|
نبي غريب، عبثٌ كان بقاوك !!
|
تناثر شظايا
(1)
مطرودٌ مِنْ كُلِ الأنحاء الأرضُ تَضيقُ بما رَحُبت و تضنُ عليكَ بمتسعٍ تتلفتُ أينَ مفرُك هذا الكونُ ينوء بأثقاله فأينَ ستُمضي النهار و جموعٌ تحجبُ ضوءَ الشمسِ لتنفثَ في وجهِك أقذاراً عبثٌ كانَ بقاؤكَ أين ستَمْضِي و أينَ ستَقْضي سَحَابَةَ هذا النهار تنبذُ كل الأماكنِ كلُ الوجوه استحالت مسوخاً و كلُ الكلامِ أنينا و أنتَ تُغادرُ هذا المكان و ذاك المكان كبقعةِ زيتٍ بوجهِ المياه عبثٌ كانَ بقاؤكَ مَنْ ستُنَادي مَْن ستُناجي و من ... تلهي يقامر حيناً و يتسامر
(2)
يا هذا الأسودُ قاني النظراتِ تلمّظْ أرسلتُ إليكَ هدية أرسينا صُحْبَتَنَا اليومَ أنا و الألمُ و أنت فلنشرَب نُخباً بكؤوسِِ جماجم و لنرقص فوقَ الأشلاء الأرضُ تعجُ فلا تقلقْ و تلمّظ و تعالَ بقربي اجلس حدثني عن رحلتك المشئومة، مُـنذ و حتي ابتلاعك هذي الضحية تحكي امتزاج النخيلِ بماء النيلِ و شمسُ الشتاءِ و دفئ الحياة
أمسى يتوهمُ أني طوقُ نجاته يتشبثُ ... يتشبث لم يُدرك أني أدفعه يتشبثُ ... أدفعه لم يعرف أني و أنت كما السبابة و الوسطى عيناه ستبقي تحفرُ في ذاكرتي أخاديداً
يَهذي يُلقي آخر كلماته يتنهد يشكو الهوام و أنتَ حثيثاً تزحف تعبُ بريقَ الحياة تطلُ عليّ بعينيه الذابلتين و تبصق بسمتك الصفراء بوجهي خبرني عن غزواتك عن نزواتك عن أهوائك عن آلآف تقصيهم عن أرقٍ يتمددُ تتشققُ ساعات اليقظة
(3)
حدثني أو أنت الحقيقةُ تبقي كموناً بعمق الحنايا حتي إذا ما استفاق الفناءُ تهاوت عمائرُ وهمٍ تعالت بقلب فلاة
أنت انطفاء التوهجِ دون ضجيجٍ كصرخةِ ميلادِ طفلٍ يعرفُ يوم الخروجُ بأنك انت الحقيقة
أنتَ امتلاءُ الهيولي ببعض الحقيقة
أأنت الشقاءُ و أنت تؤذن بدء الحقيقة ؟
أنت انثيالُ الدموعِ كنهرٍ عجوز ينخرُ عُهر افتراضاتنا منذ بدء الخليقة
انت اختصار التواريخ ألماً شقاءً و بعضُ الحقيقة
تبقى مغطيً رماداً حتي إذا ما الرحيلُ ضج كان اشتعالُ الأنين حريقا
(4)
أنديمي جف الكأسُ فدعني أتمددُ فوقَ الموج و أمضي لعلي أُلفظ من بطن هذا العبث الى يابسة نبيٌ غريب بغيرِ إلهٍ بغيرِ عصاه بغيرِ قضية
فآه إلى أين تمضي تراوحُ هذا المكان و ذاك المكان كسرب حمام يطير الى الشمس دفئاً يروم تشوّى هوى فاشعل لفائف تبغك
تناثر شظايا
يناير 2001
|
|
|
|
|
|
|
|
|