|
أبو ماضي!بدرية البشر/ اهداء بصفة خاصة للأخ NILE1 (Re: jini)
|
Quote: أبو ماضي
إحدى السيدات خافت على ابنائها من الخروج خارج المنزل وهي تسمع كل يوم قصص حوادث الخطف والقتل في الحي، فما كان منها إلا أن جمعت ولدها وابنتها وقالت لهما: عليكما بعدم الخروج من المنزل لأن هناك لصوصا اشرارا، لو سرقوك يا خالد فسيقطعونك، وأنت يا هديل سوف يسجنونك في بيتهم، سيعذبونك، سيجعلونك تنظفين البيت وتغسلين ثيابهم وتطبخين طعامهم.
وبعد أن انتهت الأم من خطبتها التحذيرية، رأت عيني الولد تهيم في الفضاء عجبا وهلعا من قسوة ما مر به من خيالات، وأخذت البنت تبكي، فسألتها أمها وقد أيقنت أن خطابها قد طرح ثماره وأفلح في مضمونه وحقق الهدف المرجو منه، وليطمئن قلبها ولتتأكد سألت هديل: ما الذي يبكيك؟ أخائفة؟
قالت الفتاة: لا ولكني لا أعرف الغسيل والطبخ!
ذكرتني قصة هديل الطيبة التي أحزنها أنها لن تستطيع القيام بدورها المطلوب وهي مخطوفة، بقصة كانت تقصها أمي علينا لتخوفنا، نحن البنات ، لنكف عن الخروج للشارع ومحادثة الغرباء، فقصت علينا قصة فتاة سرقها خاطفون وهي في طريق عودتها من المدرسة وكسروا رقبتها ورموها في الصحراء، لكن الفتاة لم تقصر في القيام بدور البطولة فطلبت أن تدخل الحمام في لحظاتها الأخيرة، وفي الحمام كتبت خطابا بأسماء وأوصاف خاطفيها ووضعته في جوربها الذي كانت تلبسه، وعندما وجدت الشرطة جثتها وجدوا الخطاب واستطاعوا القبض على اللصوص، وقد شغلتني القصة فلم أكن أخاف أن يخطفني اللصوص ويكسروا ظهري ويقتلوني، لكنني كنت أخاف أن أخطف ذات يوم بدون أن البس جوربا لأضع فيه الخطاب الذي سيفضح اللصوص.
لم أستطع أن أعرف لماذا تشغلنا هذه الهواجس في لحظات الخطر، ولماذا أتذكر قصص البنات المسكينات اللواتي عليهن أن يؤدين أدوارهن بشكل جيد حتى ولو خطفن، ويؤرقهن أنهن لا يعرفن الطبخ والغسيل مما قد يغضب اللصوص، لكن أحد القراء الكرام بعث لي برسالة تعاتبني على مقالة عن امرأة رمت بالمقلمة رجلا تعدى عليها بقلة تهذيب وضرب الطبيب، رغم أنني كنت أدين الرجل من دون أن أشجع المرأة، إلا أن القارئ كان له رأي آخر ينصحني بالتمثل بصورة شرحها بأن استعان ببيت شعر جميل لإيليا أبو ماضي يقول «كوني وردة طيبة حتى لسارقها»، فأدركت لماذا أنا وهديل كنا حريصتين مع اللصوص على لعب دور الصورة المثالية الكاملة. الله يسامحك يا أبو ماضي!
[email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|