|
ما بين النيو كوش و النيو سايت .... يفجعنا الفريق اول الدكتور جون قائد النيو سودان ... برحيله
|
فى البداية دعنى اسالك .... اى تضحية تلك التى تجعلك تعيش فى الحرب لاكثر من واحد وعشرين عاما ؟!!! والتى هى مجمل سنين عمرى فى هذه الدنيا و نعيمها الزائل .... و اى تضحية تلك التى جعلتك تعيش فى ظل السلام لواحد و عشرين يوما فقط؟؟!!! و من ثم من غير سابق انذار تعلن لنا انتهاء مهمتك وتبليغك الرسالة ... وكانك بذلك تقتفى درب سيدنا موسى علية السلام ... بعد ان قطع ببنى اسرائيل البحر اسلم روحه الى ربه ... و جعل خليفته جشوا ان يكمل المهمة و ان يصل ببنى اسرائيل الى ارض الميعاد!!! وكما كنت فى السابق لا تخبر احدا متى ستقل طائرتك و من اين و كيف... الا الى اقرب المقربين اليك فى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان . لكن هذه المرة احتفظت لنفسك بكل شىء كما يفعل اصحاب الرسالات .. يؤدون المهمة و يذهبون على عجل ... كقطارات نيويورك التى تقوم بمهامها اكثر انضباطا من الساعة. و اخترت لنفسك الرحيل فى الليل ... و جعلتنى و من يحبونك نغنى كما غنى الراحل العظيم عبدالرحيم ابو ذكرى ايها الراحل فى الليل وحيدا انتظرنى .... فانى ارحل وحيدا ضائعا منفردا و انت الذى لا تنسى جنودك و اطفالهم و اسرهم فى الحركة ... تذهب لهم فى بيوتهم تعزيهم فى شهدائهم و تزور مرضاهم و حتى بعد رحيلهم تسال عن اسرهم و يقف حضور امنا الحاجة زينب سومى والدة الشهيد القائد يوسف مكى لتوقيع على اتفاقية السلام فى يناير الماضى شاهدا على ذلك . فلتعلم سيدى اننا لن ننساك ... و ما فعلته لنا فى السودان سوف يظل دوما جميلا لك فى اعناقنا ... ولانك خلفت رجالا من خلفك لم تتنازعهم شهوة السلطة و بهارجهاوذلك لانك احسنت تربيتهم ... بان لا شىء اهم من مصلحة السودان و الحفاظ على ارواح الناس فلذلك قبل الفريق سلفاكير ميار ديت المهمة و عاهد نفسه و الناس جميعا بان لا صوت يعلو فوق صوت السودان الجديد. و لتعلم سيدى من خلال نقاشى مع الكثيرين من ابناء الحركة الشعبية الذين سعدت بالعمل معهم والتى اعتبر نفسى من المحظوظين بالانتماء اليها ... انه كلما سالت احدا منهم عنك يقول لى ان Chairman لا نعتبره رجل سياسى فقط بل هو فى نظر اغلب ابناء الجنوب قديس ارسلته العناية الالهية لتخليص السودان من ظلم الساسة ومن التهميش الاجتماعى و الدينى و الثقافى و العرقى و السياسى. فانت سيدى اسطورة من اساطير القارة السمراء ... ولو لا التحيزات الدينية و العرقية و الثقافية لكان حالك مثل نلسون مانديلا الذى يعتز بصداقتك و مثل لوممبا و الكثيرين لانك لا تقل عنهم فى شىء بل تتفوق على بعضهم. وانظر كيف نعتك كينيا التى علتها صورتك فى كل مكان فيها و فى يوغندا و نيجيريا التى كتبت عنك كاعظم زعيم افريقي يرحل عن القارة ... و ايضا كيف تحدث عنك الرئيس الامريكى جورج بوش و الذى قال انه يشعر بالحزن لرحيك لانك كنت سياسيا و مفكرا عظيما.. و كذلك نعتك ايضا الدكتورة كونزليزا رايس ووصفتك بالذكاء و الحيوية. فلتنم سيدى مع الصديقين و الشهداء ... و لتعلم واعلم انك تعلم ان السودان الجديد قادم لا محالة بعد ان ارسيت قواعده... لان السودان الجديد هو الارض التى تسعنا جميعا من حلفا الى نيمولى و من الجنينه الى بورتسودان ومن غيره سوف يكون السودان بشكلة القديم من الغابرين و سوف يصلح حدوتة تحلى الى الاطفال عن المغيب..!! مع خالص ودى عبد الفتاح سعيد عرمان
|
|
|
|
|
|