السودان بين اضطراب الامزجة - محمد الحسن احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2005, 06:01 AM

أحمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين اضطراب الامزجة - محمد الحسن احمد

    محمد الحسن أحمد

    السودان بين اضطراب الامزجة .. واختلال الموازين !

    بعد اكثر من اسبوعين على الاحداث المؤسفة مازلنا نتحدث عنها بردود فعل عاطفية تتجاوز حدود تحميل الحكومة مسؤولية الاهمال والتفريط في ضبط الامن لتبلغ النزعة الانفصالية لدى قطاعات من الرصيد المثقف حدوداً لم تكن واردة في الحسبان من قبل لدى الشماليين . بينما كنا في الماضي نلوم الاخوة في الجنوب بأنهم كل ما وقعت واقعة تبرموا ومضغوا لبانة الانفصال !

    لكأن السودان من الهشاشة بمكان بحيث لا يرى سبيلا لحلحلة ما يلم به الا بالانفصال دون دراية بان الانفصال هو زيادة في المشاكل لا حلها ولا السبيل للهروب منها وعلى كل فهو أمر لم يجرب بعد يخشى العقلاء مخاطره .

    واذا كنا نأخذ على البعض جريرة التهويل فلا ينبغي أن نقع في جريمة التهوين ، وانما يلزم النظر للاشياء بحجمها وظروفها وزمانها وما يمكن ان يترتب عليها قياساً بهذه الموازين وبما يماثلها من احداث في العالم وحولنا ولا نريد ان نستبق تحقيقات اللجنة وان كنا مع القائلين بضرورة توسيعها ووجوب تمثيل محايدين ومن ذوي الاختصاص.

    وحتى لا نبرح التهويل دعونا نتساءل : هل ما حدث يستوجب المطالبة ،إن من الشماليين أو الجنوبيين بفصل الدولة الى دولتين ؟ أوليس في مثل هذه المطالبة ما يتناقض مع ادانة الحكومة بانها قصرت في التحوط للحدث الكبير ولم تنشر قوات الامن في الوقت المناسب ؟ او ان تعاملها مع الاعلام بالحدث كان مرتبكاً وغير متوازن وما إلى ذلك من افتراضات ؟ ولماذا نقفز على الفور إلى وصف ما حدث بانه مرارات دفينة لا سبيل لتجاوزها الا بالانفصال ؟! وفوق ذلك نبحث عن اشياء صغيرة على الجانبين شماليين وجنوبيين لنرتب عليها الحيثيات التي تقود الى الانفصال !

    يا سادتي الاعزاء ما حدث في الخرطوم وفي جوبا يحدث مثله باستمرار في عالمنا الثالث ويحدث مثله ايضاً من وقت الى آخر في ارقى بلاد العالم في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاعظم في العالم . ولم نسمع بولاية من الولايات التي انفجرت فيها الازمات بين البيض والسود بالمطالبة بفكفكة الولايات وانسلاخها من الدولة المركزية واحيانا نشهد ولاية ما على حافة الثورة لمجرد ان بعض الجنود البيض ضربوا مواطنا امريكيا منحدراً من اصول افريقية أو بسبب قضية قتل أو لاعب أو مغن !

    صحيح نحن قوم مسالمون وبنا حساسية زائدة عن الحد ومتسامحون الى ابعد الحدود وكل هذه الصفات التي هي موضع اعتزاز وفخر لا يوازيها من الصبر وقوة الاحتمال والنظر حولنا إلى ما يفضي بنا إلى التقييم السليم ، ولهذا سرعان ما تصدر الاحكام الفجة وتبدو الهشاشة بكل عللها لتعمي ابصارنا عن ما يدور في العالم وكأننا جزيرة معزولة عنه ! وننسى او نتناسى اننا اكبر دولة مساحة في افريقيا ودولة بما فيها من التنوع والامكانات ما يجعلها شبيهة بالولايات المتحدة التي تتحكم في العالم !

    ونحن نريد ان نتبع خطاها ونستفيد من كل تجاربها واذا كان الامر كذلك فينبغي ان نمسح كلمة الانفصال من قاموس خطابنا لان في دواخلنا ما يجعل الوحدة متوطدة في نفوسنا.



    لقد ازدادت الولولة حول ما حدث على ما فيه من قبح ولم نبد الاهتمام الكافي بالجهد

    المشترك الذي قام به السلاطين ورجال الادارة الاهلية من اجاويد وطواف على مناطق المتأثرين بما حدث والاثر الذي احدثه هذا الطواف ومن ثم الاهتمام بتوسيع دائرته وتطويره ليكون حافزاً على رتق النسيج الاجتماعي. وكذلك احسب ان الترويج المكثف لم يحدث لما أدلى به خليفة قرنق وخطباء الجوامع والكنائس وحتى لو حدث فانه لم يطور ويكثف على نحو ما هو مطلوب . ومع ذلك فان الاحوال أخذت تهدأ وبدأ الحصر في الاضرار والمرتجى ان يكون التعويض سريعاً ومجزيا وشفافاً.

    وحتى لا نقع في التهوين فيلزم ان لا تقتل اللجنة الموضوع بحثاً ويوضع تقريرها على الرف وإنما تستخلص منه كل الاخطاء والعبر حتى لا يتكرر ما حدث ، وتكون المعالجات شاملة ليس لكل ما هو أمنى وحسب وإنما اقتصادي واجتماعي وسياسي. وبهذه المناسبة ماهي الطريقة المثلى لوضع برامج ثقافية واجتماعية وسياسية لتنزيل شعار جعل الوحدة جاذبة وتحويلها من مجرد كلمات الى عمل ملموس؟ هذا امر بنظري كان يحتاج الى انشاء مفوضية ، وطالما هذا لم يحدث فعلى الاقل يحتاج الامر الى عقد مؤتمر لوضع برامج فاعلة وحقيقية حتى لا تكون الدعوة للوحدة مجرد كلمات هلامية لا تتفاعل مع الوجدان ! وتترك الجاذبية للانفصال بردود الفعل على مثل ما وقع من احداث !

    وفي اطار التهوين ولكن من زاوية أخرى ترى هل تابعنا رصد العالم لما حدث بعد مصرع الزعيم الراحل جون قرنق ؟ في مدى علمي ومتابعاتي ان الاجهزة الاعلامية نقلت ما حدث بصورة شاملة لحظة بلحظة ولكنها لم تصنفه باكثر من حجمه ولم تضف عليه مدلولات من شأنها تجريم الحكومة أو الشرائح الاجتماعية من منظور ما يسمى بالابادة العرقية وما إلى ذلك من اوصاف تستوجب ارسال لجان لتقصي الحقائق وفرض عقوبات وهلمجرا. لقد صور الحادث كما هو بلا زيادة او نقصان وحدنا الذين بالغنا في التهويل الى درجة سلم بعضنا بفرضيه الانفصال!

    ولعل اغرب ما في الامزجة السودانية من تناقضات قائمة على الحماقات وردود الفعل المتعجلة دون تفكير أو تدبير وليس لها في الهندسة الروحية مكان التصرفات التي رافقت الاحداث والمتمثلة في الاحزان التي عمت كل البلاد بسبب رحيل الزعيم جون قرنق. فكل اجهزة الاعلام دون استثناء منذ لحظة الوفاة وحتى الآن تفيض بالكلمات والاعلانات والاشعار التي تمجد الراحل وتبكي على فراقه وتتحدث عن شمائله بحسبانه الزعيم المتفرد بالصفات التي تجعل فراقه لا يطاق. ولعلني لا ابالغ اذا قلت ان القصائد الشعرية وحدها تؤلف دواوين وبهذه المناسبة ايضاً أرجو أن تعكف لجنة من الحركة على جمع كل ما كتب واذيع ونشر عن الفقيد ونشره ضمن تخليد ذكراه العطرة حتى تكون خير شاهد على الترابط في النسيج الاجتماعي الذي يشدد على تعزيز الوحدة لا فصم عراها.

    ولعل العبرة الأهم والدرس الذي يجب أن يستوعب هو ان كل هذه الهالة التي اضفيت على قرنق تؤكد على عمق الروابط وعلى دعائم وحدة السودان ، وانها من هذا المنظور تبدو هي الغالبة بينما ما يجري على المسرح في الطرف الآخر من اصوات تؤكد استحالة التعايش بين الشمال والجنوب تبدو ضربا من التفلت ، ولكنها لابد أن تستوقف المراقب وتربكه امام هذه التناقضات العجيبة.. الشمال جله إن لم نقل كله يبكي قرنق الزعيم ورجل الوحدة والخلاص من جهة ، بينما الاحداث التي وقعت تصب في الاتجاه المعاكس تماماً ! سواء من الجنوبيين الذين عبروا عن صدمتهم بالحرائق والتخريب أو من ردة فعل بعض الشماليين التي لم تكن اقل سوءاً ومن ثم القفز الاحمق الى معزوفة الانفصال !

    في اعتقادي انه من الضروري استثمار هذا التدفق العاطفي التلقائي الذي عم البلاد كلها حسرة على وفاة قرنق لجعل الوحدة جاذبة ولا ريب ان العالم باسره قد تابع هذه الفيوضات العاطفية من الشماليين المشحونة بالحب والتعلق به وبكل ما فيها من دلالات وهي الارسخ والاصدق في قياس ترموميتر النبض الحقيقي لمواطني شمال السودان ازاء اخوتهم في الجنوب. دعونا دوما نبحث عنما هو ايجابي ونطوره وما هو سلبي فنقومه وليس العكس كما يتبدى الآن طافيا على السطح!

    ولا ريب ان اكثر السلبيات التي طفت على السطح هي ان الافراط في الحزن على قرنق تحول لدى البعض هجوما وتشكيكاً في خلفه سلفاكير بادعاء انه ليس وحدوياً وانما هو انفصالي وما الى ذلك من هجوم معلن ومبطن ، وحتى الحديث عن ان ليس هناك من يملأ الفراغ الذي خلفه قرنق هو بصورة أخرى شتيمة غير مباشرة لسلفاكير وتشكيكا في قدراته الزعامية. بينما كان المطلوب هو الترحيب به بمقدار فيوضات الحزن على قرنق ولو من باب ان قرنق هو الذي كان قد اختاره خليفة له ، وهو الشخص الذي اجمعت على مباركة اختياره كل القيادات في الحركة ، واكثر من ذلك رحبت بصدق وود كل قيادات الشرائح الأخرى وحتى التي كانت في خصام مع الدكتور قرنق.

    ونختم بحديث موجز عن القيادات الشمالية ونقول انها كلها كانت في مستوى المسؤولية سواء في المصاب الجلل الذي أودى بحياة قرنق أو في الترحيب بقيادة سلفاكير، وكلها ما زالت تتطلع إلى استمرار ما بنته من علاقات مع الحركة وقائدها الراحل. وها هو سلفا يدخل في اجتماعات متواصلة مع قياداتها لتأكيد استمرار العلاقات وهي علاقات بلغة الحساب كلها تصب في صالح الحركة وتوازناتها المستقبلية مع شريكها المؤتمر الوطني الذي يبدو زاهدا في زيادة رصيده من الحلفاء مكتفيا بالجلوس فوق رصيده الحسابي في حصص السلطة وهو رصيد سيتناقص بمرور الزمن !




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de