السياسة تتجاهل الحلول العلمية والبحاثة غاضبون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-02-2005, 01:34 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السياسة تتجاهل الحلول العلمية والبحاثة غاضبون

    السياسة تتجاهل الحلول العلمية والبحاثة غاضبون


    الخرطوم: شذى مصطفى

    بدأ العام الحالي في السودان بإطلاق إعلانات ورسوم وشعارات مجنحة بحمائم السلام البيضاء، ملأت الشوارع والطرقات. ومن أشهر الرسوم تلك التي أظهرت طفلين بريئين، أحدهما شمالي والآخر جنوبي، يبتسمان للمستقبل المشرق. وصدحت الأناشيد القومية التي تحض على الوحدة، وإعادة بناء ما أجهزت عليه الحرب. وهكذا نبت في البلاد مصطلح جديد هو «ثقافة السلام»، تزامنت ولادته مع توقيع تلك الاتفاقية الشهيرة التي يفترض أنها أنهت أطول حرب في «القارة الإفريقية» وأكثرها ضراوة وعنفا. فإن كانت «ثقافة السلام» هي حقيقة، وليست مجرد مصطلح مفرّغ من معناه، كيف يفسّر العنف الدموي الذي رافق موت جون قرنق، وطاول وللمرة الأولى المدن والأحياء الآمنة.


    سنوات طوال مرت على البلاد، يبزغ فيها الصباح على صوت قرع طبول الحرب والأناشيد الحماسية الطالعة من المذياع، والأشعار تتلى بحناجر مزلزلة، تدعو لدحر الجنوبيين «الكفار»، في ما عرف بحملات التعبئة الإعلامية، بعد أن تحولت الحرب، التي بدأت لردع حركة التمرد الى حرب دينية مقدسة في بداية التسعينات. وكان للتلفزيون نصيب الأسد، من هذه الحملات التجييشية، حتى أطلق عليه تندرا «حاملة الجنود»، لكثرة ما عرض من مشاهد لجنود مدججين بالسلاح. وفي الجانب الآخر، كانت تنطلق إذاعة مضادة من الجنوب، تتحدث بلهجات افريقية، تتخللها الإنجليزية والعربية الركيكة، تطالب بطرد العرب الشماليين، وإعادة السودان افريقيا، عرقا وثقافة ولغة.

    ولكن كلا الإعلامين «التثقيفيين» المتعادين، بقي بعيدا عن آذان من يسكن المدن من الجنوبيين والشماليين على السواء. فالناس جنوبا وشمالا هم فى المكاتب والوزارات والهيئات والشورارع والجامعات والمواصلات العامة، رغم الإختلاف الطبقي والمادي والوظيفي. وكأن الحرب تدور فى عالم آخر، غير عالمهم، أو كأن الشعب كله وقع اتفاقا ضمنيا، بأن الحرب مكانها الجنوب فقط، وفي الأحراش، لتبقى المدن جنوبها وشمالها مكانا للوئام والتعايش السلمي، ولم تحدث نزاعات عنصرية أو ثورات أو حالات اقتتال، مثلما وقع أخيرا بعد مصرع القائد الجنوبي جون قرنق. هذه الأحداث التي أثارت الدهشة الكبيرة، وتصاعدت الأسئلة: لم وقع هذا العنف بعد تحقيق السلام بينما لم يقع إبان الحرب؟! وكيف حدث؟ وما دور المثقفين فى رأب هذا الصدع الاجتماعي؟ وهنا بدا شعار «ثقافة السلام» موضع سؤال، بدأ نقاش في أوساط المثقفين السودانيين، وقد أجرت «الشرق الأوسط» استطلاعا وسط هؤلاء المعنيين، كل على طريقته، وحسب اختصاصه، لترصد ردود فعلهم تجاه حدث على هذا المستوى من الخطورة والأهمية.

    على مفهوم «ثقافة السلام»، يعلّق نور الهدي محمد مدير «دار عزة للنشر» بغضب، ويقول: هذا شعار فضفاض لا جدوى منه، يتردد بين النخب الحاكمة. كيف يمكن تحقيق سلام ولا يوجد عدل اجتماعي. السلام يتحقق بوجود قواعد لبنائه، من علم وتوفير خدمات للجميع. ولكن ما حدث يؤكد الغبن الذي عاش في الصدور كل تلك السنوات. الجنوبيون أميون وفقراء لا يملكون تلفزيونا ولا راديو، ولا يعرفون كيف

    يستعلونهما. فكيف نخاطبهم بتلك الثقافة؟ جون قرنق كان بالنسبة لأولئك البائسين، البطل الذي سيرفعهم من الحضيض، ويعيدهم الى مدنهم وقراهم يتعلمون ويبنون، إلا أنه بموته بدا الطريق مظلما، فقدوا كل شيء حتى الحلم، ولذا كانت هذه الثورة العارمة..

    ويشاطره الرأي المفكر حسن سلامة الذي قال خلال ندوة عقدت في اتحاد الكتاب السودانيين «ان ما حدث في الخرطوم لم يكن تعبيرا سياسيا، لم نسمع قط كلمات مثل يسقط.. ويعيش، بل رأينا ضربا وحرقا ونهبا، أين السياسة من هذا؟! أصدّق المثل العامي الذى يقول ان: المظلوم يبكي ولو ضرب بريشة. فالذي حصل سببه الفقر والعطالة. الضغائن كانت كامنة فى النفوس، والإحساس بالتهميش، وهنا أنبه إلى أن هذه الأحداث قد يكون لها ما بعدها».

    ولكن ما سبب هذا التهميش؟ البروفيسور محمد زين العابدين يرى أن ما حواه كتاب التاريخ الذي قرر في المدارس، كان له أكبر الأثر في خلق هذا الخرق داخل المجتمع السوداني. فقد كتب التاريخ بنظرة استعلائية لقوميات على أخرى، فهناك سلطنات وممالك لم يؤرخ لها، بل صار كل أبناء الأقاليم لا يعرفون ماضيهم وتراثهم ويرون أن الخرطوم هى القلب، ولذا يضيف «ان العلاج يكون بإعادة كتابة التاريخ السوداني، وإنصاف الجميع بغض النظر عن اللون والعرق والدين، وتحقيق العدالة الاجتماعية، أو كما نادى د.جون قرنق بالوحدة فى التنـــوع Unity in Diversity.

    ويري د. محمد يوسف، أستاذ الأنثربولوجيا، أن الكلام النظري العام حول «ثقافة السلام» غير ذي محتوى حسب تخصصه في علم الأنثربولوجيا، المعني بدراسة الجماعات والفئات الثقافية المختلفة، فرغم أن قسم الدراسات الأنثربولوجية بجامعة الخرطوم، من أقدم الأقسام في أفريقيا إلا أن الدراسات التي تمت فعليا محدودة جدا، فالسودان به خمسمائة وسبعون مجموعة إثنية وثقافية مختلفة، وهذه الجماعات تحاول الدفاع عن هويتها وثقافتها وخصوصيتها وأي تهديد لثقافتها تظنه تهديدا لوجودها نفسه، لذا تحدث تفاعلات واحتكاكات وتوترات بين هذه الجماعات . لذا أرى أن العلاج يكون في إكمال المسح للمكونات الثقافية وبعدها نحاول تحديد القواسم المشتركة والاختلافات، ثم نعالجها بطريقة إيجابية.

    أما القاص عيسى الحلو فيقول «إن الإشكال في أن الثقافة كفكر نجدها غير ملتصقة بالحياة وباليومي، وبالحراك الإجتماعي، إذن مهمة المثقفين ومهمة الثقافة أن تنزل الى مستوى الحراك الاجتماعي حتى نضمن نسيجا اجتماعيا، متجانسا ومتكاملا، كي نتفادي مثل هذه الأزمات التي تحدث»..

    نبيل غالي، مسؤول الملف الثقافي في صحيفة «الحياة»، يرى بأنه يتعين أن تحشد الجهود الثقافية التي تخاطب الوعي أكثر من تلك التي تدغدغ المشاعر، فدغدغة المشاعر تقود الى الاستنفار العصبي الذى يدخل فى دائرة رد الفعل، تحت أي غطاء، عنصريا كان أو دينيا أو قبليا. أما مخاطبة الوعي فتؤدي الى الاستنفار الثقافي الذى يرسخ قيمة المواطنة. أما الفنان التشكيلي محمد عبد الله عتيبي فيقول «في أعمالى السابقة كنت أركز على أن يشمل العمل الفني التمازج والتوافق بين الثقافة الافريقية الزنجية والثقافة العربية الإسلامية، وأقترح على كل المبدعين أن يخلقوا التقارب والتفاهم بين المزاج العربي والمزاج الافريقي، إن كان بالتشكيل أو القصيدة أو القصة أو بالموسيقي أو المسرح».
    www.aawsat.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de