|
|
 وزير خارجية قطر يلتقي بوزير خارجية اسرائيل بنيويورك
|
سيف الصانع من دبي: لم يكن لقاء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر مع نظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم هو الأول ولن يكون الأخير مع قيادات إسرائيلية، وربما خفي على مصادر سياسية وإعلامية خليجية كانت أم عربية أن عميد الدبلوماسية القطرية زائر دائم لإسرائيل وله بين كبار مسؤوليها صداقات كثيرة هذا فضلا عن شراكة في استثمارات واسعة، ولا يخفي الوزير القطري المثير للجدل مثل هذه العلاقات والارتباطات. وكان بن جبر التقى علنا في وقت سابق لمرات عديدة مع مخضرم السياسة الإسرائيلي شمعون بيريز سواء في باريس او حتى في لقاءات جابية على هامش لقاءات منتدى دافوس الذي استضافته منطقة البحر الميت لدورات ثلاث سلفت.
وإذ خطوة حكومة الدوحة ستشجع الكثيرين من أصحاب القرار على البحث عن وسائل لإذابة الجليد مع إسرائي، فإنه لوحظ أن وسائل الإعلام القطرية، المكتوب منها والمسموع والمرئي بما في ذك فضائية (الجزيرة) غطت في شكل مختصر لقاء الوزير بن جبر مع شالوم على هامش القمة الأممية التي ختمت أعمالها اليوم، فإن مصادر المعلومات الغربية توسعت في التغطية الإعلامية حتى كادت تفوق تغطية فعاليات القمة ذاتها، واثخنت وسائل الإعلام الغربية اللقاء تحليلا وتقويما كأنه الحدث الأول في العالم.
وفي أول ردة فعل خليجية على اللقاء ونتائجه ما صدر من وزير خارجية قطر من تصريحات وقبله من كلمة ألقاها في منتدى آخر في نيويورك، وصفت قيادات من الصف الثاني في دول خليجية الخطوة بـ "الشجاعة"، وقال اقتصاديون طلبوا عدم ذكر أسمائهم في أحاديث أمام (إيلاف) إنها "خطوة في الاتجاه الصحيح، وهي تأتي في وقتها المناسب".
ودعا الوزير القطري خلال لقائه مع شالوم، الدول العربية إلى اتخاذ خطوات باتجاه إسرائيل من خلال مؤتمر دولي أو لقاء يجمع الدول العربية وإسرائيل والدول التي ترعى السلام خاصة الولايات المتحدة في محاولة للخروج برؤية واضحة.
ونبه الوزير إلى أنه إذا كان العرب على استعداد للتحدث إلى الإسرائيليين فإن ذلك لا يعني القبول بكل ما يقوله الإسرائيليون وإنما لأنهم جزء من المجتمع الدولي. يذكر أن قطر من بين الدول التي رحبت بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وشددت على أهمية وضع رؤية واضحة لما بعد هذه الخطوة.
وطالبت هذه القيادات الاقتصادية دول الخليج العربية الأخرى أن تحذوا حذو دولة قطر "وأن لا تكون ملكية اكثر من الملك، خاصة وأن الفلسطينيين أصحاب القضية الأساس يقيمون علاقات مع إسرائيل، وكذلك الحال مع مصر والأردن ودول أخرى مثل موريتانيا، فضلا عن وجود مكاتب ارتباط علنية أو سرية في عدد من العواصم العربية".
وأشار الاقتصاديون إلى أنه حتى سورية توسلت سراً للتفاوض مع إسرائيل، لكن الأخيرة رفضت بحزم عبر وسيط أردني كان يحتل منصبا وزاريا التقى مع رئيس وزراء إسرائيل في أشهر قليلة الماضي، حتى أن معلومات كانت نشرت في وقت ساب لم يتم نفيها من أية جهة إن ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري طلب وساطة الملك عبد الله الثاني شخصيا في هذا الشأن خلال زيارة له إلى العاصمة الأردنية، لكن شارون رفض بحجة أنه "لا يثق بالحكم في سورية أو أية تعهدات لا يلتزم بها".
ويتفق مثقفون خليجيون تحدثت إليهم (إيلاف) حول مع ما ذهب إليه رجال الاقتصاد، لكن المثقفين "يتحدثون عن رأيهم بصوت هامس، لأنهم يرون أن الحديث عن العلاقة مع إسرائيل يعرضهم لغضب الشارع الخليجي والعربي الذي دغدغوا مشاعره لسنوات طويلة خلت بشعارات لم تعط مردودها العملي على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي وسواء بسواء لم تحقق مكاسب للقضية الفلسطينية".
وإليه، فإنه في الوقت الذي يرى فيه مثقفون واقتصاديون أن خطوة قطر شجاعة ويجب الاحتذاء بها، فإن حلفاء قطر والعاملين في جهازها الإعلامي خاصة من إسلاميين وقوميين يلتزمون الصمت ويتبادلون في سرهم أحاديث التنديد بالخطوة القطرية ، مع ملاحظة ان بعض هؤلاء من المقربين من وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر الذي يرعى الإعلام القطري منذ تفكيك وزارة الإعلام قبل أربع سنوات، وتحدثت قلة من المنتقدين بهمس عن "إمكان الاستقالة احتجاجا، لكنها تذكرت أنها كانت أحرقت مراكبها مع الجميع خارج قطر فآثرت السلامة".
وخلال لقاء حمد بن جاسم بن جبر مع النظير الإسرائيلي والذي اعتبرته مصادر سياسية مقدمة لقمة محتملة تجمع بين أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي آريل شارون في وقت لاحق، دعا الوزير القطري لمؤتمر يجمع العرب وإسرائيل والدول الراعية للسلام، واعتبر المراقبون أن اللقاء يشكل تطورا لافتا في العلاقات الإسرائيلية العربية.
وكان وزير خارجية قطر سيلفان شالوم وقفا جنبا إلى جنب من لالتقاط صور تذكارية قبل التوجه إلى مكان الإجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. واستمر الاجتماع نحو نصف ساعة، ثم غادر بعدها الوزيران بشكل منفصل. وكان الشيخ حمد حين خاطب مجلس العلاقات الخارجية يوم الأربعاء في نيويورك، تحية لإسرائيل لإنسحابها من غزة ، وقال أن البلاد العربية أن تستجيب لذلك عبر بمبادرات خاصة.
وطالب الوزير القطري البلدان العربية باتخاذ "خطوة ايجابية نحو اسرائيل من خلال عقد لقاء عربي ودولي أو عقد اجتماعات بين الدول العربية واسرائيل بمشاركة الدول الراعية لعملية السلام وبشكل خاص الولايات المتحدة للاتفاق على وجهة نظر واضحة لمرحلة ما بعد غزة".
ومن جهته، أفاد وزير الخارجية الإسرائيلي سلفان بن شالوم (التونسي الأصل) بعد اللقاء أنه منذ عامين ونصف يسعى للقاء مسؤولين عرب وأوضح أن وزير الخارجية القطري هو أول من قبل اللقاء به في مايو/ آيار 2003 ، ولم يؤكد الوزير الإسرائيلي عقد قمة بين أمير قطر ورئيس الحكومة الإسرائيلية.وفاجئ شالوم الجميع حين قال أن هناك اتصالات سرية بين اسرائيل ودول عربية لكنها لم يسمها.
في الأخير، قال عساف شريف، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، إن إسرائيل" تعمل الآن على ترتيب لقاء مع أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وأعتقد إن ما قاله وزير الخارجية يشير بلا ريب أشار إلى هذا الاتجاه".
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست