في عالم عاشق افريقيا.. محمد الفيتوري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2005, 09:11 AM

Ibrahim Adlan
<aIbrahim Adlan
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في عالم عاشق افريقيا.. محمد الفيتوري

    في عالم عاشق افريقيا.. محمد الفيتوري



    لما كان الأدب تعبيراً عن شعور الإنسان نحو بيئته وتعبيراً عن مشاعره وانفعالاته، فقد خرج من البيئة الإفريقية أدب افريقي يعبر عن هموم هذا الإنسان الافريقي بصرف النظر عن اللغة المستخدمة ورغم تعددها وتنوعها إلا أنها حافظت على صبغتها الأفريقية.. حيث تلاقحت الثقافة الزنجية الافريقية بالثقافات الأخرى، وكان الناتج ما نسميه اليوم «الأدب الافريقي العالمي» لأنه يستهوي الرأي العالمي، فهو يخاطب هذه الشعوب وبلغاتها المتعددة الاستخدام في الأدب الافريقي.. ونجد أن الحضارات الافريقية العريقة في معظم جوانبها حضارات كلمة.. ذلك أن الكلمة لدى الأفارقة غير مبتذلة فهي نور ولها دور اجتماعي وبها صبغة من القدسية بدءاً من الذي يتفوه بها إلى ملتقطها.. وهذا الارتباط الأدبي بين الكلمة والقداسة والمسؤولية جعل الكلمة باقية ومتداولة بقيمها التوجيهية في المجتمع الافريقي كيفما كانت لغته.. وهذا واضح عن الشاعر السوداني محمد الفيتوري، حيث لم يكن حنينه وحبه ليس للسودان فقط، وإنما كان للقارة الافريقية ككل، باعتبارها قد أصبحت رؤيا تحررية له، يحاول أن يخلع عليها صراعه النفسي، وأن يتخلص في الوقت نفسه من أزماته الباطنية وقد يراها بعض الشعراء دعوة إلى الانطلاق من قيود العالم الحديث، ومع أن شعر الفيتوري، كان ينتمي في بعض مراحله إلى نمط شعر «القضية» سواء كانت القضية الافريقية أو القضايا العربية المتعددة على امتداد العقود الخمسة التي جلجل فيها صوت الفيتوري الشاعر منذ كان فتى متألقاً في «دار العلوم» في الخمسينيات والقرن المنصرم، مع هذا فإن الفيتوري كان يتكئ دائماً على حاسته الشعرية أكثر من اتكائه على حماسته للقضية المثارة، وكان بذلك يحقق التواصل والاقناع في وقت واحد. لقد كتب الفيتوري في مقدمة ديوانه، شرق الشمس غرب القمر، الذي صدر في القاهرة عام 1992، يتحدث عن هذه المرحلة في شعره ويقول: «بعض الذين عاصروني قالوا منتقدين: «كان يكتب شعراً تقريرياً لا علاقة له بالشعر العربي المعاصر»، وكانوا يعنون مجموعاتي الافريقية، وأذكر أنني ضحكت بحزن في داخلي، ولم أكن أدافع عند نفسي حين قلت: إنني أحاول أن أطهر نفسي مما ورثته من عذابي، لأنني أريد أن أخلص إلى الواقع كإنسان في العصر»، وينظر بعض نقاد الشعر الافريقي إلى أن القضية الافريقية تكمن في الدفاع المشروع عن الجنس الأسود ضد الأبيض المحتل والكل يبتدئ وينتهي عند عتبة العنف، الذي يعتبر أساس رد الفعل تجاه الحقيقة المخيفة التي يوجد عليها الافريقي، وهو كذلك عندما يجد التبرير الوحيد في الثورة.

    وفي هذا الصدد كتب عدد كبير من الشعراء الافارقة، يقول محيي الدين فارس: ‏

    «افريقيا المضيئة المظلمة ‏

    افريقيا يا آخر الملحمة ‏

    يا ثورة مجنونة في الدجى ‏

    تأهبت للجولة القادمة ‏

    لم أكره الأبيض لكنني ‏

    كرهت منه الصفحة المعتمة ‏

    فلونه.. كلون قلبي.. وفي كفيه كفي ‏

    غنوة ناغمة». ‏

    وافريقيا عند الكثير فردوس مفقود، وعالم من البراءة والنقاء يجب أن ترفع عنه الأحزان والمآسي، ولهذا تختلط عند بعضهم بالشعر وبالحلم، وبالفرح القديم، والسعادة: ولهذا فغناؤهم الحار يكون لما يسمى «افريقيا الأولى» أما افريقيا الآن، فهم من خلال نظرتهم الواقعية لا يغفلون عن تأخرها، وفساد بعض أنظمتها وقصورها عن اللحاق بالآخرين، وأكثر ما تظهر هذه الصورة في تلك القصائد التي كتبها الشاعر محمد الفيتوري.. فمن خلال دواوينه عالج الفيتوري موضوع الافريقية كما سعى إلى كشف الحقيقة السوداء ليلتحم بذلك بثقافته الخاصة، هذه الثقافة عندما تتعمق تأخذ بعداً انسجامياً على المستوى الاجتماعي وزهواً على المستوى العنصري ومماثلة على المستوى العرقي، ومنبعاً للحرية لا ينضب على المستوى النضالي: يقول: ‏

    قلها لا تجبن.. لا تجبن! ‏

    قلها في وجه البشرية.. ‏

    أنا زنجي.. ‏

    وأبي زنجي الجد ‏

    وأمي زنجية ‏

    أنا أسود ‏

    أسود لكني حر أمتلك الحرية ‏

    أرضي افريقية. ‏

    والواقع أن الفيتوري لم يكن في حاجة للدفاع عن نفسه، فالبناء الفني المحكم لقصائده في هذه المرحلة المبكرة يستطيع وحده أن يتولى مهمة الحوار، ففي ديوان «عاشق من افريقيا» والذي صدرت طبعته الأولى في بيروت عام 1964، تنتشر الوسائل الفنية في كل مكان لتقدم صورة واضحة للتقنيات الشعرية الراقية والتي لا تتأثر صورتها بوضوح صوت «القضية» وعندما نقرأ القصيدة الأولى من هذا الديوان والتي يحمل الديوان عنوانها: «عاشق من افريقيا» نستقبل هذا الصوت الشعري المتميز: ‏

    «صناعتي الكلام.. سيفي قلمي ‏

    وكل ثروتي شعور ونغم ‏

    ولست واحداً من أنبياء العصر ‏

    لست من فرسانه الذين يحملون رايات النضال ‏

    أو يخطون مصائر الأمم.. لكن لي هوى يكبر كلما أكبر ‏

    لم أمنحه مرة لملك متوج ‏

    ولم أمرغ وجنتيه فوق أعتاب صنم». ‏

    وعندما يتابع المرء قراءة القصيدة يدرك أنها لا تعتمد على دفقة الموهبة ولا على حرارة الشعور، وإنما يساند هذا كله تخطيط فني واع سواء على مستوى الرؤية الثابتة أو البناء الإيقاعي المحكم أو بنية الصورة المتنامية.. فجوهر الرؤية الثابتة هنا يقوم على أن الصوت الأول فيها هو دور «فارس الكلمة» الذي لا يمتهن معشوقته الوحيدة ولا يجعلها تمرغ على الأعتاب، وهو دور يستهل به الشاعر القصيدة، ولا يغيب عنه أن يجعله نفحة الختام: ‏

    «لا شيء في يدي.. لا شيء في فمي ‏

    إلا بقايا مقطع صغير ‏

    أعزفه في خجل على الورق» ‏

    إن التاريخ هو إسهام، واللا تاريخ هو حالة أو في غالب الأحيان رد فعل، فمن وضع الزنجي مع الأبيض، إلى رد الفعل الذي يمكن أن يحدث للأول ضد الثاني، يتكون نسيج الحضارة الافريقية التي تجعل من التحرير علامة على الانتصار وزيادة، ومن فصل لآخر وبطريقة قياسية، فالتاريخ بديل ملتحم ومنطقي ومتفائل، في هذا الإطار يقول الفيتوري: ‏

    «لتنتفض جثة تاريخنا... ولينصب تمثال أحقادنا ‏

    آن لهذا الأسود... المنزوي... المتواري عن عيون السنا ‏

    آن له أن يتحدى الورى... آن له أن يتحدى الفنا ‏

    فلتنحن الشمس لهاماتنا.. ولتخشع الأرض لأصواتنا ‏

    إنا سنكسوها بأفراحنا.. كما سنكسوها بأحزاننا ‏

    أجل.. فإنّا قد أتى دورنا.. ‏

    أفريقيا.. إنا أتى دورنا». ‏

    وإذا كان بعض النقاد يرى أن الفيتوري شاعر ذو لسان عربي يصعب تواصله مع الجماهير الافريقية، فإن الفيتوري لا يرى أي عائق في أن يضم مجهوداته لأخرى سابقة تمت على يد سنغور وسيزير وديوب، فهناك مستقبل واحد، لأن القضية واحدة، والوسائل وحدها التي تختلف. ‏

    وأخيراً: ‏

    الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري، من مواليد عام 1930 في مدينة الجنينة ـ غرب السودان ـ وفي طفولته استقرت اسرته في مدينة الاسكندرية حيث تابع دراسته الابتدائية والثانوية.. التحق بعدها بكلية دار العلوم حيث تابع دراسته في علوم العربية والفلسفة إضافة إلى علوم أخرى مرتبطة بالثقافة الاسلامية. وقد زاول الرسم والعزف والموسيقا ونظم قصائد على منوال القصيدة العربية الكلاسيكية، حيث كانت مكتبة والده تحفل بالعديد من دواوين الشعر العربي القديم. وقد بدأ رحلته الشعرية في سنة 1947. ‏

    من أبرز مؤلفاته: مجموعته ا لشعرية الأولى «أغاني افريقيا» عام 1955، «عاشق من افريقيا» اذكريني يا افريقيا، أحزان افريقيا (سولارا) سقوط دبشليم، معزوفة الدرويش متجول، البطل والثورة والمشنقة، وثورة عمر المختار»، مسرحية شعرية و«أقوال شاهد إثبات» هذا غيض من فيض موسوعة مسيرة الفيتوري. ‏



    المصادر: ‏

    ـ الشعر في السودان: دكتور عبده بدوي ‏

    ـ الزنوجة في شعر محمد الفيتوري: د. محمد السرغيني، ت. د. حسن الغُرفي. ‏

    ـ الفيتوري الثائر العاشق: د. أحمد درويش. ‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de