كم اتمني ان يجد هذا المقال حقه من الحوار والنقاش الهادئ ..لانه وبدون تدليس او تزييف للحقائق ..فيه ارضية التقاء للكل .. دارفور في حوجة للحوار بين بنيها بكافة اتجاهاتهم وقبائلهم ...... اول الامس كنت في سوق المدينة ( سوق السبت) .. احسست بالضياع والحيرة ..والحسد نعم ..حسدتهم علي الامن والطمأنينة التي يتمتع بها هؤلاء الناس .. تقافز امامي عجوز في السبعين من عمره وهو يرقص فرحأ ومعه عجوزه ..وذلك امام احد باعة الاسطوانات ..ووقف من تحتهم صبية صغار يضحكون من اعماق اعماقهم علي جدهم وهو يقفز في شباب طربأ من اغنية ادارها صاحب الاسطوانات .. تذكرت لحظتها اهلي في المخيمات البلاستيكية ..الاطفال والنساء والعجزي ..هل تمر عليهم لحظة فرح وحبور كهذه .. هذا الفرح الاوربي ..والامن والسلم الذي يعمهم ..جاء بعد عهود طويلة من الموت والخراب والحروب ... وبعد الوصول الي قناعات بانه لابد ان تعيش اوربا في سلام ..كان هناك تصميم وارادة قاهرة ..نحوالسلام .. هذا العجوز السبعيني الذي حسدته علي فرحته ..كان جزمأ ممن حضروا فترة الحرب الكونية الثانية ولو طفولة..نعم.. حقيق له ان يرقص طربأ ..فقد اورث احفاده الامن ..والطمأنينة ................
مؤسف ..ومؤلم جدأ ان نورث اجيالنا القادمة ..تعاستنا ..وشقاءنا ..كلعنة ابدية ....... اللحظة ..مأساة حاضرة للعيان ..ولكن من غير العدل ان تتجمد اللحظة ..ابدأ .........
اتمني ان يكون الحوار هادئأ ..فنحن الان تحت الشجرة الدارفورية الواسعة ..الممتدة جذورها في اعماق التاريخ .....................................................
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة