ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 12:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2005, 07:52 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب (Re: adil amin)

    في مساء يوم الجمعة توجهت إلى الضاحية التي يقيم بها الشيخ الزاكي : هناك دلنى أحد الصبية على داره العامرة ، كانت الدار تنؤ بالرجال والنساء والأطفال وصوت الطبول تهز القلوب هذاً بذلك الايقاع الصوفي الجميل …كانت الحلقة كبيرة والشيخ يدور في استغراق عميق ، عندما لمحني خرج من الحلقة واتجه إلي ناظراً في ود ، أخبرته بمقصدي اشار نحو غرفة عند طرف الغناء البعيد ، اتجهت إليها ودخلت من بابها الموارب وفي ظلال الضوء الشاحب لمحت جابر التعس .. كان يجلس متكوراً في أحدى اركان الحجرة يتلفت حوله في رعب ، أقتربت منه ، نظر إلى في هلع لحظات ثم انبسطت اساريره وهب من مكانه ساحياً السلسة الطويلة التي تقيد كاحلة وأحتضني بقوة صالحاً أحمد …أحمد … لقد عدت …ألم يقتلوك ؟!
    - من هم الذين أخذوني ؟؟
    نظر إلى جبر الله من ارتياب وانسحب بعيداً وتكور في مكانه وأخذ ينتحب بشدة ، اقتربت منه وجلست جواره ، ربت على كتفه في رفق .
    - قل لي اين ذهب أحمد ؟ أنا أخوه محمد
    نظر إلى جبر الله في حزن عميق وتمتم بعض الكلمات الغامضة بدأت أشعر بصعوبة المهمة التي جئت من أجلها ، إذ يجب على أن اكسب ثقته أولاً .
    لذلك قررت البقاء عدة أيام .. وفي ذات مره حدثت المفاجئة ، بعد صلاة العشاء .. أجلسني جواره وانحلت عقدت لسانه وبدأ يتداعى .
    * * *
    خرجنا أنا وأخوك إلى السوق ، هناك وجدنا المتظاهرين تغص بهم الشوارع ، كانت الشرطة تطاردهم في جميع الاتجاهات والغاز المسيل للدموع يخنق المكان لمحنا رجل بملابس مرتية يضرب فتاة ، كانت تزحف على الارض مختنقة بالغاز ، انفلت أحمد ولكم الرجل بقسوة على بطنه ، اطاحت به بعيداً وهوى عليه لكماً وركلاً ، كانت الفتاة قد أغمي عليها وبعد ذلك توقفت عربة نصف نقل جوارنا وحجيتنا عن الانطار نزل منها أربع رجال طوقونا وحملونا إلى السيارة ذات النوافذ السوداء ثم فأرقنا الشعور … عندما افقنا وجدنا أنفسنا في غرفة مظلمة بها نافذة واحدة ، كان أحمد مقيد ومشدود على كرسي وأنا من غير قيود ، هناك رجل قاسي الملامح ذو سحنة أفريقية غريبة يتحرك أمامنا بعصبية ، كان يرتدي حذاء رمادي صاح فينا .
    - استيقظو يا ملاعين .
    أتجه نحو أحمد
    - أنت لماذا ضربت الرجل .؟!
    - كان يضرب الفتاة .
    - وما شانك أنت ؟!
    ثم أنهال عليه صفعاً ولكما حتى تورم وجهه وأخذ ينذف دماً ، أتجه الرجل نحوي وعيناه تقدحان شرراً .
    - أنت عليك أن تلزم الصمت .
    اشار إلى أحمد .
    - أما هذا فلي معه شأن آخر .
    شعرت ساعتها بأصابع باردة تعتصر قلبي ، هرولت نحو أحمد .
    - لا تأخذوه .. أنه بريء وليس له أي ممارسة سياسية ، لكن هيهات أن يسمعوا ، جذبتني يدين قويتين إلى الوراء وسمعت صوتاً عميقاً يردد .
    - - هذا الشخص رأي الكثير .
    ولم أدر بعدها ماذا حدث شعرت بضربة قوية على مؤخرة رأسي واظلمت الدنيا في عيني ، عندما أفقت وجدت نفسي في قسم الحوادث بالمستشفى وأخبروني بأنه رآني أحد الصيادين وأنا أهوى من الجسر على النيل في ساعات الفجر الأولى فهب لنجدتي وأنقذ حياتي …
    * * *
    ظل جبر الله يروي حكايته في تداعي مرير وأنا استمع إليه في آسى . المسألة غدت اكبر مما كنت التصور في الصباح ودعت جبر الله وعدت إلى الخرطوم ، أرسلت خطاب اطمئن أمي وعزمت على مواصلة البحث ، علمت أن السجناء السياسيين ينقلون إلى سجن كوبر بعد سلسة من الاهوال .. بدأت الاحداث تتفاقم مرة أخرى عادت اضطرابات والقلاقل .. كانت الخطة تكمن في أن أعراض نفسي للاعتقال .. خرج الطلاب إلى الشارع وعادت الاشتباكات مجدداً لمحت الرجل الاصلع ذو السحنة الغربية والحذاء العجيب كما وصفه جبر الله .. اندفعت بين جموع الطلاب الهاربة وقفزت في الهواء وأهويت على الرجل سقط على الارض ، أطيق على رجال الامن وانهالوا على ضرباً حتى فقدت وعي ومات افقت لاجد نفسي في الغرفة الرهيبة مقيد على كرسي والرجل أمامي تغطي وجهه ضمادة .
    - أنت محمد الطاهر الابن الثاني للنقابي الطاهر .
    رأيت بطاقتي في يده وأردف
    - إذا لدينا مزيد من الإبطال .
    كانت هناك عصابة تلف رأسي ، نظرت إليه في قرف ثم بصقت على الأرض ، انهال علي الرج ضرباً ورفساً ونزع العصابة ونتف خيط الجرح ، شعرت بالدم الحار يسيل على وجهي وأغمي علي مرة أخرى توالت سلسلة التعذيب .. كان أقساها أنهم في ساعات الفجر الأولى ، عصبو عيني واخذوني بالسيارة وعرفت أنها تسير في شارع النيل وذلك لأن هواه البارد أنعش روحي ، بعدها رفعو العصابة عن عيني وفتح أحدهم باب السيارة ونكس رأسي حتى كاد يلامس الإسفلت والسيارة منطلقةبأقصى سرعة ، حاولت أن أغمض عيني فلم استطيع ، شعرت بغثيان شديد وأن أمعائي كادت أن تخرج من فمي .. بعد عده مشاوير أعادو العصابة إلى عيني وعادوا بي مرة أخرى إلى مقرهم الرهيب .. ظل الحال على هذا المنوال ، سمعت أنهم يريدون نقلي إلى سجن كوبر وفي سجن كوبر استقبلت استقبال الأبطال .. تحلق حولي السجناء ، شيوعيون ، جمهوريون ، قوميون ، وجمع الفئات الأخرى التي كان ينؤبها السجين في هذه الايام العصبية أخذت أتحسس عن من يخبرني عن أخي أو يعرفه كان هناك سجين يجلس منزوياً… كان ينظر إلى مراراً بعينين تحملان كثير من المعاني .. ظلت قوه خفية تشدني نحو هذا السجين …وذات مره فاتحني بالقول بأني أشبه سجين سابق كان معهم يدعى أحمد …قال : إن هذا السجين كان يعاني من حزن عميق وشعور بالذنب حيال أسرته وأنه سبب لهم الألم امتنع أياماً بلياليها عن تناول الطعام .. وأصيب بالملاريا وفي مرة أستبد به هياج شديد أخذ يضرب كل من حوله حضر الحراس وأخذوه إلى مصلحة السجن … أنتهى عبد الكريم السجين ثم الغامض من سرد قصة أخي … لم يلحظ بالدموع الغزيرة التي انسابت من عيني وكان هدفي الأن أن أجد طريقة تنقلني إلى المصحة … أن إدعاء الجنون من الأشياء السهلة التي اتقنها منذ أيام المسح المدرسي .. تعريت عن ملابسي وأنا أصيح في هستيريا في يوم الجمع الصبحي كانت صرخاتي المفزعة كافية لأن يأخذوني إلى المصحة.
    * * *
    هناك لم تمض مدة طويلة ، تعرفت على أحد أصدقاء أخي في قاعة الطعام حكى لي النزيل الذي كانت عيناه لاتستقران على موضع بعينه ، كان من الشيوعيين القدامي الذين ضاع نصف عمرهم في السجن ومصحات السجون وذهب نصف عقلهم من جراء ذلك ، أخبرني أنه استيقظ ذات يوم فجاه وليجد نفسه غارق في الدم ، قطع النزيل السرير الاعلى شرائية بموس حلاقة !!
    إذا هذه النهاية المحزنة التي وصل لها أخي كان ميال للاكتئاب منذ الصغر ولا يرضى الظلم ،كثيراً ما تأثيه مشاعر ودوافع لاشعورية للانتحار .. خرجت إلى باحة المصحة ، رغم الزهور التي تغطي المكان … كان هناك ضباب كثيف من الدموع التي انسابت من عيني وأنصبغ كل شيء أمامي باللون الرمادي

    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-17-05, 02:25 AM
  Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-18-05, 00:40 AM
  Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-19-05, 07:52 AM
    Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-20-05, 07:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de