هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2005, 01:36 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟

    لا ادري كيف يفسر هذا التناقض الكبير في ان يكون الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل التاويل الي لغة اخر مما يؤدي الي الزام تعلم اللغة العربية حتي يستطيع الانسان تلاوة القراءن و التفقه فيه, والسؤال هو بما ان الله يخاطب كل الناس علي حد سواء ويسمع لهجاتهم ولغاتهم ويخاطبهم بها فلماذا يخاطب الامم كلهم في كتاب بلغة لا تقبل التاويل ويشرط تعلم تلك اللغة لزوم اعتناق الاسلام وتلاوته ؟؟؟
    الا ترون ان الاسلام هي وسيلة للتعريب اكثر من انها رسالة يخاطب بها كل الامم والالسنة؟؟
    كما يقول البعض ان اللغة العربية لغة اهل الجنة فما دلالة ذلك ومدلولها؟؟
    هل يمكن تلاوة القراءن باللغة الانجليزيةاو لهجةالدينكا؟؟
    ارجو ان اجد من اهل الاسلام الرد الشافي

    وشكرا
                  

10-15-2005, 02:25 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    الأخ البينـو،
    تحيـة طيبـة..

    القـران ترجـم إلى لغـات كثيـرة منذ زمن بعيـد.
    وحين لم يترجـم الكتاب المقـدس للغـات الأوروبيـة إلا بعـد ثورة على الكنيسـة، فإن المسلمين لم يحتاجـوا إلى أن يثوروا على سلطـان أى مؤسســة ليترجمـوا القـران.
    أتمنى أن نكون موضوعيين ونبتعـد من أى شئ لا يخـدم غرضـا غيـر الجدال.
                  

10-15-2005, 02:36 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Abureesh)

    ما اسال عنه هو هل يمكن تلاوة القراءن بتلك اللغات من مثلا تلاوه سورة الفاتحةاو البقرة؟؟
    وهل يسمي ما ترجم الي تلك اللغات قراءنا؟؟
    وهل صيحيح ان اللغة العربية لغة اهل الجنة,وما دلالة ذلك ومدلوله؟؟
    وشكرا
                  

10-15-2005, 02:41 PM

صباح حسين

تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 402

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    الأخ أبو الريش : أشهدلك بالإطلاع والحجة القوية في كل ما تكتب




    صبوحة
                  

10-15-2005, 02:53 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: صباح حسين)

    شكرا صبوحة ولكنني كنت اود ان تضيف شيئا بدلا من مدح اراء الاخير
    اتمني ذلك ولكني ايضا اشكرك علي اطلاعك
    وشكرا
                  

10-15-2005, 03:20 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    صبـوحـة،
    الله يصبحك ويمسيك بالخيــر..
    كلامك خوفنى.. وإن شـاء الله أكون قـدر الشهـادة دى..

    الأخ ألبينـو،
    أسـف إن لم أفهـم ما عنيتـه بالضبط..
    يقول القـران: "وما أرسلنـا من رسـول إلا بلسـان قومـه ليبين لهـم"
    فإذا أمن المرء وهـو ليس عربيـا، ولم يتيسـر له الوقت أو العافيـة
    لدراسـة العربيـة، فإن إيمانـه يكفيـه.. وتحضرنى قصـة المـرأة الصالحـة
    التى كانت تقـرا فى الصلاة "أمـة الله تعرف الله والله يعرف أمـة الله" لأنها
    لم تحفظ أى أيـة.. فلقيهـا أحـد الأزهريين وعاتبهـا ثم علمهـا كيف تقرأ
    الفاتحة وسـورة أخـرى.. ولما سـافر الفقيـة، أرادت أن تصلى فنسيت
    ما قاله لهـا.. فأسـرعت خلفـه ولكنـه ركب المركب فى النيل وأبحـر شرقـا.
    فما كان منهـا إلا أن نزلت البحـر وسـارت تعـدو فوق الماء حتى وصلت
    إليه، ثم رجتـه أن يعود ليحفظهـا مرة أخـرى، فتعجب الفقيـه من حالهـا
    وقال لهـا "إنت أقرى قرايتك البتعرفيهـا"

    وقصـة أخـرى عن رجل صالح لـه لسـان أفريقى.. سـافـر على الماء فوق فروتـه
    وأخـذ معـه احـد الفقهـاء وراءه وقال له "قل هى قيـوم هى قيوم أشـان ما تقأ فى المويـة".. وعند منتصف البحـر أراد القيـه أن ينطقهـا بالعربيـة الفصحى
    فصـار يردد "الحى القيـوم الحى القيـوم" فبـدأ ينزل الماء من جانبـة.. فتلفت إليـه
    الشيـخ وقال "قلت ليك قول هى قيـوم.. الله يأرف سـوتى ما يارف سـوتك!"
                  

10-15-2005, 03:33 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Abureesh)

    الاخ ابو الريش
    تحية طيبة وبعد
    ما قصدته ليس الايمان فهناك اناس مؤمنين بالفطرة ويعرفون الله والله يعرفهم , لكني قصدت بما ان الاسلا م انزل بلغة العرب وهي رسالة الي كل العالمين فلماذا لايمكن ترجمته الي اللغات الاخري دون ان تفقد اعجازه ويكون تلاوته كما في اللغة العربية مما يمكن حفظه وتلاوته بتلك الغات ؟؟
    وايضا اتساءل عن صحة ما يقال ان اللغة العربية هي لغة اهل الجنةوعن دلالاته؟؟
                  

10-15-2005, 03:46 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    ألبينو :

    الظاهر رايحة ليك شهرة

    جاييك ..
                  

10-15-2005, 03:51 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    Quote: سماحة الشيخ محمد العزيز جعيط أول مفت للجمهورية التونسية:
    ترجمة القرآن عملية متعذرة تضيع معها مميزاته


    حامد المهيري

    الترجمة آلية، لها أهمية كبيرة، فى تقريب الثقافات لبعضها بعضا، فى مختلف الانتاجات الفكرية، إلا أن مشكلتها الوحيدة، تعود الى تطفل البعض من الناس، الذين يفتقرون الى التخصص فى عمق لغة النص المكتوب، ولغة النص المنقول اليها، فعلى سبيل المثال إذا ولد النص منذ بدء خلقه فى اللغة العربية، ومن الناس من يتوقون الى معرفة مضمونه الأصلى باللغة الفرنسية، أو الانجليزية، أو غيرها، فهذا العمل يشترط فيه أن يكون ناقل النص من أصل لغته الى لغة أخرى أن يكون علامة فى لغة النص الأصلية من جهة، وعلامة فى اللغة التى ينقل اليها النص، حتى لا يقع تحريف، أو تأويل، يغرب النص عن أصله ومضمونه الصحيح. وممن نشطوا فى هذا المجال يقول الدكتور أحمد أمين فى الجزء الأول من كتابه ضحى الاسلام "لما نشطت الحركة العلمية فى العصر العباسي، أخذ طائفة ممن يجيدون اللسانين، الفارسى والعربي، ينقلون الكتب من الفارسية الى العربية. وقد عقد ابن النديم، فى كتابه بالفهرست، فصلا لأسماء النقلة من الفارسى الى العربى ذكر منهم: عبد الله بن المقفع، آل نوبخت، موسى ويوسف ابنى خالد، أبا الحسن على بن زياد التميمي، الحسن بن سهل، البلاذرى جبلة بن سالم، إسحاق بن زيد، محمد بن الجهم البرمكي، هشام بن القاسم، موسى بن عيسى الكردي، زادويه بن هاشويه الاصفهانى محمد بن بهرام بن مطيار الأصفهاني، بهرام بن مردان شاه، عمر بن الفرخان" وذكر الدكتور أحمد أمين عناوين الكتب المترجمة ومدى تأثيرها فى التثقيف. إلا أن الترجمة للكتب الدينية المنزلة تتعذر حسب إجابة سماحة شيخ الاسلام محمد العزيز جعيط أول مفت للجمهورية التونسية رحمه الله وبرد ثراه التى وردت فى كتابه "فتاوى شيخ الاسلام محمد العزيز جعيط" دراسة وتحقيق محمد بن ابراهيم بوزغيبة. فالسؤال المطروح هو "حضرة سماحة مفتى الديار التونسية تحية واحتراما. وبعد: فكلنا يعلم أن الله أنزل القرآن الكريم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية ولكن هذا لا يدل على أن القرآن الكريم قد أنزل للأمة العربية فقط، بل إنما أنزل ليكون هدى ورحمة للعالمين ليعلمهم الدين القويم ويهدى الى الصراط المستقيم ونعلم أن فى الأرض شعوبا لا تعد ولا تحصى بجانب الشعوب العربية التى قل من يعرفها من أبناء العروبة أنفسهم، ولذلك أظن -وكثيرون هم الذين يشاركوننى ظني- أن من أن من المرجح أن يترجم هذا الكتاب العزيز الى أية لغة كانت فى الأرض ليتم المقصد الذى أنزل من أجله، وليتعلم الذين لا يعلمون ماهو طريق الحق وما يطلب البارى عز وجل منهم فى الحياة الدنيا، وليتعلموا أن لهذه الدنيا آخرة، وأن للآخرة حسابا، ومن جهة أخرى نعلم أن الألف بالتركية مركبة من 29 حرفا، أما العربية فمن 33 مع صرف النظر عن الألف المقصورة والسكون والشدة، فهذا وهذه يدل على أن فى اللغة العربية أصواتا لا وجود لها فى الألفبائيين ûحروف الهجاء‎ ونكتب القرآن الكريم به ليتمكن الطالبون من قراءته باللغة العربية قراءة صحيحة بدون اللزوم لتعلم الأحرف العربية، فهل هناك أى مانع دينى أم لا؟ وهل هناك حديث شريف أو آية كريمة تمنع الإنسان من ترجمة كتاب أنزل من أجله أو هل هناك ما يمنعنا من كتابة القرآن الكريم على الوجه السالف الذكر ليتيسر على طلابنا قراءته هذا ما أطلب منكم الاجابة عليه باسم الدين القويم، وباسم الذين يودون تعليم دينهم ولكنهم لا يتمكنون من ذلك لعدم معرفتهم للغة العربية، وعدم تمكنهم من تعلمها ولأن هناك من يقول لهم أن الله تعالى نهى عن ترجمة القرآن لأية لغة غير العربية، لقوله تعالى "إنا أنزلناه قرآنا عربيا" -يوسف آية 20- كما ادعى راديو القاهرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هداكم وهدانا الله الى ما فيه الصواب ودمتم .عبد الرحمان قرقر تركيا: 29 أكتوبر 1958؟
    الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على خيرة محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
    فالجواب عن ترجمة القرآن للغة من اللغات غير العربية وعن جواز كتابته بغير الأحرف العربية الى لغة أجنبية هو أن ترجمة القرآن الى لغة أجنبية متعذرة لأن الترجمة الصحيحة هى نقل ما دلت عليه الجملة بألفاظها وأسلوب تركيبها من المعانى الى لغة أخرى تستوعب جميع المعاني، وهذا متعذر فى الترجمة الصحيحة لأن من المعانى ما يستفاد من اللفظ، ومنها ما يستفاد من أسلوب التركيب كالدوام المستفاد من الجملة الاسمية، والتجدد المستفاد من التعبير بالجملة الفعلية، وكالحصر المستفاد من تقديم المعمول والحصر المستفاد من الخبر الفعلى فى النفى وغير ذلك مما يذكره علماء البلاغة ويسمونه بخواص التركيب -انظر مثلا الجارم على : البلاغة الواضحة: مبحث علم المعاني- وهو الذى بلغ به القرآن حد الاعجاز -انظر ابن القيم: الفوائد المشوق الى علوم القرآن والسيوطي: الاتقان- وكان آية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ادعاء النبوة وأنه منزل من الله تعالي، وفى الترجمة تتلاشى كل أو غالب المعانى والمقاصد المستفادة من أسلوب تراكيب الجمل مع أنه أعظم مميزات القرآن.
    ولذلك صح أن نجزم بأن ترجمة القرآن متعذرة، ولكون ترجمة القرآن تضيع معه مميزات القرآن وخواصه، وقال جمهور العلماء المتقدمين وكثير من العلماء المعاصرين بمنع ترجمة القرآن وهو الذى أقول به.
    وما يوجد من التراجم للقرآن هو فى الواقع ليس ترجمة للقرآن، وإنما هو نقل للمعنى الظاهر البسيط المتبادر من الجملة لا يتحقق به إعجاز -انظر مثلا د.صبحى الصالح: ترجمة معانى القرآن باللغة الفرنسية لماسون ـ ترجمة معانى القرآن الكريم باللغة الفرنسية: صادق مازيع- ولا يتضمن مميزات القرآن وخواصه، فلا ثواب ولا أجر فى تلاوته، ولا يطلق عليه قرآن ولا يجب له من الاحترام ما يجب من القرآن. فللجنب المتطهر أن يحمله وأن يتلوه فالواجب على من أراد أن يتعلم القرآن أن يتلوه باللغة التى أنزل بها وهى اللغة العربية. ويصح أن تكون هذه التراجم تفسيرا لما أنزل باعتبار ألفاظه. أما كتابة القرآن بغير الأحرف العربية فلا مانع منه إذا كانت هذه الكتابة تكفل بأداء ألفاظه العربية على وجه لا إخلال فيه من حيث النطق بالحروف على الوجه الأكمل الذى يقتضيه الآداء . كتبت هذه الفتوى فى 4 جمادى الأولى 1378 هـ / 12 نوفمبر 1958م. ويحتفظ بها سماحة الشيخ كمال الدين جعيط مفتى الجمهورية التونسية الحالى وابن سماحة الشيخ محمد العزيز جعيط شيخ الاسلام وأول مفت للجمهورية التونسية رحمه الله وبرد ثراه.
    ويضيف المحقق الدكتور محمد بوزغيبة تعليقه قائلا "ومسألة ترجمة القرآن الكريم أوقعت العلماء المسلمين فى خلاف كبير جعلهم ينقسمون الى فئتين: فئة تنادى بامكانية ترجمة القرآن الكريم وعلى رأسها الدكتور محمد فريد وجدى -1292 هـ ـ 1875م ـ 1373هـ ـ 1954- وفئة تنادى بامكانية ترجمة تفسير معانى القرآن الكريم برئاسة شيخ الأزهر فى الثلاثينات محمد مصطفى المراغي. ونجد من بين العلماء المصريين الذين حرموا ترجمة القرآن الكريم الشيخ محمد رشيد رضا -1354 هـ 1935 م- ومحمد سعيد البانى -1351 هـ 1933م- ومحمود شلتوت، ومحمد مصطفى شاطر، وغيرهم كثير ويحصرون أدلتهم فى النقاط التالية:
    - إن القرآن الكريم معجزة لا يمكن ترجمته
    - إن ترجمة القرآن بحرفيته غير ميسورة
    - إن الترجمة تفقد القرآن العظيم روعة النظم العربى والصلاة واللذة والتأثير على النفوس
    - ان فى الترجمة تأول بعض الألفاظ
    ووجد هذا الفريق أذنا صاغية وقرر الأزهر استحالة ترجمة القرآن الكريم وامكانية ترجمة معانيه وهى نفس الفتوى الذى أقرها الشيخ جعيط".
    وفى نظري، أصبح موضوع ترجمة القرآن، فى عصرنا الحاضر، يستوجب النظر فيه بعمق فى مجلس علمى واسع يجمع مختلف أهل الاختصاص، فى اللغة، وعلوم القرآن، والحديث، والفقه من جهة، الى جانب كل الاختصاصات العلمية قديمها وحديثها، حتى يتفقوا على موقف موحد، ولا يتركوا المجال مفتوحا أمام الآخرين من غير المسلمين. يؤولون المصدر الأول من عقيدتنا، حسب مشيئتهم من التأويل المنحرف. والله الهادى الى الاتفاق على هذا المقترح.
                  

10-15-2005, 04:03 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    Quote: ولكنّ اللغة العربية تميّزت بخصائص لم تتوافر لأي لغة أُخرى. إِنها تميّزت بخصائص وهبتها القدرة العظيمة على الصمود أمام التحدّيات حيّة قوية، تدفع وتدافع وتصارع. وبعض هذه الميّزات ينبع من إمكاناتها الذاتيّة التي وهبها إياها الله من خلال مراحل تاريخها ونموّها، ومنها ما هو نعمة من الله عليها وعلى المسلمين وعلى الناس كافة، حين اختارها الله لغة رسالته إِلى عباده ولغة دينه، وحين تعهَّد الله بحفظ الذكر الذي نزل بها.
                  

10-15-2005, 04:52 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    ( سورة يوسف ) .


    ( سورة طه الآية : 113 ) .


    ( سورة الزمر الآية : 28 ) .


    ( سورة فصلت الآية : 3 ) .


    ( سورة الزخرف ) .

    وآخر آية :


    ( سورة الرعد الآية : 37 ) .

    فالله سبحانه تعالى شرف هذه الأمة بأن جعل وحيه يتنزل باللغة العربية ، وقد يسأل سائل : لماذا كانت العربية مشرفة بوحي السماء ؟ الحقيقة أن الذي يدرس فقه اللغة يعلم علم اليقين أن الطرف الآخر الذي لا يحابي هذه الأمة إطلاقاً يعترف أن اللغة العربية من أرقى اللغات الإنسانية ، لكنها تضعف بضعف قومها ، وتقوى بقوة قومها ، ما معنى اللغة العربية من أقوى اللغات الإنسانية ؟ لها خصائص ، من هذه الخصائص الإعراب .

    إن الذي قتل زيداً هو عمرٌ ، إذا قلت : قتل عمرٌ زيداً ، ما دام رفعت عمر إذاً هو الفاعل ، تتميز اللغة العربية بالإعراب ، والإعراب في اختزال للمعاني ، الضمة تعني أن هذا هو الفاعل ، والفتحة تعني أن هذا المفعول به ، فمن أولى خصائص العربية الإعراب ، فلذلك الذي يقرأ العربية يفهم فيقرأ ، في بعض اللغات الأخرى يقرأ فيفهم ، أما نحن فينبغي أن تفهم حتى تستطيع أن تقرأ صحيحاً ، هذا يحتاج إلى بديهة ، وإلى أن تلقي نظرة إلى كلمة ، أو كلمتين قادمتين ، كي تعرف أن هذا الفعل مبني للمجهول ، أو للمعلوم ، وأن هذا هو الفاعل ، لذلك تعد هذه اللغة من أرقى اللغات الإنسانية لأن فيها الإعراب .

    إخواننا الكرام ، هناك ظاهرة الاشتقاق ، اللغة العربية كلماتها كالأسر ، أسرة ، الجد هو المصدر ، والأولاد الفعل الماضي والمضارع والأمر ، والمجرد والمزيد ، والزيادات لها معان دقيقة ، وزن فاعل غير فعل ، وزن تفاعل غير فعل ، وزن استفعل غير فعل ، فصيغة استفعل لها معنى ، طلب استغفر ، استرحم ، استرشد ، وفاعل فيها المشاركة قاوم ، وناضل ، وشارك واستكتب طلب الكتابة ، فالأفعال لها أوزان ، وأوزانها مجردة ومزيدة ، وعندنا أحد أبناء الفعل الماضي ، والفعل المضارع ، والفعل الأمر ، واسم المكان ، واسم الزمان ، واسم الآلة ، والصفة المشبهة باسم الفاعل ، واسم التفضيل ، وعندنا صيغ كثيرة جداً ، ثم صيغ مبالغة اسم الفاعل ، فاعول ، فعيل ، كثير ، مفعال ، مفضال ، عندنا اسم فاعل واسم مفعول ، عندنا اسم تفضيل ، واسم آلة ، واسم زمان ، اسم مكان ، وصيغة مشابهة اسم الفاعل ، هذه كلها صيغ ، فعندنا اللغة أسر أسر .

    الدليل : نحن عندنا في لغتنا مكتب ، يعني طاولة ، وكتب ، كتاب ، باللغة الأخرى المكتب ( تبل ) ، وكتب ( رايت ) ، والكتاب ( بوك ) ، عندنا أسرة واحدة ، إذاً قضية الاشتقاق أي كلمة إن أدخلناها إلى لغتنا يشتق منها الفعل الماضي والمضارع والأمر ، والمجرد ، والمزيد ، والمشتقات اسم الفاعل واسم المفعول .

    فاللغة العربية مجموعة أسر ، من خصائص العربية التي جعلها الله لغة لقرآنه اتساعها في التعبير .

    ضربت مثلاً مرة : هناك نظر ، واستشرق ، يعني نظر مع التمطي ، واستشف ، نظر مع اللمس ، و حدج ، نظر مع المحبة ، وفي الحديث الشريف : (( حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم )) .

    (ورد في الأثر)

    هناك نظر مع الاستمتاع ، نظرت إلى منظر جميل ، تقول : رنا ، حدج ، استشف استشرف ، رأى بقلبه ، رأيت العلم نافعاً ، رأيت الأمانة غنى ، هناك لاح ، السماء ملبدة بالغيوم ، وفيها فجوات ، فلاحت طائرة ، يعني ظهرت ، ثم اختفت ، وأنت تمشي في الطريق رأيت باباً مفتوحاً ، التفت إليه ، فإذا امرأة فغضضت البصر ، أي لمح ، لاح شيء ، ولمح شيء .

    الآن حدق ؛ اتسعت حدقت العين ، حملق ؛ ظهر حملاق العين ، باطن الجفن أحمر ، شخص نظر مع الخوف ، سمع انفجارًا ، وما أكثر الانفجارات الآن ، فخاف ، نقول : شخص ، نظر إلإنسان تاجر مخدرات بازدراء ، نظر شزراً ، وشخص ، ولاح ، ولمح ، وحدق ، وحملق ورنا ، وحدج ، واستشرف ، واستشف ، ورأى ، العربية واسعة جداً في التعبير ، وكلما اتسعت اللغة في التعبير جاءت العبارة لطيفة ، قال تعالى :


    ( سورة طه الآية : 18 ) .

    ما معنى أهش ؟ أضرب ؟ لا ، أشير ؟ لا ، هناك لمس ، لكن ما فيها ضرب ، معنى دقيق جداً ، قال تعالى :


    ( سورة طه الآية ) .

    إذاً اللغة العربية متسعة بالتعبير .

    شيء آخر ، الحروف فيها تناسب بعض المعاني ، الحرف وحده فيه معنى ، فكل كلمة فيها غين فيها اختفاء ، غيبة ، غاب ، غريب ، غيبوبة ، كل شيء فيه اختفاء فيه غين ، وكل شيء فيه تكرار في راء ، مر ، جر ، كر ، خر ، وكل كلمة فيها سين فيها شيء نفسي ، حس ، أنس ، سر ، سؤال ، سرور ، وكل كلمة فيها قاف في اصطدام طرق ، لصق ، حتى إن هناك شاهدًا واضحًا جداً ، أن الإنسان حين يغرق يعني أن شيئًا يختفي ، الغين ، يتتابع سقوطه الراء ، يرتطم بالقاع قاف ، غرق .

    سيدنا عمر يقول : " تعلموا العربية فإنها من الدين " .

    من هذه اللغة خصيصة أخرى ، أنها قابلة للاختزال ، لو وقف أربعة صحفيين ليأخذوا حديث مسؤول كبير باللغة العربية وحدها يمكن أن تكتب كلامه ، أما بأي لغة أخرى تحتاج إلى لغة أخرى اسمها لغة الاختزال ، لن تستطيع بلغة أخرى أن تكتب ما يقال ، إلا العربية بإمكانك أن تكتب ما يقال ، عدد الحروف قليل ، والمعاني كثيرة ، والدليل اكتب باللغة الإنكليزية ، محمد عشرة حروف ، عدهم بالعربي أربعة حروف محمد ( م ح م د ) ، بالإنكليزي Mohammedan ، لذلك هذه اللغة فيها اختزال ، لذلك أعيد الكلمة مرة ثانية لسيدنا عمر : " تعلموا العربية فإنها من الدين " .

    المرأة لها جمال ، أما الرجل فجماله فصاحته ، فلا تعجب أن يدخل وفد على خليفة كبير كسيدنا عمر بن عبد العزيز يتقدمهم غلام ، يغضب الخليفة ، يقول : " أيها الغلام ، اجلس وليقم من هو أكبر منك سناً ، فيقول هذا الغلام : أصلح الله الأمير ، المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ، فإذا وهب الله العبد لساناً لافظاً ، وقلباً حافظاً ، فقد استحق الكلام ، ولو أن الأمر كما تقول لكانت في الأمة أحق منك بهذا المجلس " .

    غلام آخر دخل على عبد الملك بن مروان ، وكان من كبار خلفاء بني أمية ، فوبخ حاجبه ، وقال له : ما شاء أحد أن يدخل علينا إلا دخل ؟! حتى الصبية ؟! فابتسم هذا الغلام الصغير ، وقال : أصلح الله الأمير ، إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك ، ولكنه شرفني ، أصابتنا سنة أذابت الشحم ، وسنة أكلت اللحم ، وسنة دقت العظم ، ومعكم فضول أموال ، فإن كانت لنا فعلامَ تحبسوها عنا ؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا ، وإن كانت لله فنحن عباده ، فقال : والله ما ترك لنا هذا الغلام في واحدة عذراً .

    سيدنا عمر يمشي في طُرق المدينة ، أطفال عدة يلعبون ، فلما رأوه هابوا ، وفروا ، واحد منهم بقي واقفاً ، لفت نظره ، قال : يا غلام ، لمَ لم تهرب مع من هرب ؟ قال : أيها الأمير ، لست ظالماً فأخشى ظلمك ، ولست مذنباً فأخشى عقابك ، والطريق يسعني ويسعك .

    يعني ما الذي يمنع أن نعلم أبناءنا اللغة الفصحة ، أن نعلمهم المطالعة ، أن نعلمهم الكتابة ، أن نعلمهم إلقاء الكلمات ، لأن جمال الرجل فصاحته .

    فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين ، لكن ورد أن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، يعني على سبع لهجات ، ولكل قبيلة لهجة ، وكان عليه الصلاة والسلام يخاطب الرجال بلهجاتهم ، سأله مرة واحد : هل من أمبرٍ أمصيام من أمسفر ؟ يعني هل من البر الصيام في السفر ؟ فأجابه عليه الصلاة والسلام ليس من أمبرٍ أمصيامٌ في أمسفر ، أجابه بلهجته ، فتيسير على العرب الذين استقبلوا هذا الدين العظيم نزل هذا القرآن على سبعة أحرف ، أي على سبعة لهجات .

    لذلك مثلاً قريش تسهل ، وتميم تحقق ما معنى ذلك ؟ الهمزة إما أن تحقق ، وإما أن تسهل ، إن قلت : ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ ، أنت تقرأ على لهجة قريش ، أما إذا قرأت الآية : ﴿ ولم يكن له كفؤًا أحد ﴾ فعلى لهجة تميم ، إذا قلت : ملايكة لهجة قرشية ، إذا قلت : ملائكة لهجة تميمية ، فتميم تحقق ، وقريش تسهل ، إذا قلت : تأريخ تميمي ، إذا قلت : تاريخ قرشي ، فكل همزة إما أن تحقق ، وإما أن تسهل ، بل إن كتابة الهمزة لها قاعدة تنتظمها جميعاً ، الهمزة تكتب على الحرف لو سهلت قرأ ذلك الحرف ، تكتب الهمزة في بئر على نبرة ، لو سهلتها تقول : بير ، تكتب مؤمن على واو لو سهلتها تقول : مومن ، تكتب تأريخ على ألف لو سهلتها تقول تاريخ .

    إذاً القرآن الكريم فضلاً عن أنه نزل عربياً نزل بلهجات العرب ، وهذا تسهيلاً للذين أمروا أن يتلقوه بالإيمان والتعظيم ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( أقرأني جبريل القرآن على حرف ، فراجعته ، فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف )) .

    [ متفق عليه ] .

    لكن كتعليق ، الآن اللغة موحدة ، أنا لا أرى حاجة كبيرة جداً إلى أن تقرأ كل القراءات ، لأنه الآن نحن جميعاً نقول : إبراهيم ، لا داعي لأن تقول : إبراهام ، هي قراءة ، اهدنا الصراط المستقيم ، هناك قراءة : اهدنا الزراط المستقيم ، فلآن بعد ما توحدت اللغة فليس هناك من ضرورة أن تتحف الآخرين بكلمات غير مألوفة ، مع أنها قراءات .

    والحقيقة أن الذين يحسنون الكتابة كانوا قلة في مكة ، وقلة في المدينة ، والحقيقة أن الأمة التي اختارها الله لهذه الرسالة العظيمة أمة عاشت في الصحراء ، وثقافتها محدودة جداً ، وهناك حِكم قد لا نكشفها الآن ، في هذه الأماكن الممتدة ، وفي هذه الحياة البسيطة ، ليس هناك نفاق ، وليس هناك تعقيد ، وليس هناك كذب ، في بالصحراء حياة رائعة جداً ، النبي أقرها ، المروءة ، والشهامة ، والشجاعة ، والفصاحة ، صفاء الذهن ، وهناك حكم كثيرة أن الحياة ليست معقدة ، تصور لو في هذا العصر جاء نبي ، ماذا تقرأ في الأخبار ؟ تصور الأخبار التي سوف تغطي ظهور نبي في هذا العصر ، يتصلوا بعالم نفس يقول : هذا معه عقدة نفسية ، يتصلون بعالم اجتماع ، يقول : هذا يحب أن يسيطر على مجموعة كبيرة ، عنده شذوذ في علاقاته الاجتماعية .

    صدقوني أيها الإخوة ، أحد كبار علماء النفس يتهم الأنبياء بالشذوذ ، قال : لأنهم يحبون أن يجلسوا مع الرجال ، مثلاً ، لحكمة بالغة أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء في مكان ، وفي زمان بسيط ، لو أنه جاء في هذا الزمان لرأيت العجب العجاب من التكذيب والسخرية والاستهزاء ، فلذلك لحكمة بالغةٍ بالغة كانت بعثة النبي عليه الصلاة والسلام في بلاد بسيطة ، وفي علاقات اجتماعية بسيطة .

    اشتهر أيها الإخوة من كتاب الوحي زيد بن ثابت ، مع أنه أسلم بعد الهجرة ، واقتصرت الكتابة بذلك على ما نزل في المدينة من كتاب الوحي زيد بن ثابت ، ولم يكتب من السور المكية شيئاً ، وأول من كتب آيات التنزيه من مكة المكرمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش رجل اسمه عبد الله بن سعد بن أبي السرح ، ممن كتب في الجملة الخلفاء الأربعة ، والزبير بن العوام ، وخالد ، وأبان ابنا سعيد بن العاص ابن أمية ، وحنظلة ابن الربيع الأسدي ، ومعيقل ابن أبي فاطمة ، وعبد الله ابن الأرقم الزهري ، وشرحبيل ابن حسنة وعبد الله ابن رواحة ، وغيرهم ، وكان أُبي ابن كعب هو أول من كتب له بالمدينة ، هؤلاء كتاب الوحي ، كتاب قليلون لكن هذا الكتاب كُتب .

    هناك موضوع ثالث لا بد من الإشارة إليه ، وهو أن الكتب السماوية السابقة الله عز وجل أمر بحفظها بأمر تكليفي ، ولا بد من التفريق بين الأمر التكليفي ، والأمر التكويني الأمر التكليفي لك أن تأمر ، أو ألا تأتمر ، كما تقرأ لوحة : ممنوع المرور ، والطريق سالك لك أن تسلك هذا الطريق مع أنه ممنوع ، لكن تخالف ، وتدفع الثمن ، ولك أن تأتمر ، لكن الأمر التكويني فعل الله ، والأمر التكليفي أمره ، فالكتب السماوية السابقة أُمر الأنبياء بحفظها تكليفاً ، والأنبياء حفظوها ، والدليل :


    ( سورة المائدة الآية : 44 ) .

    حفظوها تكليفاً ، لكن أتباعهم ما حفظوها ، لذلك أضيف على الكتب السماوية السابقة ما ليس منها ، فيها إضافة ، وتبديل ، وتحوير ، وتزوير ، ذلك لأن المعجزة منفكة عن الكتاب ، لا علاقة بين الكتاب والمعجزة ، سيدنا عيسى أحيا الميت ، والإنجيل كتاب الله ، سيدنا موسى جعل البحر طريقاً يبساً ، وكتابه التوراة ، لكن القرآن الكريم له استثناء خاص ، ذلك أنه كتاب كل البشر .


    ( سورة الأنبياء ) .




    ( سورة البقرة الآية : 119 ) .

    كتاب لكل البشر ، وهو آخر الكتب ، وسيبقى إلى يوم القيامة ، حتى إن السيد المسيح يتلو القرآن الكريم حينما يعود إلى الحياة .


    ( سورة البينة ) .

    فالقرآن الكريم لأنه كتاب لكل البشر ، ولآخر الدوران ، ولأنه كتاب ينبغي أن تكون معجزته فيه ، المعجزة في القرآن ، معجزة النبي عليه الصلاة والسلام في القرآن ، فإذا فقد الكتاب معجزته فقد قيمته ، لذلك تولى الله بذاته حفظ كتابه ، فقال :


    ( سورة الحجر ) .

    فأول حقيقة ، وهذه حقيقة إيمانية ، أنت حينما آمنت بهذا الكون الذي ينطق بوجود الله ووحدانيته وكماله ، وحينما آمنت بأن هذا القرآن كلامه من خلال إعجازه ، وحينما آمنت بأن هذا الذي جاء به نبيه من خلال كتابه أخبرك القرآن أن الله تولى حفظه ، وأنا لا أريد أن أدخل في متاهة الأدلة التفصيلة على أن هذا الكتاب حُفظ ، أن تعتقد أنه محفوظ ، وأن الذي تقرأه الآن هو الكتاب نفسه الذي جاء نبينا عليه الصلاة والسلام ، هذه قضية إيمانية تؤكدها الآيات القرآنية ، لذلك قال تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ .

    أيها الإخوة ، هذا القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين ، والذي نزل على قلب سيد المرسلين ، وهو آخر الكتب ، نزل على آخر الأنبياء والمرسلين ، هذا القرآن الموضوع الأول الذي عالجه هو وحي السماء ، الموضوع الأول الذي عالجه هو التوحيد ، لذلك يمكن أن تقول : إن كل الكتب السماوية جاءت بالتوحيد ، والدليل :


    ( سورة الأنبياء ) .

    والتوحيد ألا ترى مع الله أحدا ، التوحيد أن ترى أنه لا معطي ، ولا مانع إلا الله ، ولا خافض ، ولا رافع إلا الله ، ولا معز ، ولا مذل إلا الله ، والتوحيد أن تعتقد أن الله لم ولن يسلمك إلى غيره .


    ( سورة هود الآية : 123
                  

10-15-2005, 05:15 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    يا جماعة انا بقول : الما عارف عربي ولاقراها لكن بيقرا لغات تانية يعني ما ليهو نصيب في القراءن الذي هو فحوة الرسالة المحمدية لان لو قلنا الموضوع في ما ينهي به القراءن فاظن ان الاديان السماوية تنهي عن الافحشاء والمنكر وكلهم بوحدوا الله اذ موضوع الاسلام وايجازه في القراءن وبما ان القراءن يفقد هذا الاعجاز بالترجمة الي لغات ولهجات اخري بحيث يسوده الركاكة وفقدان البيان والبلاغة فماذا يعني ذلك؟؟ مع العلم ان كلام الله وعمله لا يتغير في اللغات والنفوس والشعوب والقبائل والله هو الله في كل لهجة ولغة وعند كل نفس وجسد.
    والسؤال هو ما هو القصد من ربط القراءن الذي هو كلام الله باللغة العربية وجعل اللغة العربية لغة اهل الجنة, مع العلم ان هناك لغات اكثر بلاغة وشد بيان من اللغة العربية التي هي تموج في المعاني والمصطلحات بحيث يمكن من التفسير حسب الاهواء ؟؟
    ارجو ان اجد ردود شافية
                  

10-15-2005, 05:19 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    شبهة وجوابها حول نزول القرآن باللغة العربية

    فيمكن رد هذه الشبهة بعدة وجوه:

    الوجه الأول: أنه لو كانت هذه الشبهة حقاً للزم منها عدم صحة نسبة الإنجيل إلى الله حيث إنه كتب بلغة لا يفهمها أكثر البشر وهي اللغة الآرامية، وهم يزعمون أن المسيح قد أرسل إلى جميع الأمم.

    الوجه الثاني: أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من خصائص ومميزات لا توجد في لغة أخرى، فاللغة العربية من أغنى اللغات كلماً، وأعذبها منطقاً، وأسلسها أسلوباً، وأغزرها مادة، ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها، وذلك لما فيها من اختلاف طرق الوضع والدلالة، وغلبة اطراد التصريف والاشتقاق، وتنوع المجاز والكناية وتعدد المترادفات، إلى النحت والقلب والإبدال والتعريب، ولقد شهد بعظمتها كثير من المنصفين الأجانب مثل (إرنست رينان) في كتاب (تاريخ اللغات السامية) حيث يقول: من أغرب المدهشات أن تثبت تلك اللغة القوية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري، عند أمة من الرحل تلك اللغة التي فاقت إخوتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها، وكانت هذه اللغة مجهولة عند الأمم، ومن يوم أن علمت ظهرت لنا في حلل الكمال إلى درجة أنها لم تتغير أي تغير يذكر، حتى إنها لم يعرف لها في كل أطوار حياتها لا طفولة ولا شيخوخة.. (مجلة الأزهر مجلد 3 ص 240).

    الوجه الثالث: أن القرآن نزل باللغة العربية لأن العربية هي وسيلة التفاهم مع القوم الذين أرسل إليهم الرسول، وبدأت الدعوة في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ {سورة إبراهيم: 4}.

    الوجه الرابع: أن القرآن نزل باللغة العربية لإثبات إعجاز القرآن، لإثبات صدق الرسالة، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قوم فصحاء بلغاء يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلام ونظمه في مجامعهم وأسواقهم، فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن، آية قاطعة وحجة باهرة على نبوته، وقال لهم إن ارتبتم في أن هذا القرآن من عند الله فأتوا بمثله، فعجزوا، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، فتنزل معهم فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، ولم يكن شيء أحب إليهم من أن يثبتوا كذب محمد صلى الله عليه وسلم، ولو وجدوا أي طريق يستطيعون ذلك من خلاله لسلكوه لشدة عداوتهم له وبغضهم لما جاء به، ولكنهم عجزوا، فدل ذلك أن هذا القرآن من عند الله، قال تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {سورة البقرة: 33}.

    وأما كيفية تبليغه للناس وهم لا يفهمون العربية، فهذا التبليغ بترجمة معانيه لهم، وبتعلمهم هم العربية، وهذا ما حدث في القرون الأولى، عرضت الدعوة على الناس كافة فآمن الكثير منهم، وتفقهوا في الدين وأتقنوا اللغة العربية، ففهموا القرآن وصاروا أئمة في الدين والفقه واللغة
                  

10-15-2005, 05:29 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    مكة مهد اللسان العربي: توحيد اللهجات
    عبد الهادي محمد دحاني
    أستاذ مؤهل
    كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
    ـ جامعة شعيب الدكالي ـ المغرب

    الملخص:

    تُعْتَبرُ مكة1 مَحْضِنَ لغات العرب، وتعتبر اللهجة القرشية من أهم اللهجات، ومن أعظمها أثراً في النَّسَقِ اللغوي العربي، بل إنها النواة التي تَكَوَّنَ منها هذا النسق، ودرج عليها حتى استوى على سوقه، فأعجب النحاة واستبد بألباب اللغويين عامة.

    وقد بدأت اللغة العربية على ألسنة العرب الأولين وقبائلهم القديمة من أمثال عاد التي كانت تعيش في جنوبي جزيرة العرب، وثمود التي كانت تجاور الآراميين في شمالي الجزيرة. وهذا التفرق للقبائل دعا إلى تفرق اللهجات، ثم تأثرت لهجات الشمال بالآرامية التي هي إحدى اللغات السامية، أخوات العربية، وكانت بقايا من معالمها لا تزال تظهر في نسق اللغة العربية.

    إن اللهجة القرشية هي التي ترعرعت في مكة مهبط الألسنة، كما هي مهبط الديانات ومهوى الأفئدة، لتكون الوثيقة الأساسية في الدرس اللغوي قديما وحديثا. ثم تطورت هذه اللهجة لتصبح اللسان العربي الموحد والمشترك بين جميع العرب، ومنه تفرعت اللغات المسماة باللهجات العربية، كالهذلية والأسدية والتميمية، ولغة ربيعة ولغة طيء وغيرها. ولقد أعطتها مكة، أم القرى، هذا الطابع المركزي وأكسبتها مكانتها العالمية منذ تكلم ولد إسماعيل في مكة المكرمة، وربما قبل أن يرفع قواعد بيتها في معونة أبيه إبراهيم الخليل عليهم السلام جميعا، وكان إبراهيم نزل بمكة أول مرة، وهي واد غير ذي زرع، لا عشب فيه ولا ماء. وقد ذكر الله هذه البقعة المباركة من العالم في القرآن الكريم، وجاء ذكرها تكريماً وتعظيماً لشأنها، حيث قال على لسان نبيه هذا الخليل: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم)2.

    وقد شاء الله تعالى أن تتملك مكة ما حولها، إذ كانت منابة للعرب وأمناً، لأنها تمسك بيدها زمام الأمور في المجتمع العربي. وقد أشار القرآن إلى تجارتها برحلة الشتاء والصيف، وجعلت التجارة من مكة مركزا ماليا في الحجاز.

    وكانت مكة تضم قريش البطاح والظواهر، وكانت بيدها زعامة مكة عند ظهور الإسلام، وكذلك كانت السقاية والرفادة فيها. وقد تجمعت الثروة في يد قريش من تجارتها. وكلها عوامل جعلت من مكة موطناً مُجَمِّعاً للغات واللهجات على اختلافها، وأدت إلى توحيد اللسان العربي، واحتوائه لجميع هذه اللغات واللهجات، واستيعابه لها. وتوحيد اللسان دليل على توحيد الدين، وتوحيد الأمة، وتوحيد المجتمع العربي القبلي، وتوحيد المصير والرؤية، وتوحيد الاقتصاد والمصالح..

    والعلاقة بين اللهجة واللغة هي العلاقة بين الخاص والعام، فاللهجة مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات أفراد هذه البيئة. وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات، لكل منها خصائصها، لكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض3.

    وقد كانت حياة العرب في الجاهلية بعيدة كل البعد عما يتوهمه بعض الواهمين، فيذهبون إلى أن عرب الجاهلية لم يكونوا سوى قوم بدائيين، يحيون حياة بدائية، في معزل عن غيرهم من أمم الأرض. والحقيقة أن عرب الجاهلية كانوا أهل حضارة، وكانت حضارتهم على اتصال بالحضارات المجاورة لهم أوَّلاً، ومن أمر حضاراتهم التليدة المو######## ثانياً. وكان من هذه الحضارات المعينية والسبئية والعادية والثمودية والنبطية التي ازدهرت في الشمال من الحجاز و في جنوب الشام أربعة قرون، وزال سلطانها السياسي في القرن الثاني بعد الميلاد، ثم الحميرية التي استطالت حتى أشرفت على أوائل القرن السادس الميلادي. وقد أدى هذا التفاعل الحضاري إلى انتشار الكتابة، وهي اللون البارز من ألوان الحضارة آنذاك.

    العَرْض:

    مكة أم القرى وأم القبائل، ومكة نقطة الوصل بين العرب والأمم التي كانت حولهم، وكانت تصل العرب بمملكة معين، وبمملكة سبأ، فكان المعينيون على جانب عظيم من القوة والجاه، وقد نشطوا حتى امتد نفوذهم التجاري إلى الخليج الفارسي وإلى بلاد الحجاز. وسلكت مسلكهم مملكة سبأ، ووصل المعينيون إلى مصر، وكانوا يزودون معابدها بأنواع الطيب والبخور، واتصل السبئيون ببني إسرائيل عن طريق الملكة بلقيس في عهد نبي الله سليمان عليه السلام.

    وفي هذه الأثناء كانت الأمة العربية المنتشرة في الأصقاع المترامية في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، توحدها لغة واحدة هي اللغة القرشية المتمركزة في مكة أم القرى. وعلى الرغم من انفراد كل قبيلة بلهجتها الخاصة بها، مما جعل هذه القبائل العربية مختلفة فيما بينها في النطق باللغة العربية من وجوه، لكن الاستعمال المكي للغة عمل على الاحتفاظ بالصيغة العربية الموحدة، وسُمِّيَتْ هذه اللهجات المختلفة لغات تجاوزاً، وهي ليست ـ في الحقيقة ـ سوى فروع من لغة واحدة هي اللسان العربي الفصيح.

    وعلى الرغم أيضا من التأثيرات التي عرفها اللسان العربي من جراء مجاورة العرب لغيرهم من الأمم، فالقبائل العربية موزعة في أطراف البلاد، وهي مختلفة المناخ بين اليمن والحيرة وبلاد الشام وأواسط جزيرة العرب، وتعيش ظروفا مختلفة في نظام حياتها وفي العلاقات الاجتماعية، ويطبع هذه الظروف وهذه الحياة التأرجح بين الاستقرار والترحال ـ على الرغم من هذا كله، فإن مكة كانت تقوم بتوحيد كل هذه العوامل، وتجميع كل هذه المؤثرات لتصنع من ذلك كله العلاقات العامة بين الأمم والشعوب تحكمها لغة واحدة هي لغة قريش، فتتصرف بها في جميع المجالات المنتظمة لهذه العلاقات العامة، سواء كانت دينية أوتجارية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية.

    وقد أثبت تاريخ العرب تضافر أسباب متعددة في التأثير على اللسان العربي لتجعل منه لساناً مُوَحَّداً، فالمناذرة وموالاتهم للفرس وتقليدهم إياهم في حياتهم، والغساسنة واتصالاتهم بالحبشة، وقريش ورحلاتها الاقتصادية بين الشتاء والصيف ـ كل ذلك اضطر القوم جميعا إلى الالتفاف حول لسان عربيٍّ موحد، هو اللسان الذي يتخاطب به الجميع، ويفهمه الجميع، وهو اللسان الذي خرج من العزلة إلى العالمية، ومن الانغلاق إلى الانفتاح بفضل ما ذكرناه من علاقات ومؤثرات واحتكاكات.

    ولذلك وجدنا لهجة كلهجة تميم مثلا لم يُكْتَبْ لها الانتشار، ولم تستطع أن تكون جماعة للغات أخرى مجاورة لها أو مُحْتَكَّةً بها، وبقيت منغلقة، لم تصنع ما صنعته اللهجة القرشية التي مَدَّتْ أواصر العلاقات الإنسانية إلى جميع مكونات المجتمع البشري، فَحَقَّ لها بذلك أن تكون لسان القوم، وحَقَّ لها أن تكون لغة القرآن الكريم، حتى يتمكن إبلاغه لجميع العرب قاطبة على اختلاف لهجاتهم.

    ومن هنا لم نجد في لسان القرشيين لغات متروكةً مَجَّهَا الذوق العربي فأُهْمِلَتْ وسقطت من الاستعمال اللغوي، كما حصل في عنعنة تميم، وكشكشة أسد، وكسكسة ربيعة، وتلتلة بهراء وغيرها4، وصارت لغة قريش لغة الانتقاء، لغة الأصلح، فسادت بذلك على سائر اللهجات العربية.

    ولا نقول بذهاب هذه اللهجات الأخرى غير القرشية كُلِّيَّةً، فلا زالت حاضرة عند أهلها، يتواصلون بها فيما بينهم، ويتواصلون باللسان الموحد مع غيرهم ممن لا يتقن لغتهم، وهذا يدل على أن اللسان العربي واحد، وإن تعددت فيه اللهجات أو اللغات، فإن تعددها لا يضير وحدته أبدا، لأن جميع هذه اللغات أو اللهجات منضبط بالإطار العام لأصل اللغة العربية، ولأن ما بينها من اختلاف ليس إلاَّ عارضاً من عوارض الاستعمال لم يخرج بها عن طابع اللسان العربي العام ومزاياه وخصائصه.

    وبهذا التوحيد لِلِّسانِ جَمَعَتْ مكة العرب كافة، فكان جَمْعُهُمْ مساهماً في وضع لسان موحد، لأن ذلك جعلهم يقتبسون من بعضهم البعض، فصار اللسان الفصيح يدور بالألفاظ الكثيرة التداول للتعبير عن المعنى الواحد، وكلما كَثُرَتْ الألفاظ للمعنى الواحد كان ذلك أدْعَى لأن تكون لغةً لشعوب وقبائل اجتمعت على قضايا مشتركة أو انحدرت من فخذ واحد. قال ابن جني: "رويت عن الأصمعي قال: اختلف رجلان في الصقر، فقال أحدهما الصقر، بالصاد، وقال الآخر السقر، بالسين، فتراضيا بأول وارد عليهما، فحكيا له ما هما فيه، فقال: لا أقول كما قلتما، إنما هو الزقر. أفلا ترون إلى كل واحد من الثلاثة كيف أفاد في هذه الحال إلى لغته لُغَتَيْن أُخْرَيَيْن معاً. وهكذا تتداخل اللغات.. فقد وضح ما أردنا بيانه من حال اجتماع اللُّغَتَيْنِ أو اللغات في كلام الواحد من العرب"5.

    وكان على رأس أصحاب هذه اللغات قريش، قطان مكة، أجودهم انتقاء لأفصح الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها جرسا وإيقاعا في السمع، وأقواها إبانة عما يختلج في النفس من مشاعر وأحاسيس، وأوضحها تعبيراً عما يجول في الذهن من فكر ومعان، ولذلك تحدت قريش أفصح العرب لأنه اجتمع في لسانها كل هذه الخصائص المميزة. قال ابن فارس: "أجْمَعَ علماؤنا بكلام العرب والرواة لأشعارهم، والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالهم، أن قريشا أفصح العرب ألسنة، وأصفاهم لغة، وذلك أن الله تعالى اختارهم من جميع العرب، واختار منهم محمدا صلى الله عليه وسلم، فجعل قريشا قطان حرمه، وولاة بيته، فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون إلى مكة للحج، ويتحاكمون إلى قريش في دارهم. وكانت قريش، مع فصاحتها وحسن لغاتها، ورقة ألسنتها، إذا أتتهم الوفود من العرب تَخيَّروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى سلائقهم التي طبعوا عليها، فصاروا بذلك أفصح العرب"6.

    ولقد زاد من مكانة لغة أهل مكة عند الناس أن ابتعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من قبيلة قريش، من خيار العرب دارا، ولغته من لغتهم، وكان قومه أول المخاطبين بالرسالة التي جاءت خاتمة لكل الرسالات السماوية، فقال تعالى لنبيه: (وأنذر عشيرتك الأقربين)7. وبذلك كانت لغتهم، كما مَرَّ بنا، هي اللغة المنتقاة من أفصح لغات العرب وأفضل الاستعمالات. ولما كان مقصد القرآن هو الإعجاز والهداية، اقتضت حكمة الله تعالى البالغة أن ينزل القرآن عربيّاً فصيحاً، فقال تعالى: (ألر تلك آيات الكتاب المبين، إنا أنزلناه قرآناً عربيا لعلكم تعقلون)8.

    ومع هذا فليس في هذا اللسان العربي الموحد شيء مما يختلفون فيه، على قلته ونذرته إلا وله من القياس وجه يؤخذ به، ولو كان في هذا اللسان حشو مكيل أو اضطراب مهيل لكثر خلافه واتسع خرقه وضاعت مهابته وتفرق عنه أصحابه، ولكنه لسان عربي مبين حفظه الله تعالى بما حفظ به الذكر الحكيم، مصداقا لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)9.

    من هنا كانت مكة أم القرى عنصرا أساسيا في توحيد العصبيات العربية المتنافرة التي لم تنجح أية جهة أو مؤسسة أو هيئة من هيئات المجتمع القبلي أن تحققها، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو اقتصادية، وسواء كانت في عكاظ أو ذي المجاز أو في غيرهما. ولقد استطاعت أن تجمع كل العشائر والقبائل في مجالس مثل دار الندوة التي كانت تجمع رؤساء هذه العشائر والقبائل للمشاورة في البأساء والضراء، وقد ساعدها في ذلك عوامل مهمة مكنتها من توحيدها وتوحيد لسانها. ولقد تجلَّى أثر هذه العوامل في الأسواق والمواسم التي كان العرب تقيمها، وكان يؤمُّها المهتمون من مختلف بقاع الأرض على اختلاف لغاتهم وألوانهم وحضاراتهم، وكان يؤمُّها كذلك التجار من الفرس والروم والهنود والمصريين، فكانوا يلتقون في صعيدٍ واحد، يأخذون ويعطون ويتبادلون ما عندهم من متاع وعروض، ومن آثار وأفكار، ومن مظاهر الحضارات المختلفة ومعالمها. وكان القرشيون يلتقون كغيرهم من القبائل بإخوانهم العرب من كل مكان، وساعدت عوامل كثيرة على تهذيب لهجتهم وتهيئتها لتمثل جميع اللهجات، وتحتل الصدارة بينها، وقد توزعت هذه العوامل على كل مناحي الحياة العربية:

    العامل الديني:

    إن قيام القرشيين بسدانة البيت الحرام دفع بالعرب إلى تقديرهم وتوقيرهم، اعترافا بما يقومون به من خدمة البيت، فهم الذين كانوا يستضيفون الحجيج، ويُشْرفون على سقايتهم ورفادتهم، كما كانوا يقومون بتعليم الناس المناسك. وزاد من هذا التقدير ما وقع من حادث أبرهة الأشرم، وهو الذي سَمَّاه القرآن الكريم بقصة أصحاب الفيل. فتوطد مركز قريش، وارتفعت مكانتهم في أعين الناس، فوصفتهم العرب بعد هذا الحادث وقالت: "أهل الله قاتل عنهم فكفاهم مؤونة عدوهم"10. وقد أعطى هذا كله قريشاً مكانة خاصة بَوَّأتْها سلطانا دينيا، اعترفت به العرب جميعها، فاعتبرتهم أئمة الناس وهُدَاتَهم، وأهل البيت وسدنته، وصريح ولد إسماعيل وقادة العرب. وكلها أوصاف لا تجتمع إلا لمن تبوأ بين الناس مبوءا مُجْمَعاً عليه. ولاشك أن هذا العامل الديني كان له انعكاس كبير ومؤثر على اللغة المستعملة، وصهرها في لغة موحدة يفهمها الجميع، فيؤدون بها مناسكهم، ويرفعون بها تلابِيَهم.

    ومن احتضن الديانة منذ الجاهلية، وملك المال، وتحقق له الجاه، فقد أتته الغلبة، وتعليل ذلك أن الله تعالى اختار قريشا من جميع العرب واصطفاهم، واختار منهم نبي الرحمة محمدا صلى الله عليه وسلم، فجعل قريشا قُطَّانَ حرمه وجيران بيته الحرام وولاته، فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون إلى مكة للحج، ويتحاكمون إلى قريش في أمورهم، ولم تزل تعرف العرب لقريش فضلها عليهم، وتسميهم أهل البيت، إذ جعلهم رهط نبيه الأدنين وعترته الصالحين. ولهذا دانت لها الرقاب وركنت إليها النفوس، فخضعت لها خزاعة وثقيف وعامر بن صعصعة، وبلغ من تعظيم العرب لها أنها أُعْفِيَتْ من المكوس، فلم تؤدِّ إتاوة قط، احتراما لها وإجلالا لقدرها.

    العامل الاقتصادي:

    وهذا النفوذ الديني أكسب قريشا الثقة اللائقة بها عند العرب، مما جعلهم يطمئنون لهم في التعامل التجاري، فراجت تجارتهم في كل الأقطار، من الشام إلى فارس إلى العراق ومصر والحبشة، وتوسعت أنشطتهم الاقتصادية توسعاً كبيراً، حتى روت كتب التاريخ11، فيما روته، أن قافلة واحدة من قوافل التجارة في قريش بلغت خمسمائة ألف بعير ومائة رجل، ولم تكن تجارة تبلغ في ذلك الزمان هذا المبلغ إلا القليل النادر. ولاشك أن ازدهار التجارة بهذا الشكل كان يتبعه ازدهار في لغة التعامل التي تستعمل في إدارتها وتدبيرها، حيث كان يقوم بذلك قوم لهم معرفة بالأسواق وبالمنافذ والطرق التجارية، ولهم خبرات في مجال التسويق والقيام بأعمال الاقتصاد، وكان يشترك في ذلك مختلف القبائل، ومن المعلوم أن لكل قبيلة لهجتها الخاصة بها، ولكنها تحت تأثير التبادل التجاري، اضطرت إلى الأخذ من هنا ومن هناك من لغات الآخرين حتى يتم التواصل والتفاهم على أحسن وجه، فكان لزاماً على كل عربي أن يتعلم لغة الآخر، فحدث من ذلك اندماج اللهجات فيما بينها وانصهارها في لغة مشتركة، هي لغة أهل مكة التي كانت تحتضن أغلب هذه الأسواق التجارية والمعاملات الاقتصادية، وزاد من ظهورها على باقي اللهجات تقدم تجارة قريش على كثيرٍ من العرب، وخاصة بعد انهيار سَدِّ مأرب في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي (450م)، وطرد قبيلة خزاعة من مكة بعد نشوب الخلاف بسبب الصراع الذي حدث بينهم. وقد وصفت كتب التاريخ والسير هذا الازدهار الذي عرفته تجارة قريش بكثرة الرواج عبر الأسواق، وكثرة السفن التي كانت تملكها قريش، وكانت تنقل تجارتها من الحبشة وأفريقية عبر البحر الأحمر، كما كانت تنقل تجارتها وتجارة اليمن إلى أسواق فلسطين، وتنقل تجارة الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط إلى الحجاز ونجد واليمن. وهكذا كانت تفعل مع تجارة الأقطار الأخرى8. ولاشك أن هذا المركز التجاري الذي تميزت به قريش مكنها من التواصل الجيد مع القبائل العربية المختلفة، وهذا التواصل الاقتصادي لا يمر جيدا إلا بتوحيد العملة التجارية وتوحيد العملة اللغوية، وهي أهم شيء في مجال التواصل.

    وقد نجحت قريش في تحقيق هذا التواصل الفعال بينها وبين سائر القبائل والأقطار التي كانت تتعامل معها من خلال النجاح الذي أحرزته في تسويق تجارتها. وقد شهد القرآن الكريم لها بذلك، فقال تعالى مشيرا إلى رحلاتهم التجارية المتنوعة التي لم تعرفها قبيلة ولا قطر بهذا الشكل المتميز والمتلاحق بين الصيف والشتاء، وذلك كما قال تعالى: (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف)12.

    العامل السياسي والاجتماعي:

    وعرفت مكة استقراراً سياسيّاً، تَرَتَّبَ عليه أمْنٌ اجتماعي، نتيجة ما تمتعت به قريش في الجانبيْن الديني والاقتصادي من نفوذ واسع، ومن مكانة مرموقة عند العرب وغير العرب كالفرس والروم. وقد استطاع المجتمع المكي أن يفرز نخبة من الحكماء وذوي الرأي الحصيف، والذين كانت مهمتهم تتحرك دائما وبدون تردد في التدخل الفوري لفض النزاعات وحل المعضلات بين الأفراد والجماعات، أو بين القبائل والبطون. لقد كانت مكة ملاذاً لكل المتخالفين، فهي الحرم الآمن، ومن دخله كان آمنا، لا يُظْلَمُ ولا يُعْتَدَى عليه. وهذا أمر خَوَّلَ لقريش تكوين علاقات ودية وموضوعية مع جميع القبائل المتفرقة داخل جزيرة العرب وخارجها، وخاصة في الأطراف المجاورة كالشام والعراق. وهو أمر سياسي خدم قريشا في تكوين أحلاف ومعاهدين، مكنوا قريشا من السيادة السياسة إلى جانب السيادة الدينية، والسيادة الاقتصادية. وهذا العامل هو الذي أدى بأبي بكر الصديق إلى القول عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حين كان الصحابة يخوضون في البحث عن الخليفة، قال: "لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش"13.

    وهكذا كانت مكة مصدرا من مصادر التوحيد في حياة العرب قاطبة، مؤمنهم ومشركهم، وتُوِّجَ هذا التوحيد بنزول القرآن بلغة أهل مكة، وقد جمعت هذه اللغة العرب على اختلاف مشاربهم وعقائدهم، الكُلُّ تَجَمَّعَ حولها على سواء.. أما المؤمنون فوجدوا في لغة القرآن لغة الوحي الذي يحمل إليهم تعاليم دينهم ودنياهم. وأما كافة العرب فقد التفوا حول لغته مأخوذين بجمال أسلوبه وكمال إعجازه، وهم يرون هذه الصنعة اللغوية التي ملكت عليهم شأنهم كله، وتسربت إلى حواسهم وقلوبهم فأرهفتها وغيرت مزاجها، وهم الذين كانوا في بداية أمرهم وعند سماع القرآن لأول مرة يحاولون جهدهم مغالبته، وذهبوا في عنادهم كل مذهب. فقد وضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا ينفذ منها إلى قلوبهم وأفئدتهم، فيصيبهم بالحق الذي به نزل، وتناهوا عن سماعه فقالوا: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)14، وعارضوا الرسول صلى الله عليه وسلم ببلغائهم وفصحائهم، فأرسلوهم لِيَبُزُّوه فيما جاء به من البيان، وليُقَلِّلوا من شأنه حتى يصرفوه عن غايته ويَرُدُّوا عليه دعوته أمام الملأ، فما أفلحوا وما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وما ربحت تجارتهم وما كانوا لِمُبْتَغَاهم مُدْركينْ.

    وتحكي كتب السيرة كل هذا الذي أصاب صناديد قريش وغيرها من فطاحل العرب لدفع هذا التأثير، وحسبك ما ورد في هذه السير من إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسبب هذا الافتتان اللغوي.

    أما الصورة المعبرة حقيقة عن حيرة العرب، وانتهت بهم إلى التوحد والاجتماع على لغة القرآن والاحتكام إلى بيانه، فاتجهوا إليه مذعنين، فهي قصة النفر من فتيان قريش الذين كانوا يتسللون في جنح الظلام من الليل لواذاً، فيذهبون متفرقين، يَسْتَخْفي كل واحد من الآخر ليستمع القرآن، يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم قياماً وقعوداً وعلى جَنْبِه، حتى إذا عادوا كلهم في آخر الليل، جمعتهم الطريق، فانكشفوا جميعا، وأخذوا يتلاومون، وأقسموا ألا يعودوا، استجابة لعنادهم، وتَمَسُّكاً بعصَبيَّتِهِمْ وإلْفِهِمْ. وما تكاد تأتي الليلة الموالية حتى يعودوا لما تلاوموا بسببه، وحتى يكون من أمرهم ما كان بالأمس، يحسب كل امرئ منهم أن لن يره أحد. وفي السيرة قصص أخرى لأمثال هؤلاء من مثل قصة الوليد عتبة بن ربيعة وغيره.

    إن خضوع عدة مناطق في الجزيرة العربية لنظام سياسي واحد كان من شأنه أن أدى إلى تقارب لهجاتها ثم توحيدها في لغة عامة. وتمخض عن هذا التوحيد في الألسنة توحيد الرؤى وتضافر الجهود وتبادل الخبرات، مما ساهم في خلق حياة حقيقية للعمل والإنتاج، فكانت بالتالي مكة مركزاً كبيراً للتجارة، كما كانت مركزاً كبيراً في المجالات الثقافية (الأدب) والسياسية والاجتماعية.

    وبهذا تطورت مكانة مكة، فصارت قبلة الإنسان بصفة عامة في كل مناحي الحياة التي نشطت نشاطاً ملموساً وواضحاً، فازدهرت التجارة والفلاحة، ونضجت الخبرات الاقتصادية، واتسعت الرؤى السياسية، وتطورت الأسواق الأدبية، ونشطت الحركة الفكرية والثقافية، وانتعشت العلاقات الاجتماعية. وصارت مكة أيضا قبلة البدو كما هي قبلة الحضر، وقبلة العبادة، كما هي قبلة المصالح الدنيوية.

    العامل الأدبي:

    الأدب وسيلة مهمة من وسائل التوحيد اللغوي، فالأدباء والشعراء بصفة خاصة يستعملون اللغة التي يفهمها الجميع حتى يُكْتَبَ لإنتاجهم الشهرة والانتشار، وتلك لغة تكون منتقاة ومتخلصة من الخصائص المتعلقة باللهجات المحلية. وقد سادت عند العرب لغة عامة صِيغَ بها النثر والشعر اللذان عنيت بهما الأسواق الأدبية كعكاظ وذي المجاز والمجنة، وساعد ذلك على ظهور لغة موحدة قامت على أساس اللهجة القرشية وما استفادته من محاسن اللهجات الأخرى.

    ولم يَلُمّ شَعَثَ هذا التفرق اللغوي إلا مكة أم القرى التي جمعت القبائل ووحدت لهجاتها، وفَكَّتْ عنها العزلة التي كان يعاني منها الكثيرون، فصاروا يلتقون في حلبات أم القرى، يعمرون أسواقها التجارية، ويرتادون منتدياتها الأدبية يتبارون فيها، وقد أدت مبارياتهم ومهرجاناتهم إلى سماع جميع اللهجات الواردة من مختلف المناطق والأقطار، فأدى ذلك إلى الاستفادة العامة التي تمخض عنها اللسان العربي الموحد.

    لقد كان لهذا الاتصال والاختلاط بين القبائل أثره البالغ في التقريب بين اللهجات وظهور لغة عامة تتخلص من السمات الخاصة التي تنفرد بها كل لهجة. وقد حصل توحيد لهجات الجزيرة العربية في لغة عامة قبل الإسلام بحوالي قرن ونصف من الزمان، لما كان بين القبائل من ارتباط في النسب والعلاقات والمصاهرة والجوار والتعامل التجاري.

    فصاحة اللسان القُرَشِيّ:

    أفصح العرب قريش، والفصيح ما أفصح عن المعنى، واستقام لفظه على القياس لا على ما كثر استعماله. وأفصح قريش سيدها وسيد الخلق على الإطلاق، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبيب رَبِّ العالمين جَلَّ وعلا. قال رسول الله: "أنا أفصح العرب"، رواه أصحاب الغريب، ورواه أيضا بلفظ: "أنا أفصح من نطق بالضاد بَيْدَ أني من قريش"15.

    أخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق يونس بن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم دجن: كيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تراكمها. قال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها. قال: كيف ترون جونها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده. قال: كيف ترون رحاها استدارت؟ قالوا: نعم ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: كيف ترون برقها؟ أخفيا أم وميضا أم يشق شقا؟ قالوا: بل يشق شقا. فقال: الحيا. فقال رجل: يا رسول الله ما أفصحك، ما رأينا الذي هو أعرب منك. قال: حق لين عربي مبين16.

    وروى البيهقي في شعب الإيمان عن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله ما أفصحك، فما رأينا الذي هو أعرب منك. قال:"حق لي، فإنما أُنزلَ القرآن عَلَيَّ بلسانٍ عربي مُبينْ"17.

    وقال الخطابي: "إعْلَمْ أن الله لما وضع رسوله صلى الله عليه وسلم موضع البلاغ من وحيه، ونصبه منصب البيان لدينه، اختار له من اللغات أعربها، ومن الألسن أفصحها وأبينها، ثم أمده بجوامع الكلم"18. وقد تقدم ما أورده ابن فارس من كلام إسماعيل بن أبي عبيد في فصاحة قريش، وفي خصائص لغتهم التي تخيروها من كلام العرب وأشعارها وخطبها، حتى اجتمع إليهم من كل ما تخيروه أفصح اللغات وانتهى إليهم توحيد اللسان العربي.

    ومن فصاحة قريش أهل مكة ما رواه أبو عبيد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: "نزل القرآن على سبع لغات: منها خمس بلغة العجز من هوازن، وهم الذين يقال لهم عليا هوازن، وهم خمس قبائل، منها سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونضر بن معاوية، وثقيف. قال أبو عبيد: وأحسب أفصح هؤلاء بني سعد بن بكر، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، وأني نشأت في بني سعد بن بكر." وكان رسول الله مسترضعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء: "أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم"19.

    ومن فصاحتهم أيضا ما قاله أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمى بـ(الألفاظ والحروف): "كانت قريش أجود العرب انتقاءً للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعاً، وأبينها إبانة عما في النفس، والذين عنهم نقلت اللغة العربية، وبهم اقتُدِي، وعنهم أُخِذ اللسان العربي من بين قبائل العرب، وهم: قيس وتميم وأسد، فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه، وعليهم اتُكِل في الغريب وفي الإعراب والتصريف، ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين، ولم يُؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم"20.

    ولم تكن قبيلة من قبائل العرب قد تأهلت لهذه المنزلة اللغوية التي جعلتها موحدة اللسان العربي، فكل القبائل الأخرى كانت لغاتها خاصة أو محلية، ولذلك قال ابن فارس: "وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري قط أو ممن جاور الحضر، ولا عن سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم. فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من جذام لمجاورتهم أهل مصر والقبط، ولا من قضاعة وغسان وإياد لمجاورتهم أهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرؤون بالعبرانية. و لا من تغلب واليمن، فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان. ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس. ولا من عبد القيس وأزد عمان، لأنهم كانوا بالبحرين مخالطين للهند والفرس. ولا من أهل اليمن لمخالطتهم للهند والحبشة. ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة، ولا من ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن المقيمين عندهم. ولا من حاضرة الحجاز، لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم وفسدت ألسنتهم. والذي نقل اللغة واللسان العربي عن هؤلاء، وأثبتها في كتاب، فَصَيَّرَهَا عِلْماً وصناعة هم أهل البصرة والكوفة فقط من بين أمصار العرب"21.

    وقد اختلفت اللهجات العربية التي كانت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام لأسباب ترجع في عمومها إلى البيئة الجغرافية ذات الامتداد الواسع، حيث تختلف الطبيعة، فيتصل بعض بقاعها، وتنفصل أخرى بسبب الوديان والجبال، أو بسبب المناخ الذي يميز بين بيئة زراعية وأخرى صحراوية، مما يؤدى إلى اختلاف حياة العيش بين الحضر والبدو، فيعتمد أهل الحضر على الزراعة والتجارة، ويعتمد أهل البدو في غالب أحوالهم على التنقل طلباً للماءِ والكلأ.. وكل هذا يؤدى مع الزمن إلى وجود لهجات تختلف فيما بينها وإن انتمت إلى لغة عامة واحدة.

    ومما ساعد على اختلاف اللهجات وتعددها أيضا حدوث الهجرات البشرية التي حدثتنا عنها كتب التاريخ والأنساب، وكان من أبرزها هجرة أهل اليمن إلى شبه الجزيرة العربية، فاستقروا بشرقها وشمالها، وهجرة أهل الحجاز إلى اليمن. فحدث من تفاعل هذه الهجرات مجاورةُ لهجاتٍ للهجاتٍ أخرى، فلهجات القبائل التي نزلت بادية الشام أو العراق مثلاً جاورت لغات كالآرامية والعبرية، والاحتكاك معها أدى إلى ظواهر لهجية ساهمت في بلورة اللسان العربي العام وتطوره. وبقيت مع ذلك كل اللهجات المتفرقة تعيش بين أهلها الذين يتكلمونها ويعتزون بالانتساب إليها. ومن هنا يذهب مؤرخو اللغة إلى أن هذه اللهجات ظلت سائدة إلى جانب العربية العامة قبل الإسلام، ولكنها لم تلبث أن انصهرت في لغة موحدة عُلِّقَتْ على أستار الكعبة في شكل لوحات شعرية سُمِّيَتْ بالمُعَلَّقَاتِ لهذا السبب. وقد تمثلت هذه اللغة واضحة المعالم في هذا الشعر الذي يُعرف بالشعر الجاهلي، والذي يُؤَرَّخُ له بقرن ونصف القرن قبل البعثة النبوية، ويُضاف إليه تلك النصوص النثرية المشتملة على الخطب والأمثال. ولقد حملت هذه النصوص الشعرية والنثرية سمات كل اللهجات التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية، والتي كانت تختلف أحياناً وتتقارب أحياناً، فهي لم تكن موحدة توحيداً كاملاً، ولكنها لم تكن مع ذلك تمنع من وجود لغة عامة ومشتركة، كانت تجمع كثيرا من اللهجات التي تتقارب فيما بينها بفضل الاحتكاك أو الجوار أو بفضل عوامل أخرى بيئية أو اجتماعية.

    وهنا نصل إلى التساؤل أو الاستفسار عن هذا اللسان العربي العام أو عن هذه اللغة العامة الموحدة، ما هي؟

    يتفق مؤرخو اللغة على أن لهجة قريش هي أعلى اللهجات العربية وأفصحها، لأنها اللهجة التي ارتفعت في الفصاحة عن عنعنة تميم، وتلتلة بهراء، وكسكسة ربيعة، وكشكشة هوازن.

    وينقل السيوطي في الاقتراح عن الفارابي قوله: "كانت قريش أجود العرب انتقاءً للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعاً، وأبينها إبانة عما في النفس"22.

    وينقل السيوطي أيضا عن الفراء قوله: "كانت العرب تحضر الموسم في كل عام، وتحج البيت في الجاهلية، وقريش يسمعون لغات العرب، فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به، فصاروا أفصح العرب، وخَلَتْ لغتهم من مُسْتَبْشَعِ اللغات ومُسْتَقْبَحِ الألفاظ"23.

    وعلى هذا الأساس اندفع العلماء اللغويون القدماء يُمَجِّدُون لهجة قريش لأن النبي صلى اله عليه وسلم منها: "أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش"، فذهبوا إلى أن {بَيْدَ} هنا بمعنى {من أجل}، ونقلوا عن أبي عبيد قول

    الشاعر:
    عمدا فعلت ذاك بيد أني أخاف إن هلكت أن ترثيني

    والحديث واضح كما ترى لا يحتاج إلى شيء من هذا التأويل، وإنما دفعهم لذلك تمجيدهم لهجة قريش، قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته، لأنها القبيلة التي سكنت الحرم، وعمرت مكة، وتوسطت القبائل، وصارت قبلة الحجيج، كما صارت قبلة التجار، وأصحاب الحاجات الخاصة والعامة في شؤون الحياة اليومية. وأما {بَيْدَ أنَّ} فمعناها {غَيْرَ أنَّ}، يؤيد ذلك ما رُويَ عن عمر بن الخطاب أنه قال: يا رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا"24. وحتى إن كان معناها {من أجل أن}، فإن السياق يقبل ذلك وينسجم مع المعنى الذي يؤيده الحديث الذي أخرجه البيهقي في شعب الإيمان من طريق يونس بن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم دجن: كيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشدَّ تراكمها. قال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها. قال: كيف ترون جونها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده. قال: كيف ترون رحاها استدارت؟ قالوا: نعم ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: كيف ترون برقها؟ أخفيّاً أم وميضاً أم يَشقُّ شَقّاً؟ قالوا: بل يشق شقاًّ. فقال: الحيا. فقال رجل: يا رسول الله ما أفصحك، ما رأينا الذي هو أعرب منك. قال: حق لين عربي مبين25.

    فحق لقريش قُطَّان بيت الله الحرام أن تعود إليهم فصاحة العربية من أجل موطنهم هذا المتميز، والذي نشأ فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي بسببه كان أفصحَ من نطق بالضاد، من أجل انتسابه لقريش، غير أنه لم يخرج من بين أظهرهم ويختلط بغيرهم، فيتعلم منهم، وهذا من كمال نشأته، ومن صنع الله تعالى واختياره لأنبيائه.

    ومن أجل ذلك أيضا اختار الله أن ينزل القرآن الكريم بهذه اللغة ، وإن كانت قراءات القرآن قد جمعت اللغات الأخرى التي تكلمت بها العرب، وكُتِبَ لها البقاء، فالقرآن بقراءاته المتواترة والشاذة تضمن لغات القبائل المتفرقة، والتي كانت مَعْنِيّةً بنزول القرآن جميعها، وفي ذلك يقول ابن عباس: "أُنْزِلَ القرآن على سَبْعِ لُغَاتٍ، منها خمسٌ بلغة العجز من هوازن، وهم الذين يقال لهم عليا هوازن، وهم خمس قبائل، منها سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونضر بن معاوية، وثقيف"26.

    ولقد عَظُمَ شأن مكة، وعَظُمَ شأن قريش، وعَظُمَ شأنُ لغتها. فصارت مكة وحدة سياسية مستقلة، لها شأن كبير، فقاومت كل السياسات الأجنبية التي كانت متسلطة على أطراف البلاد العربية. وصار لقريش سلطان سياسي قوي في مكة وما حولها مُعَزَّزاً بسلطانٍ اقتصادي عظيم، بحيث كانت أغلب الصفقات التجارية بِيَدِ قريش، وهذا كله كان مُعَزَّزاً بسلطان ديني قوي مصدره الكعبة المشرفة التي كان يؤمُّها الناس من كل حَدْبٍ وصَوْب، فاجتمع لقريش بذلك سلطان سياسي واقتصادي وديني، وحَقَّ لمن اجتمع له هذا السلطان أن تسود لغته على سائر اللغات المجاورة، سيادة تعتمد المنفعة والمصلحة، وتبادل الأغراض والحاجات السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية. وهكذا تهيَّأت لمكة الظروف الموضوعية التي مكنتها من أن تصبح القبلة التي تطلعت إليها القبائل، وشُدَّتْ إليها الرحال قبل ظهور الإسلام، فكان أن نشأت بها لغة مشتركة أُسِّسَتْ في كثير من مقوماتها على لهجة مكة.

    وأخيراً... ها نحن نرى اليوم ولله الحمد مكة شاهدةً على توحيدها للسان العربي، ويعبر هذا التوحيد تعبيراً صادقا على وحدة الأمة، ويعترف لهذه الأرض المباركة، مهوى الأفئدة وأم القرى بالفضل في ذلك، ويشهد نتيجة لذلك بأنها كانت ولا تزال مَهْبِطَ العلم والمعرفة، ففيها نزلت أول آيات الوحي، تخاطب معلم البشرية بالقراءة، وقرأ الآيات البَيِّناتِ بلسانٍ عربي مبين فكان بحقّ مُعَلِّماً وهادياً وبشيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسِراجاً مُنيراً. ولَعَلَّ اختيار مكة لنزول اقْرَأْ جاء لمكانتها العلمية التي تميزت بها قبل الإسلام، فلقد عرفت قضايا التعليم في الجاهلية، ثم تطورت في الإسلام لتصبح مدارس متعددة ومتخصصة، ولازالت هذه الحركة العلمية تُشِعُّ بنورها إلى يومنا الحاضر.

    الهوامش:

    (1). مكة أم القرى: سُمِّيَتْ بذلك لأنها أقدم القرى في جزيرة العرب وأعظمها قدراً. وسُمِّيَتْ بذلك أيضاً لاجتماع أهل القرى في الحجاز وغيره فيها كل سنة واستكنافهم إليها، وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى. أول من سكنها العمالقة، ثم خلفتهم جرهم، ثم جاءها بنو إسماعيل، وتبعهم الأزد بعد سيل العرم، وعلى أثرهم حلت خزاعة، فكنانة، فقريش. (معجم البلدان: 1/337).

    (2). سورة ابراهيم: آية37.

    (3). اللهجات العربية، إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، الطبعة الخامسة، 1979: ص11.

    (4). العنعنة التي تذكر عن تميم هي قلبهم الهمزة في بعض كلامهم عينا، يقولون: سمعت (عن) فلانا قال كذا، يريدون (أن). وأما الكشكشة التي في لغة أسد، فإنهم يبدلون الكاف شينا، فيقولون: (عليش)، بمعنى (عليك). وأما الكسكسة التي في لغة ربيعة، فهي أن يصلوا بالكاف في الخطاب سينا ساكنة، فيقولون: (عليكسْ). وأما تلتلة بهراء فهي كسر أوائل أفعال المضارعة. الصاحبي في فقه اللغة: 35-36.

    (5). الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني :1/374.

    (6). الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق السيد أحمد صقر، طبع البابي الحلبي بالقاهرة: ص 33-34.

    (7). سورة الشعراء: آية214.

    (. سورة يوسف: آيتان 1ـ2.

    (9). سورة الحجر: آية9.

    (10). السيرة:1/50و4/152.

    (11). الطبقات الكبرى:1/43، وتاريخ الأمم والملوك:2/139.

    (12). سورة قريش: آيات1-3.

    (13). المزهر في علوم العربية للسيوطي، تحقيق جاد المولى وآخرون، المكتبة العلمية: 1/211.

    (14). سورة فصلت: آية26.

    (15). المزهر:1/208.

    (16).المزهر:1/35.

    (17). المزهر:1/209.

    (1. المزهر:1/210.

    (19). المزهر: 1/210ـ211.

    (20). المزهر:1/211.

    (21). المزهر:1/212.

    (22). المزهر:1/212.

    (23). الاقتراح في علم أصول النحو: 22.

    (24). المزهر: 133.

    (25). المزهر: 1/210ـ211.

    (26). المزهر: 126، والهمع:1/232
                  

10-15-2005, 05:33 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    طارق النعمان
    الدافع الأيديولوجي لتأسيس علم (الإعجاز القرآني)

    لعله من المعروف أن القول بإعجاز النص القرآني قد مثّل مسلمة عقائدية بالنسبة للمسلمين، لم يخرج عليها إلا النزر اليسير، وأن هذا النص قد تحول إلى قابلة بالنسبة للثقافة العربية في طورها الاسلامي، لا على مستوى توليد العديد والعديد من نصوص هذه الثقافة فحسب، بل على مستوى تكوّن المعارف والعلوم أيضاً. ولعله معروف ـ أيضاً ـ ما كان لهذا النص من أثر وتأثير في إنشاء الخطاب البلاغي عند العرب، إن بشكل مباشر أو غير مباشر.
    ولقد كان لمسلمة الإعجاز تحديداً دور بالغ الأهمية في ربط البلاغة بهذا النص: إذ تعرضت هذه المسلمة؛ في خضم الصراع الثقافي والأيديولوجي العرقي بين المسلمين وغيرهم من أبناء المم التي غزوها، إلى التشكيك، مما دفع العديد من متكلمي المسلمين وغيرهم إلى تأليف العديد من الرسائل والكتب، لتفنيد حجج الخصم، وتأكيد سلامة هذه المسلمة وتحققها في النص القرآني.
    نخلص من هذا إلى أن كلاً من النص القرآني وإعجازه قد مثّل رافداً مهماً لتشكل الخطاب البلاغي، إذ كان هذا الخطاب في جزء غير قليل منه خطاباً حول النص. وفي هذا ما يوضح لنا كثافة الدور الأيديولوجي في تشكل الخطاب البلاغي؛ إذ تشترك كل كتب إعجاز القرآن في حضور هذا الدافع فيها.
    أما إذا نظرنا إلى عبدالقاهر فإننا سوف نجد أنه قد اشترك مع سواه من مؤلفي تلك الرسائل والكتب في حضور هذا الدافع على نحو واضح وجلي، ليس على مستوى تناوله لموضوع الإعجاز فحسب ـ في كتابه (دلائل الإعجاز) وفي رسالته (الشافية) ـ بل أيضاً في كتابه الأول (أسرار البلاغة). فإذا كان كل من كتابه (دلائل الإعجاز) ورسالته (الشافية: رسالة في إعجاز القرن) ينبئ على نحو مباشر عن حضور هذا الدافع، من خلال حضوره الصريح في عنوان كل منهما، فإنه يمكننا أن نجد هذا الدافع أيضاً سارياً في عمله الأول الي يقع في حيز عملنا وهو (أسرار البلاغة)، وإن كان ليس على مستوى إثبات مسلمة الإعجاز، ولكن على مستوى تنقية العقيدة والحفاظ عليها مما قد يشوبها من تصورات توقع في العديد من المحاذير التي تهددها وتفتح أبواباً لتشكيكات الخصوم.
    باختصار يمكننا أن نقول إن ثمة حضوراً لمستوى أيديولوجي داخل نص عبدالقاهر ينبغي الكشف عنه ورصده في تجلياته المختلفة، الصريح منها والضمني، إذ يمثل هذا المستوى مكوّناً أساساً من مكونات نصه، إلا أنه ينبغي التنبه إلى أنه لا ينفرد وحده بالعمل.
    فإذا كان هذا المستوى يمثل دافعاً وهدفاً في آن؛ فنيغبي التنبه أيضاً إلى أنه ليس الدافع والهدف الوحيد لمشروع عبدالقاهر. كما ينبغي أن ننتبه أيضاً ـ في عملنا هذا ـ إلى ما يمكن أن ينجرّ عن تحكيم هذا المستوى وحده في معاينة نص عبدالقاهر. إذ إن ذلك سيعني أننا لن نقرأ المكونات الأخرى من هذا النص غلا عبر وساطة هذا المستوى، وفي هذه الحالة لن يكون عملنا إلا عملية إرجاع بسيطة، لا تخلو هي ذاتها من أيديولوجيا عن الكيفية التي تتشكل بها المعرفة وتتحرك.
    فلا شك أن كلاً من الدافع والهدف الأيديولوجي قد صاحب الأعمال السابقة على مشروع عبدالقاهر للبرهنة على إعجاز القرآن، فهل يمكننا بناء على ذلك أن نطابق بين عمله وعمل الآخرين وفق هذا الاتفاق في الدافع والهدف؟
    بطبيعة الحال إن الجواب هو (لا) إذ إن صور البرهان في التدليل على إعجاز القرآن قد اختلفت اختلافاً جلياً داخل تلك الأعمال، ومن ثم فإن تبين وتحديد هذه الصورة، أي صورة البرهان، والكيفية التي يؤسس بها عبدالقاهر هذا البرهان هو ما ينبغي أن نرصده. ولعله من المهم في هذا السياق أن نشير ـ بداية ـ إلى أن كتاب (أسرار البلاغة) ـ على الأرجح ـ سابق لكتاب (دلائل الإعجاز)، على العكس مما قد صرح به المستشرق ريتر في تحقيقه لهذا الكتاب من أن (دلائل الإعجاز) هو الكتاب الأول، وأن (أسرار البلاغة) هو الكتاب الثاني، وتبعه فيه كثيرون.
    إن لهذه الإشارة أهميتها من حيث تكشف لنا عن أن مشروع عبدالقاهر منذ بدايته لم يكن متوجهاً مباشرة إلى هدف عقائدي، بقدر ما كان يسعى إلى إنجاز هدف معرفي، وأن دخوله إلى مجال البلاغة لم يكن دخولاً من طريق إعجاز القرآن فحسب، وإن لم يمنع هذا أيضاً من حضور الدافع الأيديولوجي بوصفه مكوناً من مكونات المستوى الأيديولوجي في كتاب (أسرار البلاغة) الذي يدور أغلب موضوعه على رصد الطرائق والكيفيات التي يتشكل ويعمل بها المجاز. فعبدالقاهر في هذا الكتاب يربط ربطاً واضحاً ومباشراً ـ في أحد نصوصه ـ بين أهمية إدراك هذه الطرائق والكيفيات وبين سلامة المعتقد؛ إذ يقول:
    (ومَن قدح في المجاز وهمّ بأن يصفه بغير الصدق فقد خبط خبطاً عظيماً ويهدف لما لا يخفى، ولو لم يجب البحث عن حقيقة المجاز والعناية به حتى تحصّلَ ضروبه وتضبط أقسامه إلا للسلامة من مثل هذه المقالة والخلاص مما نحا نحو هذه الشبهة لكان من حق العاقل أن يتوفر عليه، ويصرف العناية إليه، فكيف وبطالب الدين حاجة ماسة إليه من جهات يطول عدها، وللشيطان من جانب الجهل به مداخل خفية يأتيهم منها فيسرق دينهم من حيث لا يشعرون، ويلقيهم في الضلالة من حيث ظنوا أنهم يهتدون، وقد اقتسمهم البلاء فيه من جانبي الإفراط والتفريط، فمن مغرور مغرى بنفيه دفعة، والبراءة منه جملة، يشمئز من ذكره، وينبو عن اسمه، يرى لزوم الظواهر فرض لازم، وضرب الخيام حولها حتم واجب، وآخر يغلو فيه ويُفرط، ويتجاوز حدّه ويخبط، فيعدل عن الظاهر والمعنى عليه، ويسوم نفسه التعمق في التأويل ولا سبب يدعو إليه).
    فعبدالقاهر يربط في هذا النص ربطاً واضحاً بين معرفة حقيقة المجاز، والعناية به، والوعي بضروبه وأقسامه وبين سلامة المعتقد. ذلك أن عدم الوعي به، وبأقسامه وضروبه وعياً دقيقاً، قد يؤدي إلى قرنه بالكذب، ومن ثم نفيه عن النص القرآني، مما يؤدي إلى خلل في إدراك هذا النص، وهو ما يقوم به أهل الظاهر، أو أهل التفريط ـ كما يسميهم عبدالقاهر ـ ومن ثم يقعون فيما يريدون الفرار منه، أو على حد تعبير عبدالقاهر يوقعهم لاشيطان. وكذلك فإن عدم الوعي الدقيق به يؤدي لدى آخرين وهم أهل الإفراط ـ من معتزلة وغيرهم ـ إلى أنهم:
    (ينسون أن احتمال اللفظ شرط في كل ما يُعدل به عن الظاهر، فهم يستكرهون الألفاظ على ما لا تقله من المعاني، يدعون السليم من المعنى إلى السقيم ويرون الفائدة حاضرة قد أبدت صفحتها وكشفت قناعها فيعرضون عنها حباً للتشوف أو قصداً للتمويه وذهاباً في الضلالة).
    إن عبدالقاهر يرد على أهل الإفراط انطلاقاً من مبدأ تأويلي مكين، وهو أن احتمال اللفظ شرط في كل ما يُعدل به عن الظاهر، وأن للمجاز شروطاً، كما أنه يرد على أهل التفريط من منكري المجاز بـ:
    (أن التنزيل كما لم يقلب اللغة في أوضاعها المفردة عن أصولها ولم يخرج الألفاظ عن دلالتها، وأن شيئاً من ذلك إن زيد إليه ما لم يكن قبل الشرع يدل عليه، أو ضُمّن ما لم يتضمنه أتبع ببيان من عند النبي، وذلك كبيانه للصلاة والحج والزكاة والصوم ـ كذلك لم يقض بتبديل عادات أهلها ولم ينقلهم عن أساليبهم وطرقهم ولم يمنعهم ما يتعارفونه من التشبيه والتمثيل والحذف والاتساع. وهو يرى أن هذا وليد سوء نظر منهم ووضع الشيء في غير موضعه وإخلال بالشريطة وخروج عن القانون وتوهم أن المعنى إذا دار في نفوسهم وعُقل من تفسيرهم فقد فُهم من لفظ المفسر وحتى كأن الألفاظ تنقلب عن سجيتها وتزول عن موضوعها فتحمل ما ليس من شأنها أن تحتمله).
    ولكن حيث إن هدف عبدالقاهر ليس هو وضع كتاب في مجاز القرآن تحديداً ولكن هدفه هو الوعي بالمجاز وإدراك حقيقته وأقسامه وضروبه، بما هو ظاهرة لغوية مجاوزة للنص القرآني ـ كما أشار في نصه ضمنياً ـ إذا ما تم إدراكها وضبطها على مستوى الكل (اللغة)، تم ضبطها على مستوى الجزء (النص القرآني)، وإنه إذا لم تدرك وتضبط على هذا المستوى لن يمكن إدراكها داخل النص القرآني ـ فإنه لا يهتم بمعالجات الطائفتين للأمثلة القرآنية، ولكن يهتم بهدفه الأساس وهو إدراك وضبط حقيقة المجاز والإلمام بضروبه وأقسامه؛ ذلك أن معالجة المجاز على مستوى النص القرآني لا يمكن لها أن تكون ناجعة بمعزل عن إدراك كيفيات تواجده وعمله خارج النص القرآني؛ من ثم فهو لا يهدف إلى النقاش التفصيلي فيما تقوله الطائفتان ذلك أن:
    (ليس القصد ههنا بيان ذلك فأذكر أمثلته على أن كثيراً من هذا الفن مما يرغب عن ذكره لسخفه، وإنما غرضي بما ذكرت أن أريك عظم الآفة في الجهل بحقيقة المجاز وتحصيله، وأن الخطأ فيه مورّط صاحبه وفاضح له ومسقط قدره وجاعله ضحكة يتفكه به وكاسيه عاراً يبقى على وجه الدهر).
    يتجلى لنا من خلال هذه النصوص حضور كل من الدافع والهدف الأيديولوجي، إلا أنه يتضح لنا أيضاً اختلاف الكيفية التي يراها عبدالقاهر ـ مقارنة بغيره ـ لتحقيق هدفه، إن السبيل إلى ذلك ـ من منظور عبدالقاهر ـ هو امتلاك الظاهرة والسيطرة عليها معرفياً.
    لذا فإننا نجد عبدالقاهر يرفض رفضاً شديداً موقف أولئك الذين يدفعهم حرصهم على العقيدة ـ في خضم صراعهم الأيديولوجي والثقافي ـ إلى أن يقرنوا بين تميز العقيدة، واللغة التي تمارس بها هذه العقيدة، فيرون أن (البديع مقصور على العرب ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة، وأربَتْ على كل لسان)، وأن الاستعارة مقصورة على العرب، وليست في لسان غير لسانهم، وأنه ليس في الألسنة للشيء الواحد (من الأسماء ما نعرف من اللغة، وكذلك لا نعرف فيها الكلمة الواحدة تتناول المعاني الكثيرة على ما تتناوله العربية، وكذلك التصرف في الاستعارات والاشارات، ووجوه الاستعمالات البديعة) وأن مَن تتبع جميع اللغات لم يجد فيها لغة تضاهي اللغة العربية و) أنه لا خفاء بميزاتها على سائر اللغات وفضلها (و) أن لغتنا فيها من الاستعارت والألفاظ الحسنة الموضوعة ما ليس مثله في غيرها من اللغات). إن مثل هذا المنظور الذي يرفع العربية فوق كل لغة أخرى، يفضي من منظور عبدالقاهر، إلى عدم الوعي بظواهر هذا العلم، كما يفضي إلى عدم إخضاع ظواهره إلى قوانين عقلية. وعليه فإن المجاز أو الاستعارة ليس ظاهرة مختصة بالعربية ومقصورة عليها دون سواها من اللغات، بل إن:
    (وصف اللفظة بأنها حقيقة أو مجاز حكم فيها من حيث أن لها دلالة على الجملة لا من حيث هي عربية أو فارسية أو سابقة في الوضع أو محدثة مولدة، فمن حق الحد أن يكون بحيث يجري في جميع الألفاظ الدالة. ونظير هذا نظير أن تضع حداً للاسم والصفة في أنك تضعه بحيث لو اعتبرت به لغة غير لغة العرب وجدته يجري فيها جريانه في العربية لأنك تحد من جهة لا اختصاص لها بلغة دون لغة. ألا ترى أن حدك الخبر بأنه (ما احتمل الصدق والكذب) مما لا يختص لساناً دون لسان. ونظائر ذلك كثيرة وهو أحدج ما غفل عنه الناس ودخل عليهم اللبس فيه حتى ظنوا أنه ليس لهذا العلم قوانين عقلية وأن مسائله مشبهة باللغة في كونها اصطلاحاً يتوهم عليه النقل والتبديل ولقد فحش غلطهم فيه وليس هذا موضع القول في ذلك).
    إن هذا النص لعبدالقاهر يكشف عن خطورة مثل هذا المنظور في معاينة ظواهر العلم، ويوضح أن مثل هذا المنظور هو وليد الغفلة واللبس، وأنه يفضي إلى عدم القدرة على إدراك ظواهر هذا العلم وقوانينه ومحاصرتها معرفياً.
    إذا كان كل من نص عبدالقاهر ونصوص أولئك تحضر فيها الأيديولوجيا فينبغي أن ننتبه إلى أن آلية عملها في كل منهما مختلفة. فعلي حين يكون حضورها في نص أولئك عائقاً وحائلاً دون إدراك ظواهر من قبيل الاستعارة والمجاز، ومفضياً إلى التصور بأن كفاءة العربية مجاوزة لكفاءة أي لغة أخرى، على نحو تغدو فيه هذه النصوص من قبيل القول المجاني الذي لا يعدو تمديداً لمجال الأيديولوجيا ذاتها. أقول على حين نجد الأيديولوجيا تعمل على هذا النحو في نصوص أولئك، فإننا نجد عبدالقاهر يسعى إلى السيطرة على ظواهر علمه وامتلاكها معرفياً على نحو يمكنه من توظيف نتاج هذه المعرفة في تدعيم أيديولوجيته.
    إن هذه الكيفية لعمل الأيديولوجيا لدى عبدالقاهر ليست مقصورة فقط على نص لا تعلن فيه الأيديولوجيا عن حضورها الصريح كـ(الأسرار)، بل نجدها أيضاً في نصه الآخر (دلائل الإعجاز) الذي ينعكس حضور الأيديولوجيا فيه بداية من عنوانه. فإذا كان عبدالقاهر يسعى في (دلائل الإعجاز) إلى البرهنة على مجاوزة النص القرآني لغيره من النصوص المنجزة أو التي يمكن إنجازها، وهو الأمر الذي لا يخلو من مصادرة، فإن الكيفية التي حاول بها عبدالقاهر إنجاز هذا الهدف كيفية مختلفة عن الكيفية التي حاول بها سابقوه إنجازه.
    فإذا نظرنا إلى محاولة سابقة لعبدالقاهر وهي محاولة الباقلاني في إعجاز القرآن ـ مع ملاحظة أن كلاً منهما أشعري ـ سوف نجد أن السبيل التي سلكها الأخير لتحقيق هذا الهدف هي الغض من النصوص الشعرية المتميزة والمتفق على مكانتها داخل الثقافة العربية كمعلقة امرئ القيس وغيرها من النصوص الأخرى، إذ يرى أن الوسيلة لتحقيق هدفه هي:
    (أن نعمد إلى قصيدة متفق على كبر محلها، وصحة نظمها، وجودة بلاغتها، ورشاقة معانيها، وإجماعهم على إبداع صاحبها فيها، مع كونه من الموصوفين بالتقدم في الصناعة، والمعروفين بالحذق في البراعة، فنقفك على مواضع خللها وعلى تفاوت نظمها، وعلى اختلاف فصولها، وعلى كثرة فضولها، وعلى شدة تعسفها، وبعض تكلفها) ذلك أن (نظم القرآن جنس متميز وأسلوب متخصص، وقبيل عن النظير متخلص، فإذا شئت أن تعرف عظم شأنه، فتأمل ما نقوله في هذا الفصل لامرئ القيس في أجود أشعاره، وما نبين لك من عواره، على التفصيل وذلك قوله:
    قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
    بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
    فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
    لما نسجتها من جنوب وشمالِ
    الذي يتعصبون له ويدعون محاسن الشعر، يقولون هذا من البديع، لأنه وقف واستوقف، وبكى واستبكى، وذكر العهد والمنزل والحبيب، وتوجع واستوجع، كله في بيت ونحو ذلك.
    وإنما بينا هذا لئلا يقع لك ذهابنا عن مواضع المحاسن ـ إن كانت ولا غفلتنا عن مواضع الصناعة إن وجدت.
    تأمل ـ أرشدك الله، وانظر ـ هداك الله: أنت تعلم أنه ليس في البيتين شيء قد سبق في ميدانه شاعراً، ولا تقدم به صانعاً. وفي لفظه ومعناه خلل:
    فأول ذلك: أنه استوقف مَن يبكي لذكر الحبيب، وذكراه لا تقتضي بكاء الخَلِيّ، وإنما يصح طلب الإسعاد في مثل هذا، على أن يبكي لبكائه ويرق لصديقه في شدة بُرَحائِهِ، فأما أن يبكي على حبيب صديقه، وعشيق رفيقه فأمر محال.
    فإن كان المطلوب وقوفه وبكاؤه أيضاً عاشقاً، صح الكلام من وجه، وفسد المعنى من وجه آخر! لأنه من السخف أن لا يغار على حبيبه، وأن يدعو غيره إلى التغازل عليه، والتواجد معه فيه!
    ثم في البيتين ما لا يفيد، من ذكر هذه المواضع، وتسمية هذه الأماكن: من (الدخول) و(حومل) و(توضح) و(المقراة) و(سقط اللوى)، وقد كان يكفيه أن يذكر في التعريف بعض هذا، وهذا التطويل إذا لم يفد كان ضرباً من العيّ!
    ثم إن قوله: (لم يعف رسمها)، ذكر الأصمعي من محاسنه: أنه باقٍ فنحن نحزن على مشاهدته، فلو عفا لاسترحنا. وهذا بأن يكون من مساويه أولى، لأنه إن كان صادق الود، فلا يزيده عفاء الرسوم إلا جدة عهد وشدة وجد. وإنما فزع الأصمعي إلى إفادته هذه الفائدة، خشية أن يعاب عليه، فيقال: أي فائدة لأن يعرفنا أنه لم يعف رسم منازل حبيبه؟ وأي معنى لهذا الحشو؟ فذكر ما يمكن أن يذكر، ولكن لم يخلصه ـ بانتصاره له ـ من الخلل.
    ثم في هذه الكلمة خلل آخر، لأنه عقّب البيت بأن قال:
    فهل عند رسم دارس من معول!
    فذكر أبو عبيدة: أنه رجع فأكذب نفسه).
    لعل في إيراد هذا النص ـ على طوله ـ ما يكشف لنا عن صورة حضور الأيديولوجيا والكيفية التي تمارس بها وجودها عند الباقلاني، وما يكشف أيضاً عن المعيارية الأخلاقية والمنطقية الضيقة التي يحكمها في النصوص التي يعاينها، فبدلاً من أن يقوم الباقلاني بتعيين مكونات تميز النص القرآني واختصاص أسلوبه وما يفرده عن غيره من النصوص الشعرية وغير الشعرية نجده يجمل النعت بأن نظم القرآن جنس متميز، وأسلوب متخصص .. إلى آخر ما يسعه من أوصاف مجملة دونما أي تعيين لمكونات هذا التميز والتخصص والانفراد، وعلى حين قد يتوقع أنه سيقارن بين النص القرآني والنص الشعري، انطلاقاً من التنبه إلى الاختلاف النوعي والوظيفي بين طبيعة الخطابين ـ نجد أنه ليس ثمة أي ضرب من ضروب المقارنة التي يمكن توقعها، وأن الكيفية التي ارتآاها الباقلاني للتدليل على إعجاز النص القرآني وإثبات قيمته هي سلب القيمة من غيره من النصوص المجمع على قيمتها وتميزها، وليس إدراك مكونات هذه القيمة في النص القرآني ذاته، مما جعل محاولته كلها في حيز الاستدلال المبني على مقدمات مغلوطة. في مقابل هذا فإننا لو نظرنا إلى الكيفية التي سعى بها عبدالقاهر إلى إنجاز الهدف ذاته ـ التدليل على إعجاز النص القرآني ـ وجدنا استراتيجية مخالفة كلية؛ إذ يرى عبدالقاهر أن إدراك مزية النص القرآني لا يمكن أن تتأسس، إلا انطلاقاً من إدراك الآلية التي تتحقق بها المزية في أي نص آخر؛ ومن ثم فلا سبيل إلى إدراك إعجاز هذا النص ـ من منظوره ـ إلا بإدراك الكيفيات التي تتحقق بها المزية في النصوص المختلفة، شعرية كانت أم غير شعرية، وهو ما لا يتحقق بدوره إلا بتأسيس معرفة بالكيفيات التي تعمل بها اللغة، وبإدراك اختلاف مستويات الأداء اللغوي ذاته.
    يتجلى لنا هذا الوعي منذ بداية (الدلائل) في دفاعه الشديد عن كل من الشعر والنحو، إذ ليس من قبيل المصادفة، أو الاضطراب في الترتيب الذي ينعته به البعض في هذا الكتاب ـ أن يصدر (الدلائل) بالدفاع عن كل من الشعر والنحو، إذ أن هذين معاً هما السبيل إلى إدراك الهدف الذي يسعى إلى بلوغه. ولعل في ايراد هذا النص لعبدالقاهر ما يكشف عن هذه الرؤية وعن المخالفة بينه وبين غيره في السبيل التي يراها لإنجاز هدفه:
    (إلا أن ههنا نكتة، إن أنت تأملتها تأمل المتثبت، ونظرت فيها نظر المتأني، رجوت أن يحسن ظنك، وأن تنشط للإصغاء إلى ما أورده عليك، = وهي أنّا إذا سقنا دليل الإعجاز فقلنا: لولا أنهم حين سمعوا القرآن، وحين تُحدوا إلى معارضته،/ سمعوا كلاماً لم يسمعوا قط مثله، وأنهم رازوا أنفسهم فأحسوا بالعجز عن أن يأتوا بما يوازيه أو يدانيه أو يقع قريباً منه = لكان محالاً أن يدعوا إلى معارضته وقد تُحُدُّوا إليه، وقُرِّعوا فيه، وطولبوا به، وأن يتعرضوا لشبا الأسنة، ويقتحموا موارد الموت.
    = فقيل لنا: قد سمعنا ما قلتم، فخبِّرونا عنهم، عماذا عجزوا؟ أعن معانٍ من دقة معنيه وحسنها وصحتها في العقول؟ أم عن ألفاظ مثل ألفاظه؟
    فإن قلتم (عن الألفاظ) فماذا أعجزهم من اللفظ، أم ما بهرهم منه؟
    = فقلنا: أعجزتهم مزايا ظهرت لهم في نظمه، وخصائص صادفوها في سياق لفظه،/ وبدائع راعتهم من مبادئ آيه ومقاطعها، ومجاري ألفاظها ومواقعها، وفي مَضرِب كل مثل، ومساق كل خبر، وصورة كل عظةٍ وتنبيهٍ، وإعلام وتذكير، وترغيب وترهيب، ومع كل حجة وبرهان، وصفة وتبيان = وبهرهم أنهم تأملوه سورة سورة، وعُشراً عُشراً، وآية آية، فلم يجدوا في الجميع كلمة ينبو بها مكانها، ولفظة ينكر شأنها، أو يرى أن غيرها أصلح هناك أو أشبه، أو أحرى وأخلق، بل وجدوا اتساقاً بهر العقول، وأعجز الجمهور، ونظاماً والتئاماً، وإتقاناً وإحكاماً، لم يدع في نفس بليغ منهم، ولوحك بيافوخه السماء، موضع طمع، حتى خَرِست الألسن عن أن تدعي وتقول، وخذيت القروم فلم تملك أن تصول. نعم، فإذا كان هذا هو الذي يذكر في جواب السائل، فبنا أن ننظر: أي أشبه بالفتى في عقله ودينه، وأزيد له في علمه ويقينه، أأن يقلد في ذلك، ويحفظ متن الدليل وظاهر لفظه، ولا يبحث عن/ تفسير المزايا والخصائص ما هي؟ ومن أين كثرت الكثرة العظيمة، واتسعت الاتساع المجاوز لوسع الخلق وطاقة البشر؟ وكيف يكون أن تظهر في ألفاظ محصورة، وكلم معدودة معلومة، بأن يؤتى ببعضها في إثر بعض لطائف لا يحصرها العدد، ولا ينتهي بها الأمد؟ أم أن يبحث عن ذلك كله، ويستقصى النظر في جميعه، ويتتبعه شيئاً فشيئاً، ويستقصيه باباً فباباً، حتى يعرف كلاً منه بشاهده ودليله، ويعلمه بتفسيره وتأويله، ويوثق بتصويره وتمثيله، ولا يكون كمن قيل فيه:
    يقولون أقوالاً ولا يعلمونها
    ولو قيل: هاتوا حقِّقوا، لم يحققوا
    = قد قطعت عذر المتهاون، ودللت على ما أضاع من حظه، وهديته لرشده، وصح/ أن لا غنى بالعاقل عن معرفة هذه الأمور، والوقوف عليها، والإحاطة بها، وأن الجهة التي منها يقفُ، والسبب الذي به يعرف، استقراء كلام العرب وتتبع أشعارهم والنظر فيها).
    إن هذا النص يوضح لنا، على نحو جلي، الاختلاف بين صورة الممارسة الأيديولوجية في نص عبدالقاهر وصورتها في نص غيره. فعبدالقاهر ـ في هذا النص ـ يسائل محاوره الضمني: أي أشبه بالفتى في عقله ودينه، وأزيد له في علمه ويقينه، أأن يقلد ويحفظ متن الدليل، دونما بحث عن تفسير المزايا والخصائص، وتساؤل عن الكيفية التي يعمل بها الكلم، أم أن يبحث عن ذلك كله ويستقصي النظر في جميعه ويتتبعه تتبعاً دقيقاً حتى يعرف كل منه بشاهده ودليله، ويعلم بتفسيره وتأويله؟
    والسبيل إلى إنجاز ذلك ـ في منظور عبدالقاهر ـ هو استقراء كلام العرب وتتبع أشعارهم.
    لعله يمكننا القول ـ وفق ذلك ـ إن الممارسة الأيديولوجية في نص عبدالقاهر تعمل في ظل ممارسة نظرية تضبط خطاها وتوجهها ـ إلى حد بعيد ـ وتعصمها من أن تتحول إلى خطاب أيديولوجي محض، كما هو الحال عند غيره. قد يتصور أن هذا الحكم مؤسس على هذا النص فحسب إلا أن الأمر خلاف هذا تماماً، ذلك أن ثمة حضوراً لممارسة نظرية واضحة وجلية في مجمل نص عبدالقاهر ـ بشقيه (الأسرار) و(الدلائل) ـ يمكن الكشف عنها ومعاينتها بجلاء.
    * المصدر : اللفظ والمعنى بين الايديولوجيا والتأسيس المعرفي للعلم /ط11994
                  

10-15-2005, 07:04 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    "والسؤال هو ما هو القصد من ربط القراءن الذي هو كلام الله باللغة العربية وجعل اللغة العربية لغة اهل الجنة, مع العلم ان هناك لغات اكثر بلاغة وشد بيان من اللغة العربية التي هي تموج في المعاني والمصطلحات بحيث يمكن من التفسير حسب الاهواء ؟؟"


    الأخ ألبينـو،

    إذا عندك مشكلـة مع العـرب، فأنا لى عشــرة معهـم!!
    وإذا عندك مشكلـة مع الكثيرين من مسلمى اليـوم، فأنا لى مائـة معهـم!
    ولكن التعبيـر أعلاه ظلم للغـة العـربيـة، التى هى من أكمل اللغات، إذا لم تكن
    أكملهـا. هـذه اللغـة الغنيـة والبليغـة.. إذا أطلقت اللغـة الإنجليزيـة إســما واحـدا على عشــرة أشيـاء، فإن العـربيـة تطلق تسعــة وتسعين إسمـا على شئ واحــد!!
    وفى العـربيـة تعرف جنس الغائب بتصـريف الفعل، فى حين فى الإنجليزيـة لا تعرف إن كان ذكـرا أو أنثى إلا إذا عرفتـه من أسمـه أو من ضميـر الغائب.. صحيح أن الألمانيـة أغنى من الإنجليـزيـة، ولكنهـا أيضـا لا ترقى إلى مستـوى اللغـة العـربيـة بأى حال.

    بالعـودة إلى ســؤالك الأصلى:
    لقـد حدث وأن جاء القـرأن باللغـة العـربيـة.. ولا يمكن تغييـر هـذه الحقيقـة الأن.. وكل الكتب السمـاويـة جاءت بلغـة أنبيائهـا ومن أرسلـوا اليهـم.
    نأتى إلى الترجمـة.. وهى كما أسلفت موجـودة.. فللمسلـم غيـر العربى أن يقرأ القـرأن مترجمـا بلغتـه، لأنه فى الأسـاس دخل الإســلام عن طريق لغتـه.. فلا بد أنه اطلع على ترجمـة أو شـرح له أحدهـم الإسـلام والقـران بلغتـه تلك، حيث أنه لا يتكلم العربيـة.. ثم بعـد ذلك يأتى أمـران:
    1- أن أى معنى من أى لغـة، وليس العربيـة فحسب، لا يمكن أن يحمل إلى لغـة أخـرى كاملا.. هـذه حقيقـة تدرس فى علوم الترجمـة.. فلا بد أن تكون هناك نسبـة من المعنى سقطت لعدم تطابق اللغتين.. هـذه النسبـة يضحى بهـا عادة لضـرورة الترجمـة، وأكبـر المترجمين خبـرة، وأكثرهـم درايـة باللغتين، هـو من يحجم هـذه الفجـوة إلى أقل قـدر ممكن، ولكنـه لا يستطيـع إلغائهـا.
    هـذا هـو السبب الذى له درس كارل ماركس اللغـة الإنجليزيـة، حتى يكتب "رأس المال" بنفسـه بالإنجليزيـة بدل قبول العرض بترجمتـه من الألمانيـة.
    وأعـرف طبيبا عربيا درس اللغـة الصينيـة حتى يتخصص فى الطب التقليـدى الصينى (الوخـز بالإبـر" ولم يثق فى ألاف الترجمـات المتوفـرة له.. والأن له طلبـة صينيين فى تكسـاس يدرسـون عنده باللغـة الصينيـة!!
    2- وبالرغـم من أن ترجمـة القـران الموثقـة والمراجعـة تكفى الشخص العادى، إلا أنهـا بالقطـع ليست كافيـة لمن أراد أن يتبحـر فى القـرأن.. بالإضـافـة إلى أن هناك من المسلمين من يودون التبرك باللغـة الأم التى نزل بهـا القـران والتى كان يتحـدث بهـا نبيهـم.. فالعقيـدة وحب النبى أيضـا لهمـا أثـر فى دفـع الأفـراد لتعلم العربيـة، بالإضـافـة إلى ما سبق.
    أرجـو أن يكون فى هـذا ما يشفى غليلك.

    (عدل بواسطة Abureesh on 10-15-2005, 07:09 PM)

                  

10-16-2005, 10:04 AM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Abureesh)

    شكرا اخي
    لكن هل تقول انه يمكن ترجمة القرءان الي لغة الدينكا مثلا وتلاوته صحيحة؟؟؟
    اقصد ان بامكاني تلاوة سورة الفاتحة المترجمة الي لهجتي (مثلا) بحيث يكون مستحب عند الله كما لو كان بالعربية؟؟
    وشكرا
                  

10-16-2005, 12:53 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    مـرة أخـرى يا ألبينـو،
    الرب رب القلوب.. وإن الله لا ينظـر إلى الأجسـاد ولا إلى الصـور الخارجيـة، والتقوى فى القلب.. وهـذا ينسحب على اللغـات والألسن.. فليصلى الكل باللغـة التى فهـم بهـا القـران إذا لم تتيسـر له دراسـة اللغـة العربيـة.. وليعلم كما أسلفت أن اللغـة العربيـة، لأنهـا لغـة الأصل، فإنهـا دائمـا تحمل القـدر الأكبـر من معانى القـران من أى لغـة أخـرى.. فليصلى بلغـة الدينكا ولكنـه (إذا استطاع) عليـه ان يدرس العربيـة.
                  

10-16-2005, 01:48 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Abureesh)

    Quote: هل تقول انه يمكن ترجمة القرءان الي لغة الدينكا مثلا


    انت هات لغة الدينكا مكتوبة و بعد كدا ينظر و يفاد في موضوع الترجمة هذا ..
                  

10-16-2005, 02:13 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Abureesh)

    اراك كانك تقول ان اللغة العربية هي فقط لغة توصيل الرسالة بغض النظر عن بلا غتها وبيانهااي ان القراءن لم ياتي ليرفع لغة العرب الي لغة اهل الجنةكما يقال بل هي اداة كاي لغة لتوصيل كلمة الله الي العالمين!!
    واذا كانت تتفق معي فيما اقوله اذا الاعجاز الذي يظهر في تحدى البشر (ائتوني بمثلها) يسقط ما سقوط اهمية اللغة , لان التحدي ليس في المعني بل في الصياغةالتي صيغ به القراءن واذا تم ترجمتها تفقد القافية والبلاغة والبيان والصور الجمالية التي تضفيها اليه اللغة العربية فتصبح كما لو انها رواية اي يعود الي الاسلوب الذي صيغ به الكتب قبله(الكتاب المقدس ) .
    اذا معجزة القراءن ليست كلمة الله بل اللغة العربية هي التي ترفع كلمة الله الي مستوي الاعجاز!!
    اتمني ان تكون قد ادركت ما اعنيه
    اعتذر الي كل من يجرحه هذه الكلمات واذكره ان الغرض فيما اكتبه هو ايجاد وسيلة منطقية لفهم ما يستعصي علي فهمه.
    وشكرا
                  

10-16-2005, 02:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    شكرا يا ألبينو على البوست والأسئلة الجميلة.. وسأعود إليها.. وطبعا استمتعت بإجابات الأخ محمد عثمان أبو الريش.. وبالمناسبة أبو الريش غير عربي وإنما من البجا.. وبالمناسبة فإن 4 أخماس المسلمين غير عرب..
    ولكني أتفق معك أن هناك تيارا يربط الدين الإسلامي بالعروبة، وليس فقط باللغة العربية، وهذا التيار يضر بالمسلمين وبمستقبل الدين الإسلامي..

    وقد كانت لي مداخلة مع فرانكلي في بوست آخر أرجو أن أضع وصلتها هنا:

    Re: هل يوجد مشروع لنشر الإسلام واللغة العربية في الجنوب؟؟؟

    والآن آتي إلى مداخلتك:

    أنت تقول:

    Quote: لا ادري كيف يفسر هذا التناقض الكبير في ان يكون الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل التاويل الي لغة اخر مما يؤدي الي الزام تعلم اللغة العربية حتي يستطيع الانسان تلاوة القراءن و التفقه فيه


    أظنك تقصد لا يقبل "الترجمة" إلى لغة أخرى، وليس "التأويل إلى لغة أخرى".. وهذا غير صحيح فالقرآن قد ترجم إلى لغات أخرى. ولكن تعلم اللغة العربية يساعد في قراءة القرآن بغرض العبادة.. ولكن إذا تعذر فلن تكون هناك مشكلة.. ولن يكون هناك إلزام لتعلم اللغة العربية، وإنما المسألة ستكون إلتزام من الشخص برغبته..
    أنا أعلم أن هناك من يحاولون فرض تعلم اللغة العربية مع الإسلام وهذا مشروع فاشل في تقديري.. ابنتي قرأت عن الإسلام والقرآن باللغة الألمانية أكثر مما عرفته عنه من اللغة العربية التي لا تكتبها بنفس الجودة التي تكتب بها اللغة الألمانية..
    والتفقه في الدين بواسطة الدراسة ليس مطلوبا من المسلم، وإنما المطلوب منه، أكرر المطلوب منه وليس المفروض عليه [في زمننا هذا]، هو معرفة ما لا تصح العبادة إلا به ثم يعبد حسب استطاعته.. وكل إنسان حر في أن يترك هذا الدين أو يستمر فيه حسب رغبته.. هذا هو الدين الذي أفهمه وأحترمه، أما بقية المفاهيم التي تتحدث عن معاقبة المرتد عن الإسلام فأنا لا أحترمها، وأظن أنها تعوق وتضر بسمعة الإسلام..

    قولك:

    Quote: كما يقول البعض ان اللغة العربية لغة اهل الجنة فما دلالة ذلك ومدلولها؟؟

    نحن الآن في الدنيا.. واللغة العربية لغة العرب ومن يتعلمونها من غير العرب.. والعرب لا يتعدى عددهم الـ 500 مليون من 6 مليار إنسان في هذه الدنيا..
    ربما عندما يتحول كل الناس في الأرض إلى مؤمنين بالإسلام عن طريق الاقتناع وليس عن طريق "الإكراه" يتعلمون اللغة العربية بجانب لغاتهم الأخرى.. تماما كما هو حال الأخ أبو الريش اليوم.. ربما يعطيهم الرب الإله القدرة على التحدث باللغة العربية بصورة إعجازية.. تماما كما أعطى الرب تلاميذ السيد المسيح المقدرة على تعلم لغات الأمم ونشر كلمة المحبة بينهم.. ولكنهم لم يعتمدوا على نشر الكتب المكتوبة بقدر ما أعطوا الناس ثمرة ما عرفوه هم من الدين.. أقرأ مثلا أعمال الرسل ورسائل الرسول بطرس وبولس.. إنهم يكتبون بما يفتح الله عليهم من فهم، ولا يطلبون من الداخلين في الدين قراءة الناموس، لأنه حتى ذلك الوقت لم تكن الأناجيل قد دونت بعد.. لقد كانت في صدور المبشرين.. ولم تكن مخطوطة بعد في الورق..



    Quote: هل يمكن تلاوة القراءن باللغة الانجليزيةاو لهجةالدينكا؟؟


    لقد رأيت في الجنوب الكتاب المقدس بلهجة الدينكا مكتوبا بحروف لاتينية لأن لغة الدينكا ليس لها حروف، حسب علمي.. ولا أستبعد أن يقوم واحد من الدينكا المقتنعين بفكرة ترجمة القرآن إلى لغة الدينكا بفعل ذلك وأن يكتبه بالحروف اللاتينية.. تماما كما أن القرآن مكتوب باللغة الإنجليزية واللغة الألمانية.. ليس هناك ما يمنع، في تقديري..
    أعتقد أنه لو وجد مثل هذا الشخص من الدينكا فسيكتشف أن عليه أن يعطي ثمرة معرفته للدينكا، تماما كما فعل المبشرون بالمسيحية الأوائل..

    ولك شكري

    ياسر
                  

10-16-2005, 02:51 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Yasir Elsharif)

    استاذ عبداللطيف تحية طيبة،
    كتبت:

    Quote: انت هات لغة الدينكا مكتوبة و بعد كدا ينظر و يفاد في موضوع الترجمة هذا ..

    أنت لا تدري بأن لغة الدينكا مكتوبة ولها معجمها؟







    دنقس.
                  

10-16-2005, 03:02 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Yasir Elsharif)

    اشكرا اخي ياسر علي هذا التفهم الذي ابديته لماطرحته
    ولكن من يقنع هولاء ان يعترفوا بما تقوله من راي والذي قد يكون سبب لتكفيرك لان حكم الردة امر من الله وواجب تنفيذه حسب القراءن , فهل نستطيع ان ننسخ كلام الله من اجل ما نعتقده انه هو الحق؟؟وان كان ما نعتقده هو الحق فهل اخطا الله(حاشا)عندما انزل اي اوجب حكم الردة؟؟
    وهل ندعوا انفسنا مؤمنين في حين نشك او لا نؤمن باية من ايات الكتاب؟
    ارجو ان تبين لي هذه التساؤلات
    وسلام الله يحفظ قلوبكم وافكاركم
    وشكرا
                  

10-16-2005, 03:32 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    العزيز ألبينو،

    تحية

    قولك:

    Quote: ولكن من يقنع هولاء ان يعترفوا بما تقوله من راي


    الظروف وحدها ستقنعهم أن الرأي القابل للقبول هو الذي يتجه مع ما تعارف عليه العالم في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان..


    Quote: والذي قد يكون سبب لتكفيرك لان حكم الردة امر من الله وواجب تنفيذه حسب القراءن ,

    تكفير الاستاذ محمود حدث في ظروف كان الظلام مسيطر في السودان، ويجد الدعم من السعودية، ولكن العالم الحر لم يكن يعرف قيمة كلام المستنيرين مثل الأستاذ، وفي نفس الوقت كان يستخدم الإسلاميين "المجاهدين" في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي.. ولكن الظروف تغيرت الآن.. لقد أصبح هؤلاء التكفيريون إرهابيين وصار خطرهم على السلام العالمي وأمن الشعوب واستقرارهم كبيرا.. لذلك ليس لديهم مستقبل.. وقد يستمرون في الإرهاب لبعض الوقت.. ولكن أمرهم حتما إلى زوال.. العالم كله يقف ضدهم..
    نعم حكم الردة موجود في الشريعة، ولكن هناك مستوى آخر من الدين منفتح أكثر من الشريعة وله آيات في القرآن أيضا.. ولكن المهم أن تطبيق الشريعة لم يعد ممكنا.. وما هو موجود في العالم الآن مصيره إلى نهاية وشيكة.. إذا لم يظهر مسلمون مستنيرون لهم تأثير واضح في وضع أحكام تتفق مع الأعراف العالمية الطيبة، فإن الأحسن هو اللجوء إلى دستور علماني مدني يكفل حق الجميع كمواطنين في مختلف الدول..



    Quote: فهل نستطيع ان ننسخ كلام الله من اجل ما نعتقده انه هو الحق؟؟


    الأستاذ محمود استطاع أن يقول بمثل هذا النسخ وإحكام مستوى آخر من كلام الله والقرآن.. هذا ما فعله المسيح أيضا عندما قال لليهود بأن "السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت" وصار يعالج الناس في يوم السبت، مع أن ما هو مكتوب في التوراة كان خلاف ذلك.. لقد أوصت التوراة بعدم انتهاك السبت، ومن يفعل ذلك كان يتم قتله بواسطة اليهود.. ونحن نعلم أن المسيح استطاع نسخ ذلك الحكم بحكمته التي أوضحها للناس وتحمل في سبيل توصيلها أعظم الآلام وحمل صليبه على كتفه واستحق بذلك أن يرفعه الله من بين الأموات..
    أيضا هذا الذي أقوله لا يقول به عامة المسلمين الذين تعرفهم..


    Quote: وان كان ما نعتقده هو الحق فهل اخطا الله(حاشا)عندما انزل اي اوجب حكم الردة؟؟


    لا، حاشا أن يكون الله قد أخطأ في إنزال حكم الردة في الشريعة.. بنفس الطريقة لم يكن موسى على خطأ عندما نقل للشعب وصية الله لهم بأن يحفظوا السبت وأن يقتلوا من ينتهك حرمته..

    ولك شكري

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 10-16-2005, 03:34 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 10-16-2005, 03:37 PM)

                  

10-18-2005, 12:39 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Yasir Elsharif)

    اخي ياسر الشريف.
    شكرا علي مداخلتك التي تمتاز بالوعي والانفتاح ونقض العتيق الذي لا يصلح لهذا العصر .
    لكن اود ان اصحح لك معلوماتك ان المسيح كان لا يعمل خارج الوصية بحفظ السبت بل كان يشفي داخل الهيكل كما ان ذلك لايتعارض ما الوصية ولكن اليهود ارادوا باطلا بوصية موسي الذي يقضي بحفظ السبت, فمثلا الصلاة والخدمة في الهيكل ليس منهي عنه في الوصية بل قال ستة ايام تعمل عملك وتستريح في اليوم السابع وهو الراحة من العمل للتعبد والاجتماع في الهيكل
    وكما تري فان المسيح لم ينسخ السبت اي انه لم يقول اني الغيت السبت لانه قال (انا لم اتي لانقض الناموس بل لاكمله) وهذا ليس بمعني النسخ الذي تريده بحق الردة , ماسميته هنا بالنسخ هو التوضيح مع الاحتفاظ بالسبت بينماانت تقصد النسخ الردة مع الحذف والالغاء!!
    وهذا مايجعل سؤال قائما حتي الان .
    ارجو ان تتفهم ما اقصده هنا
    وليباركك الله
                  

10-16-2005, 03:16 PM

Mohamed Elbashir
<aMohamed Elbashir
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 819

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)


    الأخ البينو تحياتي
    نعم يمكن ترجمه القران ألي لغه الدينكا و تلاوته بها لمن لا يعرف غيرها و القران الأن مترجم الي عده لغات افريقيه منها الهوسا و الزولو و اليوروبا و كثير جدا جدا من اللغات العالميه.


    تحياتي
    محمد علي
                  

10-19-2005, 02:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    عزيزي ألبينو أكون،

    تحية طيبة يا أخي

    وأشكرك على الرد..


    لكن اود ان اصحح لك معلوماتك ان المسيح كان لا يعمل خارج الوصية بحفظ السبت بل كان يشفي داخل الهيكل كما ان ذلك لايتعارض ما الوصية ولكن اليهود ارادوا باطلا بوصية موسي الذي يقضي بحفظ السبت, فمثلا الصلاة والخدمة في الهيكل ليس منهي عنه في الوصية بل قال ستة ايام تعمل عملك وتستريح في اليوم السابع وهو الراحة من العمل للتعبد والاجتماع في الهيكل
    وكما تري فان المسيح لم ينسخ السبت اي انه لم يقول اني الغيت السبت لانه قال (انا لم اتي لانقض الناموس بل لاكمله) وهذا ليس بمعني النسخ الذي تريده بحق الردة , ماسميته هنا بالنسخ هو التوضيح مع الاحتفاظ بالسبت بينماانت تقصد النسخ الردة مع الحذف والالغاء!!


    ما قصدت أن أقوله هو أن الفريسيين والكهنة كانوا يرون أنه انتهك السبت، وأنا أفهم أنهم أناس منغلقون وليسوا منفتحي التفكير.. وحتى لو لم يشف المسيح المرضى في الهيكل فإن ذلك يجد كامل التبرير لأنه مساعدة والمساعدة عبادة.. الشاهد أن المسيح قد جاء بحكمة جديدة وهذه الحكمة الجديدة سارت حتى اليوم.. لأن المسيحيين لا يلتزمون بالإجازة يوم السبت للعبادة وإنما المخصص للكنيسة هو يوم الأحد.. لا أعرف مسيحيا يحافظ على السبت على طريقة اليهود.. هل ما أقوله صحيح؟؟

    وقولة السيد المسيح "ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمل" تعني فيما تعني إعطاء المسائل فهما جديدا.. وأنا قد ذكرت قوله: "السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت".. الشاهد أن الفهم الديني يتطور عندما يستنفذ "الأمر" أغراضه.. وقد استنفد حكم "السبت" أغراضه.. في تقديري أن المقصود هو ترويض اليهود لأنهم "شعب صلب الرقبة" كما وصفهم النبي موسى ولذلك كانت الأحكام عليهم شديدة وقاسية..

    هناك أمر آخر طوره السيد المسيح وذلك هو مبدأ "القصاص" عندما قال: "سمعتم أنه قيل لكم عين بعين وسن بسن ولكني أقول لكم لا تقاوموا الشر ومن ضربك على خدك الايمن فأدر له الآخر كذلك"..

    أنا أعرف أن مبدأ "لا تقاوموا الشر" ليس من الأمور السهلة التطبيق.. وأعرف أيضا أنه من وصايا السيد المسيح التي لا يستطيع كثيرون تطبيقها.. وحتى عندما تم القبض عليه أخرج أحد تلاميذه سيفا وقطع به أذن قائد المئة.. وعند ذلك أمره المسيح بأن يدخل سيفه في غمده وقال له: "من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ".. وما هكذا الشريعة الموسوية..

    بقي لي أن أقول لك بأن الإسلام الذي تحدث عنه الأستاذ محمود محمد طه يجمع بين الشريعة الموسوية وبين وصايا السيد المسيح وأظهر ما يكون ذلك في مسألة مقابلة الشر.. فبالنسبة لعامة الناس هناك القصاص "العين بالعين والسن بالسن" في قوله تعالى: "وجزاء سيئة سيئة مثلها" أما من يستطيع أن يلزم نفسه بالعفو على طريقة وصية السيد المسيح فإن نفس الآية تستمر لتقول: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله"..

    لك تحيتي وسلامي وكثير المحبة..

    ياسر


    نقطة ثانية
                  

10-19-2005, 08:45 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ العزيز ياسر الشريف
    ما شاء الله والف ما شاء الله وتبارك اسم الذي لا اله الا هو
    يا اخوي انا ما داير اقول فيك حاجة لان السودانيين بقولوا البشكر فيك قدامك بينبذك لذلك اكتفي بان اقول ماشاء الله.
    اخي عدم اهتمام المسيحين بالسبت اليوم يرجع الي الكنيسة البابوية بروما ويوم الاحد اصلا هو يوم الشمس الذي كان يحتفل به الوثنيين ولكن احد بابوات روما جعل يوم الاحد بامر منه يوم الراحة حتي يزيد من اقبال الوثنيين علي المسيحية كما انه سمح لبعض العادات الوثنية ان ان تدخل الكنيسة, ولكن اؤكد لك ان المسيحين الحقيقين يوقرون هذا اليوماللهم الا من انتهك حرمة هذا اليوم لعدم المعرفة,واقول لك ان التلاميذ الاوائل ومن بعدهم حفظوا هذا اليوم الي ان الغاءه بابا روما.
    اخي هذا القول [ الشاهد أن الفهم الديني يتطور عندما يستنفذ "الأمر" أغراضه.. وقد استنفد حكم "السبت]يتناقض تناقضا كبير مع امور الديانة المسيحية فالمسيح قال السموات والارض تزولان ولكن كلمتي لا تزول وزوال السموات والارض ايسر من ان تسقط حرف واحد من الناموس فكما اسلفت المسيح لم يلغي السبت وامرالسبت لم يستنفذ ولن يستنفذ.
    اما ما ذكرته عن عدم مقاومة الشر ومحبة الاعداء والاحسان الي المبغضين والصلاة من اجل المسيئين فهي الشريعة الالهية التي جاء بها المسيح وقد ذكر اهمية ذلك قائلا لتكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات فانه يشرق شمسه علي الابرار والاشرار وينزل مطره علي الخطاة والصالحين وايضا قال اذا جاء احدكم الي المذبح وتذكر ان علي اخيه شيئا عليه فليعد ويصطلع مع اخيه اولا ثم ياتي ويقدم ذبيحته اي (صلاته) واكد قوله قائلا قائلا اغضبوا لكن لا يغرب الشمس علي غضبكم.
    اخي ان وجوب الشريعة الالهية لا ينسخ شريعة موسي بالمعني الحرفي اي كحق قانوني وعقاب عادل بل يدخل الي عمق السبب الذي يجعل الناس يجنون علي بعضهما مما يستدعي القصاص وهو عدم الرحمةواستاصله مع الابقاء علي الناموس الذي لا يحتاج الناس اليه ان تحاببوا وتمثلوا بالله الذي رحمته اعظم من الحياة.
    اخي النفس البشرية ضعيفة وكما قيل (النفس امارة بالسؤ) ونحن البشر نميل الي الثار والانتقام ونحيد عن المسامحة والمحبة لا فاهون علي الانسان ان يزم عدوه بدلا من مدحه وان احسن اليه لهذا قال المسيح عاملوا الناس بالطريقة التي تريدونهم ان يعاملوكم بها واضاف فانه بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم .
    حبيبي ان المسيح يذهب الي اعماق القوانين ويستاصلها مما مما يؤدي الي نسخ ذلك دون الضر بالسبب الذي انزل من اجله ذلك القانون مع ابقاءها للعنيدين لذلك قيل لا يخاف القانون الا من يفعل يخالفها كما ان القانون لا يحاسب الا من خالفها وهذا ما اراده المسيح اي ان يبقي الشريعة الموسوية وشريعته معا دون نسخ او الغاء.
    اخي ان قل ما تناولناه هي من حقوق البشر والانسان هو المتضرر وباستطاعته ان يعفي او ينتقم والاثنين حقوق مشروعة اي العفو والقصاص ولكن يبقي حق الردة حق الهي لا يمكن الانسان نسخه الا الله وليس من حق الانسان اعفاء المرتد لان الله يامر بقتله !!
    اخي لو ورد حق الردة في الاحاديث لوجب حزفها لتشكيك في صحتها ولكنها وللاسف وردت في القرءان الذي لن ياتي بعده كتاب ولن يتبدل كلماته؟!!.
    لذلك اقول لك اخي يبقي حق الردة خنجرا يطعن به المسلم ووصمة ( لا ادري كيف اسميها مع الاعتذار لاستخدام كلمة وصمة ان جاز التعبير) علي جبين الاسلام وقلب القراءن وهذا لا يستبعد ان يكون لهذا الحق ضحايا امثال الاستاذ العلامة محمود محمد طه الذي لا اعتقد انه اول الضحايا او اخرهم اسال الله لهم الرحمة وعلي الهم الصبر والسلوان.
    اخي اتمني لكم التوفيق من كل قلبي واعلم اني لا اتفق مع هذا الحق ولكن ...
    ليباركك الله ويحفظك من كل غادر مكار من عدو كل خير ابليس واتباعه الاشرار
    وليكن سلام الله معك الي الابد
    امين
                  

10-20-2005, 02:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    الأخ العزيز ألبينو،

    تحية المحبة والتقدير..

    في البداية دعني أصحح لك معلوماتك..

    فأنت تقول:


    Quote: اخي ان قل ما تناولناه هي من حقوق البشر والانسان هو المتضرر وباستطاعته ان يعفي او ينتقم والاثنين حقوق مشروعة اي العفو والقصاص ولكن يبقي حق الردة حق الهي لا يمكن الانسان نسخه الا الله وليس من حق الانسان اعفاء المرتد لان الله يامر بقتله !!
    اخي لو ورد حق الردة في الاحاديث لوجب حزفها لتشكيك في صحتها ولكنها وللاسف وردت في القرءان الذي لن ياتي بعده كتاب ولن يتبدل كلماته؟!!.


    قتل المرتد لم يجيء في القرآن الكريم وإنما في الحديث.. ليست هناك أي آية في القرآن تطالب المسلمين بقتل المرتد..

    وبنفس الطريقة فإن الشريعة الموسوية كانت تقتل الذي يخرج عن الديانة اليهودية.. وأحكام اليهودية فيما يخص الزنا أيضا كانت شديدة جدا وهي الرجم بالحجارة.. ونحن نعرف أن الفريسيين أرادوا إحراج السيد المسيح فأتوا بامرأة زانية يريدون أن يرجموها فسألوه فقال لهم قولته المشهورة : "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" وتذكر كل واحد من الذين كانوا يحملون حجارة بأيديهم ما فعله هو من خطايا ولم يعرفها الناس فرمى حجره على الأرض وانصرف ولم يبق إلا السيد المسيح الذي قال للمرأة أن تذهب ولا تخطئ مرة أخرى.. هذا أيضا مما أخذه الفريسيون على السيد المسيح.. قالوا أنه نقض القانون الموسوي الذي يفرض رجم الزاني أو الزانية.. بل حرق الزانية إن كانت إبنة كاهن.. والمعروف أن الناس عندما ينحطوا في فهم الدين يتمكسون بالقشور ويطبقون الأحكام والعقوبات على المساكين ويتركون الحكام والملوك الذين يرتكبون نفس هذه الخطايا..


    وأنا أعرف أن العصور المظلمة في أوروبا شهدت مقتل كثير من الذين اعتبروا مهرطقين أو أو سحرة، وحوادث حرق الساحرات مشهورة.. وأنت نعرف أن الديانة اليهودية تأمر بقتل الساحر.. وتعرف أن اليهود اتهموا المسيح نفسه بالسحر وبانه يعالج بمساعدة الشياطين [بلعزبول]..

    كل هذه المستويات من الدين مثل قتل المرتد إنما هي مرتبطة بأزمان معينة ولا تصلح لزمننا هذا.. ونحن نعرف أن المسئولين عن الديانتين اليهودية والمسيحية قد وافقوا على حقوق الإنسان وعلى كثير من مظاهر التطور في التعامل الاجتماعي.. لم نسمع أن المجمعات اليهودية طالبت بقتل يهودي بتهمة الخروج عن اليهودية.. وطبعا الكنيسة المسيحية منذ قرون تخلت عن هذه الممارسات المظلمة والظالمة..

    قتل المرتد ليس شريعة أو ناموس لا يمكن أن يتطور.. الدين جاء لتطوير معاني الحرية والتبني الطوعي للأديان والالتزام بها طوعا واختيارا وليس إكراهاً..

    ولك شكري على النقاش الراقي..
                  

10-20-2005, 12:28 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الاسلام رسالة للعالمين في حين لا يقبل القراءن التاويل؟؟ (Re: Yasir Elsharif)

    اخي ياسر الشريف:-
    لك التحية والشكر والتقدير بل انت تستحق اكثر من ذلك
    شكرا جزيلا علي تصحيح معلوماتي حول عدم ايراد حق الردة في المصحف وسوره اذا فهناك سبب وجيه لنسخ هذا هذا الحق والغاء ولكن هذا لن يحدث الا بالتسامح من خلال الاجيال الاتية.
    واما عن المسيح والشريعة الموسوية فالمسيح وضع النقاط فوق الاحرف وتوغل الي الاحكام والشرائع وبين مفاهيمها.
    اما عن المراءة غالزانية اخي فان الشريعة الموسوية تقضي برجم الاثنين اي المراءة والرجل
    ولكن اليهود تركوا الرجل واتوا بالمراءة وبالتالي سقط الحكم لان الخطيئة الاولي التي يتحدث عنها المسيح هي ترك الرجل والاتيان بالمراءة كما ان علي يقين ان ه حتي لو كان الرجل موجودا وقال لهم المسيح نفس ما قاله لتركوهم ولكن هذا لا يعني نقض ذلك الحكم بل الارتقاء بها بحيث يكون الذي ينفذ الحكم بار بلا خطيئة حتي يقتل من فيه خطيئة انها العدالة وهذا ما قاله المسيح(كيف تنظر الي القشة التي في عين اخيك وتنسي العود الكبير الذي في عينك) هكذا هو حال الخاطي الذي يريد ان يقتل خاطئ اخر .
    اخي العدل هو اساس الملك والله سمح بالرجم لليهود العصاة الذين كان مجد الله امامهم في عمود من سحاب نهارا وعمود من نار نهارا وما ان يتغيب موسي في الجبل حتي سبكوا لانفسهم عجلا من ذهب , ولكن في زمن المسيح ارتقي الواعظ الديني علي مستوي العالم ناهيك عن اليهود فقد انتشر الديانة اليهودية ودخل في اليهودية كثير من الامم اي غير اليهود من شعوب العالم مماادي الي انخفاض معادل العصيان بالمقارنة مع العهود السابقة .
    ولكن ادرك اخي انه لا قوانين تسنه البشر و لوائح تستطيع ان تنقض شريعة الله , اما الذي حدث اليوم من ظاهرة اختفاء هذه الظواهر فتعود الي المفاهيم العالية التي اتي بها المسيح والتي الشريعة الالهية والتي اشاعت روح التسامح والمحبة والرحمة.
    [الدين جاء لتطوير معاني الحرية والتبني الطوعي للأديان والالتزام بها طوعا واختيارا وليس إكراهاً].
    اتفق معك في ما اوردته في الجملة اعلاه فالله خلق الانسان حرا مخيرا في كل ما يخص نواحي حياته واتاه الاديان ليسترشد به من اراد ان يسلك مع الله .
    فالاصلاح مطلوب ولكن قبوله لا ياتي جملة واحدة بل يقاوم ولكن المقاومون يرضخون في اخر المطاف الي الارادة العامة .
    اتمني من كل قلبي ان اري الكل المزيد من الحريات الدينية ونزع قوانين العصور الظلامية التي لا تتوافق مع عصرنا هذا والذي شكل نقلة كبري نحو حرية التعبير والاعتقاد الذي لا يمكن صده الا من خلال الحوار والتفاهم والاقناع والاتفاق
    فسيروا وعين الله ترعاكم
    وليبارككم الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de