|
Re: رواية جديدة ( لا وطن في الحنين ) الجزء الأوّل .. للروائي أحمد ضحية (Re: نهال كرار)
|
عزيزي علاء:
التحايا طيبة موصولة لك. لعل الريح سارت كما تشتهي في مهجرك الجديد وتوالى جمال تلك الألحان كزخات المطر عذوبة في مناخ قاس. مبروك لنا وللصديق الكاتب الجاد أحمد ضحية الذي سبق وأن أهداني في القاهرة خلال العام 2003 رائعته "مارتجلو" قائلا بكل صدق ومحبة نادرة:
"صديقي وأخي البرنس سيكتب فوق الشواهد من بعدنا, بأنا عشقنا طويلا.. وأنا كتبنا بدم الشغاف, كأن لم يقل (كاتب) من قبلنا, وأنا مشينا إلى حتفنا, رعيلا يباري رعيلا.. وأنا وقفنا بوجه الردى وقوفا جميلا, سيكتب فوق الشواهد من بعدنا, بأنا كذبنا قليلا, وأنا انحنينا قليلا, لتمضي الرياح إلى حتفها, وأنا سقطنا سقوطا نبيلا.. إلى الشاب الجميل, أنت.. ".
هكذا, يبدو أحمد ضحية منذ عهدي به, وكنا نعبر إلى مرحلة الشباب وقتها في كوستي بآمال لا نهائية في معرفة الذات والتعبير عنها, وكان هناك آخرون إلى جوارنا في جمعية الأصدقاء الأدبية, كان هناك التوم ذلك الفتى الذي يبيع الفول في دكان شقيقه ويكتب الشعر إلى جوار القدرة: "عيناك مدرسة.. فتحت فيهما أطلسا", كانت قصيدة ترى في عينيها كل تلك العوالم الرحبة", هكذا هو أحمد, وأنا أنظر إليه قبل نحو عقدين من الآن, أوبعد ندوة أدبية ينصت لآخرين وراء نظارتيه الطبيتين على ضوء عمود نور في الجوار ضاما إلى صدره بكل حميمية فصولا من مسودة روائية لا أتبينها الآن إلا على نحو غامض, هكذا هو أحمد ضحية نفسه, لكني لحظة أن قابلته قبل عامين أويزيد في القاهرة أدركت أن يد الزمن لم تكن حانية على ملامحه الأليفة أبدا, ومع ذلك كان لا يزال محتفظا بكل تلك النظرة المتوهجة داخل عينيه برغم ما يبدو من عطب وراثي لعين, هو إذن أحمد ذلك الكاتب الإنسان الذي يحتفي بالضعف الإنساني شأن الكتاب المجيدين إحتفاءك بسعي لبلوغ كمال مستحيل.
الآن, وأنت تقدم لنا هذا المفتتح الجميل لرواية, أدرك أن أحمد لا يزال يتنفس ويحيا في مدينة قاسية, ولم لا وقد جاور كذلك عن قرب كما تناهى قامات إنسانية مثل الوالدة فريدة النقاش والصديق المبدع الجميل حلمي سالم!.
(عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 10-24-2005, 01:36 PM)
|
|
|
|
|
|