|
سقوط الكاتب عثمان ميرغني .. اعلان مدفوع الثمن !!
|
قلنا ان الكاتب عثمان ميرغني كاتب سلطة ويكرس زاويته لمصالحه الشخصية ولجهات حكومية وكانها "مدفوعة القيمة" ولايدافع عن هموم الناس وتساءلنا لماذا يكرس قلمه لتمجيد انجازات الكهرباء ويتجاهل معاناة الناس والزيادة المتوقعة في سعر الكهرباء ولانه يبرر فليس غريبا ان تتم دعوته ل "زيارة الى مصر" . والى الذين دافعوا عنه عليهم ان يقرأوا ما كتبه . فقط نطالبهم بفهم سطوره ولا اعتقد انها عصية الفهم لكل من يعرف القراءة ويفك الخط : بتاريخ 18 نوفمبر كتب "ظلم ظلام الإعلام " قمت نهار الثلاثاء الماضي بجولة - هندسية - على بعض منشآت الكهرباء .. شملت محطة التحكم والتوزيع الحديثة في كيلو عشرة جنوب الخرطوم .. ثم محطة بحري الحرارية وأخيرا مجمع محطات التوليد في قري (شمال الخرطوم بحري) بجوار مصفاة البترول .. والجولة كانت للتعرف على طبيعة عمل هذه المنشآت مع التركيز على استطلاع المخاطر البيئية التي قد تتسبب بها مع لجنة فنية مختصة يرأسها الدكتور محمد على عبد الحليم ..أول ما أثار انتباهي بعد الجولة حجم العمل الكبير الذي تم في قطاع الكهرباء, مع ضعف الإعلام عن ذلك ..هناك نقلة حقيقية وجبارة في قطاع الكهرباء ازالت كثيراً من الإحتباس الكهربائي الذي كان يعاني منه الجمهور خاصة خلال شهور الإنحسار الكهربائي .. و مشاريع تحتية ترتفع في صمت دون أن يسمع بها الناس.. وفي تقديري أن هناك ثقب إعلامي قاتل في كثير من المرافق الحكومية الناجحة - وبالطبع منها الكهرباء - فالعمل الهندسي الكبير الذي يجري في صمت قد يكون فاعلا في علاج القصور في الطاقة الكهربائية لكن في غياب المشاركة الشعبية .. أى الإحساس الشعبي بالعمل.. تظل الصورة قاتمة في أعين الجمهور تبرر ثورة عارمة ضد هيئة الكهرباء كلما أظلم النور ولو لبضع دقائق معدودة .. صحيح اننا كنا وحتى الثلث الأخير من التسعينات قانعين بكهرباء تأتي في اليوم لسويعات قليلة.. وأحيانا تظلم ليومين كاملين .. وتغير الحال الآن ونسى الناس في كثير من الأحيان تلك الأيام المظلمة .. لكن كل ذلك غير كاف لاشعال المشاركة الشعبية في مثل هذه المشاريع الطموحة طالما أنها تجري في ظلام إعلامي دامس..والسبب في ذلك أولا ضحالة الإعلام الرسمي .. الذي يعمل بهمة العبيد .. على قدر صوت سيده ينطق .. وعلى قدر الرهبة من المسئولية ينكص.. وعندما يتناول هذه المشاريع لا يفعل أكثر من (التسميع) الممل لأرقام أو معلومات عنها .. أو أحيانا بصوت مِنة عال يجعل المتلقى يغلق قلبه عنه حتى ولو أصم أذنيه تكرار التسميع..!!أما إعلامنا المكتوب في الصحف .. فللأسف هو ما بين قوسي الإطناب المحفَز على وزن (المحرش ما بكاتل..) أو النقد المندفع بلا روية لكل هنة أو رنة بلا موازنة للجهد مقابل التقصير ..!!والهيئة القومية للكهرباء مثال صارخ لإعلام رسمي خافت وبائس وصورة ذهنية ترسمها الصحف بصورة مجحفة غير حقيقية.. لم يجهدالصحفيون أنفسهم في استقصاء تفاصيلها و مضمونها الحقيقي .. فالكهرباء صناعة مكلفة ومرهقة ودقيقة للغاية والإستثمار فيها طويل النفس وبطيء الإنبات فلا يُرى عينا إلا بعد فترة منفدة للصبر.. وموازنة الجهد مع التقصير تمنح المجتهدين في إدارة هذه الهيئة ومهندسيها وعمالها درجات مميزة على صبرهم وجهدهم الذي في النهاية أخرج البلاد من عنق الزجاجة ووضعها في الصراط المستقيم نحو الطفرة الكهربائية العالية التي ترفع المساحات المغطاة بالطاقة الكهربائية وتخفض كلفتها .. على الأقل بعد وصول كهرباء سد مروي بعد حوالى عام ونصف تقريبا..!! بالله أرفعوا الغبن الإعلامي عن الكهرباء .. حتى ترتفع حماسة أهل الكهرباء لمزيد من التجويد والبذل .. والإخلاص ..!!
بتاريخ 22 نوفمبر كتب "صم بكم عمي " ما زلت منذ يوم الخميس الماضي في قاهرة المعز، وسأطلع القاريء الكريم على حيثيات الزيارة يوم غد بإذن الله بعد مقابلة السيد وزير الكهرباء في الشقيقة مصر .. اترككم اليوم مع هذه الرسالة المهمة التي وصلتني من الاستاذ على يسين في جنيف.. عثمان ميرغني
بتاريخ 29 نوفمبر كتب "على قدر كهرباتك .. مد رجليك" قضيت بضعة أيام في الشقيقة مصر .. بدعوة من وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم .. مع وفد رفيع ترأسه الدكتور محمد علي عبد الحليم، مستشار وزيرالتخطيط، و ضم الوفد استاذنا الرقم الصحفي سيد أحمد خليفة رئيس تحرير الزميلة "الوطن" ..إضافة لشخصيات رفيعة من نفس الوزارة ومتخصصين آخرين في البيئة والكهرباء ..!! مهمة الوفد كانت تلمس التجربة المصرية في مجال انتاج وتوزيع الكهرباء بالتركيز على الاسقاطات البيئية السالبة من انشاء محطات التوليد أو المحولات أو خطوط التوزيع داخل المدن أو في مناطق آهلة بالسكان .. على خلفية جدل ما يزال مستمرا حول مشروع المحطة الجديدة للتوليد التي تنوى هيئة الكهرباء اقامتها في (كيلو عشرة) جنوب الخرطوم .. وهي محطة يتوقع أن تنتج حوالي (300) ميقاوات تضاف للشبكة القومية.. تجولنا في عدد من محطات التوليد في القاهرة ..وبقدر ما رأينا تقدم المصريين في هذا المجال .. تكالب علينا الإحساس الكبير بالإحباط.. من الفارق الهائل بيننا وبينهم .. ليس من باب الاستكثار على مصر ما نالته بعرق خبرائها .. بل لأن الجوار الجغرافي والتاريخي السعيد الذي حبانا الله به لمصر .. لم يشفع لعقول مخططينا ومديري سياساتنا أن يستثمروه في (كهربة) السودان و ترفيع البنية التحتية الحتمية للتنمية والتقدم .. فالكهرباء هي نقطة البداية في التنمية، والشعب الذي لا يملك كهرباء ..لا يستحق حتى صفة (بدو) ..لأنهم في الحقيقة (لسه ما بدو) رحلة التنمية ..!! ولو نظرنا يمنة ويسرة في حالنا البائس في كل مجال، لوجدنا أن كلمة السر فيه هي بؤس الطاقة المحركة لعجلة التنمية .. فلا المصانع قادرة على الانتاج .. ولا المزارع قادرة على رفع المياه من النيل .. ولا التجارة ولا حتى المساكن قادرة على تحمل فاتورة الكهرباء القاسية .. هذا إذا وجدت الكهرباء أصلا .. فالسودان حتى هذه اللحظة لا يتمتع بكهربائه على تقطعها و بؤسها و نار فاتورتها الا 15% فقط من شعب السودان .. بينما في الشقيقة مصر يستفيد منها 99% .. يتمتعون بكهرباء نظيفة لا تنقطع اطلاقا (آخر مرة شهدت فيها مصر حادثة اظلام عام ولبضع دقائق كان في العام 1990) .. كهرباء مستقرة لا تتلف الأجهزة الكهربائية .. ولا تتلف جيوب المواطنين .. محطة واحدة في القاهرة ( من بين العشرات) .. وهي محطة شمال القاهرة تنتج (1500) ميقاوات .. اى أكثر مما (سينتجه) سد مروى كله وهو في أحسن حالاته ( سد مروى ينتج 1250 في أفضل الأحوال و 500 ميقاوات في مواسم الفيضان) .. وخلاصة المقارنة أن مصر تنتج من الكهرباء حاليا عشرين ضعف ما ننتجه .. وتبيع جزءا منها للأردن وليبيا و ستتمدد الشبكة حتى اسبانيا.. الحقيقة التي لابد أن نسلم بها قبل الدخول الى أى تفاصيل أخرى .. أنه ضرب من الانتحال إذا ظننا أن في السودان (كهرباء) بالمعني الذي شهدناه في مصر ..فالقدر الذي ننتجه الآن لا يقارن بحاجتنا الحقيقية .. وإذا وضعت في الاعتبار خطة الهيئة القومية للكهرباء لربع قرن قادم، فإن أقصى ماتطمح اليه الهيئة أن تصل الى حوالى (80%) من الكتلة السكانية في السودان .. أى أننا بعد ربع قرن كامل، سنظل أقل من مصر كهربائيا بقرن كامل ..!! هذا مجرد مقدمة.. قبل أن ندخل الى قضية البيئة التي كانت من الأصل محط اهتمام الرحلة الى مصر ..!!
|
|
|
|
|
|