دعوة لحوار من أجل الوطن

Quote: الأخ العزيز د. بلة موسى عندما تحدثت عن النخبة الحاكمة ( المثقفة ) لم أكن أقصد فقط الحكام و السياسيون و القادة فهؤلاء كان لهم نسخ طبق الأصل على رأس النقابات و الأتحادات الطلابية و قادة الجيش و الشرطة و الأمن .... الخ , لقد عملت النخبة المثقفة على نشر أفكارها المشوهة بين تلك الفئات سالفة الذكر فصنعت لها معاقل هناك تلجأ لها حين تواجهها أى ضغوطات سواء كانت فى السلطة أو خارجها , ما ذنب الطلاب و هم يواجهون عمليات غرس الأفكار السياسية للنظم السياسية المختلفة حتى قبل أن يصلوا المرحلة الثانوية أى قبل أن يصلوا الى مرحلة النضج الفكرى ؟؟؟؟ أليس هذه جريمة من قبل النخبة المثقفة فى حق هذه الفئة من الشعب ؟ و هم بهذا يهدفون الى توطيد سطوتهم و سلطتهم , لكنهم نسوا أو تناسوا بأنّ هؤلاء الصبية سيكبرون و تكبر معهم هذه الأفكار المشوهة التى غرست فيهم ليصبحوا شرّ خلف لشرّ سلف , و بذات الطريقة تقوم النخبة المثقفة باختراق الفئات الأخرى , ربما تختلف وسائل التنفيذ لكن النتيجة فى نهاية الأمر واحدة و هى أن فيروس النخبة المثقفة انتقل الى تلك الفئة المستهدفة و أصبح هذا النظام سمة بارزة لأدبنا السياسى ( ان كان جدير بأن يطلق عليه هكذا ) . و فى تصورى فان السبب وراء سعى النخبة المثقفة لاختراق فئات النقابات و الاتحادات الطلابية .. الخ هو تلك الخلافات بين الأفكار و الايدولوجيات التى اعتنقتها هذه النخبة مما اضطرها الى توسيع رقعة المعركة بحثا عن الدعم والسند من أجل مواجهة بعضها البعض اما بضعف حجتها فى الاقناع المنطقى أو منع خصمها لها من حقها فى طرح فكرها على الملأ فتسعى الى الاستعانة بآخرين بعد أن تلبسهم زيها البالى و بالتالى تفقدهم المقدرة على القيام بدورهم المنوط بهم لأنهم بذلك يصبحون جزء من السلطة أو المعارضة حسب الحالة التى تكون عليها النخبة المثقفة فلا يرون الا ما ترى . اذن فالنخبة المثقفة هى التى سعت منذ بواكير الاستقلال الى تغيير تركيبة هذا الشعب لتكريس التخلف لأن التخلف يساعدها على البقاء و للأسف هذا الذى نجحت فيه بدليل أنها ما زالت باقية. و لكن يا أخى العزيز كيف لنا أن نحاسب الحاضر و الماضى ؟؟ كيف لنا أن نعالج الأخطاء ؟؟ بل كيف لنا أن نحددها ؟ و تلك النخبة المثقفة لا زالت متشبثة بأفكارها و معتقداتها !! و ما زال كل فريق منها يرى أنه الأجدر لحكمنا !! و أنه الوحيد القادر على بناءنا !! فى الوقت الذى يكون فيه ممسكا بالمعول يهدم ما بقى من بناء . و لى عودة السر صديق