|
الوطنية ... ثقافة أم شعار؟
|
الوطنية .. ثقافة أم شعار؟ كثيرا ما تتردد كلمة الوطنية , في مناسبات عديدة و مجالات مختلفة , وهي مرتبطة بكل ما يتعلق بالوطن, و الولاء له , و تغليب مصلحته على المصلحة الخاصة , ومعايشة همومه , و احتياجاته , كما أنه في مجال التعليم قد استحدثت مادة سميت بالاسم نفسه (مادة التربية الوطنية ) و ذلك في المراحل الأولى من التعليم , بهدف غرس مبادىء الوطنية في نفوس الطلاب في صغرهم لتصبح جزءا من ثقافة المجتمع و هذا شيء محمود , بدلا من أن يخرج الطالب من ثوب الوطنية المنشودة و يلبس رداء العبودية البالية , فيكبر عبدا يتمخض ليولد بعد ذلك فأرا متجردا من النزاهة الوطنية. إن الوطنية , بطبيعة الحال كلمة كبيرة في مفهومها , و كبيرة في معانيها , لمن أراد أن يسبر أغوارها , و يعمل على تحقيق أهدافها السامية , في أعماله و تعاملاته , وهي ليست مجرد كلمة عابرة , أو شعار يستخدم لوقت الحاجة لنيل ثقة المرؤوسين , و من ثم الظهور بمظهر الحر والنزيه الذي لا يخاف في الحق لومة لائم , بل إنها مجموعة من القيم الايجابية و الأحاسيس النبيلة, التي يجب أن تنعكس في جميع تعاملاتنا اليومية, و للأسف أن هنالك بعض من الناس يستخدم مفهوم الوطنية , كشعار أو كوسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية( مثل أن يكون منبوذا في مجتمعه أو عبدا لشهوته) وتستغلها في أعمال تتناقض مع وطنيته , التي يتبجح بها صباح مساء, وما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو وجود بعض الأشخاص, الذين يستغلون هذه الكلمة البريئة , أبشع استغلال , و يروجون لها عبر أبواقهم الخاصة , أقبح ترويج مع أن أعمالهم , و أفعالهم متناقضة تماما مع أقوالهم , و مثلهم كمثل الشاعر أبو الطيب المتنبي في مدح كافور الإخشيدي ووصفه بالبدر تارة و بالبحر تارة أخري مع أنه عبد يباع و يشترى في (سوق النخاسة)ومع أنه (أي المتنبي) قد أدرك خطأه في ذلك(بعد فوات الأوان ) وعاد لتصحيح ما خطه قلمه بقصيدة مشهورة في ذم العبد إلا أن ذلك لم يشفع له أنه كان بوقا لكافور في يوم ما . و على النقيض تماما , هنالك أفراد و جماعات تعمل دائما من منطلق المصلحة العامة ,و تضع نصب أعينها مصلحة الجميع , وتسهم بشكل كامل و فاعل , في تحقيق التكامل , و لديها الكثير من الإنجازات , و الأعمال التي تشهد بذلك , ولو لا أنني أخشى ألا أذكرهم جميعا بالأسماء , و خوفي من النسيان لذكرتهم جميعا , ولكني أثق تماما بأن إنجازاتهم الخيرة و المشهودة هي التي تتحدث عن نفسها , بنفسها. والله المستعان.
|
|
|
|
|
|