|
|
 الصحافة ...في دهاليز الثراء الحرام والمشبوه
|
أجراه: أمير عبد الماجد
عندما ذهبت الى مكتب إدارة مكافحة الثراء الحرام والمشبوه، في المرة الأولى تعمدت الحديث الى الموجودين بالمكان. والاطلاع قدر الامكان على الأوراق.. كلها معقدة تقريباً. وكلها قضايا متعددة الأطراف. حتى عندما دخلت الى مكتب مولانا طارق عوض قناوي وكيل النيابة الأعلى، وجدته مشغولاً بتدوين الافادات وتوجيه الأسئلة. كان علىَّ إذن أن استجوب رجلاً تمرس في استجواب الآخرين.
* دعنا قبل البداية نتوقف عند اللافتة.. إدارة مكافحة الثراء الحرام والمشبوه.
- نعم.
* ليست نيابة؟
- يمكنك القول أنه جسم أكبر من النيابة. بمعنى أن النيابة فرع منها وهى ليست الادارة الوحيدة طبعاً تحت لافتة وزارة العدل. هناك إدارات كالقانون العام والمحامي العام. والثراء الحرام والمشبوه.
* لنعرِّف الثراء الحرام؟
- الفساد المالي والمعاملات المالية غير المشروعة والمعاملات الصورية والوهمية في مسائل البيع والشراء والشراكات والدجل والشعوذة.
* لنأخذ الاخيرة. هل تقصد بالدجل والشعوذة جرائم كتنزيل الأموال مثلاً؟
- نعم هذه ضمن الدجل والشعوذة والمعاملات المشبوهة
* لديكم قضايا تنزيل أموال؟
- لدينا بلاغات و«ناس» صادرنا أموالهم وهؤلاء غالباً أشخاص إدعوا أنهم «فقراء» يملكون القدرة على علاج الناس وهناك ما يسمى عندنا بـ «الاناطين».. بعضهم يغادر للعمل كـ «انطون» لكرة القدم.
* لنأخذ مثالا.
- لدينا قضية فريق اسمه الشارقة من الامارات. هذا الفريق كانت لديه مباراة مهمة في الدوري، ويبدو أن أحدهم أحضر للفريق من يدعي القدرة على تحقيق الفوز عبر السحر. وبعد الاتفاق قام بالعمل وأخبرهم أن الفريق سيفوز بالمباراة.
* وفاز الفريق؟
- نعم صادف أن الفريق فاز فقبض الدجال مبلغاًَ مالياً كبيراً من رئيس النادي قبل أن يعود الى السودان ويشترى سيارات غالية ويستأجر شققاً هنا وهناك. كان ينفق ببذخ فالتقطته عيون السلطات.
* بأية تهمة؟
- هذه الثروة مفاجئة.. يجب أن يفسر لنا الأمر ويجيب على السؤال من أين لك هذا؟
* لديك مادة واضحة تعطيك الحق في توجيه هذا السؤال؟
- نعم المادة «7» تعطيني هذا الحق لأسأل السؤال أعلاه، ثم يلزم أن أخبرك هنا أن السلطات لديها معرفة وثيقة بمعتادي الاجرام، وغالباً ما تصلها معلومات إنو «فلان الايام دي عنده قروش» عندها تتحرك السلطات لتوجه السؤال وتعتقله. مثلاً في حالة الانطون هذا الرجل غادر لفترة «15» يوماً وعاد بثروة كبيرة.
* ماذا تفعل بعد أن يعترف بالتفاصيل؟
- نطلب منه التحلل من الأموال لانها غير مشروعة.
* لن يذهب للمحكمة؟
- لا.. سيذهب ليحاكم كثراء حرام.
* مسألة «الفقرا» ناشطة في كرة القدم؟
- هناك العلاج أيضاً كثيرون يعملون في مجال العلاج. لكن عموماً المسألة انحسرت الى حد ما الآن. صحيح أنها نشطت بصورة ملحوظة خلال الفترات الماضية، لكنها بدأت في الانحسار الآن.
* ماذا عن غسيل الأموال؟
- لدينا اختصاص بالمسألة، لكن عموماً غسيل الأموال يتبع للجنة مختصة تتبع لبنك السودان. وهو عمل يتعلق بمعاملات البنوك.
* ليس كله... على الأقل هناك أموال تدخل البلاد كبضائع مثلاً وتتجه الى العقارات والسيارات؟
- الأموال التي تدخل في العقارات من الصعب إثبات ارتباطها بغسيل الأموال، وهذه الجريمة تدخل فيها جهات من خارج السودان ويطلق عليها الجريمة عبر الوطنية.
* ماذا تقصد بـ «عبر الوطنية»؟
- غسيل الأموال جريمة ترتكب وتمر عبر عدة دول قد تأتي الأموال من القمار أو الدجل أو الشعوذة وتدخل السودان. الدولة التي تأتي منها هذه الأموال جزء أصيل في البلاغ. يجب أن يدون بلاغ ضد هذا الشخص ثم يأتي الى هنا. هذه جريمة دولية أموالها متحصلة من جرائم وقعت خارج السودان وتدخل فيها أجهزة عدلية عديدة.
* لديكم بلاغات غسيل أموال؟
- لا.. المسألة عموماً لم تظهر على المشهد بصورة واضحة لأن الجريمة تبدأ غالباً بدخول الأموال الى البنوك المحلية.
* ما هى الجرائم التي ظهرت لديك بصورة واضحة؟
- هناك جرائم كالشركات الوهمية والربا والكسر.
* دعنا نبدأ بالأخيرة.. ماذا تقصد بالكسر؟
- أن تشتري سلعة وتبيعها بسعر أقل للحصول على «الكاش».
* الكسر منتشر؟
نعم.
* والربا...؟
- هناك ما يسمى ببيع العينة
* لنعرِّفه؟
- سأعطيك مثالاً لتتضح الصورة.. اشترى منك سيارة بالبيع الأجل وأسلمك شيكاً يصرف بعد شهرين بمبلغ «20 مليون» ويكون السعر الحقيقي للسيارة «10» ملايين جنيه ثم أرد لك السيارة وأبيعها لك أو لشخص تثق به بمبلغ «15» مليون جنيه «كاش» هذا تحايل على الربا.
* هذه الحالات كثيرة؟
- 80% من التعامل بين الافراد في السوق.
* في أي مجالات؟
- السيارات والمباني
* كيف يتم اكتشاف جرائم كهذه والبيع فيها يتم بالتراضي.
- هذا تراضٍ معيب.
* أنا معك.. لكن كيف يتم اكتشافها؟
- يأتي أحدهم ويقدم شكوى
* كيف وهم كلهم تعاطوا الربا؟
- نعم .. لكننا نعتبر الشاكي محتسباً
* كيف؟
- القانون يقول إنه اذا تقدم أحدهم وقال أنه شاهد أناساً يتعاملون بالربا محتسب لأنه شخص غير متضرر من الجريمة ويطلب المصلحة العامة.. والجريمة هنا تمس المصلحة العامة.
* لن يذهب للمحكمة كمرابٍ؟
- نعم.. يذهب كـ «شاكي»
* بلا عقوبة؟
- هذا تشجيع للناس حتى نحارب الجريمة ونكشفها
* تحدثت عن شركات وهمية؟
- نعم لدينا شركات وهمية
* الحديث صعب هنا دون اسماء؟
- سأعطيك مثالاً لشركة وصلتنا شكاوى وبلاغات بشأنها، وهى شركة الفصول الأربعة.
* يقال إن بعض الجهات الحكومية تحمي هذه الشركة؟
- ليس صحيحاً.. الحكومة لا تحمى هذه الشركات وهذه شركة تتبع لمستثمرين صغار.
* ماذا تقصد بمستثمرين صغار؟
- أقصد أنهم ليسوا من كبار المستثمرين مثلاً.. وفي المحصلة النهائية حسب ما يصلنا معاملاتهم ليست صحيحة.
* دعنا نشرح الأمر؟
- يلتقيك هؤلاء في مكان ما ويقدمون عرضهم لمنتج في مكان ما بالعالم، ودائماً ما يشيرون الى لبنان «ما عارف ليه» ويقولون اذا اشتركت معنا بحصة تصل الى خمسة آلاف دولار نعتبرك مشاركاً معنا ضمن مشاركين آخرين، ومالكاً لحصة بالمنتجع لمدة أسبوع مثلاً خلال العام.. ثم تكتشف بعدها أن المنتجع المشار له غير موجود.
* بمعنى؟
- بمعنى أنه لم يشيد بعد.
* هذا الأمر ثابت عندكم؟
- نعم.. يقول هؤلاء أن التشييد سيبدأ بعد أن يشارك الناس بأعداد معينة.
* يعني أنت مالك زمني لمنتجع لم يشيد بعد وهو غير موجود حالياً؟
- نعم.
* عدد البلاغات؟
- عددها ليس قليلاً واجراءات المحاكمة «شغالة» حالياً.
* هناك شركات أخرى تعمل في ذات المجال؟
- نعم.. وهى مدونة لدينا.
* ليست لديكم تشريعات لحماية المواطن من هذه الشركات؟
- لدينا تشريعات كقانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه. وهى تشريعات واضحة.
* هل صدرت أحكام؟
- المحاكمات شغالة حالياً.
* هناك أنواع أخرى من الشركات؟
- لدينا شركات تعلن عبر الصحف والمجلات عن سحوبات.
* ماذا تقصد؟
- شركات تعلن أن من يشترى كذا منتج مثلاً من منتجاتها فإنه سيدخل في سحب على سيارة مثلاً.
ً وماذا في ذلك؟
- هذه معاملة غير صحيحة
ً* كيف؟
- هذا «قمار»
* لماذا؟؟
- المشترى هنا هدفه السحب وليس السلعة.
* هناك شركات أتخذتم ضدها اجراءات؟
- نعم.
* وذهبت للمحكمة؟
- لا.. هؤلاء غالباً لا يعرفون التكييف الشرعي لهذا الفعل. وعندما نتحدث معهم تتوقف هذه الاعلانات.
* كل الذين تحدثتم معهم أوقفوها؟
- نعم كلهم.
* هناك إشكالات في البنوك؟
- مشاكل البنوك أغلبها في المرابحات وبيع السلم؟
* الأولى معروفة «بيع السلم ده شنو؟»؟
- التمويل الزراعي.
* بمعنى؟
- تمويل شخص حتى يتمكن من زراعة أرضه.. البنك يدخل هنا كشريك في المحصول. وهذه البلاغات عادة ما تأتي من مناطق الزراعة الآلية كالقضارف مثلاً.
* يدخل البنك كشريك في المحصول ويفشل العمل؟
- تحدث إشكالات، فالبنك وقع عقداً مع المزارع مثلاً وفشلت عملية الاستثمار. وهو «أى البنك» يريد أن يسترد حقه في فترة زمنية محددة.
* من الذي يأتي شاكياً هنا؟
- المواطن.. عادة ما يتقدم بشكوى لأن البنك تعاقد معه والعمل فشل، ويعتقد أن العقد معه غير مشروع، أو أنه لم يفهم بنود العقد بصورة صحيحة.
* والحل؟
- المواطن هنا في تقديري لم يأخذ حذره ولم يقدر مخاطر المعاملة، والبنوك لديها قانون ببيع الأموال المرهونة، وهو قانون خاص يقول بوضوح أن أي شخص فشل في إعادة الأموال فإن البنك يحق له بيع الأصول المرهونة لديه. عموماً نحن عادة ما نراجع المعاملة ونجد في كثير من الأحيان أخطاءً من البنوك.
* ما هى نوعية هذه الأخطاء؟
- الرسوم الادارية والتكاليف الادارية «دي سجلها عندك»
* ماذا تقصد بالرسوم الادارية والتكاليف؟
- البنوك لديها رسوم ادارية تضعها لموظفيها ولما يسمى بـ «لجان استرداد الأموال المتعثرة» بالاضافة الى رسومها العادية. هذه الرسوم تضعها البنوك على كاهل المواطن وده «بيعمل مشاكل».
* كيف؟
- هذه الرسوم قد تصل أحياناً الى 2% و 3% من نسبة التمويل. «يعني مبلغ كبير».
* ماذا عن الحكومة؟
- ماذا تقصد؟
* أقصد الفساد الحكومي؟
- هناك جهات أخرى تشاركنا العمل.
ًِِ* مثل؟
- مثل نيابة المال العام وهى نيابة معنية بمحاربة الاختلاسات وتبديد المال العام.
* تصلكم بلاغات اختلاسات حكومية؟
- نعم.. لدينا بلاغ المتهم فيه موظف بنك حكومي، اختلس مبلغاً كبيراً.
* كم المبلغ... واسم البنك؟
- المبلغ حوالي «3» مليارات جنيه من بنك ام درمان الوطني.
* حققتم معه؟
- نعم واستعدنا المبلغ
* لديكم اقرارات الذمة؟
- نعم وهى اقرارات نكشف من خلالها الذمم المالية للمسؤولين بالدولة.
* كلهم؟
- حسب درجة المسؤول.. من رئيس الجمهورية والمناصب السيادية والوزراء ووزراء الدولة والولاة والمعتمدين وضباط القوات المسلحة والشرطة وغيرهم.
* لنعرِّف اقرار الذمة؟
- سؤال وجواب؟
* السؤال الأبرز؟
- ما هى ممتلكاتك الحالية؟
* وتحاسبونه بعد أن يغادر منصبه؟
- بعد أن يغادر المنصب يجب أن يطلعنا على ممتلكاته
* واذا لم يطلعكم عليها؟
- لن يحصل على مكافأته ومخصصاته المالية ومعاشه دون أن يحصل على إقرار الذمة.
* يمكنه أن يدعي ان ممتلكاته القديمة لازالت كما هي؟
- نحن نتحرى معه «وبيحلف على اليمين».
* يحلف على الأصول التي زادت عنده؟
- نعم.
* في حال امتلك أصولاً جديدة هل تصادرونها مثلاً؟
- لا.
ماذا تفعلون معه؟
- نخطر الجهة التي تطلب الاقرار أن الشخص المعني امتلك أصولاً جديدة بعد تقلده للمنصب.
* كم مرة كتبتم اقراراً كهذا؟
- يا أخي السودان بخير. لم يأتِ الينا حتى الآن مسؤول امتلك أصولاً كثيرة و«شاذة» نحن نمارس عليهم رقابة بهذه الاقرارات.
* لم يأت الى هنا مسؤول يملك أصولاً كثيرة؟
- غالباً حتى الأصول التي ملكتها إياه الدولة «بيكون باعها» لأنه «بيصلح في البيت» أو«عنده قطعة أرض ما بناها» نادراً ما يجيك زول عنده حاجات كثيرة..
* أكثر بلاغات بتمر عليك.. الأيام دي؟
- الكسر والربا.. «ديل كتار جداً»
* عندك تفسير للمسألة؟
- يمكن لأن الناس اعتمدوا على الاقتراض فيما بينهم بدلاً عن الذهاب الى البنوك.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصحافة ...في دهاليز الثراء الحرام والمشبوه (Re: امير عبد الماجد)
|
قالالمسئول طارق عوض قناوى : - ياخى السودان بخير
عندما سأله الصحفى عن اقرارات الذمه وعن اصول المسئول الكبير قبل وبعد المسئوليه واجاب هكذا عنما سئل عن هل هناك تحقيق مع مسئولين .
عجـــــــــــــــــبى ؟؟؟
هل حقق هذا المسئول وادارته مع عبدالرحيم محمد حسين وريحته فاحت وملأت الآفاق
هل حقق مع ابراهيم السنوسى عندما كان مسئولا وريحته فاحت وملأت الافاق
هل حقق مع على الحاج وريحته فاحت عندما كان مسئولا وملأت الآفاق
هذه امثله فقط لا للحصر وهناك الكثير المثير ام ان اهل الجبهه والانقاذ اطهار لا ياتون الباطل ولا ياتيهم الباطل .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
امير عبد الماجد
wadalzain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست