عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2005, 11:47 PM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل)


    عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل)

    بقلم/ محمود دليل

    ألا ليت شعري فيم يبخس بعض الخلائق الناس أشياءهم وما ضرّ أقوامٌ مِنَّا أن يقولوا لمن أحسن "أحسنت" ولمن يجيد "أجدت" ولمن يصيب "أصبت" وما لهم =والله يغفر ذنبهم= يرون الشوك في الورود ولا يرون فوقها الندى إكليلا؟!
    وأما والله لو كنت في موضع إبراهيم دقش أي أملك باباً ثابتاً بجريدة الخرطوم لما قمت بنشر أو التنويه بتلك الرسالة العجيبة المكتوبة بمداد –التحامل والتطاول- والتي تسلمها من قارئ سوداني بالخارج ينتقص عمر الجزلي وينتقد طريقة تقديمه لبرنامجه النفيس [أسماء فى حياتنا] أي أنه حاول =عبثاً= إزاحة إكليل الفخار من على هامته وتجريده من نوط الجدارة ونياشين الخدمة الطويلة الممتازة التي استحقها عبر ثلاثين عاماً ونيفاً قضاها بستانياً حاذقاً طالما أنبت المبهج من الروائع والبدائع في حقول الإعلام المرئي والمسموع.
    إن عمر الجزلي هو حامل المسك الذي ينقل عطره الفواح ورائحته الطيبة من إستديو إلى إستديو إلى الناس في كل بادية وحضر ففي الإذاعة مثلاً لو لم يقدم سوى برنامج [أوتار الليل] فحسب لكفاه، فإن هذا البرنامج يضفي ظلالاً من الرومانسية تمتد يسيراً من وجدان عمر لتشيع الأنشراح والحبور في نفوس مستمعيه من خلال تلك الأغنيات المنتقاة كما ينتقي أطايب الرطب أو خالص الذهب فما جلست قط إلى ذلك البرنامج الحديقة إلا منيت النفس بالسكن والإيناس إلى الكلمة الحلوة واللحن الشجي من عيون أغنيات الأمس الماسية.
    ولعلك وسوف تغبطني يا هذا لو علمت بأنني ربما أصغيت في جلستي تلك إلى عبد الدافع عثمان وهو يترنم من كلمات الشاعر اليمني "با جسير" :-
    "إن رأيت الصبح"
    "يبدي لك سحراً"
    "فأذكريني وأذكري"
    "يوم البحيرة"

    أو إلى عبد الكريم الكابلي وهو يتغنى جميلاً بمثل هذا المقطع من أهزوجة (حبيبة عمري) للشاعر الراحل اللواء حقوقي الحسين الحسن :-
    "فصوتك كان يهدهد روحي"
    "ويحملني بجناح أغر"
    "يحلِّق بي حيث"
    "لا أمنيات تخيب"
    "ولا كائنات تمر"

    كنت أحسب يوماً بأن أجمل ما قيل في الشعر الغنائي ممّا أوجز وأبلغ وأطرب هو قول الشاعر اللبناني جورج جرداق في قصيدة [هذه ليلتي] لأم كلثوم :-
    "سهر الشوق"
    "في العيون الجميلة"
    "حلمٌ آثر الهوي"
    "أن يطيله"
    "وحديث في الحب"
    "إن لم نقله"
    "أوشك الصمت حولنا"
    "أن يقوله"
    إلى أن جاء الحسين الحسن وقال [يحلِّق بي حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر] !!
    الويل له! فإن الهوي =ورب الكعبة= قد سلب لبّه وأسرى به وعرج به إلى دنياوات مجهولة غير دنيانا هذه المأهولة وكوكب نائيٍ قصي مقفرٌّ هو الآخر إلاّ من طيفها وصدى صوتها فلله درٌّ أبياتٍ كان يأتينا بها الحسين.
    نعم وربما ألقيت السمع في جلستي تلك إلى الثنائي آنذاك عثمان حسين والمرحوم محمد الحويج وهما يشدوان بيتيمة المرحوم صاحب =الندوة الأدبية= عبد الله حامد الأمين :-
    "كلمة منك حلوة"
    "كنت مستنيها"
    "بالأمل والسلوى"
    "من زمان راجيها"

    أو إلى مثل هذا القول الطلق السلسبيل من أغنية "الفراش الحائر" للشاعر الصوفي الراحل قرشي محمد حسن :-
    "إنت الجميل مدلل"
    "وعيوني فيك تتأمل"
    "وثانية ما بتتحمل"
    "لو جلست حيالك"
    "لشعوري ما بتمالك"

    أو بعض الأهزاج الخفيفة من أحمد المصطفى مثل أغنية (غرام قلبين) لعوض حسن أبو العلا:-
    "باتت نجوم الليل"
    "سهرانة ترنو إليّا"
    "باكية ودموعه تسيل"
    "حذنانة من البيّا"
    "أكاد أشوفه تميل"
    "تكفكف دموع عينيّا"

    أو من إبراهيم عوض وهو يصدح بصوته المحبب :
    "تبخل علي برضاك"
    "أنا يا حبيب مجروح"
    "القمري في الأغصان"
    "يحكيني لما ينوح "
    "وإنت تحكي الفل"
    "والورد لما يفوح"

    من أغنية [أنا عمري ما حبيت غير الجمال في الروح] لعبد الرحمن الريح.
    إن ما يصطفيه عمر الجزلي في (أوتار الليل) هو الأكسير الذي يكلأ عشاق الطرب السوداني الأصيل من جرثومة الغثاثة التي يتـنـزى بها جسم الفن اليوم.
    ثم أن المرء ليرفع من دهشة بصره فيما هو يتساءل أن ماذا يعوز عمر الجزلي من أن يطلع على الملأ في زينته ويقوم بتقديم مثل ذلك البرنامج في أحسن تقديم؟! فإنه والله الصبوح وجهاً الأنيق مظهراً ومرأى والأقيف هنداماً وهيئةً والأحسن ضحكاً ومبسماً مع ثقافةٍ ولباقةٍ تبدو عليه وتظهر ثم إنه شاهد على عصر ترعرع بين عرصات [الحيشان الثلاثة] ويعرف أين يعثر على التسجيلات النادرة من بين أضابير وشعاب إرشيفات الإذاعة والتلفزيون وهو بعد على معرفة شخصية حميمة وعروة اجتماعية وثقى بضيوف برنامجه فهو يدرك إذن كيف يغوص في أعماقهم فيخرج لنا مما تحتويه بحورهم من دررها وأصدافها وجواهرها ولآليها وكريم أحجارها وكيف يهز إلينا بجزع نخلاتهم فيساقط علينا من جنى رطبهم وأصفر وأحمر بلحهم وما حلقته الأخيرة مع الشاعر والدبلوماسي والإعلامي صلاح أحمد محمد صالح عنكم ببعيد.
    ألم يأن يا قوم أن يحشر الناس ضحىً في الساحة الخضراء أو في ميدان المولد لتكريم عمر الجزلي بدلاً من وخزه بإبر النحل والعقارب والنظر إليه بالعين التي كان ينظر بها الفرزدق إلى جرير أو إلقائه من قصر (الخورنق) الذي ألقي منه سنمار.
    دعوا لنا عمراً وتوثيقه وتقصيه وتنقيبه وحسبنا ما ضاع وتبدّد من التاريخ والأخبار والأسرار مع عظمائنا في مثل مقابر البكري وشرفي وحمد النيل وحلة خوجلي وحلة حمد وحلفاية الملوك أو مع مبدعينا الذين توسدوا الثرى خارج الحدود مثل عبد المنعم عبد الحي والتيجاني مختار وصالح الضي بمصر وليلى وهيام المغربي في مكة وعبد العظيم حركة في جدة والتيجاني السيوفي ومحمد أحمد سرور في أسمرا ومحمد حسنين في الرياض وأحمد فرح في ليبيا وخالد الكد في لندن ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد جاء مؤخراً في "الوقائع" وقيل الأخبار بأن أحدهم ممن يسمونهم [نقاداً] قد انطلقت الكلمات من قلمه الفظ الغليظ كالصفعات بغية أن تنهال على صاحب الحنجرة التي طالما صدحت بأحلى مزامير الغناء السوداني وهو الأستاذ/ محمد عثمان حسن صالح وردي أي [الهرم النوبي الأكبر].
    إن ذاك المدعو [ناقد] يفعل فعلته هذه بمحمد وردي بعد أن لبث فينا سنيناً يقدم العديد من روائع القوافي والقصيد بعد إذ يحسنها في أحسن ترنيم وترتيل: "الطير المهاجر" ، "خاف من الله" ، "بعد إيه" ، "لو بهمسة" ، "بشوف في شخصك أحلامي" ، "سمرة" ، "صدفة" ، "نور العين" ، "المستحيل" ، "قاسي قلبك عليّ ليه" و "أمير الحسن" وفيها أغير بيت قاله السودانيون :-
    من صحايبك
    ومن قرايبك
    يا حبيبي بغير عليك
    وكل من قال يا حبيبي
    إفتكرته يشير إليك

    وما نقموا من محمد وردي =أي أولئك المرجفون= إلا اعتزازه المستحق بنفسه التي يعرف قيمتها فالمرء كما قالت الأعراب [حيث يضع نفسه إذا رفعها ارتفعت وإن وضعها إتضعت] فهل كان –المتنبي- مغروراً عندما قال- وهو على ما هو عليه :-
    سيعلم الجمع
    ممن ضمّ مجلسنا
    بأنني خير من
    تسعى به قدم
    أنا الذي نظر
    الأعمى إلى أدبي
    وأسمعت كلماتي
    من به صمم

    وهل كان عمرو بن كلثوم وقد أدرك منعة قبيلته "تغلب" وشدّة بأسها وكثرة خيلها ورجلها مغروراً أيضاً يحسب بأنه سوف يخرق الأرض أو يبلغ الجبال طولاً عندما قال :
    "أبا هندٍ"
    "فلا تعجل علينا"
    "وأنظرنا نخبرك اليقينا"
    "بأنّا نورد الرّايات بيضاً"
    "ونصدرهن حمراً"
    "قد روينا"
    "ملأنا البر"
    "حتى ضاق عنا"
    "وماء البحر"
    "نملؤه سفينا"

    أم كان أبو فراس مغروراً هو الآخر إذا يقول [ونحن أناسٌ لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر] وقد علم بأنه فارس بني حمدان وشاعرها وابن عم أميرها وسيدها سيف الدولة.
    ومحمد سعيد العباسي لعله لم يغب عن خاطره أو يبارح خياله لحظة حقيقة كونه إلى أي أرومة سامقة يُعزى ومحتد وحقيقة كونه كم كان وجيهاً جذاباً تهوى إليه أفئدة الحسان الحور في أزقة القاهرة وحواريها أثناء تتلمذه في المدرسة الحربية بمصر وتخفق بحبه قلوب البدويات الرعابيب أثناء تنقله بين مضارب ديار الكبابيش بكردفان، فهل كان العباسي مختالاً فخوراً لم يدع من النرجسية والخيلاء شيئاً إذ يقول :-
    إن زرت حيّاً
    طافت بي ولائده
    يفدينني فعل مودود بمودود
    وكم برذن إلى
    لقياي في مرح
    وكم ثنين إلى
    نجواي من جيد
    لو استطعن
    وهنّ السافحات دمي
    رشفنني رشف
    معسول العناقيد

    غير أني لا أنكر بان مثقفي الستينات ونقادهم كانوا قد تهامسوا في مجالسهم متعجبين أن من أين لحسين بازرعة ذهب المعز أو خزائن قارون التي كان ينوء بحمل مفاتحها العصبة أولى القوةحتى يذهب إلى القول وهو يعاتب فتاته في قصيدة [عاهدتني] .
    "كانت كنوز الدنيا ملكك"
    "وكنت لك"
    "ومعاً في جنات الهناء"
    "مستقبلي ومستقبلك"

    فكيف لا ينبغي إذن لمحمد وردي أن يكون =حسن الظن بنفسه= وهو [المصيب المحسن من المغنين الذي يشبع الألحان ويملأ الأنفاس ويعدل الأوزان ويفخّم الألفاظ ويعرف الصواب ويقيم الأعراب ويستوفي النغم الطوال ويحسن مقاطع النغم القصار ويصيب أجناس الإيقاع ويختلس مواقع النبرات ويستوفي ما يشاكلها في الضرب من النقرات] أو كما قال قديماً شيخ مطربي الحجاز (ابن سريج).
    وختاماً أتساءل أفي مثل هذا الوقت من العمر وبعد كل ذلك البذل نتنكر لقدماء مبدعينا ونجحد فضلهم على اخضرار وجداننا والترويح عن أنفسنا والتنفيس عن كربنا واكتئابنا ولا نقدم على تخليدهم بشتى السبل والوسائل فأين مثلاً شارع أحمد المصطفي وأين أستديو وردي وأين منتزه الكاشف وأين حديقة رمضان حسن وأين ميدان محمدية وأين قاعة عبد الله حامد الأمين ومكتبة خليل عبد الله الحاج وأين مدرسة إدريس جماع وكلية سيد خليفة وجامعة خليل فرح ومسجد قرشي محمد حسن صاحب [الفراش الحائر] و [اللقاء الأول] و [خمرة العشاق] الذي هجر شعر الغناء وأقبل على التصوف وجمع ديوان المدائح النبوية وأين مسرح السر قدور وأوركسترا السر عبد الله أو حسن الخواض؟!!!
    على رسلكم أيها النقاد فلن نسأل مبدعينا بعد اليوم إن هل من مزيد فحسبهم ما قدموه بالأمس الوردي الجميل وجاء الآن دورنا لتكريمهم والاحتفاء بهم واستضافتهم على نمارق التخليد المصفوفة وزرابي الوفاء المبثوثة.

    (عدل بواسطة أبوالزفت on 09-18-2005, 02:43 AM)

                  

09-18-2005, 02:39 AM

هوارى

تاريخ التسجيل: 05-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل) (Re: أبوالزفت)

    جميل ان ياتي الانصاف من رجل منص مثل دليل.. فدليل كاتب بقامة نخيل بلادنا- اخدتة الاعمال وارزاق العيال مرات كثيرة بعيدا عن معانقة القلم- ولكن ما تناوله دليل اليوم رائع بجد ولي عودة الى المنصف دليل والى ليل القلم البارع الذي بدا معنا تاسيس مجلة الثقافة السودانية مشاعل كاول مجلة على الانترنت قبل ان يكتشف الناس المنتديات
    احبك يا دليل
                  

09-18-2005, 07:13 AM

Munir
<aMunir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل) (Re: أبوالزفت)


    التحية للاستاذ المخضرم عمر الجزلي ـ والشكر للاستاذ كاتب المقال محمود دليل علي انصاف الرجل بهذا الاستعراض الجميل ـ
    كم افتقدت برنامج اوتار الليل رغم أنه كان سيلهب ليالينا بالدموع في هذه الغربة القاسية ـ
                  

09-21-2005, 03:39 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل) (Re: أبوالزفت)

    Up
                  

09-25-2005, 11:49 PM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الجزلي يعزف على (أوتار الليل) (Re: أبوالزفت)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de