|
|
 ديوان الزگـاة وطلاب دارفــور
|
ديوان الزگـاة وطلاب دارفــور
بقلم/ الاستاذة/ مريم عبدالرحمن تكس
* وصلتني رسالة مقدرة من السيد محمود ابراهيم الرزيقي رئيس قسم النشر والمطبوعات بديوان الزكاة، تم نشرها كاملة بصحيفة «الصحافة» الصادرة يوم الجمعة 9 شوال 1426هـ الموافق 11 نوفمبر 2005م العدد (4465) حتى يتاح للطلاب المعنيين الاطلاع عليها ومعرفة الحقائق التي اوردها الديوان حول المساعدات التي قدمها لهم. ومع نشر الرسالة آنفة الذكر ايضاً احتفظت لنفسي بحق الرد عليها.
* اولاً اشكر السيد محمود ابراهيم على إهتمامه وتكرمه بالرد واتفق معه في وجوب إهتمام المسلمين بأمر الزكاة حتى وإن قامت الدولة بهيكلة وتنظيم اخذها من أغنياء المسلمين لتدفع الى فقرائهم فإن هذا لا يمنع المسلمين كافة من متابعة ومراقبة الديوان في كيفية دفعها لمستحقيها على الوجه الذي اوجبه الشرع. ومناقشة الديوان ومتابعته في أمور المقدار الذي يدفع للمستحق مما اقره الشرع والمجتهدون من رجال الامة ولهذا سأرد على رسالتك في ثلاث نقاط محددة ارجو ان اجد الاجابة الشافية فيها من ديوان الزكاة أو جمهور المهتمين بالشأن.
1/ اوضح السيد محمود ابراهيم الرزيقي في رسالته انه جلس الى الامين العام لديوان الزكاة وطرح عليه النقاط الواردة بالمقال فأفاد بالآتي:- (انه تم عقد إجتماع بين الاتحاد العام للطلاب السودانيين واتحاد طلاب ولاية الخرطوم والامانة العامة لديوان الزكاة وكان هدف الاجتماع مناقشة مشكلات طلاب دارفور وطلاب الشرق وعدد من الروابط الاخرى الذين يسكنون في منازل مؤجرة وداخليات.. وانتهى الاجتماع بتفويض الاتحاد العام للطلاب السودانيين لاجراء الترتيبات اللازمة لتوزيع الدعم المخصص من ديوان الزكاة على طلاب الروابط هذا مع إعطاء نظرة وعناية خاصتين لطلاب دارفور).
في هذه النقطة اتساءل وبالذات في كلمة (تفويض الاتحاد العام..) هل يجوز ان يكلِّف ديوان الزكاة الاتحاد العام للطلاب لتوزيع الزكاة على مستحقيها؟ واذا كان الاتحاد العام بصفته تنظيماً منظماً لصالح جماعة محددة من المسلمين هل يعتبره الديوان من (العاملين عليها) المحايدين. وهل حتى اذا جاز تفويضه شرعاً هل تكفي توجيهات الامين العام للاتحاد العام للطلاب السودانيين بأن يعطي نظرة وعناية خاصتين لطلاب دارفور». إن طلاب دارفور يعتبرون حالة خاصة واستثناء، فبجانب استحقاقهم لاموال الزكاة (كفقراء، وأبناء سبيل، وغارمين) فهم ايضاً ممن اتتهم (جائحة) والجائحة اي ما اتلف المال كالحريق وغيره، هذا كما ورد في حديث قبيصة بن مخارق الهلالي الذي سأورده كاملاً في نقطة اخرى من هذا المقال- بهذا ارى لو أن الديوان افرد لهم سجلاً خاصاً او اتصل بجامعاتهم او روابطهم المعروفة او من خلال المنظمات التي ترعى مسائلهم الانسانية مثل اللجنة التي يترأسها بروفيسور عبد الرحمن بشارة دوسة وبعضوية محترمة من أبناء دارفور الذين يشغل بالهم الحالة الانسانية العارضة التي ألمت بهؤلاء الطلاب والطالبات ليعالج مشاكلهم فرداً فرداً .
2/ النقطة الثانية ما ورد في إفادة الامين العام لديوان الزكاة وهى (فوض اتحاد طلاب ولاية الخرطوم بتوزيع 15 ألف كيس سحور الطالب على طلاب الداخليات بالتعاون مع ديوان الزكاة بولاية الخرطوم الذي قام بإعداد وتجهيز الكمية المذكورة- كذلك قدم دعماً اضافياً للصندوق القومي لرعاية الطلاب بمواد رمضان للمساعدة في إعداد افطارات الداخليات التي يشرف عليها الصندوق)، إنتهت إفادة الامين العام لديوان الزكاة هذه الافادة تجعلني اتساءل مرة اخرى عن ماهو المقدار الشرعي الذي يجب ان يُعطى للفقير أو المسكين أو ابن السبيل فقد ورد في حديث لابي هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف أقرأوا إن شئتم (لا يسألون الناس الحافاً).
كذلك اورد سيد سابق في مؤلفه فقه السنة ج ص (454) إن من مقاصد الزكاة (كفاية الفقير وسد حاجته فيعطى من الصدقة القدر الذي يخرجه من الفقر الى الغنى ومن الحاجة الى الكفاية على الدوام وذلك يختلف باختلاف الاحوال والاشخاص).
كذلك قال القاضي عبدالوهاب: (لم يجد مالك لذلك حداً فإنه يُعطي من له المسكن، والخادم، والدابة التي لا غنى له عنها).
وقال النووي (من كان له عقار ينقص دخله عن كفايته فهو فقير يُعطي من الزكاة تمام كفايته ولا يكلف بيعه).
انطلاقاً من هذه المعاني وغيرها في هذا السياق كثير يمكننا ان نقول إن ما يستحقه طلاب وطالبات دارفور من ديوان الزكاة ليس (كيس سحور يسد جوع ليلة او ليلتين) إنما قضاء حوائجهم- بدفع رسومهم الدراسية التي اعسروا بخراب ديارهم وتشرد عوائلهم فلم يستطيعوا دفعها، والتكفل بمصاريفهم سداً لحاجتهم المعيشية الحرجة، واسكانهم وإيوائهم لاسيما الذين يدرسون في جامعات خاصة لا تظلها الحكومة.
أيها الاخ الكريم إن الطالبات من بنات دارفور والطلاب يعيشون واقعاً مؤلماً ومريراً ويمرون بظروف قاهرة من الإعسار والحاجة وما كانوا كذلك لولا (الجائحة) التي اجتاحت ديارهم ومكسب عيشهم ومحط استقرارهم ومعالجة ظروفهم هذه ورعايتهم هو ما قصده الشارع حينما شرع اخذ الاموال من الاغنياء لتعطى لذوي الحاجة ليكون المجتمع المسلم مجتمعاً انسانياً رحيماً. إنني لم اشأ ولن افعل ان اعرض حالهم على اية جهة اجنبية او منظمة اخرى واصر اصراراً لا حد له ان تتم معالجة حالاتهم من ديوان الزكاة لأن لهم فيه حقاً مشروعاً ولأن معالجة احوالهم من ديوان الزكاة تزيدهم يقيناً وتثبتهم في امر عقيدتهم التي ارجو ان لا تستغل لامور سياسية او مكاسب استثمارية تجير لصالح اي حزب فهم مسلمون وكفى.
3/ الافادة الثالثة للأمين العام: (كذلك قدم دعماً اضافياً للصندوق القومي لرعاية الطلاب بمواد رمضان للمساعدة في اعداد إفطار طلاب الداخليات التي يشرف عليها الصندوق) اتساءل هنا بطريقة مختلفة عن ماهية صندوق الطلاب والدور الذي يقوم به في شؤون الطلاب السودانيين فاذا كان الصندوق جهازاً ادارياً يلقى دعماً واسعاً لادارة شؤون الطلاب السياسية والاجتماعية وغيرها من شؤون الطلاب فذلك شأن الدولة او حزب المؤتمر الوطني لكن شأننا نحن المسلمين وحقنا في ديوان الزكاة يجب ان لا يمر عبر هكذا تنظيمات هذا اولاً. أما ثانياً فإن الشرع اعطى بعض الافراد أو الجهات الحق في مال الزكاة وهنا اورد حديث قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اسأله فيها فقال: اقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال: (يا قبيصة ان المسألة لا تحل إلا لاحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل اصابته جائحة إجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش) أو قال سداداً من عيش ورجل اصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد اصابت فلاناً فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش فما سواهن المسألة -يا قبيصة- فسُحت يأكلها صاحبها سحتاً) رواه احمد، ومسلم، وابو داود، والنسائي.
الشاهد في هذا الحديث هو قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حمالة وهو الشخص الذي تحمل ديناً وقد يكون هذا الدين (ديات تحملها حقناً للدماء) وقياساً عليه يمكن ان تعتبر كلية المليك الجامعية، وجامعة الاحفاد، وجامعة ام درمان الاهلية (حمالة) لأن هذه المؤسسات تصرف على الطلاب والطالبات مما تحصله من رسوم منهم وقد قامت هذه المؤسسات بتحمل طلاب وطالبات دارفور فترة من الزمن والآن تتحمل ديونهم، والتي هى الرسوم المتراكمة بهذا السياق إن جاز يمكن لديوان الزكاة ان يتعامل معها على هذا الاساس لأن الجامعات الحكومية تكفلت باعفائهم من الرسوم بناء على مرسوم صادر من جهات الاختصاص. ومن هذا الوجه لا يحمل الصندوق القومي للطلاب صفة (الحمالة) ولا صفة (العاملين عليها) وعليه يجب معالجة اوضاع طلاب دارفور (الذين اجتاحتهم جائحة) خارج غطاء الصندوق القومي للطلاب اقول قولي هذا قصداً لرضاه سبحانه وتعالى واقوله واقول الله أعلم.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان الزگـاة وطلاب دارفــور (Re: ابراهيم بقال سراج)
|
اتفق مع الاستاذة الكاتبة الصحفية المميزة مريم عبدالرحمن تكس جملاً وتفصيلا علي ماذهبت اليه وردها علي مسئؤل المطبوعات والاعلام بديون الزكاة وهي خطوة موفقة بالطبع وفكرة وانتباه جيدة في دولة الشريعة كما يسمونها وهي لا تطبق الشعائر الدينية ,, لطلاب دارفور الحق الديني والشرعي من اموال الزكاة التي اصبحت الان تصرف فقط علي العاملين عليها ,, هل تصدقوا ان مدير ديوان الزكاة الان يستأجر منذل شهري بمبلغ ثمانية مليون جنيه في الشهر الواحد من اموال الزكاة ؟؟ هل تصدقوا ان موظف عادي فقط في ديوان الزكاة في الشهر الماضي قام بتغيير لون عربته بمبلغ اربعة مليون جنيه سوداني من اموال الزكاة ؟؟ علماً بأن لون العربة كانت بيضاء لا تحتمل الغبار حسب مبرراته بعد تناول الصحف واثارتهم لهذا الموضوع ؟؟ اين حق طلاب دارفور من اموال الزكاة ؟؟
افتونا يا علماء الدين ...........
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابراهيم بقال سراج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست