|
|
 أيها المبدعون الغرباء طوبى لكم .. مقالة للأستاذ خالد عمر بن ققه
|
أيها المبدعون الغرباء طوبى لكم
الأستاذ خالد عمر بن ققه الصحفي بجريدة الإتحاد بصحيفة الإتحاد الظبيانية بالإمارات العربية المتحدة ، يتناول مشكلتي العتاب الخليجي والاستعلاء العربي والعلاقة بين وضع المبدعون العرب في منطقة الخليج والعلاقة بينهم وبين المبدعين الخليجيين متناولاً أعباء مشروع الوحدة المبنية على أسس تأخذ فى الاعتبار التنوع وتحترم الاختلاف .
الأستاذ بن ققه من المتابعين للمنبر الحر بسودانيز أون لاين ويسعدني أن أطرح هذه الدراسة التي نشرت بصحيفة الإتحاد عدد الأربعاء 9/11/2005 بعنوان الخليج يَسأل ويٌسأل رغبة في توسيع دائرة الحوار ويمكن للأستاذ بن ققه أن يرد ويداخل ويرد على الآراء المطروحة متمنيا أن يجد المقال الأهتمام الذي يستحقه خاصة من الأخوة النقاد والمبدعين والمهتمين في مختلف البقاع .
وإلى نص المقال
أيها المبدعون الغرباء طوبى لكم
خالد عمر بن ققه:
الثقافة العربية في امتدادها وتراكمها تتجاوز تلك الموانع والحدود الفاصلة أو الكاشفة لما يعرف بالأطراف والمركز، غير أن هذه الفكرة لا تتعدى المجال النظري، ليس فقط لكون الواقع والتطبيق ونمط العلاقات تكذبها، وإنما لأن حديث الجغرافيا والأرض ـ بإرادتنا أو بإرادة الآخرين ـ يؤكد اتجاهنا نحو ثقافة محلية تأتي في الغالب على حساب الثقافة الشاملة التي يمكن أن نسميها ''الجامعة'' أو ''الأم'' ••هنا علينا التوقف عند ذلك الترسيخ القيمي لما يروج له المركز والأطراف الأخرى في المحيط، ويعرف بثقافة دول النفط ، ويقصد بها دول الخليج العربي ، لجهة اعتبار ذلك سبباً لرفض إبداعات أهله، أو القبول بهم كمشاركين في الحقل العربي للثقافة بالقدر الذي تطوله أموالهم طمعا من الآخرين أو تكرماً منهم، والأمر على هذا النحو له شقان، الأول: يتعلق بسؤال أهل الخليج للعرب، والثاني مساءلتهم من طرف الآخرين ، ما يعني أن الحديث هنا للآخر وللنفس أيضا •• ، فما أبعاد القضية •• نتابع التفصيلات في المقال التالي:
حين تجلس لأهل الخليج مستمعاً ـ وأقصد هنا النخبة والمبدعين ـ تغمرك سعادة لا مثيل لها، لكون الحديث يخرجك من جمودية الماديات إلى روحانيات الأقوال والأفعال، فكثير منهم في أعماقه تختزل أفكار الأمة من خليجها إلى محيطها، شريطة أن تبادلهم المشاعر وتتفاعل معهم، وحين تحظى بالثقة والحب يصارحك المبدعون بآلامهم من تلك الغربة، بل ومن ذلك الاغتراب الذي يعانونه أينما حلوا أو ارتحلوا داخل الوطن العربي، هنا تأتي الأسئلة مفعمة بالآهات والأحزان، لكونها تتعلق بالمشترك أو المقبول، فتجد أحدهم يسأل: ما موقع الإبداع الخليجي في خريطة النقد العربي؟! •
الكويتية •• والنقاد
أتصور أنني أمتلك الإجابة من واقع التجربة، حيث حضرت في إحدى العواصم العربية ندوة حول مجموعة قصصية لكاتبة كويتية، شارك فيها نقاد مشهود لهم، وقد تجاوب الحضور مع قصص الكاتبة، لكن بعضهم نأى جانباً، مقللاً من أهمية الكاتبة وإبداعاتها، معتبرا أن مشاركة النقاد لم تكن لأهمية النصوص بل لأن الكاتبة أو سفارتها دفعت لهم ••المدهش أن تلك الكاتبة، مبدعة باعتراف كثير من النقاد على مستوى الوطن العربي•
الحال السابقة يمكن نقلها إلى مستوى آخر من العلاقة المضطربة أو غير الصحية بين مبدعي الخليج، ودول الوطن العربي الأخرى، سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو حـتى رفاق الدرب من عناصر النخبة والمبدعين، لذلك يتساءل أهل الخليج : كم عدد المبدعين منا يكتبون في الصحف العربية خارج منطقتهم، وما القنوات العربية الرسمية التي تستضيفنا؟ وما هو الحيز الذي يخص به إنتاجنا الفني؟؟ وما درجة الاهتمام الذي تلقاه أعمال المبدعين منا؟
لا شك أن الواقع الراهن لا يقدم إجابات للأسئلة السابقة، لكنه بالمقابل يكشف عن اتساع مساحة المشاركة للمبدعين العرب في المؤسسات الخليجية، ليس هذا فقط ، بل هناك ممن يظل نكرة في بلاده فيبزغ نجمه ويصعد في الخليج، ثم يأفل حال عودته لبلاده ، وذلك لأمرين، الأول : لأنه لم ينل شرعية الاعتراف به ككاتب، والثاني ـ وهو الأخطر ـ أن النجاح الأدبي في الخليج لا يعترف به عربيا، وهذه مشكلة كبرى أدت إلى توتر العلاقات على مستوى الإبداع•
إن عدم الاعتراف بإبداع أهل الخليج العربي، أو إبداع العرب الذين يظهرون فيه، ويعيشون عمر الإنجاز والرشد، يعتبر حالا من التكبر والاستعلاء يأتي بعبارات رقيقة كنوع من العتاب ، من أولئك الذين جلست إليهم في عمان والكويت والبحرين والإمارات، وعلينا أن ننظر إليه من زاوية الاهتمام، لأن ذلك يساعد على تقوية الجبهة الداخلية، إذ كيف لنا أن نقبل بأهل الخليج لجهة التعمير داخل أوطانهم أو للمشاركة في عدد من الدول العربية الأخرى، ماديا، ثم نرفضهم على مستوى الإبداع؟ وكيف لنا أن نأتي من أجل التغيير المادي، ثم نعود من دون أن نحمل من ثقافة الخليج شيئاً مع أننا نقضي أسابيع فقط في دول أجنبية وتعود أذهاننا حبلى بأفكار غير شرعية، تؤدي في الغالب إلى حال من الحيرة والوهم والكراهية لحياتنا بما فيها من جمال؟!
ما قبل النفط ••وما بعده!
من حق أهل الخليج علينا - نحن العرب ـ أن نجيبهم عن أسئلتهم على أن تكون الإجابات عملاً ملموساً، يكسر الحواجز التي فرضناها على أنفسنا لجهة عدم الاهتمام برؤاهم الفكرية والأدبية، ويحطم الأغلال التي تقيّد أفكار الذين اعتلوا عروش النقد والمؤسسات من ناحية النظر على الخليج من منطلق زمن النفط، من دون النظر إلى ما قبله أوما بعده؟
لكن بعد هذا كله هل يكفي أن يسألنا أهل الخليج عما فعلنا بهم وبإبداعاتهم، بالطبع لا، إذ من الضروري أن يتبع هذا بسؤال للذات الخليجية المبدعة، لجهة ماذا قدمت لأهل الخليج، وما المساحة المتاحة للمبدعين في الصحف والمجلات والفضائيات الخليجية؟ ولماذا يتم إبعاد بعض الكتاب مع أن بلدان الخليج محتاجة إلى المزيد؟؟ وما علاقة المثقف بالدولة ومؤسساتها داخل كل قطر خليجي؟ ومن هو المثقف الخليجي المعترف به محلياً أو إقليمياً؟ ولماذا تتعمد بعض الحكومات عدم الاهتمام بمثقفيها وتقلل منهم وتخفض من شأنهم؟ وكيف للمبدع الخليجي أن يطالب العرب في الدول العربية الأخرى الاهتمام بإنتاجه ، وهو لا يؤخذ برأيه داخل وطنه؟ فيا أيها المثقفون والمبدعون في الخليج، أنتم الغرباء فطوبى لكم!•
الأسئلة كثيرة، منها ما هو محظور وممنوع، ويتعذر طرحه في الوقت الراهن، ومنها ما هو مباح ويحتاج إلى صاحب القرار إلى ساعة مثلما يحتاج إليه المبدع الخليجي •
وإذا كنا ننتقد العرب من خلال أسئلة الخليجيين فعلينا أيضا أن نسأل أهل الخليج،إذ لا يمكن أن تقام علاقة صريحة وصادقة مع العرب، ما لم تتم المصارحة داخل كل دولة خليجية، على الأقل على مستوى الدرس الأدبي، وإشكاليات الثقافية، وحاضر الإبداع ومستقبله، أما أخذ المسألة بطابع إقليمي شامل، فهو لا يختلف كثيرا عن أحاديث العرب عن الأخوة حتى إذا ما أدرك الغرق أحدهم لم يجد الأخ الشقيق إلى جانبه •• ووجد الآخر عنده •
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المبدعون الغرباء طوبى لكم .. مقالة للأستاذ خالد عمر بن ققه (Re: Elmosley)
|
الصديق الموصلي
أتمنى أن أن يحظى هذا المقال الجميل بالإهتمام اللائق وأن يجد ما يستحق من المناقشة وأن يكون مدخلا لحوار واسع حول أزمة المثقف والمبدع المتغرب والغريب بوطنه ، لأن مشكلة المبدعيين الغرباء أمر يهم معظم أعضاء هذا الأسفير الحر ، أتمنى أن يلفت نظر أخوتنا وأساتذتنا بالبورد أسامة الخواض عجب الفيا محسن خالد بدر الياس كتيابي فضيلي جماع المعز عمر بخيت مصطفى مدثر حسن الجزولي الجندرية عبد الجبار عبد الله وكل من فاتني ذكره من أدباء وشعراء ونقاد ومهتمين
أكرر شكري لك أستاذي الموصلي وأتمنى أن أجد مساهمتك هنا في القريب العاجل وأحيطكم بأن الآراء يمكن أن تدرج وتنشر بجريدة الإتحاد الظبيانية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أيها المبدعون الغرباء طوبى لكم .. مقالة للأستاذ خالد عمر بن ققه (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي عاطف:
إلى حين عودة أخرى لمناقشة الأفكار الأساسية لمقال الأستاذ خالد عمر بن ققه الهام, وحتى تكتمل الصورة, اسمح لي بنقل ملامح أخرى من معاناة مبدعين آخرين كتبوا في العربية كنت قد بسطتها في معرض ردودي داخل بوست: كتب.. وكتبوا عن أدبه وعنه: في حضرة غابرييل غارسيا ماركيز
وسنرى من خلال المادة المنقولة إلى هنا أي جوهر يمكن أن يجمع بين هذه المعاناة وتلك (يبدو لي أن نقاشي سيتركز حول ما أسميه: "آليات تلقي الإبداع والتفاعل معه):
"العزيز سيف:
كنت قد قرأت قبل سنوات مقال ماركيز هذا حول الملابسات التي صاحبت كتابة رائعته "مائة عام من العزلة" فور صدوره عن دار "ميريت" في القاهرة ضمن كتاب شمل مقالات أخرى وحمل عنوان "غريق على أرض صلبة", وبدا بالنسبة لي ولا يزال هذا الجزء المنشور منه هنا مقالا كأغلب أعمال ماركيز مثيرا للشجن وتأمل موقع الذات في العالم وإعادة ترتيبه, لا سيما وأن ماركيز ينتمي إلينا بوصفه إبنا شرعيا للعالم الثالث بامتياز, وقد عكس من خلال المقال تلك الصعوبات البالغة التي يمكن أن تواجه مبدعي البلدان المتخلفة في سبيل إنجاز شيء حقيقي, ذلك أنهم يقاسون ظروف حياة بالغة القسوة, سواء لجهة الكفاح اليومي المرير لما تسميه أنت في سياق تعليقاتك "أكل العيش", أولجهة أنهم ظلوا هدفا قائما على الدوام لأبنية مجتمعات ونظم قمعية, مما يجعلنا نتوقف كثيرا ونعيد التأمل مرة أخرى في مدى معقولية الحكمة الشائعة والقائلة "المعاناة أساس الإبداع", المعاناة مهمة لكنها حين تكون مكابدة مزمنة من أجل الظفر باليسير من مقومات الحياة تغدو معاناة تدميرية, لكنني قد أقبل مضمون تلك الحكمة إذا كان المعني بالمعاناة هو تلك العذابات الروحية التي تصاحب كتابة شيء ما أوإبداعه, والتي يطلق عليها البعض تعبير "المخاض" أحيانا, والتي قد تدفع على أبوابها بشاعر عظيم مثل محمود درويش إلى البدء ب"تكسير صحانة الصيني", للأسف بيئات التخلف طاردة بحكم ثباتها ونظراتها الماضوية وقاتلة لكل ما يمت للإبداع بصلة "حقيقية", لذلك تبدو الكثير من مشاريعنا الإبداعية "الأصيلة" في السودان غير مكتملة على نحو أوآخر, كما في حالات السينمائي الفذ حسين شريف الذي تفوق رؤيته في فيلم "إنتزاع الكهرمان" حسب تصوري كمدمن للأفلام رؤى مخرج آخر في حجم "ستيفن سبيلبيرج", وصلاح أحمد إبراهيم الذي وجد نفسه فجأة غريقا في مرارات صغيرة شديدة البؤس, كذلك أخوي التيجاني يوسف بشير ومحمد عبدالحي, ناهيك عن الفذ والنابغة معاوية محمد نور الذي حين علم العقاد بموته المبكر رثاه بشعر مطهم بالعواطف الجياشة على غير العادة في سائر أشعار العقاد الأخرى:
بكائي على ذاك الشباب الذي ذوى
وأغصانه تختال في الروض نامية
تبينت فيه الخلد يوم رأيته
وما بان لي أن المنية دانية
فتأمل!".
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عاطف عبدالله
Elmosley
عبد الحميد البرنس
الجندرية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست