كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 أركـوي لم يسـتبن النصـح إلا ضحـى الغـد
|
قال السفير البريطاني بالخرطوم ايان كليف إن بلاده ستكون حاضرة في جولة أبوجا السابعة لمساعدة أطراف نزاع دارفور في الوصول الى اتفاق يضع حداً للحرب في الإقليم.
وذكر السفير في حوار مع «الرأي العام» أن بريطانيا تحاول جاهدة لإقناع حركات دارفور بالعمل سوياً وأضاف أن بلاده نصحت اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان بتأجيل مؤتمر حسكنيتة فلم يستبن النصح إلا ضحى الغد.
وفيما يلي نص الحلقة الأولى من الحوار.
* العقبة الكأداء في طريق الوصول الى اتفاق شامل لقضية دارفور تمثل في الانقسامات التي تشهدها الحركتان، هل بذلتم أي جهود في سبيل إقناعهما بتوحيد صفوفهما؟
= نعم فقد ظللنا نحاول إقناع الفصائل المختلفة في حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بأن تعملا سوياً. وقد زرت مني ميناوي في رفقة روجرز ونتر المندوب الأمريكي الخاص للسودان في محاولة لإقناعه بإرجاء عقد مؤتمر حسكنيتة الى حين انعقاد المؤتمر الذي دعا إليه روبرت زوليك مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لينعقد في نيروبي. غير أن ميناوي مضى قدماً في عقد مؤتمره وأدى ذلك الى تكريس الانقسامات داخل حركة تحرير السودان. ولم يتمكن من السفر بنفسه الى نيروبي لحضور مؤتمر زوليك. وسوف نظل نعمل مع الآخرين في المجموعة الدولية لإقناع حركة تحرير السودان بوجه خاص بأن تكون أكثر وضوحاً في موقفها. فلا يمكن أن تكون هنالك مجموعتان من الناس تقول كل منهما في أبوجا (نحن حركة تحرير السودان). وعليهما أحد أمرين لا ثالث لهما: إما أن يتفقا على تشكيل وفد مشترك له منبر واحد، وإما أن يشكلا فريقين يسمى أحدهما (حركة تحرير السودان) ويسمى الآخر (حركة تحرير السودان-2). ولكن لا يمكن أن تجلس مجموعتان مختلفتان لتدعي كل منهما تمثيل نفس الحركة.
وسوف نظل نعمل عبر مندوبنا ألن قولتي الذي سيكون في أبوجا غداة بدء المفاوضات في الحادي والعشرين من هذا الشهر.
* هل لديكم أي دور في مساعدة الطرفين لإجراء مفاوضات ناجحة في أبوجا؟
= كما ذكرت آنفاً فإن ألن قولتي سيكون في أبوجا عند بدء المفاوضات وسوف يكون لنا وجود دائم وموظفون من وزارة الخارجية البريطانية. ونحن مراقبون ولسنا مشاركين بصورة كاملة. وسوف لن ندخر وسعاً في تعزيز جهود سالم أحمد سالم ووساطة الاتحاد الإفريقي.
* لقد أصدرتم بياناً قبل العيد أوضحتم فيه عدم مشاركتكم في مؤتمر حسكنيتة الذي يضم الفصائل المؤيدة لمني ميناوي.ماهي الأسباب؟
= كما قلت قبل قليل لم يكن له أن يعقد ذلك المؤتمر في الزمان الذي انعقد فيه وكنت أحسب أنه من شأن ذلك الاجتماع أن يعزز الانقسامات بين حركة تحرير السودان وقد اجتمعت في وقت سابق مع عبد الواحد في انجمينا خلال انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة وقال إنه سوف يقاطع ذلك المؤتمر. لذا رأينا أنه ليس من الحكمة في شئ عقد المؤتمر في ذلك التوقيت. وقد كشفت النتائج التي تمخض عنها ذلك المؤتمر بأن موقفنا كان صحيحاً، فقد استمرت الانقسامات بين عبد الواحد وميناوي. وحتى ميناوي لديه مشاكل عديدة مع قادته الميدانيين.
* ماذا تقول عن التدخل الدولي في المسائل القبلية الداخلية التي ازدادت في الآونة الأخيرة؟
= لقد طرحت هذا السؤال بصورة تدل على عكس ما يحدث. فالحقيقة أن هنالك العديد من المشاكل في دارفور تدور حول قضايا قبلية. وأنا أدرك جيداً من خلال تجربتي السابقة في السودان بأن بعض هذه المسائل ذات صلة بحكومة النميري التي ألغت نظام الإدارة الأهلية بجرة قلم ولم تنجح في وضع البديل مكانها. وكثير من هذه القضايا لها صلة بالتصحر وحقيقة أن القبائل الرعوية العربية لا تستطيع الوصول الى أماكن وجود المياه والكلأ، وهذا يؤدي الى حدوث توترات قبلية. ولهذا إذا ما أريد أن تكون هنالك مساعدة دولية في عملية السلام فإن عليها أن تتصدى للقضايا القبلية. ونحن نقوم بذلك بطرق عديدة. والليبيون لديهم عدد من المبادرات القبلية ذات أهداف إيجابية. غير أن هذه القضايا ليست باليسيرة. وثمة اتهامات بأن بعض الدول المجاورة تحاول دعم بعض القبائل على حساب قبائل أخرى. ولكن المهم هو أن يتعاون الجميع من أعضاء المجموعة الدولية ومن الدول المجاورة للسودان من أجل التوصل الى حل شامل للصراع في دارفور من خلال المحادثات التي ستتواصل في أبوجا.
* قال أحد البرلمانيين البريطانيين الذي زار السودان في العام الماضي ضمن وفد من مجلس العموم بأن السلطة الاستعمارية في السودان كانت مسؤولة بطريقة غير مباشرة عن المشاكل التي حدثت في جنوب السودان عندما حاولت فصل الجنوب وضمه الى دول شرق إفريقيا الخاضعة لها. ونحن ندرك أن سياسات بريطانيا في ذلك الحين التي تقوم على مبدأ (فرق تسد) وعلى تطبيق نظام (المناطق المقفولة) هي التي زرعت بذور الكراهية بين أهل الشمال والجنوب. ولذلك ألا ترى أنه يتوجب على بريطانيا أن تكون في مقدمة الصفوف في السعي لحل هذه القضية والعمل على مساعدة السودان لتحقيق التنمية في ربوعه؟
= نحن نعترف بأن الإدارة البريطانية خلال تلك الحقبة الاستعمارية اتخذت بعض القرارات التي أدت الى خلق ظروف مختلفة في كل من الشمال والجنوب. فهنالك الانقسامات الدينية وتركيز إقامة البنى التحتية في الشمال دون الجنوب. وهذا ماحدث من الإدارة البريطانية في ذلك الوقت ونحن نعتبره من تركات الماضي. وقد يكون هنالك جدل في حقيقة النوايا البريطانية بشأن ضم جنوب السودان لشرق إفريقيا. ولكن في حقيقة الأمر إننا نتحدث الآن بعد مضي خمسين عاماً على استقلال السودان، وبريطانيا الآن تقوم بدور في الساحة الدولية يختلف عن دورها خلال حقبة الحربين العالميتين. ولذا فنحن جد حريصون على القيام بدور فاعل في حل هذه المشكلة بمشاركة بقية المجموعة الدولية وسوف نكون في طليعة الدول التي تسعى لإحداث إصلاحات في مجال الأمن في الجنوب وفي تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وأعتقد أن لبريطانيا والسودان علاقات تاريخية ظلت في حالة صعود وهبوط عبر السنين. لكن المهم في الأمر إننا نعرفكم وأنتم تعرفوننا جيداً، وهذه في نظري ميزة خاصة وهنالك الكثير من السودانيين الذين يقيمون ويعملون في المملكة المتحدة وهذا دليل على الثقة المتبادلة.
* قال ألن قولتي خلال زيارته الأخيرة للسودان بأن المساعدات البريطانية ستقدم الى السودان على نطاق واسع وستتركز على جوانب التنمية الاقتصادية والبشرية. هل ستكون هذه المساعدات قاصرة على الجنوب أم أنها تشمل دارفور أيضاً؟ وهل هنالك عمل تحقق في هذا المجال؟
أما بالنسبة لدارفور فإن العون الإنساني يعتبر ضرورة عاجلة قبل الشروع في التنمية لأن التنمية تتطلب وجود بيئة تنعم بالأمن.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ayman haroun
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست