|
أليس فيكم من رجل رشيد؟
|
الخبر: نظم مسلمون غاضبون مظاهرتين أمام الكنيسة الأسبوع الماضي بعد انتشار نسخ من الشريط المسجل عليه مسرحية يقوم بالتمثيل فيها بعض الهواة وتحكي قصة شاب مسيحي اعتنق الإسلام ليحرضه أحد المشايخ على قتل القساوسة المسيحيين وتدمير الكنائس .
التعليق: (واضح أن فكرة المسرحية تندرج في باب استعداء الآخر ويمكن اعتبارها تحريضا (غير مباشر على الكراهية ، وفي الحالتين لا اعتقد أن المسرحية يمكن أن يتم التعامل معها على أساس أنها عمل إبداعي نحتاجه اليوم في مجتمعاتنا العربية الغارقة في الجهل وما يترتب عليه من تعصب وتطرف الخ ..) وفي الخبر أيضا : وقال مصدر أمني إن نحو 4 آلاف مواطن احتشدوا أمام كنيسة القديس جرجس بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على الشريط. وقد ردد المتظاهرون هتافات معادية للمسيحيين والقوا الحجارة على مجمع الكنيسة وحطموا عددا من النوافذ. جاءت المظاهرات بعد ثلاثة أيام من تعرض راهبة لهجوم بسكين على مدخل نفس الكنيسة ، كما تعرض رجل آخر جاء لإنقاذها لطعنة في ظهره.
التعليق: (رد الفعل أيضا يتحرك في نفس المستوى أو أعلى قليلا أي (استعداء الآخر) و تضمن ممارسة لفعل الكراهية على الأرض ، بل تجاوزه ليسقط معنى (الدولة) و (القانون) استنادا على منطق (ما دامت الدولة لا تفعل شيئا فيأخذ المواطن حقه بيده !) مما يهدد السلم الاجتماعي ويفتح الطريق أمام الفوضى.
ليست لدي أدنى رغبة في مناقشة تفاصيل العلاقة بين مكونات أشقائنا في مصر . . ولكن الذي يزعجني حقا هو أن أربعة آلاف احتشدوا أمام كنيسة - ولا أدري إن كانوا تنادوا للجهاد أم لا - بسبب مسرحية نفت سلطات الكنيسة المسئولية عنها في لحظات احسبها من اصعب اللحظات التي تمر بها المنطقة : عراق نازف ، وسودان مهدد بالتقسيم ، وكارثة تكاد أن تحل بسورية و . . . و . . و ولم تخرج مسيرة واحدة غاضبة تجاه ما حدث ويحدث وما هو آت . . ما هذا الذي يجري ؟ أليس فيكم من رجل رشيد ؟!!
|
|
|
|
|
|