شماليو الحرگة الشعبية .. هل آن أوان الهجرة المعاكسة؟
شماليو الحرگة الشعبية .. هل آن أوان الهجرة المعاكسة؟ اعداد:صباح احمد اثر رحيل الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية منذ انطلاقتها الاولى تخوف كثيرون من مآلات الاوضاع ، بل وقطع كثيرون بأن الحركة ستتحول الى حركة جنوبية منكفئة على ذاتها تعالج هموما جنوبية وبازاء هذه التكهنات برز سؤال متعلق بمصير القيادات الشمالية داخل الحركة الشعبية؟، وهي قيادات راهنت على السودان الجديد وعلى وحدة الوطن. يقول عنها محمد طه محمد احمد رئيس تحرير جريدة الوفاق انها تيقنت من قطف ثمار جهدها مع قرنق.. ومضى طه يكتب علي صدر الصفحه الاولى من الوفاق الاسبوع الماضي ان كل التكهنات كانت تدل على ان قرنق كان يرغب في توطيد فكرته عن «السودان الجديد» وتقديم نفسه عبر الشخصيات الشمالية لمنصب رئيس الجمهورية. والشاهد ان محمد طه لاحظ كما لاحظ بعض المحللين السياسيين وقتها ان القرار الذي اصدره رئيس الحركة الشعبية قبل رحيله بايام معدودات والذي قضى بتعيين كبار القادة الجنوبيين مثل سلفاكير ود. رياك مشار ولام اكول وباقان اموم مشرفين اداريين بالجنوب كان يعني سدا للطريق امامهم في الشمال الذي ـ اي قرنق ـ كان يرغب من خلاله في استثمار الكوادر الشمالية التي دعمته منذ انطلاق الحركة الشعبية قبل اثنين وعشرين عاما في الشمال. * في الاخبار ما يجعلني اتحسس حواف الاشياء . ففي الاسبوع الماضي ـ على سبيل المثال ـ تحدثت بعض الصحف عن مغادرة ياسر عرمان لموقعه في الحركة دون معرفة ان كان قد تقدم باستقالة او ان يكون قد تفرغ لدراسته الجامعية وانتظرنا اسبوعا كاملا حتى ينفي ياسر عرمان ما شاع في هذا الخصوص. وقال عرمان انه لا زال يشغل منصب الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية واتهم من وصفهم باعداء الحركة الشعبية واعداء السلام بترويج هذه الشائعة.. ولم ينس عرمان بالطبع ان يقول انه باق في الحركة وان التزامه بها ليس له حدود. * ورشحت اخبار اخرى عن ترشيح الحركة الشعبية لبعض الشماليين كالدكتور منصور خالد لتولي منصبا وزاريا قيل على ذمة الاخبار غير المؤكدة ـ ايضا ـ ان الرجل اعلن الزهد في الاستوزار مرة اخرى وسواء قبل الشماليون او لم يقبلوا تظل المسألة مجرد تكهنات في انتظار ان تعلن الحركة الشعبية عن وزرائها في بيان رسمي. * ثمة سؤال يطل برأسه هنا متعلق بمصير الشماليين داخل الحركة الشعبية بعد رحيل قرنق لا زال يبحث عن اجابة لا سيما وكثير من المحللين يشيرون الى ارتباط القيادات الشمالية الشخصي بالدكتور جون قرنق غير ان الدكتور عبد الله علي ابراهيم المحلل السياسي والمفكر وبعد ان يتساءل في البدء عن دواعي السؤال «عاد ووجد له مبررا» ، وقال «اذا كانت الامور طبيعية وعادية بين الشماليين والحركة الشعبية لما طرح مثل هذا السؤال لان لااحد تساءل ـ مثلا ـ عن مصير د. رياك مشار ولام اكول ولهما سابقة في الخروج على الحركة ود. جون قرنق ولا ينتظر محدثي اجابة على السؤال ويمضي للاشارة الى ان احد اسباب طرح السؤال حول مصير الشماليين في الحركة الشعبية بعد رحيل د. جون قرنق جاء لاعتقاد كثير من الناس بأن هذه القيادات الشمالية عبارة عن «بطانة» لقرنق وبالتالي اصبح مصيرها بعد رحيله مثيرا للاسئلة. * يرى بعض المحللين ان علاقة شماليي الحركة بالحركة الشعبية ليست علاقة اصيلة بقضية الجنوب انما هي محض علاقة شخصية بزعيم الحركة ولذلك يتوقعون انفضاض سامرهم عن الحركة برحيل جون قرنق.. وهو امر يصفه الدكتور عبد الله علي ابراهيم بالامر الخطير ويقول «ان كانت علاقة هؤلاء بالحركة الشعبية بناء على ارتباطهم بقضية الجنوب لماذا ترسب هذا الانطباع» * الصورة عند العميد «م» عبد العزيز خالد قائد قوات التحالف ورئيس تنظيم التحالف الوطني السوداني تبدو مختلفة تماما اذ لا يشكك ـ ابو خالد ـ في صدقية انتماء هذه القيادات للحركة الشعبية.. ويقول عندما اطرح عليه السؤال عن مصير الشماليين داخل الحركة الشعبية بعد رحيل قرنق ان سؤالا كهذا يطرأ فقط في اذهان الذين ينظرون للحركة الشعبية على اعتبار انها حركة جنوبية ويعتبر انها نظرة ناقصة ويدعوني كما يدعو كثيرين لمراجعتها باعتبار ان الحركة حركة قومية.. ويخلص ابو خالد الى تنبيهي بأن السؤال بدلا من ان يكون عن مصير الشماليين داخل الحركة الشعبية كان يجب ان يكون حول الوحدة التي اصبحت في خطر الآن.. ويقول ان وجودهم في الحركة عامل مساعد للوحدة وبالتالي يجب الدفع في اتجاهه. * والشاهد ان الحركة الشعبية وفي المنفستو الاول لها كانت قد تحدثت عن قومية توجهاتها وانحيازها نحو وحدة السودان وليس انفصاله. الدكتور عبد الله علي ابراهيم وفي معرض اجابته على سؤال متعلق بعلاقة الشماليين بالحركة الشعبية في اذهان كثيرين يقول ربما كانت العلاقة من جانبهم مع الحركة صنع انتماء لاجندة محددة كالعلمانية التي هي ضد الدولة الدينية والاخوان المسلمين وضيق باليسار ومحدوديته ولهذا ذهبوا الى د. جون قرنق واودعوه اجندتهم فقرنق في نظرهم وحدوي باطلاق وهو قائد فذ وديمقراطي بلا جريرة.. وبالتالي يصبح هناك صناعة اسمها قرنق ، وشماليو الحركة الشعبية كانوا صناع هذه المسألة باجندة فشلوا في تحقيقها بشكل مستقل وهذا جائز في السياسة من وجهة نظر عبد الله علي ابراهيم. * اسأل عبد الله عن كيف يقرأ علاقة شماليي الحركة بالحركة فيجيب بذكاء «آمل ان تكون كل هذه الاعتقادات و«الحدوتة» باطلة وان يظل الوجود الشمالي داخل الحركة الشعبية وجودا حقيقيا منتميا بصدق لقضية الجنوب لان لدى بعضهم خبرات وطاقات واستعداد للتضحية وهذا جهد يرى محدثي انه لا بد ان يقدر. * الحاج وراق الكاتب الصحفي المعروف يلفت نظري الى ان الشماليين داخل الحركة الشعبية ليسو كلهم توجه واحد في الحركة باعتبار ان هناك شماليين لديهم دور عسكري وبالتالي لا يمكن مساواة هؤلاء بالشماليين في المجال السياسي.. * ايضا هناك شماليون ماركسيون داخل الحركة كما يقول وراق بالاضافة لوجود متصوفة وهذا من شأنه ان يجعل مصيرهم داخل الحركة الشعبية مختلفا. ويضيف وراق نوعا ثالثا من الشماليين داخل الحركة هم اقرب للرؤية الديمقراطية الاجتماعية ويقطع بأن هذه تنوعات لا يمكن اصدار حكم واحد عن مستقبلها. * اسأل الحاج وراق الا يمكن تقديم قراءة مبسطة اجمالا لدور القيادات الشمالية داخل الحركة؟ فيجيب بالقول ان ذلك ممكن ويمضي للاشارة الى ان دور الشماليين في الحركة اجمالا سيتناقص مع غياب قرنق وذلك بسبب ان الرجل كان اكثر تمسكا برؤية السودان. * والشاهد ان شخصية قرنق لعبت دورا ملموسا في اجتذاب هذه القيادات للحركة وتبوأهم مواقع متقدمة فقرنق لدى عبد العزيز خالد كان يخلق توازنا مريحا للشماليين ويعتقد ان هذا الامر اصبح الان واحدا من ثقافات الحركة ويقول ان سلفاكير الذي خلف قرنق على رئاسة الحركة الشعبية غير بعيد عن هذا التوجه. * الحاج وراق لا زال مصرا على وجهة نظره القائلة بأن الشماليين سيتناقص دورهم داخل الحركة بعد رحيل قرنق لا سيما الشماليين غير المعسكرين والذين ينتمون للرؤية الماركسية والاكثر التزاما في السودان ويقطع مجددا بتناقص تأثيرهم داخل الحركة في الفترة القادمة لان التطورات المتوقعة في الحركة تصطدم مع هذه الاتجاهات. * ولكن عثمان ميرغني ينظر للموضوع من زاوية غير التي ينظر بها الحاج وراق اذ لا يتوقع ميرغني حدوث اي تغيير بالنسبة للشماليين وذلك بسبب بسيط يحدده في ان التغيير الذي حدث في قيادة الحركة حتى الان لم يؤثر على سياساتها بصورة كلية اذ ان سلفاكير لا زال يسير على ذات خطى قرنق معتمدا على العلاقات التي بناها مع شريكه المؤتمر الوطني من جهة والفلسفة التي بنى عليها هيكل الحركة من جهة اخرى والذي يفترض انها حركة قومية لكل السودانيين. * اذا.. فعثمان ميرغني يتوقع استمرار الشماليين في الحركة بنفس الوتيرة السابقة بل ويتوقع زيادة تأثيرهم داخل الحركة.

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]