|
|
 من بعض صور الغشامة السودانية
|
ما ضاع حق وراءه مطالب .. مثل قديم لا نعمل به
كتب مواطن سوداني حادب منذ أيام عن إكتشافه لسرقة أدبية طالت كتاب المرحوم حسن نجيلة "ذكرياتي في البادية" من قبل رجل يسمى سمير عبد الرزاق القطب كتب كتابا أسماه "أنساب العرب" صادر عن دار مكتبة الحياة (مجهولة النسب) سنة 2002م. والخبر يطرح جملة من التساؤلات من أهمها: حتام نحن نسكت عن مثل هذه السرقات و قد تكاثرت في مجال الأدب و الفن والعلوم أيضا (كما سأبين لاحقا)؟
1. استعرت تعبير "الغشامة السودانية" الوارد في العنوان أعلاه من حديث لكاتب سوداني كبير كان يشير لمن استعانوا بوثائق بالغة الأهمية كانت محفوظة في دار الوثائق السودانية (رحم الله من رعاها) لإثبات حقهم في أرض متنازع عليها، وكان لتلك الوثائق دورا كبيرا في إسترداد الأرض"المغتصبة"..و حدث ذلك دون مردود بل دون تعبير عن الفضل أو الامتنان (ولا شكيرة ولا حميدة كما جرت عبارة الحبوبات) وهذه صورة من صور غشامتنا الأزلية! وكتب مهندس للري قبل سنين أن السودان رفض عرضا سخيا من ألمانيا الغربية (في منتصف الستينات) لبناء سد حيوي للبلاد بدعوى أن الجامعة العربية كانت قد "وجهت" بالمقاطعة الاقتصادية لكل من يزود إسرائيل بالسلاح(!؟) وكان أن تلقفت العرض الألماني السخي دولة مقر الجامعة ذاتها (وهي الدولة الكيسة الفطنة) وحصدت الدولة الغشيمة الحسرات! و كان السودان قد رفض من قبل – في قول لمؤرخ سوداني) القبول بمختبر أمريكي للأبحاث البيولوجية الطبية في نهايات الخمسينات بدعوى أنه جهاز تابع للمخابرات (!؟) و تلقفته – بفلاحتها المعتادة- أكثر البلاد العربية ثورية و يسارية آنذاك، و ما زال "أهل الغشامة" يبعثون بفنيهم للتدرب في ذلك المختبر!
ورد في كتاب "عن طريق الخداع" لكاتب كندى أن موظفا سودانيا تورط – بعلمه أو بغيره- في مهمة جاسوسية ما، و كان أن طلب منه من استفادوا من خدماته أن يطلب منهم ما يشتهى، و جاءت إجابته كأغرب ما تكون إجابة الرجل المفرط الغشامة، إذ طلب الرجل – و على استحياء- دراجة هوائية لابنه الصغير!!!
2. تناول الكثيرون أمر تجاهل المغنيين السودانيين و"تسامحهم" مع من يسلبهم حقهم المادي والمعنوي من الجيران و الأشقاء ويسرق جهارا نهارا (و ليلا) إبداعاتهم تحت أن تلك الأعمال من التراث مجهول النسب! وتلك غشامة كبرى و هي من ضمن "المسالمة" المذمومة التي كرسها المثل السوداني الداعي لان تدع ثوبك لمن أمسك بطرفه! و للرضا بأن يأكل أحدهم و يمسح (يقش) يده في ثوبك! ولكن لماذا نغضب من الأشقاء إذا سرقوا أعمالنا الإبداعية و نرضى ذلك من بنى جلدتنا (و ظلم ذوى القربى ...). ذكر المرحوم الشاعر محمد بشير عتيق (البراد بسكة حديد الخرطوم) أنه بات على الطوى ليلة ساهدا مهموما من ضيق العيش و ضنك الحياة يتقلب في فراشه بمنزله المؤجر بامدرمان وهو يستمع من بعيد لغناء من دعا عليه الشيخ كشك بالتربسة في نار جهنم، في حفل عرس كان يردد فيه – بعد أن قبض بالطبع الآلاف - درزينة من أغنيات الشاعر الكظيم دون أذنه و دون أدنى مقابل مادي، فتأمل الغشامة والسكوت عن المطالبة بالحقوق.
3. من أنواع الضيم الذي يحيق بنا – بسبب الغشامة - أن يسلب من جنسيتنا "المرذولة" في أعين البعض كل من تحوم حوله رائحة الإبداع أو التفوق. فشاعر من أهم شعرائنا متنازع على أصله أمصري هو أم ليبي؟ و كاتبة رواية سودانية حديثة تكتب بالإنجليزية و تحصد الجوائز العالمية شكك ناقد في أصلها السوداني (إذ أن أمها من أصل غير سوداني وتتحدث العربية بلهجة والدتها). و لم تسلم حتى المغنية "جواهر" السودانية النوبية من محاولة نسبها لغير السودان! ألا رحم الله صاحب "غضبة الهبباى" الذي أشبع "ثلة الرفاق" من "البيضان ذوى القربى المدعاة" تقريعا و هو الذي خبر معدنهم و فهم بثاقب نظره نظرتهم "الدونية" لمعشر" السودان"...والعجيب أن ذات الشاعر – في لحظة غشامة سودانية- صرخ بأعلى صوته إننا "عرب العرب"...و لكن تلك قصة أخرى!!
4. شاع في السودان قبل سنين ادعاء للبعض – حتى من بين الاختصاصين- أن للصمغ العربي دورا نافعا في علاج الفشل الكلوي المزمن، ورغم عدم كفاية الأدلة لتأييد مثل هذا الزعم، فإن بعض العلماء العرب في تقدمة بحث علمي لهم عن الصمغ العربي عافت أنفسهم حتى مجرد إسناد مثل هذا الإدعاء للسودانيين، فكتبوا في مقدمة بحثهم أن الدافع لإجراء ما عملوه من بحث هو أن "فوائد" الصمغ العربي قد ذكرت في "التراث العربي" (هكذا) و هم ببحثهم ذاك يودون التأكد من تلك الفوائد!!فتأمل بل و مت بغيطك و "غشامتك" أيها السوداني "الطيب".
5. قرأنا قبل سنوات عن "ملف" كامل فتحته مجلة "روزاليوسف" عن داء السرقات الأدبية بين "الأكاديميين" و من غريب ما جاء فيه أن أحدهم بلغت به الجرأة حد سرقة كتاب كامل من زميل له (و هو حي يرزق) و لم يكلف نفسه حتى بمراجعة محتويات الكتاب! و الطريف (!؟) أنه أبقى على الإهداء كما هو! و كان المؤلف الأصلى (إن كان كذلك) قد أهدى الكتاب لولديه س و ص. و فعل ذات الشئ المؤلف اللص (رغم أنه لم ينجب أبدا!!!) و قس على ذلك كثير.
ختاما أقترح أن ترسل سفارتنا بطرابلس نسخة من الكتاب المذكور للجنة المصنفات الأدبية بالسودان (و هذا من أوجب واجباتها) وإذا ثبتت لديها الواقعة أن تتابع الأمر بمقاضاة اللص في بلاده و الحصول على التعويض المناسب لأسرة الكاتب المرحوم (المجني عليه)، ففي ذلك إحقاق للحق و ردع للصوص الكتاب وما أكثرهم.
بدر الدين حامد الهاشمي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من بعض صور الغشامة السودانية (Re: ABDELMAGID ABDELMAGID)
|
ما اعجبنى فى هذا المقال بصفحة سودانيل انه يعبر عن الوجدان السودانى الحقيقى و بعض غشامة القلة التى تتمثل فى عصابات الحكام و سدنة اعلامهم فما البرنامج الذى تقدمه !!! ندى بسيونى والذى تبثه الفضائية السودانية الا انعكاس حقيقى لما تناوله ذلك المقال !!! فهل نحن غشماء فعلا ؟؟؟ و نروج لثقافة الغير ؟؟ و نطبز اعيننا باصابعنا ؟؟؟ هل حصل ان شاهدتم اى تراث سودانى تيثه الفضائيات المصريه على كثرتها ؟؟؟ فالثقافة المصريه هى غير السودانيه فهل نحن حقيقة نطرب لأغانى ام كلثوم و عبدالوهاب ام لأغانى الكاشف و الفلاتيه و احمد المصطفى و الشفيع و ابراهيم عوض و عثمان حسين و الكابلى و زيدان ... الخ ...
عبدالماجد
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست