|
|
 لواء بندر التابع للقوات المسلحة.. جابو فزع بقي وجع وكارثة
|
في حادث هز مشاعر أهل النهود
جندي مخموراً يغتال مواطن عمداً أمام عيون زوجته وأطفاله
مسيرة ألفية تحمل الجنازة على الأعناق وتطوف شوارع المدينة
النهود رصد ومتابعة :- الحاج أبو عاقلة
في حادث لم تكن هي الأولى من نوعها ولكنها هزت مشاعر كافة مواطني مدينة النهود وذلك عندما اخترقت رصاصة الغدر والخيانة قلب الشهيد الصادق محمد أحمد عباس الشهير بالصادق (بلوح) فأسكتت نبض الحياة فيه أمام عيون أطفال الأربعة وزوجية المكلومه وجيرانه الذين لم يألفوا منه غير الكلمة الطيبة والنية البيضاء وحسن الخلق والمعاملة.
غادر بلوح هذه الفانية إلى الجنة على ظهر طلقة سددت بأحكام على صدره الذي يحمل بين أضلعه قلباً يفيض حباً وإخلاصاً وإيماناً ومودة. لا لذنب أغترفه سوى مكابدته أهوال الحياة وكده واجتهاده من أجل لقمة العيش الشريفة وهو يمشي على الحديد الساخن برجل عرجاء. لم يثنيه شغف العيش ولا ضنك الحياة ولا المسـقبة عن الإطلاع بدوره كعضوٍ فاعل في المجتمع يمشي بين الناس بخلقه السامي وأدبه الرفيع وابتسامته التي لا تعرف الأفول حتى عند الشدائد والإحن.
هكذا كان بلوح الصادق الصدوق
حلال الكرب 0 0 0 كشاف حوائج الغم
يمد باليمين 000 دون الشمال تعلم
بحرُ من السخاء 0 0 0 وبالدنيا ما بهتم
تفاصيل الحادث
عندما أسدل الليل رمشه على جفن المغيب في أمسية السبت المشئومة
كان بلوح وصديقه فيصل الأمام يجلسان على كتف الطريق إلى جانب ( عامود النور ) يتسامران ويقلبان هموم الدنيا على كف الصبر الطويل ويعلقان قساوة الظروف المعيشية على شماعة القدر الرحيم في انتظار الفرج القريب بحلول خيرات الدرت وظهور الحصاد المبكر الذي طال انتظاره.
ما أن عانقت عقارب آلية الوقت التاسعة مساءً
شاهد على الحادث
حتى توجه الصديقان إلى منزليهما وكليهما
يحلم بصبح وردي يملأ الحياة بهاءً وفرحاً
وحبوراً يتدفق فيه الخير والرزق الوفير
فتعود البسمة إلى أطفالهما بعد إسداء حوائجهم من مأكل ومشرب وملبس ورسوم مدرسية كل ذلك بالطبع كان يدور في ذهن بلوح وهو يختال (بعرجته) متجها نحو باب منزله.
وكالعادة كانت كهرباء النهود لم تفق من وهدتها وسباتها العميق تاركة للظلام مساحات من البوح والتواصل لا يحسره إلا انبلاج الفجر الجديد.
في هذا الظلام الحالك كان القدر الرحيم يختبئ في انتظار بلوح وصاحبه وهما لا يدريان بما تجري به المقادير ومن أين لهما بذلك.؟
صراخ وجلبه وطلق ناري
بينما أقترب بلوح من باب داره كانت الجلبة والضوضاء وصوت الرصاص تشق ستار الصمت وتهتك جدار الليل وظلامه الدامس تتبعه عبارات الوعيد والتهديد بلهجة جنوبية تنطلق من حنجرة
عسكري يرتدي الزي الرسمي فلم يكترث بلوح
واستمر في قرع الباب آملاً في أن يفتح له وبينما
هو كذلك عاد إليه جاره وصديقة فيصل الإمام
الذي يقطن على مرمى حجر منه ليساعده
على فتح الباب فقرع هو الآخر الباب بعصاه صغيرة ( بسطونة ) حتى يسمع من هو بالدخل. وفي هذه اللحظات أقترب العسكري الجنوبى وهو ثمل وعلى بعد مترين فقط أطلق النار عليهما فطاشة الطلقة من أمام فيصل وأصابة بلوح في قلبه مباشرة مخترقة جسده فسقط مضرجاً في دماءه وصعدت روحه الطاهر إلى الملأ الأعلى ترفرف في عرش الرحمن على حواصل طيور خضر.
أما الجاني فقد أستمر في إطلاق النار في كافة الاتجاهات بصورة عشوائية وكاد أن يصيب مواطن أخر هو مصطفى جبريل الذي حاول أن يستجلى الأمر فأمطره بوابل من الرصاص وهو في باب منزله
على هذا الباب نجي مصطفي وأسرته من موت محقق
الآلاف يشيعون الجسمان في مسيرة هادرة تجوب الشوارع
انطلقت مسيرة التشيع من أمام منزل الشهيد عبر حي أبو رنات وأبو دقل ثم السوق إلى رئاسة المحلية ولم تجد أي مسئول كان وقتها متواجد في المحلية فغفلت عائدة إلى رئاسة الشرطة ومنها إلى النيابة وفي داخل المحكمة العامة خاطب مولانا صلاح الدين محمد صالح الدسوقي الجموع الغاضبة حاثاً الجميع التحلي بالصبر والأيمان بالقضاء والقدر مؤكداً أن لا كبير على القانون وكل مجرم سيلقي جراءة الذي يناسبه. وناشد المواطنين بأن يتجهوا بالجنازة إلى المقابر لدفنها بدلاً من التظاهر بها وأن من السنة أن يعجل دفن الموتى.
وهنا أستطاع أن يمتص غضب الجماهير فاتجهوا إلى مقابر الشريف الزبال حيث وري جسد الشهيد الثري هنالك وعقب انتهاء مراسيم الدفن واصلت الجماهير مسيرتها حتى القيادة العامة للواء (106) بمقر قصر الضيافة سابقاً حيث التقت بقائد اللواء بندر أبو البلول الذي أكد لهم أن الجندي الذي أركب الجريمة سيتم رفده من القوات المسلحة وتسليمه للشرطة ليحاكم كمواطن عادي.
والد الشهيد
خال الشهيد
شقيق الشهيد شقيقه الآخر
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من مواطني مدينة
قال تعالى :- بسم الله الرحمن الرحيم (قالت إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون * وإني مرسلةُُ إليهم بهديةٍ فناظرة بما يرجع ُالمرسلون )
صدق الله لعظيم
الآية الكريمة تفسر حال مدينة النهود اليوم فالقوات المسلحة التي جاءت لحمايتها قد أدخلت الرعب في قلوب الآمنين وأشاعت الفساد في أوساط المدينة خاصة الأسر الفقيرة.
ونحن إذ نسوق هذه الحقائق لا نخشى إلا الله لأننا نريد الإصلاح والإصلاح الفوري.
أيها المواطنون الشرفاء
أولاً :- باسم جماهير مدنية النهود ندين ونشجب ونستكر الاعتداء الغاشم الذي قام به أحد أفراد القوات المسلحة التابعة للواء (106) المتمركز بالنهود والذي راح ضحيته المواطن البريء الصادق محمد احمد عباس بحي أبو رنات والذي تم اغتياله أمام منزله وعلى مشهد من أطفاله دون ذنب أغترفه.
أن الجاني كان مخموراً ويحمل سلاحاً ويرتدي الزي الرسمي أطلق النار على الشهيد الصاد ق وآخرين دون سابق إنذار أو حتى مجرد كلام بينهم.
أن هذه ليس هي الحادثة الأولى بل هنالك العشرات نذكر منها:-
1/ القضية الشهيرة بين قائد الكتيبة والمواطن عبود الزبير إبراهيم أبن رجل الأعمال المعروف وصاحب معصرة الزيوت بالمدينة قد تعرض هذا المواطن للضرب والإهانة على مشهد من المواطنين والسبب هو عدم توفر العلف في معصرته لأبقار القائد.
2/ تعرض المواطن عيسى آدم النور صاحب عربة تانكر يعمل في نقل المياه وسقي أهل الريف تعرض للضرب والإهانة من قبل العساكر الذين يحرسـون الخيام على مداخل المدينة والسبب هو أن طالبوه بإبراز إيصال تصريح نقل المياه وهذا غير معمول به على الإطلاق في النهود.
3/ وفي منطقة بياض حيث يتم تصنيع الطوب الأحمر تم أيقاف أصحاب الكمائن من صناعة الطوب وحجز المصنع منهم بأمر من قائد اللواء بحجة أن الجيش يحتاج لاستغلال هذه المنطقة لصناعة طوب خاصتهم. وتم تشريد عشرات التجار العمال الذين ظلوا يمارسون هذه المهنة منذ القدم.
4/ تعرض أكثر من مواطن إلى أطلاق النار مباشرة في مداخل المدينة حيث خيام المراقبة بحجة عدم توقف العربات عند النقاط وقد توفي بعض منهم برصاص العساكر علماً أن المواطنين لم يتعودوا من قبل على هذه الإجراءات الجديدة.
6/ سهرت مدينة النهود لأربعة أيام متتالية وهي غير آمنة تتابع الصدامات المؤسفة التي وقعت بين الشرطة والجيش وامتدت حتى السوق والأحياء خاصة أن هنالك أطلاق نار بالذخيرة الحية وسط المدينة مما أثار الرعب والخويف في نفوس المواطنين الأبرياء
أيها المواطنون الشرفاء
بوجود قوات اللواء (106) في النهود تفشت الرذيلة ونٌسفت جهود الدولة التي بذلت منذ (14) عاماً في محاربة صناعة الخمور البلدية وذلك بتوقف حملات النظام العام التي كانت تقوم بها الشرطة والمواطنون على حدٍ سواء. ولكن أصبحن صانعات الخمور يعملن في وضح النهار وهن مسنودات بقوات الجيش الذين يتواجدون بأسلحتهم في بيوت الخمر التي نشط تجارتها هذه الأيام. وأصبحت أصوات البنادق تسمع آناء الليل وأطراف النهار بصورة فوضوية أرعبت المواطنين وصار الجند هم الوحيدون الذين يترنحون في الشوارع بكامل أسلحتهم سكري.
أيها المواطنون الشرفاء
كنا نتوقع بوصول هذا اللواء أن يستتب الأمن ويتفشى السلام وتطمئن القلوب التي هددتها قوات التمرد ولكن يا للعجب ! فقد أصبح سكان المدينة يهتفون :- ( لا بندر ولا عسكر ) :- ( الجنجويد ولا الجيش الجديد) ويعنون بذلك تفضيل القوات المتمردة في دارفور على بندر وقواته )
أيها المواطنين الشرفاء
كنا نتوقع أن يكون العسكري في القوات المسلحة هنا في النهود يتقدم الناس إلى المساجد ويحثهم على فعل الخير ويحمي عرضهم وأرضهم لا أن يشيع الرذيلة بينهم ويهتك أعراضهم.
أيها المواطنون الشرفاء
هل اعتبرت حكومتنا الرشيد من هذا الحادث والحوادث التي سبقت؟ حتى تقوم بالدور المنوط بها في حماية موطنيها قبل أن يقوم المواطن بحماية نفسه. أرجو أن لا يضطر المواطن لحماية نفسه بنفسه.
أخيراً إن كان لابد : نريد جنداً وقياده ترتاد المساجد بدل حانات الخمور : يحمون العزل ولا يعتدون عليهم في منازلهم ولا يهتكون أعراضهم:
ختاماً أن ما قاله قائد اللواء (106) عندما تحركت المسيرة الهادرة من المقابر بعد دفن الشهيد إلي الحامية قال بالحرف ( أنه ليس مسئولاً عن تصرفات الجند الشخصية ( فيسكروا وليزنوا ويفعلوا ما يردون ) ( ومتي ما ثبت جرم أي عسكري يم تسليمه للعدالة ).
بالطبع هذا لا يشبه أقوال وأفعال قائد بمقام قائد اللواء الذي يحرس الدولة الإسلامية
نري تحت الرماد وميض نار ونخشى أن يكون لها ضرام
مواطنو مدنية النهود
الأحد: 11 سبتمبر 2005م
|
|
 
|
|
|
|
البحيراوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست