|
|
 ثورة الخراجات !
|
للديمقراطية والسلام والوحدة
أسسها عبد الرحمن مختار في 1961م العدد رقم: 4393
2005-08-27
مواطنون انتظروا إجراء الجراحة لساعات ومخدر العمليات غائب!!
كتب: أمير عبد الماجد
وجود مرضى يرتدون اقمشة العملية الجراحية .. داخل حوش المستشفى لافت للنظر ناهيك عن وجودهم بكامل اكسسوار العملية داخل مقر صحيفة الصحافة...
كان واضحاً ان من نشاهدهم امامنا مرضى على وشك الدخول لاجراء عملية جراحية عبروا صالة التحرير مع مرافقيهم الى مكتب رئيس التحرير بغضب واضح ... وتساؤلات اكثر وضوحاً.
كانوا مرضى من مستشفى امدرمان احد اعرق مستشفياتنا مرضى تم تجهيزهم للعملية .. وقفوا في الانتظار ساعة... واثنتين وثلاثة....
ثم لم يجدوا بين جدران المستشفى من يستمع للمشكلة ويسعى للحل....
خرجوا كلهم «13» شخصاً انتظروا اجراء العملية منذ الثامنة صباحاً كتبوا لهم في الأوراق ان اجراء العملية سيكون الساعة الثانية عشرة ظهراً... ولم يحدث شئ...
خرجوا وهم يرتدون زي العملية استأجروا سيارة امجاد من الصعب ان تحتمل وجودهم جميعاً داخلها....
كان هدفهم الوزير تخيلوا ان هؤلاء في لحظة ألم وغضب قرروا الذهاب الى الوزير بمنزله ... وهم في كامل اناقتهم ... ملاية العملية الخضراء .. والاقدام الحافية....
في وزارة الصحة وجدوا المسؤول عن الحراسة .. سألوه عن منزل الوزير هكذا اعتقدوا ان الناس في الوزارة يعلمون بالضرورة مكان سكن الوزير....
لم يجدوا شخصاً يدلهم اليه .. او الى وكيله .. فاتجهوا الى مقر جريدة الصحافة ... نزلوا واحداً تلو الآخر .. والشارع العام ينظر ويسأل ان كانت جريدة الصحافة قد تحولت إلى مستشفى .. اور بما مستوصف بسيط لعلاج البسطاء...
كان اكثرهم ثورة شاب في الثلاثين من عمره اسمه مبارك محمد شعيب قال جئنا الى المستشفى في الصباح الباكر .. ومستشفى ام درمان ليس جديداً لدى اعتدت عليه بيروقراطيته.. ودورة اوراقه التي تقتضي المرور بخمسة منافذ قبل لقاء الطبيب...
قالوا إن رسوم الحوادث مدفوعة .. هاك الايصال سلمني ايصالاً وأضاف هذه ثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه رسوم مقابلة قال جلسنا الساعة بعد الاخرى نغالب الألم وننتظر الجراحة وعندها طالت «القعدة» واشتد الالم بدأنا نسأل .. ماذا يحدث والى متى...
قالوا ان اجراء العملية سيكون الساعة الثانية عشر انتظرنا ولم يحدث شئ سألنا الممرض فاجاب انه لا يستطيع توجيه الاسئلة للمسؤولين..
سراج الدين شمبول هو الآخر شاب بدا هادئاً في تبرمه قال قالوا لينا «اقعدوا» لمتين ما عارفين .. لا احد هنا يجيبك ويخبرك ماذا يحدث؟ مرضى جاهزون للعملية ينتظرون ثم لا شئ؟!
مبارك محمد شعيب قال لا مصلحة لي في الشكوى انا مريض اطالب بالعلاج لكن الوضع الذي تشاهده غير منطقي تركنا المرضى هناك بحالة يرث لها وحتى عندما غادرنا المستشفى لم يسألنا احد لماذا؟ او الى اين؟
سألت عبد الحي عثمان الماحي فقال إن المرضى الذين ينتظرون اجراء عملية «الخراجات» وهي عملية صغيرة وبسيطة لا تستغرق اكثر من ربع الساعة حالهم كما تشاهد.... اور بما هو حال المستشفى اردنا ان يعرف وزير الصحة ماذا يحدث هنا...؟! انه امر مؤسف وحزين وله آثاره النفسية علينا..
هل يتعافى هؤلاء المسؤولون هنا .. واين يذهبون في حال قرروا زيارة الطبيب هم او اقرباؤهم .. واين الاطباء .. ولماذا يدفع بسطاء بلادي فاتورة الدولة كاملة غير منقوصة وتمنحهم الدولة الصفحة الأخرى في صحتهم..
الباحة التي يشغلها مقر حوادث ام درمان تحسنت ويمكننا القول إنها افضل بكثير من الباحة القديمة لكن ورغم اليوم «جمعة» و«عطلة» الا انها مكدسة بالمرضى...
ثمة لافتة هناك «مرضى عمليات الخراجات» احدهم تعب على ما يبدو فقام على كراسي الانتظار لم اتركه اتجهت نحوه وسألت ماذايحدث؟
شاب في مقتبل العمر يعاني من «خراجة» في قدمه حركها بألم واضح قال إنه هنا منذ الثامنة صباحاً... اسمي نادر حمدتا الله وهذا مرافقي عبد الرحيم عثمان ... دخلت على الطبيب صباحاً واستلقيت على طاولته الداخلية لاجراء الجراحة .. لكنه قال إن الجراحة تتطلب بنجاً كاملاً والمخدر لم يحضر بعد.... انتظر في الخارج....
جسد نادر المتورم يوحي بالآلام ويشي بالاثر النفسي الذي يعانيه اذن المخدر غير موجود....
لم اجد احداً يدلني الى مكتب المدير الطبي سوى المرضى .. اصطحبوني الى المكتب....
البوابة واقصد باب المكتب مغلق ثمة شباك صغير هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للحوار مع الشخص الجالس بالداخل.
بالداخل جلست فتاة في مقتبل العمر سألتها هل انت المديرة الطبية قالت نعم سألت اين مخدر العمليات ومن المسؤول عن هؤلاء؟
قالت لا اعلم دعني اسأل ودخلت في نقاش مع زميل لها حول ما يحدث بقسم الخراجات اين الطبيب واين المخدر؟
طبعاً كنت قد اعلمتها انني صحافي من جريدة الصحافة فخرجت معي واتجهنا الى قسم الخراجات قالت هذا هو الطبيب موجود قلت ومخضر العمليات صمتت وقالت غير موجود ودخلت في جدل بينها والمرضى.
لم تكن الروح السائدة مشجعة للحديث عن علاقة الطبيب والمريض واثناء الجدال تدخل احد الاطباء وبدأت نظرته لي مستفسرة من أكون؟
قالت مرافقتي وهي المديرة الطبية «المرضى اشتكوا للصحافة» والأخ صحفي قال «الصحافة دي مجرد رأي عام».. انا ما بتحاسبني الصحافة ثم التفت نحوي...
يا اخونا «انا الطبيب وهؤلاء المرضى انت دخلك شنو؟!» بصراحة احرجني الرجل... الذي لم يحرجه الموقف... لا المرضى ولا الآلام ... لا شئ قلت معذرة هل انت المسؤول هنا قال نعم ما أسمك قال نور الدين سالم .. تعريفه الذي سمعته «النائب النبطشي»...
نسيت ان اقول لكم ان المديرة الطبية هي السستر فاطمة عبد الرحمن وسأنقل هنا ماقالته «الخراجات عملية ملوثة لذا خصصت لهم غرفة خاصة والعملية يمكن تأجيلها لمدة «24» ساعة ولا مشكلة في الامر.
قالت انها غير مسؤولة عن الخراجات والشخص المسؤول هو مدير طبي الحوادث....
سألت عنه .. قالوا مكتبه في المكان الفلاني.. وفي المكان الفلاني لم اجده ... وقال لي البعض إن المدير المسؤول عن الحوادث ليس شخصاً واحداً هناك مدير قديم وآخر جديد.... فشلت في العثور على ارقام الهواتف.... وعلمت أيضاً وهي معلومة قالها لي البعض انه غير موجود وربما لا يتواجد بالمستشفى يوم الجمعة.
الوضع بمستشفى أمدرمان ولنأخذ ما حدث كمثال يتوجب على المسؤولين الوقوف عنده .. والتقصي لان المواطن الذي خرج بـ«جلابية» المستشفى .. من البسطاء الذين يدفعون رواتب المسؤولين...
من يحاسب ارجو ان نحاسب الطبيب والمدير الطبي والوزير والرئيس باسم هؤلاء الذين يدفعون رواتبكم .. وباسم الله والقانون والإنسانية.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست