|
قبول حاملي الشهادات العربيه-هل من إنصاف
|
منقول عن جريدة الرأي العام
قبول حاملى الشهادات الثانوية العربية فى الجامعات السودانية .. هل من إنصاف !!
استقبلت الصفحة في الأيام الماضية عدة مكالمات هاتفية من بعض الأخوة والأخوات لقد كانت الشهادة السودانية هى الشهادة المنبثقة من الشهادة المدرسية (كامبردج) بعد قيام لجنة امتحانات السودان وحيث أنه لم يكن هنالك طلاب يلتحقون بالجامعات عدا من يحمل هذه الشادة فلقد كانت نظم القبول تنظم على أساس هذه الشهادة . بعد الطفرة عام 1973 إنتقل كثير من السودانيين من جميع الفئات من الموظفين والمهنيين وكذلك العمال باسرهم الى بلاد الخليج .. وكثير من هؤلاء الأطفال ولدوا فى تلك البلاد وأنتظموا فى التعليم فى تلك البلاد حيث كان القبول ميسرا فى المدارس الحكومية والمدارس الخاصة . عندما بدأت أعداد كبيرة من الطلاب السودانيين بالحصول على الشهادة الثانوية وبما أن الدراسة الجامعية فى البلاد الخليجية كانت بدايتها وكانت الفرص محدودة وكانت غير ميسرة فى الكليات ذات الرغبة العالية كالطب والهندسة لجأ هؤلاء المغتربون الى وطنهم لتعليم ابنائهم .. ولكن مع الأسف صدوا ووضعت شروط للقبول لم يكن ممكنا أن يقبل بها فى جامعة الخرطوم التى كانت ( فريدة زمانها) إلا الذى يتحصل على 110% وهذا طبعا مستحيل فصار القبول فى الجامعات السودانية لمن يحملون ماصارت تسمى بالشهادة العربية .. ومهما تحدث الانسان عن التمييز التى كانت تصف جامعة الخرطوم نفسها به لايستطيع أحد أن يقبل أن طالبا تحصل على شهادة ثانوية فى غير وطنه بما يساوى 100% وكان الاول فى خارج وطنه ولايمكن أن يهيأ له مكان للدراسة الجامعية فى وطنه وأستمر الحال على هذا المنوال مما أضطر الاخوة المغتربين الى ارسال ابنائهم الى شتى بلاد الأرض للدراسة الجامعية وبمصاريف باهظة تصل الى عشرة آلاف دولار سنويا كرسوم جامعية بالاضافة الى مصروفات المعيشة ولكن هذا قدرهم حينئذ . ومع قيام ثورة الانقاذ تمت بعض المعالجات للقبول بالنسبة للشهادات العربية ولكن الأمر لم يصل الى درجة الانصاف التام .. فمازالت أعداد كبيرة من أبناء المغتربين يلجأون الى الدراسة فى البلاد الاجنبية وكانت هذه المعالجة بأن صار الخصم 9ر11% فصار الطلاب الذين يقبلون للدراسة فى السودان هم الذين يتحصلون على 90% أو أكثر .. ولقد تم قبول أعداد لابأس بها فى كليات الطب والهندسة فى السنوات الماضية ولكن الأكثرية حرموا من هذه الفرصة . المغتربون السودانيون مازالوا يطالبون بتحسين شروط قبول أبنائهم فى الجامعات بالرغم من أن ثورة التعليم الجامعى رغم نجاحها المشهود والمحسود لم تستطع أن تهئ للأبناء المغتربين نصيبا عادلا فى الجامعات السودانية رغم أنهم يدفعون المصروفات بالعملة الصعبة .. أن مبدأ خصم الدرجات من طالب الشهادة العربية مع عدم وجود فوارق علمية أو موضوعية هو عين الظلم الذى أربأ بالاساتذة الأجلاء فى التعليم العالى أن يتمسكوا به ويضعوا له المسوغات بمعلومات ابسط ماتوصف به إنها بلا قيمة ولاتساوى الحبر الذى كتبت به .. وإذا اردنا أن نكون منصفين يجب النظر فى الامور الاتية :
× مقارنة المناهج التى تقدم للطالب
× وسائل تقويم الطالب
× المناخ التربوى
× المناخ الاجتماعى
× الحالة الاقتصادية للاسرة
× مقارنة الشهادات بطريقة موضوعية
× إستعمال الوسائل الاحصائية المتعارف عليها بالمقارنة ومقارنة الطالب السودانى بالنسبة لزملائه فى بلاد الاغتراب ووضع المنحيات المعيارية ومقارنتها وليس مقارنة شرائح محددة ، فالشئ الذى نريد قوله نحن كآباء وأولياء أمور همنا الأول والأخير هوتربية ابنائنا وتعليمهم وتأهيلهم لمستقبل أفضل فى حياتهم حتى ينفعوا أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم فلو توفرت إمكانيات التعليم يمكن أن يتم فى أى مكان ولكن سوف يكون على حساب التربية الوطنية للابناء وإنتمائهم للوطن وفى هذه الحالة لن يتحقق مانصبو له بأن يكون الابناء ضمن قوافل المفيدين لمجتمعهم يدينون بالولاء لاوطانهم .. لذا يجب أن توجه وتعمم السياسات التى تصب فى تشجيع وتسهيل عملية تعليم ابناء العاملين بالخارج فى السودان .. فهل من مجيب !!!
|
|
|
|
|
|