعة المتنامية في نقل الأخبار أفقد الخبر أهميته المهنيــة وزاد في نفس الوقت من أهمية التحليل وتبعات الخبر وما وراه بالدرجة الأولى، ولكن هذه في رأيي ليست مهمة الصحفي بل هي لمن يقوم بالتحليل نفسه. لأهمية هذا الموضوع نأمل أن نسمع رأيكم . ودمتم، الحلاوي
|
|
|
|
|
|
|
|
|