|
|
 حوار الرؤى
|
الأخوة/الأخوات البورداب سلام،
يسعدني أن أطرح هذا الموضوع الهام الذي سطره الأخ
العميد أ.ج. هاشم الخير. ولكم منه ومني أطيب التحايا
والأمنيات.
جمال الدين بلال
حوار الرؤى
الندوة التى أقامتها الجمعية السودانية لخدمات المجتمع- بأيوا سيتى- بمركز فيزنت ريدج , فى يوم السبت الموافق 3 سبتمبر 2005 بعنوان ( المسكوت عنه فى الثقافة السودانية) والتى تحدث فيها الاستاذ ميرغنى الشايب والفنان المبدع يوسف الموصلى والاستاذ عبداللة محمد عبداللة , فى تقديرى كانت من أهم وأقيم الندوات التى عقدت , على الرغم من أن الطرح والنقاش أخذ منحى بعيدا بعض الشئ عن العنوان,فقد فتحت آفاق جديدة ومشرقة وناهضة حول الثقافة السودانية . لا أود ان أناقش أو القى الضوء على ماسرده الاساتذة والمجموعة فى تلك الندوة , بقدر ما أود أن أفتح كوة ضوء على مسار الحوار لاهميته , وأدعو الجميع بدءا بأحزابنا السياسية – معارضة وسلطة – وأخص أيضا المثقفين والفنمانين والشعراء وكل من له أهتمام بقضايا الوطن وهموم مرحلة التحول الديمقراطىبأن يقفوا جميعا فى هذه المحطة الرئيسية بعد أتفاق السلام وأن نعمل جميعا على الحوار الهادئ والعادل والمتساوى لوضع استلااتيجية الوحدة والتحول للنظام الديمقراطى ولنفتح الف زهرة فى حديقة الوطن تسمح لكل فرد أن يتنفس ويستنشق عبير ثقافة وتراث الاخر بسهولة ويسر من أجهزة الاعلام المسموعة والمرئية متى شاء. بمعنىأن تتاح لكل جهة فى الشرق أو الغرب أو الجنوب أو الشمال الفرص وأن تتقاسم الفترة الزمنية للاعلام المرئى والمسموع كجزء من بند تقاسم السلطة والثروة.
وعلى وزارة التقافة والاعلام فى ظل حكومة الوحدة الوطنية والفترة الانتقالية هذهمسئولية تحقيق هذا المطلب وذلك بأستصدار قرار بتكوين مكتب دائم للتنسيق , تحت أشراف السيد الوزير لوضع استراتيجية اعلامية للتوعية بثقافة الآخر, وأن يتكون مكتب للتنسيق ليس من حملة الشهادات العليا فحسب , بل والاهم أن ينظر بعين الاعتبار للتنوع الثقافى فى تعيين الاعضاء , حتى تستطيع ثقافة كل جهة أن تعكس تراثها ورؤاها ليتمالتلاقح الثقافى بين الرؤى النتعددة, وأن يكون مكتب التنسيق الدائم للاعلامموجود فى كل الولايات حتى تتم التغذية الثقافية من الواقع للمشاهد. وعلينا أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الامم التى سبقتنا وأن لانكرر نفس الاخطاء بسيادة لون أوجنس أو دين على الآخر.
كفانا حكاما قردة وأعلام القردة , نريد أن يتمتع كل مواطن بحقه كاملا غير منقوص وبدون وصاية علية فى أيصال رأية للآخر , وكفانا خجلا هيمنة ثقافة واحدة وهى العربية على كل الاجهزة الاعلامية قسرا ودون اى حق وأعتبار للثقافات الاخرى . ولاشك ان الشماليين هم الغالبية العظمى من ناحية سكانية ومعرفية وثقافية ومادية , ولكنهم ايضا أجهل قطاع فى السودان معرفة ببقية الثقافات الاخرى كالجنوب و الذىحاول الشمال ان يهزم رؤى آهلة وتراثهم بقوة السلاح ليدخلهم فى رؤيتهم التى يغلب عليها الطابع الاسلامى.
نعم أن معرفة الشماليين بالجنوب قليلة ولاتكاد تذكر , اللهم الا عن طريق تجار الجنوب "الجلابة", وضباط الجيش والبوليس والعساكر وأفراد الخدمة المدنية على قلتهم والمغضوب عليهم أداريا وعن طريق الاحاجى وأيضا النظرة الاستعلائية والتقليل من شأنهم , وعقدة أن الجنوبى او ودالغرب أو الفور يطمح فى الزواج من( بت العرب) علينا الان أن نستحى وترك هذا التفكير والنظرة الساذجة جانبا وان نتقدم نحو بعضنا البعض بصدق وأخلاص نية وشفافية . ومازلت أكرر ماذا يعرف الشمالى عن تراث الجنوب كالكجور والمعتقدات والظواهر الطبيعية وكيفية التعامل معها وعلاقتها بانسان المنطقة وعن الحياة الاجتماعية كالزواج والميلاد والموت والطعام , ناهيك عن اللغة واللهجة والتعايش السلمى بين القبائل والممالك فى الماضى . أيضا هنالك جانب أخر وهو الشعر والادب والخرافة والغناء ورقصات الحصاد والمواسم , وكذلك فلنقس هذا الجهل على الغرب والشرق الذى أوقد نيران الحرب والثورة فى كردفان ودارفور والانقسنا وشرق السودان...
لاأخفى عليكم عندما وضعت هذه الفكرة أمام صديقى الاستاذ الفنان الموسيقار يوسف الموصلى والذى أكن له كل أحترام وتقدير لما يمتلكه من شفافية وحس فنى راقى رفيع ولما لمسته منه بحكم جيرتنا لسنوات عديدة وهو يتحفنى بأبداعه الموسيقى الثر وأنتاجه وتوزيعه الموسيقى الفياض , خاصة تلحين الانشاد العرفانى للاخوان الجمهوريين , طرحت له فكرة توزيع الموسيقى خاصة للاخوة الجنوبيين والمهمشين توزيعا يقربها للاذن الشماليةوان لاتفقد لونها وذاتيتها عند اصحابها حتى تستطيع اذاننا ان تنسجم مع موسيقى ذلك التراث الذى ننكره ولانعرف عنه شيئا حتى الان . ياللخجل..!!
وبطبيعة الفنان المرهف والشفاف وببصيرته الفنية وافقنى على بل أكثر من ذلك وجدت لديه الاستعداد التام للبدء فى هذا المشروع بعد الحضور من رحلته الفنية هذا الشهر.
لكم اسعدنى استهداد الفنان يوسف هذا واستقبالهبأريحيته المعتادة لهذا العمل الضخم حتى يتسنى لنا كشماليين الابحار فى تراث بلادنا المتنوع والمتعدد ويتواصل العطاء بأيصال تراثنا المتنوع هذا لخارج حدود الوطن الى الدول الافريقية المجاورة القريبة والقصية.
شكرا لك ياأستاذ يوسف الموصلى وانت الذى ستطرق على أذاننا طريقا موسيقيا وليد ايقاع طبول الغابة بعد الصحراغء وايقاع الدليب.
هى دعوة صادقة لكم كل فى مجاله حتى نبنى سودانا موحدا حقيقيا...
وكما قال قيثارة الشعب السودانى محجوب شريف :
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى
وطن شامخ ..وطن عاتى
وطن خير ديمقراطى
وهو الذى قال ايضا لابنته (مي) وهى تدخل كلية الفنون الجميلة لهذا العام:
يلاهندسى خرطة وطنك ضمن العالم
جميل ولذيذ وبلا تمييز
الدين الجنس العرق اللون
عميد أ.ح(م) هاشم الخير هاشم
أيوا سيتي 5 سبتمبر 2005
|
|
 
|
|
|
|
ELTOM
Elmosley
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست