قرنق لم يتحدث عن المـوت مطلقاً في حياته الخرطوم - خالد عويس لم تجزم السيدة ربيكا قرنق نيتها في مزاولة العمل السياسي بعد رحيل رفيق عمرها وإن ألمحت إلى أنها ستدرس ذلك مستقبلاً بعد أن تؤمن دراسة أبنائها وفي حديث خاص عبر الهاتف من جوبا كشفت لـ ¨الخرطوم الجديدة عن خفايا في حياة زوجها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها مشغولة في المرحلة الجديدة بأطفالها أكثر من انشغالها بالتفكير في منصب مستشارة الرئيس لشؤون المرأة والطفل، وهي الدعوة التي أطلقها صحفيون في الخرطوم، مؤكدة أن الوقت غير مناسب حالياً للتحدث بهذا الخصوص
- هل تفكرين في الاضطلاع بدور سياسي في المرحلة المقبلة خصوصاً وأن بعض الاشارات التي وردت في تصريحاتك أخيراً فسرت على هذا النحو؟
أنا الآن أفكر في أبنائي فقط وسبل تأمين مستقبلهم، كنت فيما مضى أعمل في حقل رعاية اليتامى والأرامل والمعوقين وآمل في الاستمرار في لعب هذا الدور
- هل تتجه نيتك لإنشاء مؤسسة تحمل اسم د قرنق للاهتمام بالأرامل والمعاقين واليتامى؟
نعم، أفكر بجدية في اطلاق مؤسسة باسم د قرنق تلعب هذا الدور
- بعد رحيل د قرنق ساد شعور غذته أحداث العنف بأن مستقبل السلام والسودان الجديد بات مهدداً؟
لا أشعر بأي تهديد لا على مستقبل عملية السلام ولا على ¨السودان الجديد(c) وما يزيد في طمأنتي بهذا الشأن تأكيدات رئيس الجمهورية ونائبه الثاني والسيد سلفاكير على المضي قدماً في تنفيذ اتفاقية السلام
- ماذا عن استقرارك أنتِ والأسرة، هل ستقيمون في الخرطوم أم في الجنوب أم ستغادرون السودان؟
أبنائي بعضهم يدرس في كينيا وبعضهم الآخر في بريطانيا، وسأكون مهتمة في الفترة القادمة بتأمين استمرار دراستهم وتتجه النية لأن يكون لدينا بيت في الخرطوم وآخر في الجنوب، عندما ذهبت مع د قرنق إلى الخرطوم كعاصمة للسودان، كنا نخطط للاستقرار هناك
- هل تعتريك أي مخاوف بشأن وحدة السودان؟
لا لا أشعر بأي قلق على وحدة السودان لأن نظرية د قرنق كانت قوية ومحفزة في هذا الاتجاه
- لكن بدون شك هناك نزاعات انفصالية لدى بعض الجنوبيين ربما حتى داخل الحركة؟
لا علم لي بهذا، ولا أعرف إن كان بعض الأشخاص يفكرون بهذه الطريقة، وعموماً إن صح هذا القول فسيكون ناتجاً عن أفراد يفكرون بشكل شخصي وليس جماعياً
- يتساءل بعض المحللين عما إذا كان أحد أبناء د قرنق سيخلفه في العمل السياسي؟
أبناؤنا لازالوا أطفالاً وفكرتهم الرئيسية الآن هي إكمال تعليمهم ولا يعتقدون أن الوقت ملائم للعمل السياسي
- ما الذي دار بينك وبين المبعوثين الأمريكيين اللذين التقيا بك في ¨نيوسايت؟
لا شئ غير العزاء
- كيف كانت علاقة د قرنق بالكنيسة؟
قرنق كان مسيحياً ملتزماً ومتمسكاً بدينه يحب كل إنسان ويحترم الأديان الباقية
- وماذا عن ¨الوجه الآخر" غير السياسي ولا العسكري في شخصيته؟
كان يحب الزراعة، ومعلوم أنه حاصل على الماجستير في الاقتصاد الزراعي فضلاً عن ذلك كان يحب الرياضة، ويمارس رياضة الركض علاوة على شغفه بكرة القدم وتسلق الجبال و¨الونسة
- هل كان شغوفاً أيضاً بالغناء والموسيقى؟
نعم، وردي كان فنانه المفضل، كان يعشق أغاني وردي الثورية والحق إن أسرته كلها تحب الاستماع لأغاني وردي الثورية في الآونة الأخيرة لمست حرصه على مشاهدة برنامج كان يقدمه الفنان عبد الكريم الكابلي على شاشة الفضائية السودانية، علاوة على حبه لأغاني صلاح بن البادية وأغاني الدينكا
- ألم تدعه خلفيته الثورية ميالاً لبوب مارلي على سبيل المثال؟
بالطبع، كلنا نحب بوب مارلي وكان د قرنق يحبه جداً
- كثائر، هل كان يحدثك عن ثوار يكن لهم شيئاً من التقدير؟
كان د قرنق كثير الحديث عن الزعيم الموزمبيقي سامورا ميتشيل ونيلسون مانديلا ونكروما
- تحدث الكثيرون بإعجاب وتقدير بالغين عن صمودك في وجه الفاجعة، إلام تعزين ذلك، قوة شخصيتك، أم تدينك، أم العادات القبلية لدى الدينكا؟
أعتقد قوة شخصيتي بالإضافة لعامل أقوى يتمثل في نظرية د قرنق التي لابد أن أتمسك بها، كما أنها تمدني بالقوة والصبر
- هل كان د قرنق يتحدث عن الموت؟
كلا لم يتحدث عن الموت مطلقاً
- الرئيس عمر البشير أعلن أنه سيرعى أبناء د قرنق؟
الرئيس هو رئيسنا جميعاً وهو مسؤول، وله الحق الكامل في أن يعلن هذا
- هل لمست لدى د قرنق ميلاً لأطعمة بعينها؟
كان د قرنق يحب الأطعمة السودانية بصفة خاصة
- نشرت في مواقع على الإنترنت صور للدكتور قرنق وهو يرتدي ملابس البجا وجلباباً وعمامة وصديرية؟
نعم هذا صحيح، وقد تم تصويره بهذه الملابس في همشكوريب، وكان د قرنق يحتفظ في بيته بملابس البجا
- هل كان ديمقراطياً أم ديكتاتورياً في البيت؟
كان غاية في الديمقراطية، ويتيح لأبنائه وبناته أن يقرروا بشأن حياتهم وكان يحيطهم بمحبة فائقة
- مشاركة زوجة رئيس الجمهورية وزوجة النائب الثاني السيد علي عثمان طه في مراسم التشييع في جوبا، هل جاءت في إطار بروتوكولي أم نظراً لعلاقة خاصة تربطك بهما؟
زوجتا السيد رئيس الجمهورية ونائبه الثاني هما ابنتا السودان، ود قرنق فقد لكل السودان ولكل أسرة سودانية هما جاءتا بصفتهما السودانية
- ختاماً، بعد رحيل د قرنق هل تشعرين بفقده؟
بلا جدال نفتقده كلنا، أفتقده دائماً وسيظل دائماً محوراً لحياتي
شكرا الرائع دوما خالد علي نقل هذا الحوار بالفعل دكتور قرنق في مقام ومصاف سامورا ميتشيل ونيلسون مانديلا ونكروما فقد السودان كان عظيما ربيكا قرنق امتداد لتكل العظمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست