|
Re: علي الاخوة في الجنوب الايضيعواالوقت ان يسعواللنفصال الان مع امكانية الاتحاد عندما تتساوي ا (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
أما من ناحية الموضوع :
فهو طرحك لنصيحة الإنفصال للإخوة الجنوبيين فى ثياب الحريص والحادب على مصلحتهم , وتحريضك لهم بأنهم مهمشين , ومُعتبرين مواطنين من الدرجة الثانية , وُمواجهين بالعنصرية والإستعلاء , ثم تذكيرك لهم بأنهم يملكون مقومات تكوين الدولة من ثروات زراعية ومائية بالأضافة الى البترول , فكنت كالذى يقدم السم فى العسل , والذى كشف مراميك البعيدة كشخص أنفصالى , مثلك مثل عنصريى " منبر السلام العادل" هو إعتبارك للقائد الراحل د. قرنق , بكل ما يمثله من فكر ونضال وتضحية وتجرد , أنه أمضى وقتا طويلا فى كلام غير واقعى , عندما كان يناضل وينادى بالسودان الجديد , ولماذا !! , لأن تركيبة السودان كانت خطأ" منذ البداية .
فما هو هذا الخطأ الذى فى تركيبة السودان منذ البداية ؟؟
أهو وجود قبائل الدينكا والشلك والنوير والزاندى والفرتيت , وبكل ما يمثلونه من ديانات وثقافات مختلفة , ضمن الحدود السياسية السودانية , أم هو وجود "مزعج" لملايين منهم فى مدن الشمال بسبب الحرب الأهلية والكوارث ؟؟.
فإن كان هذا هو الخطأ فى تركيبة السودان , والذى سيصححه لك أنفصال الجنوب , فماذا أنت فاعل بقبائل مناطق النيل الأزرق وقبائل جبال النوبة فى وسط السودان ؟؟. بل ماذا أنت فاعل بقبائل الفور والزغاوة فى الغرب , وبكل الكيانات المختلفة أيضا فى الشرق وفى أقصى الشمال ؟؟.
هذا هو السودان , وهذا هو قدره , خليط من القبائل والثقافات والديانات , شمالا وجنوبا .. شرقا وغربا , فبدلا من أن ننظر اليه على أنه كيانات غريبة ومتنافرة , محاولين أن نزرع الفرقة والشتات بينها , يمكننا أن نراه كبستان ضم مختلف أنواع الأزاهر يسر الناظرين , أو كمائدة عامرة حوت شتى أصناف وأطايب الطعام , يُحار المرء أين يبدأ فيها . وببساطة شديدة , قوة السودان الحقيقية تكمن فى ثرائه وتعدده الثقافى والأثنى , وكل المطلوب هو أن نهيئ الأرضية المناسبة التى تظهر هذا التعدد وهذا الثراء .
والذى لا تعرفه عن الراحل المقيم أبدا , د. قرنق , إنه لم يكن يؤمن ويعمل على وحدة السودان فقط , بل كان يؤمن ويعمل على وحدة كل أفريقيا . وآمن بأن خلق التغيير السياسى , وإيجاد عقد السلام الإجتماعى البديل , وإعطاء كافة الثقافات فرصة الظهور والنشر , وإرساء قيم ومؤسسات العدالة , ونشر الحرية وحقوق الأنسان فى الدولة المدنية , هى البديل والأساس لتعايش الثقافات والكيانات المختلفة فى السودان . والذى لا تعرفه أيضا , أن الحركة الشعبية كلها د. قرنق , بل أكاد أجزم صادقا , بأن الشعب السودانى , ما عدا منبر السلام العادل بالطبع , كله د. قرنق .
وأنفصال الجنوب لم ولن يكون حلا , بل هو تماما مثل الإنتحار , أختيار لأسهل طرق الهروب وأجبنها , بدلا من المواجهة وأحداث التغيير المُستحق والواجب لكل السودان .. ولكل شعبه . والشعب الذى خرج وأستقبل الراحل د. قرنق , كفيل بهذه المواجهة .. وقادر على إحداث هذا التغيير .
مع تحياتى
|
|
|
|
|
|