|
إدارات السجون بألمانيا تطالب بتوفير دعاة للمسلمين
|
سجون ألمانيا تطالب بدعاة للمسلمين أحمد المتبولي- إسلام أون لاين.نت/ 24-10-2005 سجين مسلم يقرأ القرآن بأحد سجون ألمانيا يشكو السجناء المسلمون في ألمانيا من نقص الرعاية الدينية لهم مقارنة بالمسجونين من معتنقي الديانات الأخرى، وهو ما دفع إدارات السجون إلى مناشدة الهيئات الإسلامية في البلاد توفير دعاة يجيدون الألمانية لسد الفراغ الروحي لهؤلاء السجناء بدلا من الوعاظ المؤقتين وأغلبهم من المتطوعين.
وفي مقابلة له مع الموقع الإلكتروني لإذاعة "دويتش فيليه" قال "هيننج كوستر" مدير سجن مدينة "بوخوم" غرب ألمانيا، ويضم نحو 146 سجينًا مسلمًا من إجمالي 770 سجينًا: من الضروري أن تقدم الرعاية الدينية لجميع السجناء، ومن بينهم أبناء الأقلية المسلمة.
وأضاف في المقابلة التي نشرت السبت 22-10-2005 أنه قام بمبادرة ذاتية دعا خلالها أحد الأئمة المسلمين لزيارة السجن من أجل تقديم الرعاية الدينية والوعظ للمسجونين من المسلمين.
ولكنه أشار إلى أن هذه الوسيلة لها بعض السلبيات، تكمن في عدم معرفة التوجهات الدينية للمتطوعين الذين يلقون المحاضرات الدينية للسجناء.
وأشار موقع "دويتش فيليه" الألماني إلى أن هيئة إدارة السجون في البلاد ناشدت الجمعيات والمنظمات الإسلامية توحيد الصف لإيجاد حل لمشكلة نقص الدعاة المسلمين في السجون، كما دعت إلى توفير كوادر مدربة من المسلمين المتخصصين في رعاية السجناء نفسيا واجتماعيا.
مشاكل
وعدد "شتيفان أونلاند" -رئيس أحد السجون بولاية شمال الراين- عددًا من المشاكل التي تحول دون توفير وعاظ ودعاة مسلمين بالسجون الألمانية، على رأسها عدم وجود متحدث رسمي واحد يمثل الهيئات الإسلامية أمام السلطات الألمانية حتى يتسنى من خلاله الاتفاق على إمداد المعتقلات بالوعاظ والدعاة.
وأشار إلى مشكلة أخرى تواجه الوعاظ الأتراك الذين ترسلهم المنظمة الإسلامية التركية الكبرى (ديتيب) وهي عدم إجادتهم اللغة الألمانية بصورة تؤهلهم للتعامل مع إدارات السجون.
وأضاف أنه حتى في حالة توفر هؤلاء الدعاة فإن وجودهم يكون غير دائم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى وجود فراغ متكرر في الأجواء الروحية بين السجناء من المسلمين.
وأشار إلى أن عددًا من الدعاة يتم إرسالهم من تركيا إلى ألمانيا لفترة مؤقتة. ولكنه انتقد ذلك قائلا: "الواعظ في هذه الحالة لا يدري طبيعة المشكلات الاجتماعية التي تواجه الشاب المسلم بالمجتمع الألماني، وبالتالي فلن تكون لديه القدرة على حلها أو التعامل معها بصورة صحيحة".
ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت: إن العديد من المنظمات الإسلامية العاملة في ألمانيا تعاني نقصًا في الموارد المالية، وهي المشكلة التي لا تمكنها من التعامل إيجابًا مع مشاكل المسجونين المسلمين.
كما تصر بعض الهيئات الإسلامية المؤهلة للمساعدة في الاحتفاظ بحقها في عدم الإفصاح عن مصادر تمويلها؛ الأمر الذي تتخذ منه إدارات السجون الألمانية حجة لرفض التعاون معها.
متطوعون
واستنادا إلى الحق الذي يكفله القانون الألماني بتوفير بيئة دينية ملائمة للمسجونين دعت العديد من إدارات السجون إلى إعطاء الفرصة للمتطوعين من المسلمين للقيام بالدور الوعظي للسجناء من المسلمين.
وعن هذه التجربة يقول "أحمد أوتسديمر" -أحد المتطوعين-: إننا نحرص على الاحتفال بجميع المناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى. كما نقيم الصلاة في المعتقلات وندير حوارات مع المسجونين ونقدم لهم القهوة والحلوى.
وأشار أوتسديمر إلى أن حملة التطوع التي يقومون بها تلقى تأييدًا ومساعدة من قبل فاعلي الخير الذين يسارعون بتقديم ما يستطيعون من أموال أو تبرعات عينية لدعمها.
الصيام والسجن
وفي سجن مدينة "هايلبرون" بولاية بادن فيرتمبرج يقول أحد السجناء وهو شاب تركي يدعى "نادر جنكيز" (32 عاما) وتعتبره إدارة السجن المتحدث باسم السجناء الأتراك: "إن الصيام والسجن يدفعان المرء للتدبر والتفكر".
وحول أوضاع السجناء من المسلمين في رمضان يقول جنكيز: "إن إدارة السجن توفر للصائمين وجبة السحور داخل الزنازين، كما يسمح لهم بالإفطار الجماعي، ويمنحون عطلة يومي العيد يلتقون خلالها بوعاظهم وأقاربهم". وبحسب جنكيز فإن المسلمين بالسجن يحظون برعاية دينية مقبولة؛ حيث يزور الأئمة والدعاة المعتقلين المسلمين مرتين شهريا على مدار العام، ويقوم بهذه المهمة بالتناوب منظمة "ديتيب" الدينية وإمام مسجد "الفاتح " في مدينة هايلبرون. جدير بالذكر أن المسلمين يشكلون في ألمانيا الديانة الرسمية الثالثة بعد البروتستانتية (الديانة الرسمية) والكاثوليكية. ويبلغ عدد أفراد الأقلية المسلمة حاليا حوالي 3.2 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان ألمانيا البالغ نحو 82 مليون نسمة، ويتركز غالبيتهم في القسم الغربي من البلاد لتوافر فرص العمل، وارتفاع مستوى المعيشة عن ولايات القسم الشرقي الفقيرة نسبيا.
|
|
|
|
|
|