|
Re: يوميات مترجم سوداني يعمل في شركة كورية (Re: هشام حامد العبيد)
|
Quote: تخرجت منذ سنين طويلة من كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية وكم كانت فرحتى كبيرة بذلك الانجاز الذي تحقق واجادتي للغة الفرنسية بالرغم من أن قدماي لم تطأ أبدا عاصمة النور باريس ورغم ذلك أصبحت بفضل الله اتكلم لغة أهل هذا البلد الذي يمتلك إرث حضاري ضخم في جميع المناحي من دولة ملكية ضاربة الجذور ثم تحولها الى جمهورية انطلقت بثورة ضخمة دمرت وقضت على الملكية وعلى سجن الباستيل رمز الاستبداد في فرنسا. ثم الى حقبة استعمارية جابت أصقاع العالم وفرضت بقوة السلاح اللغة الفرنسية على كل شعب قامت بغزوه واحتلت أرضه وأصبحت اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية بعد الانجليزية |
تحياتي هشام ... وقد ذكرتني تجربتي المريرة مع اللغة الفرنسية التي لم تفلح جهود استاذنا الفرنسي المسيو بيشير في غرسها غرسا ناجحا في عقولنا ونحن في السنة الأولى من المدرسة الثانوية مثلما انغرست اللغة الآنجليزية، وقبل زيارتي لباريس بعدة شهور بدأت محاولة مستميتة لاسترجاع المعلومات وتطوير حصيلتي المتواضعة من اللغة الفرنسية عبر الكتب والقناة التلفزيونية الفرنسية حتى أحسست أنني وصلت فيها لمستوى لا بأس به، ولكن لدهشتي الشديدة وجدت نفسي عند وصولي لمطار أورلي بباريس لا أكاد أفهم شيئا مما يقوله الناس وان كنت افهم كل ما هو مكتوب! وفي المطار فوجئت بشخص يتقدم نحوي ملقيا السلام باللغة العربية عارضا علي توصيلي بسيارته بأجرة رخيصةت كان أحد المهاجرين المغاربة وما أكثرهم في تلك البلاد أنقذني من ورطة ووجد لي فندقا رائعا وبتكلفة اقتصادية. و حين بدأت في استكشاف المدينة في اليوم التالي كان أخشى ما أخشاه أن يتكلم معي أحدهم بتلك الطريقة السريعة التي لايمكنني فهمها ولخيبة أملي فقد استوقفني ما لايقل عن اربعة اشخاص في ايام تواجدي بها يسألون عن ماذا لا أدري رددت عليهم جميعا بفرنسية فصيحة بأنني لا أتكلم الفرنسية!!!
الشئ الغريب أن الكثير من الناس في باريس يبدو أنهم يتكلمون الإنجليزية بطلاقة لكن لا أظن أن الفرنسي حين يزور لندن سيجد الكثير ممن يتكلمون الفرنسية فالإنجليزية غزت الفرنسية في عقر دارها وأصبح الشباب الفرنسيين يحبون استعمال الكلمات الإنجليزية الواردة من أمريكا رغم امتعاض الوطنيين المتعصبين من ذلك! أما هنا في كندا فيواصل الانفصاليون جهودهم بلا كلل في مقاطعة كويبك الناطقة بالفرنسية!
على كل شعرت بالفخر الشديد أثناء تنقيبي في متحف اللوفر حين اكتشفت بعض الآثار السودانية به من ضمنها تمثال لترهاقا إن لم تخني الذاكرة. وطبعا وقفت أمام لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة الموناليزا المعروضة به. ولم تفتني زيارة الباستيل الذي مسح من الوجود وأقيم مكانه نصب تذكاري.
نأمل أن تواصل هذه اليوميات المشوقة وأؤكد لك أنك ستمر بالكثير والكثير من المغامرات والمواقف!
|
|
|
|
|
|