.........نوستالجيا.........

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2005, 05:52 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .........نوستالجيا......... (Re: adil amin)

    حبايبي الحلوين اهلا جوني
    وانا ما قايل
    في ناس ذى ديل بزورونى

    التحية للاخوان هشام محمد ود العمدة وصبري الشريف

    نعود لادب العالم الثالث والذي اسميهTHE AFRICAN-SPRITS...والصومال مرة اخري في عصر غياب الدولة والتطرف الذى نجم كرد فعل لماكسية سياد بري المشؤمة


    اسوأ ما في النفس البشرية
    كان تمسح بقطعة مبللة جبين زوجها المصاب وهو ينظر لها بعينين غائرتين شبه ميتتين وطفلتها الصغيرة الضامرة تجلس بينهما في الكوخ البائس في قرية نويا التي تقع علي بعد 15ميلا شمال مقديشو، وتمسك بيدها الأخرى الورقة التي أعطاها لها طبيب البعثة الإيطالية ، عندما مرت سيارة البعثة علي قريتهم . كان زوجها يعاني من الإصابة بطلق ناري في ساقه وهو من جنود التحالف الصومالي ، والعلاج لا يتوفر إلا في المدينة.
    نهضت حليمة ومسحت بعينيها زوجها المستلقي علي الأرض وأبنتها رحيل ثم لبست الثياب وخرجت في الساعات الأولي من الفجر تشق الوهاد نحو الطريق المترب الذي يربط قريتهم بالمدينة . كانت هناك سيارة تلوح في الأفق البعيد، علي ما يبدو إنها من سيارات الأمم المتحدة.
    اندفعت حليمة بنشاط نحو الطريق ، تقبض علي ورقة الدواء بقوة وتلوح للسيارة التي اقتربت . وبها جنديين أمريكيين . توقفت السيارة ونظر الجنديان الي المرأة المتشحة بالسواد في دهشة ، أشارت لهما حليمة أنها تريد الوصول الي مقديشو ، أشارا لها بالركوب والجلوس علي المقعد الخلفي وانطلقت السيارة الجيب علي الطريق . نظر أحد الجنديين الي حليمة في مرآة السيارة ، أهاله جمالها الساحر ، ألتفت الي صديقه باللغة الإنجليزية :
    ـ " إنها جميلة جداً " !!
    قطب صاحبه حاجبه وألقي نظرة خاطفة في المرآة وهي تجلس ساهمة تحدق في الأفق البعيد ، يبدو عليها عدم الاهتمام .
    ـ هل تراهن يا صديقي ؟؟؟
    ـ أراهن علي ماذا يا رميوا أفريقيا !!
    تراهن علي أني سأنالها قبل أن نصل المدينة .
    ـ أمريكا بلد الحرية ، أما هنا لابد أن يتم ذلك برضاها ...
    ـ نعم ..أوقف السيارة وأنظر الي المرآة وستري ..
    أيقظ توقف السيارة المباشر حليمة من شرودها ...ونظرت بعدم اكتراث إلى الجندي الذي نزل من السيارة وأتجه نحو دغل قريب ... وتوقف بصورة غريبة يتبول ..أشاحت بوجهها إلى الجانب الأخر في امتعاض.
    ـ تباً لهما ، إن هذا الرجل الضخم الجثة لا يذكرها إلا بجثة رجل شاهدتها يوما طافية علي نهر جوبا وقد تورمت أطرافها .. إنها حتى لا تحس به " ...
    هناك صورة واحدة ظلت عالقة في ذهنها ...وجه زوجها عثمان المبلل بالعرق وأبنتها رحيل الجالسة عند رأس أبيها واللذان خلفتهما منذ لحظات في القرية ، خسر الأمريكي الرهان ..
    عاد يركب في السيارة بعد أن ناول صديقه المائة دولار ، انطلقت السيارة من جديد ، أذعن الأمريكي للهزيمة وأكتفي بالنظر الي وجهها الأسمر من مرآة السيارة والذي تضئه أشعة الشمس المتسللة من الأفق البعيد فأصبح لونه كالخمرة في النور المذاب ، دخلت السيارة المدينة التي كانت شوارعها غاصة بالمصلين الذين خرجوا لصلاة الفجر ... أشارت حليمة للجنود بالتوقف ونزلت من السيارة . لم تلحظ حليمة أن هناك عين رجل يعرفها جيداً عبد الرشيد ، كان يريد الزواج منها في الماضي ورفضته وتزوجت من غريمه عثمان بعد أن جرعته كؤوس الذل . ومضت عينا الرجل في حيث لم تفلح لحيته الكثة التي جعلت وجهه أشبه بكلب يحمل في فمه غراب من إخفاء ابتسامة الظفر التي أضاءت وجهه المظلم .. صاح بأعلى صوته في جموع المصلين الذين يغض بهم الشارع :
    ـ " زانية ! زانية ! ارجموها "
    أشار بإصبعه عليها ، سري التوتر في وجه حليمة ، أوقف الأمريكيان السيارة وأخذا ينظران في دهشة إلى جموع المصلين الذين تجمعوا من كل حدب وصوب وهم يحملون الحجارة وبدأت المأساة الرهيبة ... أخذ المارة يرجمونها وهي تعدو من زقاق الي زقاق حتى أعياها العدو وسقطت عند الجدار وجسدها تغطيه الدماء أقترب منها عبد الرشيد وأنحني علي وجهها ... رغم الآلام المبرحة عرفته . اختفت صورة زوجها وأبنتها للحظة، كانت تنظر الي الوجه الدميم ... جمعت اللعاب الممزوج بالدم في فمها وبكل ما تملك من قوة بصقت في وجهه للمرة الثانية والأخيرة في حياتها وفاضت روحها ، أفلتت أصابعها الورقة ، حملتها الرياح .. وأخذت تعبس بها في شوارع مقديشو الكئيبة. أنفض الجمع ونزل الجندي الأمريكي في انكسار .. كان يغالب الدموع ومشي بتثاقل نحو الجسد المضرج بالدماء أخرج سترته وغطي بها الوجه الجميل ثم نهض خلف الورقة والتقطها ودسها في جيبه ، واستدار نحو السيارة .. حيث كان يجلس صديقه دافنا وجهه بين ساعديه علي المقود وأستدل الستار علي مأساة حليمة الصومالية التي جاءت الي المدينة تبحث عن الدواء لزوجها المريض... إنها الحرب تخرج أسوأ ما في النفس البشرية.
    ****************
                  

العنوان الكاتب Date
.........نوستالجيا......... adil amin09-27-05, 06:26 AM
  Re: .........نوستالجيا......... هشام مدنى10-29-05, 05:55 AM
    Re: .........نوستالجيا......... محمد حسن العمدة10-30-05, 08:18 AM
  Re: .........نوستالجيا......... Sabri Elshareef10-30-05, 11:08 AM
  Re: .........نوستالجيا......... adil amin10-31-05, 05:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de