تباشير الدمقراطية التعددية فى السودان هل الإسلام دين الأغلبية فيه يقبل الدمقراطية التعددية و من

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2005, 06:36 AM

محى الدين سليمان محمد

تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تباشير الدمقراطية التعددية فى السودان هل الإسلام دين الأغلبية فيه يقبل الدمقراطية التعددية و من



    فى حياة الشعوب أيام فواصل فيها يقفون أمام بوابات التغيير و الإنتقال الى مساحات جديدة فى مسيرتهم. فتح أبواب التغيير مخاض عسير و عبور النهر يتطلب الشجاعة الكافية فالتيار مسرع و التماسيح جائعة. الضفة الأخرى للنهر منفتحة على سهول الخير و العطاء و لإمتلاك تلك السهول و الأراضى السير الجماعى مطلوب و إلآ إمتلأت بطون التماسيح و إحتوتنا الكهوف و طال و قوفنا على أبواب الآخرين تسولا.

    هذه الأيام الفواصل تشرق شموسها على ربوع الوطن الغالى سودان الجميع. جيل اليوم يتنسم نسائمها و يتدثر بثيابها من برد الإقتتال لعقود مضت و يقف طارقا على أبوابها نداء الحرية و العدالة و المساواة. هذا الجيل تقع على عاتقه المسئوليات الجسام و التى تحتاج الى عقول متفتحة تعى واقع الأشياء و من ثم تشرق بما هو خير لهذا الوطن. وطن مفصود الشرايين مكسور العظام فى حروب جعلت منه إعلانات على لافتات أمكنة التصدق و الهبات. حال لا ينصلح إلآ بعقول الكل فكر و عمل و حوار فقد إنتهى زمن الإنتظار لشخص يأتى بالنظريات و الحلول و هبت رياح المسيرة بلا قطيع فالكل مرجو فيه الإضافة و القيادة.

    الحاجة اليوم لكل السودانيين أن يشمروا عن سواعد الجد للخروج من متاهات الماضى و سوء الحاضر و خلق حاضر يفضى بخير الآن و يؤسس لكثير خير المستقبل بلا خوف و لا رهبة من أحد و بذهن صافى و عقلية تنمو و تزيد بالحوار . عقلية تأخذ بنور الواقع و رسالته هديا فى المسيرة عقول لا تغلق عليها بابها و لا تدخل بيوت الآخرين مخافة الموت. عقول تفتح أبوابها بفرح و تستقبل رياح التغيير بسعادة جذر فى تربة صالحة يغذى سوق قوية و فروع و أوراق تتجدد على حسب الفصول. عقول ترى فى التجديد حياتها و فى الإضافة نماءها . عقول تسقط ما إصفهر من أوراقها و لا تبكى سقوط تلك الأوراق بل تنصب خيام الفرح إفساح المجال لأوراق جديدة. عقول لا تنام على خدر موروث هجرت محطاته القطارات و سكنت على خرائبه مسببات العقم و النهاية. عقول تصحو على بشائر الصبح ترانيم فى أعراس الحياة.

    أشرقت شمس المسئولية على الجميع و آن أوان تشييع و دفن تعابيرظللت بشرورها سماواتنا و بنت على أبواب العقول و نوافذها السدود. تعابير الغرض منها مصادرة حقوق الآخرين و إستغلالهم فى ما يريد مروجى هذه التعابير. التعابير هى الدهماء الرعاع السوقة العامة مفردات تبخس الناس أشياءها و تقلل من إنسانيتهم و ترمى عليهم صخور القعد و السقوط رجما لمشاوير تعين و قطعا لأشجار تثمر ثمارا لا يستسيغها مستعبدى الناس.

    حمل المسئولية أن نقف أمام الظلام إنارة مهما كان حجمها من شمعة مسراج مصباح أو بمقدار ضوء الشمس. لا فرق بين الذى أنار ركنا فى غرفة و الذى أنار غرفة أو قرية أو مدينة فالكل أنار و بالأنوار مجتمعة ننير الوطن. مطاردة قوى الظلام للإنارة و حملة مشاعلها شئ متوقع يجب ألآ يخيف فالذين نصبت لهم قوى الظلام المشانق ظلوا أحياء.

    الكل مطلوب منه أن يثمر ثماره فى حركة التغيير و جمال الثمار تنوعها فكيف لنا أن نصبر على طعام واحد??. تنوع يؤدى للإحتفاء و الفرح لا الحروب و الدمار تنوع يغذى شريان الحياة لا يفصده. قبول المجتمع بحجاره و أشواكه و صحاريه و بساتينه و أدغاله و أنهاره و نيله و قبول ما لا نحب مع ما نحب. فإن فعلنا ذلك نكون و ضعنا حجر الأساس لبنيان يحوى الجميع.

    الدمقراطية التعددية كنظام حكم أصبحت منشود الحركات السياسية فى سيرها لتحقيق الحرية و العدالة و المساواة. الدمقراطية التعددية اليوم هى نظام الحكم فى الدول المتقدمة و على رأسها سيدة العالم الولايات المتحدة الأمريكية و التى جعلت من نظام الحكم فيها دين ينشر . و بغض النظر لما نرى من سياسة الكيل بمكيالين عندما تأتى الدمقراطية التعددية بالإسلاميين على سدة الحكم و موقف الولايات المتحدة و برطانيا تجاه منطقة الشرق الأوسط تظل الدمقراطية التعددية نظام لكرامة الإنسان ليحكم نفسه بنفسه. الدمقراطية التعددية لا يكفر بها لإعوجاج سلوك ممارسيها فى أشياء بل تصحح تلك الممارسات فهى أنشودة يترنم بها حواريها الطالبيها ليوم الخلاص و يعيشها مطبقيها أغانى جميلة فرحا بأخطاء الممارسة إستفادة . هى عندهم ببساطة حق الخطأ الذى به يعمد الطريق. موقف الولايات المتحدة و برطانيا من العالم الإسلامى جعل الشعوب الإسلامية تغلق أبوابها لرياح الدمقراطية التعددية و تقوقعت هذه الشعوب فى مسارات عقيمة ظلت فى الماضى بغير تفاعل مع تغيرات الزمن المعاش و مع تخلفها لا يجدون حرجا فى الدعوة لها و محاولات تجبيرها بما لا يجدى بل يظهر سوئتها.

    دعاة الدمقراطية التعددية فى السودان يغضون الطرف عن أشجار كثيرة لا تثمر إيمانا بالدمقراطية التعددية. غض الطرف عنها لا يعنى عدم و جودها و طعم الحنظل ليس بحال من الأحوال طعم الشهد. هل دعاة الدمقراطية التعددية يمتلكون الأدوات الصحيحة لإستصلاح الأرض و تحسين البذور أم أنهم تقيدهم سلاسل لا سبيل لكسرها و من ثم تعاملهم مع تلك السلاسل بأنها غير موجودة هروبا من مواجهتها. الحقيقة التى يحاول تجنبها هؤلاء هى أن المجتمع السودانى الأغلبية العظمى فيه مسلمين و الدين يرشد خطوات وجودها منذ لحظة الميلاد و حتى لحظة الممات. لم يعط دعاة الدمقراطية التعددية من أوقاتهم لحيظات لقراءة و فهم النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية و كتابات الفقهاء و العلماء و بإختصار قراءة المكتبة الإسلامية. فقد بذلوا جل وقتهم إن لم نقل كله فى الإستذادة بما كان أساس النهضة الأوربية. و للحقيقة ثمار النهضة الأوربية مغرية و شهية و لكن ما لم يلتفت له هؤلاء هو أن التربة فى السودان بوضعها الحالى كالتربة الرملية لبذرة لا تنمو الآ فى تربة طينية. هنا فقد دعاة الدمقراطية التعددية البوصلة الحقيقية و غفلوا عن إستصلاح الأرض لنموء بذرة ما ينشدوا .أغلبية الأشجار النامية فى السودان و كم هائل من البذور هى بذور الفكر السلفى و أشجار الأصولية و ثمار هذه الأشجار و أشجار هذه البذور بالطبع لا ترضى دعاة الدمقراطية التعددية. من المؤسف له أن أراضى الفكر السلفى و جبال الأصولية لم يدخلها دعاة الدمقراطية التعددية و إكتفوا بخلاصات التنوير ضد سلوك الكنيسة فى أوربا فإستراحت عقولهم و أراضى أجسادهم من خطر الألغام و أصبح حديثهم عن الإسلام كحديث أوربا عن الكنيسة. و بعض الذين دخلوا أراضى الموروث الإسلامى دخلوا بعداء مسبق لذلك لم يهدونا ثمرا. و الذين دخلوا أراضى الموروث الإسلامى بمحبة مسبقة أعمتهم محبتهم فكان حديثهم عن الإسلام حديث العموميات و ظل التبن يخفى ماءه.

    المجتمع السودانى ضارب فى القدم و متجذر بتأثير و النوبة الفراعنة شاهد على ذلك . ماضى السودان و حاضره حافل بالتنوع و التعدد أنغام من المفترض فيها مسلكية رشيدة فى حركة التطور. دخول المسيحية دخول الإسلام تلاقح الوافد مع موروث القبائل كأرضية تعمق مفهوم قبول الآخر و التعايش معه فى نظام يكفل كرامة العيش و الحرية و المساواة. التجربة دلت على أن السلوك كان سلوك الإستحواذ و نفى الآخر و إقصاءه ماديا و معنويا. إذا كان ما حدث فى الزمن القديم له ما يبرره بحجة أن العقل البشرى فى تلك الأحقاب و تشكيلات البيئة حوله جعلته قاصر عن تحقيق ذلك لعدم تطور الوعى لقبول المساواة و قبول الآخر و العيش معه فى وئام و إنسجام و إحتفاء و إحتفال بالتنوع و الإختلاف سيرا بالحياة تجاه الخصب و النماء. والسؤال لماذا عجز المجتمع السودانى منذ الإستقلال من أن يمتص من مكوناته ما يزيد فى فعل الحاضر تطور و حرية و عدالة إجتماعية و حلول للمشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتحقيق الطعام من جوع و الأمن من خوف و الصحة من مرض و العمل من بطالة و السلام من الحروب??. مجتمع تتجذر فيه مشاريع الحرية لنا و لسوانا لماذا لم ينجح فى تحرير العقول من تأثيرات القلق و الإحباط و الخسارة لتكون مصادر إضافة??. لماذا السير فى ظلمات التقوقع و جدب النفوس و الخطو فى صحراء لا ظل فيها و لا ماء يحيطها السراب الذى كلما إجتهدنا فى طلبه دنت النهاية??.

    هل حقيقة ما ذكرته و يذكره الكثيرون من بعض خصائص المجتمع السودانى المسلم المسيحى و موروث القبائل العقدى إختلاف الألسن و السحنات تمهد الأساس لبنيان الدمقراطية التعددية??.
    هل الدمقراطية التعددية لا تصلح إلآ فى مجتمع ذا عقيدة واحدة كبرطانيا المسيحية و الولايات المتحدة المسيحية و فرنسا المسيحية و ألمانيا المسيحية و إسبانيا المسيحية و إيطاليا المسيحية و أستراليا المسيحية و كندا المسيحية مثلا??.
    هل الدمقراطية التعددية تصلح كنظام حكم فى دولة كل سكانها مسلمين??.

    الإجابة على السؤال الأخير على حسب ما أرى بنعم فالسعودية و الأمارات و البحرين و قطر الكويت و سلطنة عمان عندما تبدأ حركات التغيير فيها أحزابها الناشئة تقف على أرضية الإسلام كهادى و مرشد فى برامجها السياسية و لن يكون هناك خلاف بينها فى تطبيق شرع الله. قد يختلفوا فى كيفية التحقيق. لن يكون هناك خلاف حول إسلامية الدستور و كتابة البسملة و أن تكون الحدود ضمن التشريع القانونى فى العقوبات . هذه الدول لن تكون عندها مشكلة أقليات غير إسلامية . إذن الطريق ممهد لتطبيق الدمقراطية التعددية فى هذه الدول و يمكن لشيوخ و علماء هذه الدول أن يتفادوا حرج تسميتها بالدمقراطية التعددية و تسميتها إسما إسلاميا يحقق مضمونها. بالتأكيد سوف تصاحب التطبيقات الكثير من الأخطاء و لكن المزيد من الممارسة يعالج تلك الأخطاء إستقامة فى السير . تجربة إيران فى توسيع عملية المشاركة و تقليص الكثير من صلاحيات رجال الدين دليل على ذلك.

    لا مانع أن تختار هذه الدول ملوكها و شيوخها الحاليين ملوكا و شيوخا مع تحديد صلاحياتهم و يتوارث أبناء هؤلاء الملوك و الشيوخ مقامات آباءهم بحق الميراث كما فعلت برطانيا مع آل ووندزور . كما يحق لهذه الدول مجتمعة أن تختار عليها ملكا و احدا من آل البيت الشريف و لا عيب فى ذلك فملكة برطانيا هى أيضا ملكة كندا و أستراليا و نيوزيلاندة مثلا.

    إذا نظرنا لبرطانيا كدولة دمقراطية نجد أن الملكة هى رأس الكنيسة و حاميها كمعتقد و المنصب الثانى فى الكنيسة يتم ملأه بتعين من رئيس الوزراء البرطانى . الحقيقة التى أنشدها من هذه الفقرات هى برطانيا الدولة العلمانية فى فعلها العلمانى تشوبها الظلال الدينية . سوف أعود لهذا الموضوع فى مقال لاحقا عن تنامى تأثير الإيمان المسيحى على سير العملية الدمقراطية.

    السودان كما ذكر آنفا الأغلبية مسلمة و أقلية مسيحية و أقليات يتجذر إعتقادها فى موروثها القبلى و قبل أن ترتفع الصيحات بأن دولة بهذه الخصائص النظام الأمثل لها هو الدمقراطية التعددية. نسأل لماذا فشلت ثلاثة تجارب دمقراطية تعددية فى أن تتوحد حول دستور يضبط مسار النظام الدمقراطى التعددى ترشيدا فى مسيرة المساواة و العدالة و الحرية??. لماذا لم تتكاتف الجهود لرعاية بذور الدمقراطية من إزالة العوائق أعمال التسوية و تشقيق التربة حراثة و ري لتثمر الدمقراطية التعددية أعراسها??. و قبل أن تشحذ الأقلام حديثا عن سوء الممارسة و عدم خبرة التنظيمات السياسية و قلة نضجها و ضعف البرامج السياسية و هيمنة الطائفية و الرجعية و الأطماع الحزبية و المصالح الذاتية الضيقة و عدم الرشاد و هشاشة الأفكار و أن الذين إرتضاهم الشعب إنحدروا بالوطن فى هاوية الإقتتال و كانوا غير راشدين فكريا و سياسبا فقد تقوقعوا على معزوفات مقاطع التحرير و تقاعست هاماتهم عن إستقبال رياح التغيير فى فعل التعمير. فقد سلموا السلطة لعبود و رفضوا حكم المحكمة العليا و طردوا نواب الحزب الشيوعى مما أدى لإنقلاب جعفر نميرى . و لم يلتزموا بتنفيذ شعارات الإنتفاضة مما أدى لإنقلاب عمر البشير و و و ...إلخ.
    الأطروحة ليس القصد منها الكفر بالدمقراطية التعددية لفشل التجارب الثلاثة و لا حرق البخور و بنيان هيكل العبادة للأنظمة الدكتاتورية.

    من الذين يطرحون الدمقراطية التعددية اليوم كنظام حكم فى السودان ما يسمى بالمستنيرين أو المثقفين أو الوطنيين يضاف لهم الذين ترجلوا عن مركبات اليسار التقليدى بعد أن تكشف لهم عقم تلك البرامج. سلوكهم محمود فهم بكل بساطة يتحاورون مع أطروحة إنسانية لا تحفها القداسة يمكن لهم أن يلغوها يعدلوها يضيفوا إليها لا مشنقة تنصب و لا سجون تفتح أبوابها و لا إستتابة . أحزاب اليسار التى رأت أنه آن أوان تعديل برامجها سلوكها محمود و ظاهرة صحية تستحق الإشادة. قبول الآخر بالنسبة لهؤلاء لا يشكل مشكلة إطلاقا فلا بد من جناحين لتطير طائرة الدمقراطية التعددية . الآخر بالنسبة لهؤلاء لا يأتى بالمسائل الدينية فهذا يتعارض مع الدولة العلمانية التى ينشدونها . الآخر عند هؤلاء هو الذى يكون على ثوابت العلمانية و الذى يأتى بالمسائل الدينية ترفضه ثوابت الدولة العلمانية فهو هنا لا يسمى بالآخر بل تطوله القوانين.


    قبول الآخر و عدم إقصاءه أساس لصحة الممارسة الدمقراطية كما أسلفت و أرجو ألآ يتضايق القارئ من تكرار هذه العبارة. المجتمع الذى أفراده مسلمين الآخر فيه مسلم و لا يمكن أن يطرح شيئا ضد ثوابت الإسلام و إلآ طالته الأحكام . فى السودان آخر مسلم يدعو لتطبيق الإسلام و آخر مسلم لا يدعوا لتطبيق الإسلام و آخر غير مسلم لا يدعوا لتطبيق الإسلام من منطلق عقيدته المسيحية و آخر غير مسلم لا يدعو لتطبيق الإسلام من منطلق موروث القبيلة العقدى مما يعقد الأمر كثيرا. الأغلبية المسلمة فى السودان الصوفية بطرقها المختلفة الأخوان المسلمين بمسمياتهم الكثيرة و أنصار السنة الوهابية الحزب الإتحادى الدمقراطى و جمهوريته الإسلامية حزب الأمة و دولة الصحوة الإسلامية الأخوان الجمهوريون و الإسلام الرسالة الثانية كل هؤلاء يريدون تطبيق الإسلام و يوقنون أن الإسلام هو الحل و الطريق الوحيد لتحقيق منشود البشرية فى الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية. بعضا من هؤلاء يطرحون مشاريع إسلامية إصلاحية دمقراطية كما يسمونها . و السؤال هل هذه المشاريع قامت كرد فعل للحرج الذى يعيشه المسلمين أم أنها ضرورة نابعة من تطور المجتمع نفسه أم أنها مشاريع كالإسفنجة تتشرب المفاهيم التى توصل لها الغرب من منابعه الخاصة مستجلبة بريق الخلاصة ??. هؤلاء مع إختلاف دعواتهم تشابهوا فى محاولات الخروج على حرج النصوص أو القفذ عليها أو تناسيها. كيف بهؤلاء صادقين فى الدعوة للدمقراطية التعددية التى لا تمييز بين المسلم و غيره مع دعوتهم لبرنامج إسلامى ??. هل منهج الطائفة الدينية و أعنى بها هنا الإسلامية تقبل الآخر فى مجتمع هى دين الأغلبية فيه??. الحديث هنا مركزا على المجتمع السودانى والذى لا يشك أحد أن الأغلبية العظمى فيه مسلمين.

    أعود لمنهج الطوائف و الأحزاب التى ترتكز على الإسلام دين و دولة دستور و شريعة و أسأل هل يتأصل فيها مبدأ الإقصاء لغير المسلم و للمسلم الذى يرفض برامجها ببرنامج غير إسلامى على حسب رؤيتها لذلك البرنامج??. هل قبول هذه التنظيمات السياسية اليوم بالدمقراطية التعددية هو قبول الألسن و ليس القلوب ??. بمعنى الرضوخ لواقع الحال و فنون الإنحناء عندما تواجهها الرياح و تطبيق فقه الضرورة و إعمال قاعدة المؤمن كيس فطن على فهم التمسكن حتى التمكن ثم التفنن فى تطبيق مبدأ الإجتثاث و الإقصاء جاعلة من نفسها حالة و ليس تنظيما سياسيا . حالة تتخفى لتحقيق حيز من المساحات ثم تشن هجومها على السلطة التى لا تحكم بالإسلام و كل من تعامل معها واصفة لهم بالكفر و الإلحاد و رافعة عليهم راية الجهاد

    قبول الآخر هو العمود الفقرى فى تطور و ترسيخ الفعل الدمقراطى و المحافظة عليه و السؤال بكل الوضوح و الصراحة هل المسلم يرضى بالكافر شريكا فى العملية الدمقراطية و مساو له فى الحقوق و الواجبات ??.

    قبل أن تنبرى الأقلام مدافعة عن الدولة الإسلامية المنشودة بأنها دولة لا تمييز بين رعاياها بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون. و قبل أن يشهر كم اليراع بحجج و مسانيد الدفاع عن الدولة الإسلامية بالمفهوم الدمقراطى يدعمها الشيخ فلان أو مجمع علماء المنطقة الفلانية أو محاولات القياس على تجارب سابقة. و قبل أن يراق المداد رفضا للدولة الدينية بشواهد من التاريخ القديم الحكم التركى دولة المهدية و من التجارب المعاشة دولة نميرى بعد قوانين سبتمبر و حاليا دولة البشير. و قبل أن تقطع أفرع الأشجار أقلاما فى التمييز بين مصطلح الدولة الدينية و الدولة الإسلامية أقول قبل كل هذا و ذاك دعونا نبدأ بالمسلم السودانى المخاطب بالقرآن الكريم الذى يحدثه عن الكافر و كيفية التعامل معه


    المسلمين فى السودان هم الأغلبية و فى الممارسة الدمقراطية عليهم مراعاة حقوق الأقليات و صيانتها و المحافظة عليها . أثر الخطاب القرآنى على المسلم فى السودان و إنعكاس ذلك على سلوكه فى الدمقراطية التعددية المرجو قيامها??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين لا يودون أن ينزل على المسلمين من خير. فإذا كان هذا هو سلوك الكافر و المشرك تجاه المسلم كيف بالمسلم يأخذ برأى الكافر و المشرك فى نظام حكم يفضى بالخير على مجتمع الأغلبية فيه مسلمين ???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الذى يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل. كيف بالمسلم يثق فيمن ضل سواء السبيل شريكا يرسم معه سبيلا للخلاص و الهدى ???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الحق من الله فكيف بالمسلم يستأنس فى خطاه نحو الحق بخطى من أخبره الله بأنه فاسق مجرم ملعون نجس ???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن مثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع صم بكم عمى لا يعقلون. هذا التعريف و أثره فى قبول المسلم للكافر شريكا فى العملية الدمقراطية???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكافر حبطت أعماله فى الدنيا و الآخرة. فكيف بمن حبطت أعماله فى الدنيا و الآخرة يضيف بحبوط أعماله رفعة و رقيا للمجتمع ??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكافر عمله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء و كرماد إشتدت به الريح فى يوم عاصف. شخص هذا مثال عمله كيف بالمسلم يستيقنه ماء و ثبوت فى يوم العواصف ???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكافر ملعون . فكيف بالملعون مؤسسا لمسارات القبول فى المجتمع ??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الذى كفر لم يكن الله ليغفر له و لا ليهديه طريقا إلآ طريق جهنم. فكيف بالذى طريقه طريق جهنم تكن أعماله ذات خير و إستفادة لمجتمع يرجو من أعماله طريق الجنة???.

    العقيدة الإسلامية تطلب من المسلم أن يقاتل الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون. أثر هذا الأمر على عقلية المسلم و من ثم تعامله مع الكافر و تعارض ذلك مع قاعدة المساواة???.

    العقيدة الإسلامية تحذر المسلم أن يكون من الذين كذبوا بآيات الله فيكون من الخاسرين. فكيف به آخذا الخاسرين شركاء فى رسم التطور و التقدم???.

    العقيدة الإسلامية تحذر المسلم من أن يركن للذين ظلموا فتمسه النار. أضاف القرآن خبرا عن الرسول صلى الله عليه و سلم و هو أنه لولا أن ثبته الله كاد أن يركن لأهل الكتاب شيئا قليلا . ويخبر القرآن أنه لو أن الرسول صلى الله عليه و سلم ركن لأهل الكتاب شيئا قليلا لأذاقه الله ضعف الحياة و ضعف الممات و لن يجد على الله نصيرا. هذا التحذير وجه للرسول صلى الله عليه و سلم و هو تحذير مخيف جدا جدا جدا . ما أثر هذا التحذير على عقلية المسلم فى تعامله مع الكافر و إنعكاس ذلك فى العملية الدمقراطية المنشودة???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الله يرسل الشياطين على الكافرين تغريهم و تحسهم لفعل المعاصى . فكيف بالمسلم يثق فى من فعله المعاصى بحسن السير و السلوك فى الدمقراطية التعددية??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأنه لو إتبع الحق أهواء الكفار لفسدت الأرض و السموات و من فيهن. ألا يحق للمسلم من باب الإحتياط ألآ يأخذ برأىالكافر و توجهاته و آراءه خوفا من الفساد و الإفساد و من باب أولى عدم مشاركت الكافر فى الدمقراطية ???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الله لا يحب الكافرين. فكيف بالمسلم يمد جسور الإلفة و المحبة لمن لا يحبه الله و أثر ذلك فى قبول الكافر شريكا فى نظام يقود لغرس أشجار الحب و السلام ???.


    العقيدة الإسلامية تخبر المسلمين بأنه إذا قضى الله و رسوله أمرا ليس لهم الخيرة من أمرهم و إن تنازعوا فى شئ يردوه الى الله و رسوله و أن المسلم على شريعة من الأمر و اجب إتباعها و أن يحكم بما أنزل الله. أثر ذلك فى قبول المسلم لدستور علمانى و قوانين ترفض الشريعة الإسلامية???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم أن أى موطأ يطأه ليغيظ به الكفار إلآ و كتب له به عملا صالحا. أثر ذلك فى طريقة العيش مع الكفار???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكفار كالأنعام بل أضل سبيلا . كيف بمن هذا و صفه يكون هديا فى مسارات الحياة???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بعدم مساواة المتقين مع الفجار و أن الكافر قرينه شيطان و أنه عدو الله و عدو للمؤمنين. فكيف بالفاجر الذى قرينه شيطان عدو الله مستحق اللعنة شريكا فى عمل القصد الأساسى منه فى عقلية المسلم مرضاة الله و مغفرته???.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن له فى إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة يجب إتباعها فهو قد قال لقومه إنه برئ منهم و مما يعبدون من دون الله و بينه و بينهم العداوة و البغضاء أبدا حتى يؤمنوا بالله و حده. أثر ذلك على عقلية المسلم فى تعامله مع الكافر??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن نوح عليه السلام دعا الله بألآ يذر على الكافرين ديارا و إن الله لو تركهم يضلوا العباد و لا يلدوا إلآ كفار . و قد إستجاب الله لدعائه و أغرق الكفار فى الطوفان الشهير. فكيف بمن يضل العباد يكون شريكا مساويا فى إضافة الهدى و إعمار الأرض ??. كيف بالمسلم يدعو على الكافر كل دعاوى الهلاك و الدمار و فى نفس الوقت يعمل معه شريكا لتحقيق خير المجتمع??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم أن حالات الرخاء التى يراها على الكفار إنما يريد الله أن يعذبهم بها. هل هذا الطرح يساعد على رفض مسببات الرخاء و تطور و سائل العيش التى تظلل المجتمعات الغربية اليوم و وضعها فى خانة أدوات التعذيب??. و من ثم الجهر بدعوة سيدنا موسى عليه السلام على فرعون و قومه??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكفار هم شر البرية. فكيف بشر البرية خيارا فى الدمقراطية التعددية ??. كيف بمن أحلوا قومهم دار البوار شركاء فى مشاريع النماء ??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلمين أن مثلهم فى التوراة أشداء على الكفار رحماء بينهم . فكيف بهم أشداء على الكفار و فى نفس الوقت يقبلون بهم شركاء و مساوين فى العمل الدمقراطى ??. ما هو تأثير هذه الشدة على عقلية المسلم و السلوك الدمقراطى و تطبيق القانون??.

    العقيدة الإسلامية تخبر المسلمين أن مثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فإستغلظ فإستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. كيف فى توحدهم إغاظة للكفار و فى نفس الوقت العمل معهم فى تواد و أخوة???.

    الأغلبية فى السودان مسلمين و عليهم مراعاة و حفظ حقوق الأقليات. ما هو تأثير الخطاب القرآنى على تعاملهم مع الآخر الكافر المشرك???. هل هناك فهما آخر لنصوص القرآنية التى تخبر عن الكفار و المشركين???. هل رفض المسلم للكافر و المشرك شريكا فى الحكم و وسائله هو مراد القرآن الكريم أم أن رفض الكافر و المشرك شريكافى الحكم و وسائله موقف عقلية متحجرة لا بصر لها و لا بصيرة و لا دخل للإسلام فيما تراه تلك العقلية???. هل تطبيق الدمقراطية التعددية فى مجتمع الأغلبية فيه مسلمين من غير تطبيق شرائع الإسلام يدخل المسلم فى دائرة الغضب الإلهى??. هل فصل الدين عن الدولة يتوافق مع العقلية المسلمة و مراد الإسلام??. هل إستعمال لفظ الكافر تجاه غير المسلمين إستعمال ليس فيه حرج??.

    أخى القارئ الكريم

    ما أرجوه من هذه المقالة أن نرى فيها أراضى تحتاج الى وقفات لإعمال الفكر و حوار من غير خوف أو مجاملة فى إختيار ألفاظ الإستحسان فى غير مضمون . حوار لا أدعى فيه حمل الحقيقة المطلقة و كيف لى??. و لكنى أعتقد بأنى أحمل شيئا منها . لا أعادى الحقيقة فأين ما أشرقت أدير بوصلتى تجاهها مع إنحناءة . حوار إضافة لا إعاقة تنوير و إنارة لا عداء فيه و لا كراهية بل محبة و سلام . حوار يقرب لا يبعد . حوار نستوقد فيه نار الفكر حتى يظلل علينا الغمام و نستسقى من عيونه شهد الحياة الحرة. حوار يجعل من السودان مثابة لنا و أمنا.حوار ينشز عظام الفكر و يكسوها لحما. حوار أرجوك مبحرا فى سفينته فإن حاول بعضهم خرقها إجتهدنا فى إصلاحها و إن حاول بعضهم تمزيق أشرعة حوارها علونا فنونا فى خياطتها و إصلاحها و إن حاول بعضهم ممارسة القرصنة و توجيهها لأغراض ليست من حوار الفكر فى شئ زوابع للهدم و الإقتلاع فسوف يزيدوننا خبرة فى الإبحار بالكلمة. ما أريده منك أخى القارئ ألآ يكون سيرك جبل يعصمك بل أريدك فى سفينة الفكر و إن رست سفينتنا على جودى الأمان وميضا نكون قد بنينا بيتا على أرضنا المشرئبة نحو الكمال.


    أنزلت هذا المقال بالأمس تحت عنوان تباشير الدمقراطية التعددية فى السودان أهازيج فرح أم نواح مأتم جديد??. أقترح عليا تغيير العنوان .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de