|
يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
|
" ... إنني طفلُ المآسي .. عندما أسمعُ إيقاعَ الطبولِ ، لستُ أدري ! هل أنامُ ؟ أم أُولِّي ؟ فإذا ولّيتُ لا أدري : أأرقصُ ؟ أم أُراقب ؟ و بعجزٍ مِثلَ عجزِ الضّبعِ أسمتْهُ الكلابُ العاويةُ ، هل أَصدُّ النّفسَ عن سِربِ البنات ، ثمَّ أجثو كي أُراقبَ فِتيةَ الحظِّ خِفافاً في الملاعب ؟ أمْ على قلبٍ من التصميمِ أرْكبُ ، علّني أَحظى بأنظارِ البناتِ ؟ لسْتُ من ييأسُ ، بل سوفَ أُقاوِمُ ، مِثْلَ ليثٍ قدْ تجرّح .. مثلَ جاموسٍ به قرْنٌ تكسّر ... "
( د. فرانسيس دينق ،طائرُ الشوم ، ترجمة : د. عبد الله أحمد النعيم ، صفحة : 73 ) .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " .. (Re: منوت)
|
إيهاب ، يا أيها الولدُ الليموني ، سليلُ شُجراتِ بوردنا ( الأنقى ) أوانَ الزمنِ الجميل .. لِمَ تقتلنا بذكرى ابن أمنا ( عزه ) ؟ فقد تجاوزنا بصمته ، و أسكننا بؤرةَ الفجيعة !!!
دعهُ ، سوف يأتي ( هنا ) إذا فاقمه الشوقُ وحملهُ إلى البوحِ الصراح !!! ، و تعالَ إلى حكايةِ مديت و أجاك ..
***
" ... عندما كان في حوالي الثانيةَ عشرةَ من العمر ، شاركَ ( مديت ) في حفل رقصٍ للأطفال اِجتمعَ فيه البناتُ و الأولاد . و كان طويلَ القامةِ ، إلا أنّ طوله جعلَ عرجته أكثرَ لفتاً للنظر . في رقص الدينكا يقفُ الرجالُ أو الأولادُ صفّاً ، ثم يبدأون في الرقص أمام الفتيات . و بعد المراقبةِ لبعضِ الوقتِ لتفحص الراقصين ، تنضمُّ الفتياتُ إلى الرقص ، كل منهن أمام الرجل الذي تختاره . فقد يختار عدد من الفتيات الرقصَ مع رجلٍ واحد ! بينما يبقى عدد من الرجال بلا شريك في الرقص . و بما أن فتيات الدينكا صادقات في اختيارهن في عموم الحال ، فإن اختيار أو عدم اختيار الرجل يعكس في العادة الشعور الحقيقي . عندما بدأ الأولادُ في الرقصِ ، اِنضمَّ إليهم مديت و هو يُنشدُ بصوتٍ مرتفع و كأنه يُعوّضُ عن عيبه الجسماني :
يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفيّ . إنّ رقصي هو وقفٌ للجميلةِ .. من ترى الكنزَ الخفي ؟ !! يا فتاتي ، لا تُعيري السمْعَ للعزالِ من هذي القبيلة ، اِتبعيني ، و اقطفي تلكَ الثمار ! ... عندما انضمت الفتياتُ إلى الرقصِ ، ظهر الأمرُ و كأن مديت سيظلُّ وحيداً ... و أوشك على التسليم بقسوةِ واقعِ حياةِ الدينكا.. ، عندها رأى أجاك تقتربُ منه للرقص !!! كانت تبدو في غايةِ الجمالِ و قد لفّت قطعةً من القماشِ الزاهي الألوانِ حول وسطها ، و علّقت الحلق بأذنيها ، و الخرز حول عنقها و وسطها ... " .
( د. فرانسيس دينق ، روايةُ طائرِ الشؤم ، الطبعة الأولى ، ترجمة : د. عبد الله أحمد النعيم ، صفحة :73 - 74 ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " .. (Re: منوت)
|
Quote: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفيّ . إنّ رقصي هو وقفٌ للجميلةِ .. من ترى الكنزَ الخفي ؟ !! يا فتاتي ، لا تُعيري السمْعَ للعزالِ من هذي القبيلة ، اِتبعيني ، و اقطفي تلكَ الثمار ! |
أنا لم أقرأ هذه الرواية لكن بعد هذه السطور التي اتحفنا بها الأخ مدوت سوف أبدأ رحلة البحث عنها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " .. (Re: منوت)
|
نشأت الإمام ، يا بنَ كلماتنا الليمونية التي تورق - حتماً - على صحاري أوراقِ الوطن !!! نعم ، قرأنا الروايةَ عدةَ مرات .. و هاهي قراءةٌ أخرى تركّز على المحاور المتجاوزة بفعلِ تركيزٍ آخر على جانبٍ _ كان _ الأولى بالتركيز في القراءات السابقة !!!
* هشام ، عليك بقراءاتٍ متعددة لهذه الرواية .. فهي ( رواية طائر الشؤم ) تحتاجُ إلى تركيزٍ أشد في لوحاتها المتعددة ..
* يا بن منفانا الضارب القزمستة في بهائها الليموني ، أبا المر ، يا أيها الديامي الأصيل ، بك تكتملُ مشاويرُ الكتابةِ في آفاقها موغلةِ الرؤى الإبداعية ، يا حبيب ..
* شرنوبي ، يا بن بوردنا كامل الألق - حينها - ، مشرقَ الأبعادِ و الحميمية ، أشتاقك .. تعالَ نحيلُ ظلام الآني ، ليأتي الليمونُ عبر أنهار الكلمات !! أرجوك ، لا تغبْ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " .. (Re: منوت)
|
" ... و عادَ جسدُه مبلّلاً بالدماءِ ، و رقدَ ( مديت ) لاستقبالِ باقي علاماتِ التدشين . و فجأةً ظهرَ صوتُ امرأةٍ وهي تُنشد بصوتٍ عالٍ . لقد كانت أجاك ! دون علم مديت ، و لا أفراد أسرته . فقد حضرت أجاك من قريتها لمشاهدةِ هذا الحدثِ الفريد . و في صوتٍ جميلٍ يعكس جمالها هي ، غنّت في انطلاقٍ لا يتيسر لدى الدينكا إلا في الغناء :
ابن الشيخِ يسيرُ هناكَ ليستلقي ثانيةً .. رَجُلي رأسُ القومِ ، صميمٌ لا يتردد ، نرقُبه فخراً إذ يستلقي بينَ القوم .. و أُغنّي للحريةِ كي أمنحَ ودّي سيدَ القوم .. ما عادَ صغيراً يتخطّى ، رجُلاً قد صار .. ما عُدْتُ فتاةً تُلْزَمُ بالصمت ، إني امرأةٌ تجري خلفَ فتاها ، حتى لو مِتُّ ، هو سيِّدُ قلبي .. مَنْ غَمَرتْ قلبي بالعزِّ و بالفرحِ شجاعتُه ! ... " .
( المرجع السابق ، صفحة 92 ) .
* شكراً لكم على المرور و التصفح ، نلتقي أوائل شوال القادم ، و كل عام و الإنسان بخير ، و ..
رمضان كريم
| |
|
|
|
|
|
|
|