|
يطالبون بعدم نشر ما يتعلق بفساد الاتصالات .... هم المفسدون حقا
|
نقلا عن الصحافة عدد السبت 17 سبتمبر
الإتصالات والمهندس الطيب مصطفى
عباس ابراهيم النور أتناول هذا الموضوع وأنا لا ناقة لي فيه ولا جمل، اللهم الا الاستفادة من خدمات الاتصال التي تقدمها سوداتل والحل الذي قدمته لنا في سهولة وسرعة الاتصال التي ظللنا نعاني منها سنوات عديدة. اذن الاهمية بالنسبة لي تكمن في قطاع الاتصال وأهمية تطوره لأنني لا اريد لأبناء السودان ان يعايشوا الردة في الاتصالات التي عشناها والتي تجعل الاتصال من مدني للخرطوم مستحيلاً. اما مدن السودان الاخرى فدونها السفر المباشر حيث كان اسهل من الاتصال الهاتفي. في منتصف التسعينيات نبهني احد الاصدقاء انه اطلع على تقرير في صفحة وزارة الدفاع الاميركية، وهي تشير الى التقدم في قطاع الاتصالات بعد الاداء المتميز لسوداتل ولكن المقال اشار الى تشككه في استمرار اداء قطاع الاتصالات لان الاداء فيه متقدم بمعيار افريقي African standerd سرعان ما يتراجع. نقلت ذلك للصديق رجل الاعمال المعروف الطيب النص، وكنت قريباً منه فقال لي: «لا تستغرب لان قطاع الهاتف كان متميزاً في السودان وكنا من العيلفون نتصل بالحصاحيصا ـ والغرب ـ والشمالية ثم تردى وتردى حتى اصبح جهاز الهاتف جزءاً من مهملات (الدكان)». وأضاف الطيب النص ان المبالغ التي تفرض على المستخدمين للهاتف تقلل الاستخدام وتزيد التعريفة ولا تصرف في التطوير، فيتوقف الناس عن استعمال الهاتف ليقل المردود المالي، وكل الجباية المفروضة على المستهلك تذهب للموظفين والعاملين عليها فلا تجد تطويراً يلحق بالتقانة الحديثة. وذكر لي الشيخ ابراهيم هاشم مدني انه كان في الصباح الباكر يتصل بأهله في الشمالية، وبالتجار في الابيض والفاشر قبل ان يبدأ يومه. واشهد الله ان الطيب مصطفى عندما قرر ترك وظيفة وزير الدولة بوزارة الاعلام والثقافة كان هدفه الذي اجزم عليه هو الغاء احتكار سوداتل على قطاع الاتصالات حتى تحدث المنافسة ويحدث الترقي في خدمة الاتصالات. وكان المهندس الطيب مصطفى يقول لي: «إن المنافسة جعلت الصومال من اكثر الدول تقدماً في مجال الاتصالات رغم غياب الدولة ولكن المنافسة قائمة وهي سبب التقدم». المهم أشهد ان الطيب مصطفى بعقيدته كان يسعى لمحاربة الاحتكار، وكان لا يمانع في تعويض الحكومة لسوداتل مقابل إلغاء الاحتكار وكي لا يسقط قطاع الاتصال. وفي تقديري ان قيادة الدولة نفسها تتفق مع الطيب في محاربة الاحتكار لأن العقيدة واحدة. نعم الطيب اذا انفعل يرتد جعلياً ويقاتل بكل شراسة، ولا يعرف اساليب اهل السياسة في الكر والفر، معركته واحدة (يا قاتل يا مقتول) أليس كذلك وهو العالم بتجذر وقوة سوداتل، فلماذا آثر مواجهتها بهذه الطريقة! ونشهد الله ان الطيب مصطفى يسعى للاصلاح حتى ولو اصاب بنار اصلاحه البعض هنا وهناك. وفي تقديري ان موضوع الاتصال ليس موضوعاً سهلاً حتى نجعله عرضة للتقاذف به في الصحف واجهزة الاعلام، فلماذا لا ينبري مجلس الوزراء ممثلاً في وزير شؤون مجلس الوزراء الاخ اللواء الركن الهادي عبد الله ويدعو الاطراف وزيادة للتفاكر في الامور المتعلقة بأداء هذا القطاع خاصة واننا في اليومين الماضيين دخلنا في تجربة مرة بالحريق الذي اصاب بطاريات سوداتل، وظللنا بدون هاتف سيار منتظم حتى هذه اللحظة. أحسب بان الطيب مصطفى ليس موظفاً عادياً، لقد جاء للانقاذ وترك وظيفته بالخارج ليشارك في بناء دولة الاسلام، وعمل بالتلفزيون ثم وزير دولة بالاعلام ثم أميناً للاتصالات، فهو «غير مشحود» كما يقول اهل السودان على الانقاذ، فهو اصل والقضية مهمة وتستحق الوقوف عندها ومعالجتها. فلا احسب انها موضوع سهل نتركه لمعالجة الصحف وحدها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|