|
حافية القدمين!!بدرية البشر/ اهداء بصفة خاصة للأخ NILE1 (Re: jini)
|
Quote: حافية القدمين!
في آخر زيارة لإحدى السفارات الأوروبية في الرياض، لاستخراج فيزا دخول، وقفت أمام حاجز التفتيش، وضعت حقيبتي اليدوية، ثم ـ حسب الأوامر ـ خلعت ساعة يدي، ثم خاتمي، ثم حذائي، ودلفت من الحاجز، أمشي على الأرض حافية القدمين، تذكرت أحمد السقا وهو يعاير حبيبته بالقول «يا حافية القدمين!».
لم تعد الحبيبات يرقصن حافيات القدمين على شرايين قلب الشعراء، بل حفاة عند نقاط التفتيش يا أستاذ نزار!
لم أغضب، لأنني أعرف أن هذه الإجراءات هي لسلامتي انا أولا، وضرورية للآخرين، لكنني شعرت بأن هذا العالم متوحش، بلغ به الحال من عدم الثقة، أن يجبر امرأة مثلي أن تخلع حذاءها وتمشي على الارض (لا ملكة على طريقة واثق الخطى) بل حافية القدمين!. لأن العالم لم يعد يثق ببعضه البعض، ولان جاهزية القتل لا تستثني أطفالا ولا نساء ولا شيخا ولا شجرة، ولا مسجدا ـ ولا كنيسة!. فالقنابل لا تمتلك ذاكرة تختزن المعلومات، القنبلة صماء تحمل ما تحتها وما حولها بشراسة ومن دون رحمة، تطيح بأسقف فندق على رؤوس النائمين، وتعصف بفناجين قهوة سهرانين على الكراسي! ورغم هذا لا أحد ينجو من قنبلة عمياء غاشمة سحب فتيلها شاب كان بالأمس يسهر في شوارع هذه المدينة ويحدث نفسه بأحلام الغد!
بعد أن عشنا تفجيرات المجمعات السكنية في الرياض، واحتجاز الرهائن الأجانب في الخبر، والهجوم على سفارة أميركا في جدة، ظهرت احتياطات أمنية لم تكن في السابق، فصارت كل سيارة تخضع لتفتيش أجهزة الكشف عن المتفجرات ـ قبل دخولها للمجمعات السكنية والأسواق الكبيرة والفنادق والأحياء التي يمكن أن تكون موضع تهديد، هذا غير أكياس الرمل التي صفت أمام بعض المواقع، وأسوار الكهرباء الصاعقة، وحواجز الإسمنت الصلب، ولم يبق من تلك التحرزات إلا أن يمر كل انسان تحت جهاز كشف النوايا، وخط الثقة الأحمر!.
بعد كل ما حل بنا، لا تفهم بأي قلب تختار بعض القنوات المصرية أصحاب العقول العوراء الذين يسترزقون من الشتائم، ويزايدون على السباحة مع تيار الجمهور الذي يمجد الحرب ويهدد اصحاب السلام، ويحبون الزعيق الفاسد، الذي يقول: «دا كلُّ بسبب أميركا، وزيارة كوندوليزا رايس ـ قليلة الزوق ـ اللي جايه تعلمنا يعني أيه ديمقراطية!».
محلل عسكري في قناة مصرية، حمل مسؤولية القتلى في العراق الذين بلغ عددهم 250 الف قتيل عراقي من بينهم 20 في المائة أطفال، إلى جيش الاحتلال الأميركي والبريطاني، ولم ينظر بالعين المعطوبة إلى قتلى الزرقاوي وأزلام صدام الذين يرمون الأطفال والنساء والمساجد بالقنابل المفخخة.
يشعر العرب اليوم بأن دمهم بات رخيص الثمن، لكن الحق ليس على الغرب الذي تنهض دولته على قدم وساق من أجل رهينة أو قتيل، أو حتى رفاة مواطن، بل الحق على هؤلاء الذين يريدون أن يضعوا تسعيرة للحياة الإنسانية، فإن مات أنسان ليس من بني جلدتهم قالوا: هذا القتل فيه قولان، فنحن ضد القتل ولكن، يجوز حدوثه والحق مش على الإرهابي بل على الأميركان، وكوندوليزا رايس «قليلة الزوق» التي لا تمشي مثلي حافية القدمين!».
[email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|