|
دق السمك .. او عندما يخرج سكان خشم القربة للنهر !
|
يوم غد الاحد ربما فتحت بوابات خزان خشم القربة ، ان ذلك يعني ان سكان خشم القربة سيخرجون منذ اليوم ، الساعات المتأخرة من الليل الي : النهر ، لدق السمك . لا اعيش هذه اللحظة ، للمرة الاولي مذ كنت صغيرا" ، في خشم القربة . لذا فلاكتفي بان اعرف اعضاء النبر بهذا الطقس السنوي علي النحو التالي : المادة بقلمي ، من الموقع الخاص بالقربة :
يبهج كل سكان خشم القربة كلما قدم منتصف شهر اغسطس ، اذ تفتح ادارة الخزان ابوابه للنظافة السنوية . فيندلق السمك بكميات كبيرة .. ويلتقيه الاهالي ، الذين يتراصون ، منذ ساعات الصباح الاولي ، بجهتي شرق وغرب النهر ، نسوة ورجال ، شبان وشابات ، ايضا" ثمة صغار غبش .. ، فهذا يوم صيد السمك القربوي .
ولقد سمي هذا اليوم ب.. دق السمك ، لانه ليس ثمة صنارة او شبكة للصيد ..، فكميات المياه الهائلة المهيجة لاقدار الطمي لا تسمح بالصيد بالادأتين لذا فأن الاهالي يتنالون الاسماك بأيديهم او يجرونها ببعض العصي او (يدقونها) بالسيخ .. لتغدو سهلة وميسرة .
اجيال عديدة ، من سكان خشم القربة ، مر بها هذا اليوم ، كما مرت هي من خلاله بكثير من الحكايات ، ففيما تمضي ساعات انتظار فتح الخزان ، في ذاك الجو ، قرب النهر ، ليلا" ، تشتغل المخيلة .. تفلي القصص . الكبار يستدعون ذكرياتهم مع يوم دق السمك ، هذا اليوم في كل عام له جديده ، في كل عام يستجلب الغريب والغامض والسحري الي جانب الاسماك ، والحطب ، ثمة الكثير يجيء به النهر ولا يلوي علي شيء ، هكذا بحكمته وحده ، بطويته الغائرة .
تنتعش اذن سوق خشم القربة في ذلك اليوم ، ويدر تجار السمك الكثير من المال بهجرتهم به الي المناحي البعيدة ، والتي لم تنعم بالانهر .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دق السمك .. او عندما يخرج سكان خشم القربة للنهر ! (Re: tmbis)
|
العزيز tmbisشكرا علي هذه السياحة العامرة بكل مثير لقد استمتعت جدا" بالتقاطاتك الحساسة استمتعت بان يكون لدق السمك طوافه بتلك الجهة تعرف لقد جاءتنا الاخبار بان دق السمك هذا العام كان ثمينا" ومليئا" بالخيرات لقد طرب سكان القربة بذلك كثيرا" مات رايك ان ادعوك العام القادم لمرافقتي الي هناك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دق السمك .. او عندما يخرج سكان خشم القربة للنهر ! (Re: tmbis)
|
تعرفوا يا عصام و تمبس
قبل يومين كنت احكي لصديقي يونس عن هذا الحدث و هو في اشد الاستغراب حضرت الحكابه دي مرتين في خشم القربه في آوووائل الثمانينات كان خالي يعمل في حاميه خشم القربه و في مواعيد فتح الخزان يرسل لينا خبر في كسلا و كنت انا السفير الدائم لهذه المهمه الممتعه و نسبه لوجوود المنطقه العسكريه في منطقه الخزان نفسه كان مشاهده كل الحدث عن قرب من اكثر لحظات حياتي اثاره و متعه ابتداء من بدايه فتح الخزان و ذالك الصوت الهادر و الريح القوي تلفح وجهك مع الرزاز المتطاير من المياه المندفعه بقوه حامله معها كل ما في بحيره الخزان من اشجار و ركام جايي من مسافات طويله و اسماك كبيرها وصغيرها كانت تعيش في البحيره لمده عام كامل تذهب مندفعه في مجري النهر ليسعد كل من كان في ضفتيه ذالك اليوم بوجبه لذيذه من السمك لحدييي ناس تمبس ما يجيهم السمك دايخ من قوه التيار وكثره الطمي و يعذلوا كمان !!!!!!!!!! من المدهشات ان كل تلك المياه خلف الخزان و كميتها الرهيبه تذهب في ذلك المجري الضيق في الطرف الاخر من الخزان في وقت لا يتجاوز الساعتين ......................... ونحن نقف هناك في ذالك الجزء من الليل والناس متناثره علي ضفتي المجري الصخري الضيق في انتظار انحسار المياه حتي يتمكنوا من التقاط الاسماك التي علقت من بين الصخور ( يعني نقبض السمك باليدين ما دايره عوامه و لا حاجه ) سمك حيي 'طازج تشيييل قدر ما تقدر فهو يوم لا يتكرر الا مره في السنه
و لولا خوفي من فساد السمك لما رجعت لكسلا في ذلك اليوم
ففي خشم القربه لي ايام جميله تمنيت ان تعود
شكرا عصام لتذكيري بشي بديع و فريد مثل هذا
تحياتي نصرالدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دق السمك .. او عندما يخرج سكان خشم القربة للنهر ! (Re: NASERELDIN SALAH)
|
العزيز نصرالدين صلاح تحياتي كلهــا.. والفرق اكيد شاسع بين أن تصطاد الفريسة في كامل عنفوانهــا ومتعة العناد والمثابرة وبين أن تلقــاها كما تشتهى .. في الموردة كانت غاية متعتنا صناعة ( الصنارات ) بمهنية عالية تضاهي احدث صنارات الشركات العالمية ذات الماكينات الحديثة وتروس القوة وازرع التحكم والطعم المزيف والامتع من ذلك البحث عن ( الصارقيل ) تحت أشجار النيم أو اشجار التمر هندي في مدرسة المؤتمر الثانوية ومغافلة الخفير ( أبوطويلة ) بكلابه المدربة التي تعودت أن تشتم رائحتنا من على البعد.. جزيرة النص تحت كبري أمدرمان مباشرة وعلي الجهة المقابلة لمنتزه المقرن العائلي ننصب الشراك .. متوكلين عليك يا الله نرسل ( الرمايات ) بعيدة لتغوص في أعماق النيل الأزرق باحثه عن اطايب ما تجود به الاعماق من عنيد الاسماك عندمــا يستقر الرماي نتبعه ( بمؤشر ) هزازي من غصن شجرة ( ريختري ) القياس ليبين مدى نجاح الخدعة وجودة ما أخترت من وجبة شهية تجذب فريستها بذكاء ( المؤشر الهزاز ) أحيانا ينكسر ليعلن عن تمكن الرماي من فريسة صعبة المراس احيانا تنتهي بكسر ( الجبادة ) أو قطع الخيط النايلوني أو صراع مرير رافض حتمية مغادرة المياه إلى اليابسة وتستبسل فيه الفريسة حتى أخر رمق .. ( البردة )..( بفتح الباء والراء والدال ) من أجرم الاسماك وكتالة كتلا .. ويمكن أن تكتب لك شهادة الوفاة في أقل من برهه فقط يكفيك ان تدخل في مداهـا الكهربائي ويكفيها أن تلامسك وتبتعد لتنقض مجددا مثل سمك القرش المفترس وصرعك في الحال .. في اليابسة تكتفي فقط بشحنك بفولتات عالية مصدرها منطقة الراس لذلك مجرد أن يلتقطها الرماي من الاعماق تسحب إلى الخارج وتهاجم في منطقة الرأس لفصل مصدر التيار.. ( القرقور ).. ذو الثلاث شوكات الهجومية يصدر اصوات احتجاجية مزعجه رافضاً مغادرته المستوطنة الطبيعية إلا أنه لا يقاوم حبه للصارقيل ( ودناوته ) .. ولمزيد من الأرهاب يفرد شوكاته الثلاثة التي تشبه ( المنشار ) ويتخذ شكل ( الهلكوبتر ) ولا يتواني لحظة في غرزها في أي منطقة في الجسم تصادفه ومن الصعب تحمل الالم أو استخراجها بالساهل دون اللجو إلى جراح ماهر .. لكن عند جرجرته إلى الخارج لابد أولاً من تجريده من هذا السلاح الفتاك بكسر شوكاته وفصلها من الجسد.. يمكن ترك الرماي وسيقوم بواجبه بأكمل وجه لان معظم أسماك العمق ( تبلع ) الطعم دون مشاورة ،، ويكفي ان تمر بعد فترة لتفحص الرماي بسحب الخيط لترسل لك الفريسة اشارة تعلن بها عن وجودهــا المنتظر.. البحث عن ( البلطي ) لا يكلف عناء أو مشقة حيث يتواجد دائما في الاماكن الهادئة الرومانسية بين جذور نباتات الصفصاف المائية ويحتاج إلى حرفنة عاليه في نصب الشراك ولابد من تجهيز الصارقيل بشكل تضمن فيه عدم ظهور اي جزء حديدي من الصنارة ويتمتع البلطي بذكاء خارق ومراوغة ومحاورة ..إلا أن المؤشر ( الفليني ) الذي يطفو بشكل راسي على الماء دائما ما يشكل العميل الفيدرالي أو الجاسوس الذي عن طريقة يمكن أن تتغلب على دهــاء البلطي .. البلطي حمام النيل اطعمه لحمــاواشهره اسمــاً في عالم الاحياء النيلية.. .. . استمتع كثيرا لمنظر صيادي الاسماك من قبائل ( الهوسا ) في البحيرات الصغيرة الملحقة بخزان الروصيرص كما متعتي وانا اتجول بسوق السمك في المورده في ساعات الصباح الباكر ،، وبعد عودتنا من خزان جبل الاولياء من رحلة الصيد الممتعة نرمي كل ما في جعبتنا من صيد وفير إلى ( إدريس ترنتي ) ليقوم بتظبيطه بالمواصفات المطلوبة والخلطات السرية لعظماء البحارة .. فقط نحتفظ ( بالقراقير ) لوليمة حساء دسمة تفقدك التركيز وترمي بك في اقرب وسادة وتسلم نفسك للنوم ولا تنسي أن ترسل إشارات من الشخير تعلن أن هذا الشخص اليوم ( متغدي بي شورية قراقير )..
| |
|
|
|
|
|
|
|