|
|
|
 Re: الشماليون في الحركة ''تطمينات سلفاكير''!!- (Re: محمود الدقم)
|
..
.
الشماليون في الحركة ''تطمينات سلفاكير''!!
كثر السؤال عن مصير الشماليين بالحركة الشعبية، هل اصطدمت مشاريعهم بجبال الأماتونج مع طائرة موسيفني أم أن دورهم لا يزال قائماً، وأن مهمتهم وفائدتهم لم تنته بعد؟!.
والسؤال عند أغلب طارحيه، تقطر منه الشماتة، وعند آخرين يريدون عبر الإجابة عليه أن يحددوا اتجاهات القائد سلفاكير، إن كان يريد مشروع السودان الجديد وفق أطروحات قرنق أم أنه عازم على الاكتفاء بالجنوب.
المؤشرات الأولية تفيد أن سلفاكير قرر المضي على خط السير الذي حدده الراحل قرنق.. وألا يحدث انقلاباً على أطروحاته، على الأقل في المدى القريب..!!
وطالما أن الوضع كذلك فتصبح الحاجة لمجهودات ياسر عرمان قائمة وبشدة، والحاجة لقدرات وإمكانات منصور خالد لا يمكن الاستغناء عنها.. خاصة وأن الشماليين في الحركة الشعبية أتاحت لهم الظروف الأخيرة، بعد توقف العمليات العسكرية أن تتوطد علاقتهم أكثر بالقواعد والقيادات الجنوبية.
إن كانت هنالك مشاكل ستواجههم، ستكون من صنيعة الانفصاليين داخل قيادة الحركة، ومن الذين أخذتهم الغيرة على اقتراب قرنق كثيراً من الشماليين في الحركة بعد القدوم للخرطوم.. مستفيداً من ماكوكية وحيوية ياسر عرمان في الاتصال بالقوى السياسية والتعريف بالمجتمع السوداني، فعرمان هو الذي قدم قرنق لليسار السوداني، وهو الذي استقطب وردي لخط الحركة الشعبية، وهو الذي أوجد خطاً دافئاً بين قرنق وأزرق طيبة، ونعى باسمه دكتور عبدالله الطيب وصحب قرنق لزيارة الفريق القومي بالقاهرة، ومنصور خالد هو الذي أعان الحركة على إعداد بنود الاتفاقية، وساهم بثراء في مناقشات لجنة الدستور.. وعندما جاء خبر رحيل قرنق كان منصور بجنوب افريقيا يسهم في إعداد وتدريب عدد من كوادر الحركة علي العمل الدبلوماسي..!!
وهنالك آخرون لهم أدوار أخرى، فالدكتور الواثق كمير مثلاً عندما دخل صندوق قرنق القبر بجوبا.. كان كتابه عن أطروحات قرنق الوحدوية يوضع على أرفف المكتبات، ودكتور محمد يوسف أحمد المصطفى، تنشط تحركاته السياسية في قرى الجزيرة، والتي بالقطع ستؤثر عليها أحداث الاثنين الدامية.. فعلى قدر ما كسبت الحركة في الشمال بعد توقيع السلام خسرت كذلك بعد الأحداث الأخيرة!!. وهذا ما قد يصيب الشماليين بالحركة الشعبية بالاحباط، خاصة عرمان، الذي ظل لآخر ساعة من ليلة الأحد يقول للفضائيات أن الطائرة وصلت بسلام..!!
الحركة إذا كانت حريصة على الوحدة فهي في حاجة الى الشماليين أكثر من حاجتهم اليها.. أما إذا اضمرت الانفصال فبالقطع ستحترق آمال شمالييها.. ولكن القائد سلفا عندما سألته الاذاعة السودانية عن أوضاع الشماليين في الحركة بعد وفاة قرنق أجاب بذكاء: «نحن حركة سودانية، ومن حق أي مواطن أن ينضم للتنظيم الذي يريد، وعندما كنا نقاتل الحكومة، كان هنالك جنوبيون في صفوفها»!!.
| Quote: هل اصطدمت مشاريعهم بجبال الأماتونج مع طائرة موسيفني أم أن دورهم لا يزال قائماً، |
أدوارهم دى يبلوها ويشربوا مويتها ..
فووق لاجل النضال والمناضلين ..
سؤال :
أين ياسر عرمان ؟؟
منصور خالد ؟؟
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون في الحركة ''تطمينات سلفاكير''!!- (Re: محمود الدقم)
|
Tabldina slamt:
thanks for you concider and i hpoe some one answer your question this is invetations for all
to injoy with me to this artiles
**************************************
معلومات جديدة ومثيرة
سلفاكير من الغـــابة الى القصـــــر:
معلومات جديدة ومثيرة
سلفاكير من الغـــابة الى القصـــــر
اعـــــداد: عبد الغني احمد ادريس
اسئلة مشفقة:
بعد اعلان مقتل الزعيم جون قرنق وتسمية قائد جديد يخلفه في قيادة الحركة والجيش ومن ثم الدولة اثيرت عدد من التساؤلات حول شخصية الخليفة ومدي مقدرته علي ملء الفراغ القيادي الذي خلفه سلفه ومن ثم الاضطلاع بهذه المهام الكبيرة ذات الطبيعة المركبة والتعقيد المتشعب ولالقاء مزيد من الضوء علي تكوين الشخص في محاولة لسبر اغواره ومدي التحقق من امكانية المواءمة بين الشخصية والادوار المرسومة والمفصلة علي مقاس اخر وفق سيناريو مختلف تقرر لرجل ان يرتديها فهل باستطاعة السيد كير أن يمسك بهذه الخيوط؟؟ من حفاظ علي تماسك الحركة، الي ادارة حوار جنوبي جنوبي ينتهي الي اقرار توحد علي برنامج حد ادني يلبي احتاج اهل الجنوب من التنمية والاستقرار، الي مشاركة في القرار في المركز الرئاسي للبلاد وفق مهام دستور انتقالي، الي دور قومي للسلام في بقية مكونات الوطن في دارفور والشرق والمناطق الثلاث، الي حفاظ علي حلفاء الحركة في المجتمع الدولي وقلبه الامبراطوري امريكا، الي الي الي.. غيرها من الفراغات والفضاءات والتركة الثقيلة التي خلفها له الزعيم الراحل الذي ترجل قبل ان يركب . ولكن السؤال بصور اخري هل يستطيع شخص واحد مهما اوتي من قوة وملكات السير على هذه الحبال المشدودة كلها ومرة واحدة دون ان يكسر الاطباق ؟؟. نحول عبر هذه السطور اختصار المراحل التي تعيننا علي معرفة مكتسبات وجواني مقدرات الوافد الجديد علي القصر الرئاسي وهو يضع قدمه على السلمة الاولى.
اثيرت ثلاث نقاط حول تكوينه السياسي والفكري وهي:
اولا نزعاته انفصالية تصريحات الموفد الامريكي، ثانيا بسبب من تكوينه العسكري مقدراته السياسية محدودة، شخصية سلفه ذات المزايا والمقدرات المتنوعة التي تجعل من العسير خلافتها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون في الحركة ''تطمينات سلفاكير''!!- (Re: محمود الدقم)
|
شخصية:
سيرة ذاتية: ولد سلفا كير مايارديت بمدينة قوقريال لابوين من قبيلة الدينكا في إقليم بحر الغزال. و بدأ حياته ضمن حركة الانانيا قبل ان يتم استيعابه في الجيش السوداني الذي خدم فيه في سلاح المشاه وادارة الاستخبارات العسكرية التي التحق منها الي صفوف الحركة الشعبية تقلد مناصب مسئول التدريب في الحركة ثم الاستخبارات ثم العمليات قبل ان يصبح رئيس اركان حربها، وفي عام 1994 عقدت الحركة مؤتمرها العام الاول وتم انتخابه نائبا للقائد الراحل جون قرنق في قيادة الحركة لجناحيها السياسي والعسكري. ومنذ توقيع برتكول ميشاكوس يوليو 2002م اثيرت في الاعلام اتهامات بوجود خلافات بينه وبين قائد الحركة ورغم تكذيب الحركة الشعبية لتحرير السودان في كل مرة أنباء الخلافات فإن تلك التباينات كانت تبرز إلى الوجود بقوة. من خلال منصبه في الحركة قاد عدة جولات تفاوضية مع الحكومة كما مثل الحركة في عدد من المحافل ووقع انابة عنها عدداً من الاتفاقات اهمها اتفاق شقدم مع حزب الامة في ديسمبر 1994م وبرتكول ميشاكوس يوليو 2002م وبعد توقيع اتفاق السلام الشامل وعودة الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الخرطوم تمت ترقيته الي رتبة فريق (GENERAL) كما تم تعيينه في منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان.
تمرد قبل التمرد:
مع بداية خريف العام 1978م نقلت الشركات العاملة في مجال البترول في مناطق غرب النوير «فارينق، ربكونا، بانتيو» شكواها للسلطات المسئولة عبر ممثل الحكومة المقيم معها من تصرفات قائد حامية الجيش المرابطة بالمنطقة النقيب سلفاكير ميارديت وجاء في كتاب الاستاذ ابيل الير جنوب السودان س ان هذا الضابط كان دائم الشك والمعاكسة لنشاط هذه الشركات ذات الاليات الضخمة والعمل المستمر طبقا لتقارير القيادة العامة للجيش، وكان يحس تجاههم بما يشابه الحنق س . وما لبث ان اسدل الستار علي القصة بابعاد الضابط وبتدخل بعض القيادات العسكرية الجنوبية الواصلة في القيادة العامة وتم نقله الي منطقة اعالي النيل هو وسريته التي كان يقودها قبل ان يتم ترشيحه لكورس متقدم في الاستخبارات العسكرية. وفي مطلع الثمانينات وبصورة غير ملفتة للنظر تم نقله الي شعبة استخبارات منطقة اعالي النيل العسكرية والتي مركزها ملكال وتشرف علي قطاع من القوات المتمركزه بالمنطقة كبير كما ونوعا، كما انها تشرف علي شريط حدودي طويل مرشح لان يكون ارض ميعاد التمرد للتمرد وللاشتعال مع اثيوبيا خاصة مع اتهاماتها المتكررة للسودان بدعم ثوار لـ(TPLF) جبهة تحرير التقراي . ولم تكن مصادفة ان يصل الرائد سلفاكير ميارديت الي ملكال ويجد ان رئيس شعبة الاستخبارات والضابط المسئول عنه مباشرة هو الرائد اروك طون اروك ابن بور المهذب والعسكري المنضبط والاستخباري المتمرس كما وصفه بنفسه والذي كان ثالث اضلاع التخطيط للتمرد ويقوم من موقعه الحساس في قيادة المنطقة للتجهيز واخذ المعلومات التي جعلت منطقة اعالي النيل مسرح العمليات رقم واحد في اشعال لهب التمرد وبداية الحرب الثانية في السودان، قام اروك باختبار ارادة وعزيمة الضابط الذي تم اختياره بعناية للعمل معه والذي كان يغلي في انتظار اول بادرة تمرد منظم او غير منظم للالتحاق بها ومن ثم تم اعتماده كثائر تحت الاختبار. وبعد تقارير عديدة رصدت تحركات واتصالات مريبة لاروك قامت القيادة العامة بنقله الي منصب سياسي وهو رئيس لجنة الامن بمجلس الشعب الاقليمي بجوبا والذي لم يجد من حوله افضل ممن تدرب علي يديه وتم اعداده بعناية للمهمة سلفاكير ميارديت الذي اصبح ركن استخبارات ملكال ومسئول التخطيط والاتصال في خلية اعالي النيل المتمردة.
من ملكال الي قامبيلا:
بعد اشتعال شرارة الحرب وتمرد الكتيبة 105 في احداث بور والبيبور وفشلا المشهورة بدأت الاستخبارات العسكرية للجيش تضع اياديها علي الاصابع التي حركت او ساهمت في اشعال النار خلف الكواليس ومن وراء الستار وضاقت الحلقات من حول الرجل الي ان اضطر للخروج قبل اوانه المقرر له وهو يحمل كميات كبيرة من الاوراق والخرائط المحتشدة باسرار المنطقة وتوزيع قواتها ومناطق تمركزها ونقاط ضعفها الشئ الذي جعلها بعد ذلك اكثر مواجهة بين الجيش السوداني وقوات الحركة، عبر بعد ذلك سلفاكير الحدود الي اثيوبيا فوصل الي بونجا المقر المؤقت لقائد الحركة الجديد قرنق بعد انجلاء معركة داخلية بين قوات الحركة وبعض قياداتها التي اختلفت معه باكرا وكانت تتوزع قوات الحركة في ثلاث مدن رئيسية داخل الحدود الاثيوبية في اقليم قامبيلا الحدودي هي «قامبيلا، بونجا، بلفام» ووجد الخارطة قد اكتملت تقريبا فقد تم تكوين الخطوط العامة بتسمية الحركة وتحديد اجنحتها السياسية والعسكرية وتوزيع الادوار والمهام ومن ثم الاختصاصات والمناصب فعلي قمة الهرم تربع القائد جون قرنق جامعا القيادة السياسية للحركة والعسكرية لجيشها يعاونه في العمل العسكري مجلس من خمسة اعضاء به نائب للقائد هو كاربينو كوانيين بول ورئيس اركان مسئول للعمليات هو القائد وليم نون باني ومسئول للاستخبارات والأمن ثم العمل السياسي هو القائد اروك طون اروك الذي تأخر وصوله وتم اضافة مسئولية جديدة كانت جزءاً من العمليات هي التدريب وتم ايكالها الي سلفاكير علي ان يتولي عمل الاستخبارات ريثما ياتي اروك طون، وتم اعتماد هيئة لقيادة العمل السياسي مكونة من اربعة عشر شخصا اعتبرت القيادات العسكرية اعضاء فيها بحكم الموقع اضافة الي شخصيات مدنية اخري مثل جوزيف ادوهو ومارتن ماجير ناكي جاك لاوشيكو وغيرهم، وبالفعل استلم سلفاكير المهمة وبدأ يعمل فيها بحماس بادئاً بزيارات لمواقع التدريب للتعرف علي الافراد والمعلمين وخطط وبيئة العمل مثلت هذه النقطة نصف الطريق الي مستقبل سلفاكير في الحركة حيث مكنته هذه الفترة من التعامل والتعرف علي معظم اعضاء الحركة وقياداتها التي اصبحت بعد ذلك ميدانية وصاحبة كلمة وقرار تنحاز لحظة القرار والحوجة الي جانب من تعرفه وتأنس اليه وقد تم اختبار ذلك واضحا في مؤتمر الحركة ابريل 1994 م واجتماع هيئة قيادتها ديسمبر 2004 م.
في ظل قرنق
ومع تطور العمل السياسي والعسكري بدأت الخلافات في الرؤي والسياسيات تدب بين اعضاء الحركة ومؤسسيها وقيادتهم تسير بصورة متوازية وفي كل مرحلة تفقد الحركة شخصا من المؤسسين يتصاعد نجم الرجل في الوقوف الي جانب القائد ورمز الشرعية النضالية حتي غدا في عام 1993م الشخص الثاني في العمل السياسي والاول في الميدان بسبب من بلائه في العمليات وتصاعد قوة مناصريه وسط قواعد الحركة اضافة الي اقدميته النضالية، لقد مثل وصوله الي منصب الرجل الثاني في الحركة ونائب القائد العام الي جر الكثير من العداوات خاصة من بقايا الحرس القديم من الشخصيات المنشقة و من اجيال الشباب المتعلقين حول القائد اضافة الي تواجده الدائم في الميدان وميله الشديد للصمت والتقليل من الظهور والقيام بمبادرات سياسية او اعلامية مما جعله دائما عرضة للشائعات والاقاويل التي تنتاشه بصورة متكررة بانه علي خلاف مع قائد الحركة وان هناك ما يعكر الصفو مما يضطر اعلام الحركة للنفي بصورة مطلقة ومتكررة ربما بنفس العبارات في كل مرة. وتروي له طرفة في احدي اجتماعات قيادة التجمع الوطني وقد شارك بديلا لقرنق طرح مسألة نسب تقسيم المناصب بعد سقوط الحكومة وبدأت قيادة التجمع كالمعهود تختلف وتقترح وترفض وتختصم الا ان طلب فرصه فبدأ حديثه بقوله «لدينا مثل في الجنوب يقول قبل تقسيم الخرتيت يجب الاتفاق اولا علي صيده» وقد كان منطقيا.
ومن الطبيعي ان يكون القائد الجديد يحمل أفكاراً وتقاليد وعادات شخصية مختلفة, فليس مُسْتَغربا أن يكون التحدي أمام سلفا كير تحديا مختلفا فهو يواجه مشكلات واجهها القائد السابق للحركة الذي تمرس عبر اثنين وعشرين عاما واستطاع أن يحقق مكتسبات كبيرة للحركة، الحركة لا شك في علاقاتها الدولية في تحالفاتها الداخلية في مقدرتها على التمويل على التنظيم على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية معروفة, هو الآن يواجه تحديا سياسيا في المقام الأول وهو رجل خبرته في الأساس عسكرية, هو يشكل الآن أفضل خيار للحركة لكي تتوحد وهي أحوج ما تكون الآن للوحدة ولكن التحديات التي سيواجهها اليوم بعد أن أصبح جزءاً من مثلث الرئاسة ستكون تحديات غير مسبوقة بالنسبة له وبالتالي فهي تشكل اختبارا كبيراً له، يتصور لو أنه أدرك التحديات التي أمامه بعناية واستطاع أن يحفظ تماسك الحركة من الداخل، يضاعف فرصه من النجاح في مهمته القادمة.
بعد مؤتمر شقدم:
في ابريل من عام 1994 م عقدت الحركة الشعبية مؤتمرها العام الاول بمدينة شقدم علي الحدود مع كينيا والذي استمر ثلاثة ايام في ظروف مشحونة بالتوتر والقلق فعلي الصعيد السياسي كانت الحركة محاصرة من قبل حلفائها وسندها الدولي لتوقيع اتفاق لانهاء الحرب مع الحكومة كما ان الحركة كانت محاصرة من اجنحتها المنشقة عنها في الناصر بدعاوي تقرير المصير والانفصال ومن ناحية عسكرية فقدت الحكومة معظم مدنها الواقعة تحت سيطرتها تحت ضغوط عمليات الجيش التي عرفت بصيف العبور اتخذت الحركة في هذا المؤتمر قرارين مهمين الاول تبني وحدة السودان والغاء المنافستو القديم القرار الثاني يدعو للتامل حيث تم التاكيد بالانتخاب للقائد جون قرنق قائدا للحركة وجيشها وانتخاب القائد سلفاكير ميارديت نائبا له في الجيش والحركة ايضا وجه الغرابة ان المؤتمر العام وهو اعلي جهة تأسيسة في أي تنظيم سياسي ينتخب الزعيم او القائد ومن ثم يترك التفاصيل للمستويات الادني الا ان الحدث يدلل علي اهمية موقف سلفاكير وتجذر القاعدة التي يستند ويقف عليها والتي كان قد بدأ رعايتها منذ اثيوبيا وتوثقت في الميدان خاصة ابان فترة الانشقاق وحروبات الداخل.
جولات السلام و ميشاكوس
وصف كثير من المراقبين السيد نائب اول الرئيس الجديد بانه شخص ذو نزعات انفصالية اخرهم المبعوث الامريكي الا ان الاوفق وصمه بالعقلانية والشواهد علي ذلك كثيرة فمن بعد ان اصبح سلفاكير ـ وبحكم كونه نائب القائد ـ يقود كل وفود الحركة الي مباحثات السلام التي تتم بين الحكومة والحركة متي ما كان مستوي التمثيل موازيا من الصف الاول لقيادات الدولة والحزب و كان مزاجه يميل الي طرح رؤية تمثل مواطني الجنوب دون الغوص في ماهو اعمق وهو ما يمثل ما يمكن تسميته بالتيار العقلاني داخل الحركة في مقابل تيار الطموح الجامح الذي يفكر في ما هو اكثر من الجنوب وقد قام بالفعل سلفاكير في جولات ابوجا 1993 بتوحيد تيارات الجنوبيين التي كانت اشتاتاً تقاتل بعضها البعض في الميدان في وفد واحد و رؤية واحدة رغم انشقاقاتها في الميدان ومن ثم يسر للوسطاء والوفد الحكومي الذي قاده د. ابوصالح وزير الخارجية ود. علي الحاج والعميد محمد الامين خليفة التعامل مع موقف تفاوضي واحد لمشكلة واحدة وكادت الجولة تنجح لولا تدخلات اللحظة الاخيرة. وفي يوليو من العام 2002م وقع القائد سلفاكير مع وفد الحكومة برتكول ميشاكوس الاطاري والذي مثل مفتاح الحل للنقاط التي كانت خلافية تراوح مكانها لاكثر من اربعة عشر عاما شهدت عشرات الجولات التفاوضية والذي اصبح بعد ذلك حجر الاساس لاتفاق السلام الشامل الموقع في كينيا يناير هذا العام (CPA) وثارت ردود افعال كثيرة علي موقع الاتفاق من جانب الحركة اهمها ان تقبل اجندة الحكومة الاسلامية، كان رده بكل هدوء نحن اخذنا من الحكومة حقوقنا ولا يعنينا ما غير ذلك نحن احرار في انفسنا وهم كذلك.الي ان قطعت بعض الجهات داخل الحركة جهوده فدبرت الهجوم المشهور علي مدينة توريت وطالبت الحكومة بوقف التفاوض وتوقيع اتفاق وقف اطلاق نار مؤقت، وتعنتت بعده وفود الحركة من اجل ترفيع مستوي التفاوض الشئ الذي صار مفتاح الطريق الي برتوكولات نيفاشا.
ثم ماذا بعد رحيل القائد
لعل ابرز بشارة لتولي القيادة الجديده هو تصريحه القومي صبيحة التشييع سأعاهدكم على ان اكرس جهدي لوحدة البلاد والتحول الديمقراطي وتقوية الاقتصاد ، والا يموت احد بالجوع ، وان ينال كل طفل حظه من التعليم ومحاربة الفساد والعمل للتخلص من التهميشز. بلا شك استطاع الراحل القائد قرنق ان يكسر الحاجز القديم والصورة النمطية عن القيادات السودانية من الاصول الجنوبية التي كانت من قبل تحصر حدود اهتماماتها ودائرة حِراكها السياسي في جنوب السودان، فقد اعاد تعريف نفسه ليصبح شخصية قومية تعبر عن راي قطاعات واسعة في مختلف فئات الشعب السوداني وله تحالفات في كل مجتمع السودان ومكوناته هذا التحرك بهذه الصورة اكسب الراحل حيوية وقوة الا انه كرس حالة من العداء وراكم له عدداً من الخصومات في كل مكونات المجتمع السوداني ايضا في الشمال والجنوب ولعل في استطاعتنا القول ان قرنق هو اول سوداني من اصول جنوبية يتجاوز حاجز التحيز للجنوب نحو الشمال في مشروعه حتي اصبح دائرة تعاطفه في الشمال اكبر منه في الجنوب في الفترة الاخيرة سحشود استقباله في الخرطوم س، بل نستطيع ان نزعم ان الجنوب اصبح في الفترة الاخيرة اضعف الحلقات في حركة قرنق واكثرها ازعاجا وخروجا عن يده، وذلك لرؤية عدد كبير من مثقفي الحركة والجنوبيين ان التنازلات الكبيرة التي قدمتها الحكومة المركزية والتعاطف الذي وجدته الحركة هو فرصة ذهبية لها لتعمد الي حل قضيتها الاساسية مع الشمال بينما برأيهم قرنق يستخدم هذه التسهيلات والتعاطف الدولي لتحقيق اطماعه الشخصية وهو مابرز في مؤتمر رمبيك المشهور بين قيادات الحركة وضباطها الميدانيين في ديسمبر الماضي والذي كان اشبه بالمواجهه. من جانب اخر نائب قرنق ورئيس الحركة الحالي سلفاكير ميارديت صحيح انه لا يمتلك رؤية قرنق وكارزميته التي تراكمت عبر سنين الحرب الطويلة الا انه يمتلك عنصراً حيوياً في ضبط معادلات القوة و هو السيطرة التامة علي مفاصل القوة داخل الحركة وجيشها كما انه يمثل كما اسلفنا التيار العقلاني الذي ينظر الي حدود مشكلة جنوب السودان ولا يتجاوزها الي ما هو خارج الحدود ولو داخل السودان نفسه «أثيرت بعض الاتهامات الي قرنق بالضلوع في تأجيج ازمة دارفور وشرق السودان» رغم مجاملته لحركات دارفور المسلحة عبر الهاتف او في خطاب تشييع قرنق، الامر الثاني ان سنوات اشتعال الحرب وإفرازاتها خلقت للراحل قرنق الكثير من العداءات داخل المجتمع الجنوبي والسودان كما اسلفنا وهو ماجعله شخصية خلافية في بعض الدوائر هناك هذا الامر لا ينطبق علي الزعيم الجديد وذلك لما له من صلات وطيدة بعضها عرقي والاخر فكري مع مكونات مجتمع الجنوب الذي يسهل عملية تقديم تنازلات من جانب الحركة تحت قيادتها الجديدة لاستيعاب هذه الفصائل الجنوبية وادماجها في العملية السلمية وذلك لما للوحدة الجنوبية من اولوية محورية في تثبيت واستدامة السلام في جنوب السودان وقد تجاوبت القوي الجنوبية من خارج الحركة معه وفي تصريحات اللواء فاولينينو اقوي القيادات العسكرية خارج الحركة ما يعزز ذلك اضافة الي السيد الدو اجو دينق والاستاذ بونا ملوال الذي يجب علي صناع القرار الجدد في الحركة التوقف عند تصريحاته التي جاء فيها: «أعتقد ان السودان لديه فرصة كبيرة لتخطي الازمات تحت قيادة الرئيس الجديد للحركة الشعبية اننا اعضاء المنبر واثقون واننا قادرون على العمل مع سلفاكير». وعن مستقبل منبر الجنوب الذي يقول مؤسسوه انهم بصدد تحويله إلى حزب سياسي قال وزير الاعلام السابق إنه سرهين بما ستؤول اليه التطورات الاخيرة في أعقاب رحيل قرنق وما تتبعه من احتمالات تغيير المواقف السياسية هناك انقسامات وخلافات ونتوقع تغيير مواقف وتحقيق مصالحة في الجنوب».
لقد نادي عدد من المراقبين بتأسيس نموذج لقيادة جماعية خاصة في مثل هذه الظروف التي لا منجاة من مخاطرها الا بتوحيد برامجي تحت قيادة مجمع عليها والا دونها الطوفان في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية فمن المهم بل الواجب توافر مجموعة عمل استشارية متمرسة من حول القائد الجديد تشارك في صناعة ووضع فورمات القرار وبالتالي تكريس جماعية القيادة في مثل هذه الظروف العاصفة والمفصلية.
أطبع هذه الصفحة
العودة الى الصفحة الرئيسية
alrayalaam newspaper
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمود الدقم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست