|
تحية واجبة .... (ومتى يهطل المطر لتنبت الحقيقة)*
|
أولاً : دفعتنى الى المنتدى جملة من الأفكار و الأراء .. أو أشياء حركتنى بعد سكون طويل .. أتمنى أن تضفى مشاركاتى للمنتدى بعضـًا من الحيوية .. وشكرًا لصديقى ( عرابى التكنلوجى ) راشد يحى .. اقتبس العنوان بعد ارتباك من رسالة سميح القاسيم الى محمد درويش و بتصرف أتمنى أن يكون مقبولاًعندما حكى قصة والده حين أرسلهم لبذر الحبوب و قد كانوا فى عجلة للحاق بملاعبة أقرانهم فتجاوزوا وصيته برمى حبه فى كل حفرة . وعندما استغرب عودتهم السريعة سألهم : هل رميتم حبة فقط فى كل حفرة ؟ فأجابوا بنعم . وعندها قال ( حتمـًا سيهطل المطر و تنبت الحقيقة ) .... وما أحوجنا أكثر منه لهطول المطر . فمجمل حياتنا و تجربتنا و على مر تاريخنا الطويل لغز يتلوه لغز و تغلفة دوماً الاسطورة و التحليلات . و كلما بدأنا فى البحث عن الأجوبة يفاجؤنا سؤال .. لتطول فترة جفافنا .. و نظل فى دعوات أستسقانا لعل المطر يهطل لتنبت الحقيقة ... و ما الحكمة من هذا الرجاء ؟ انها ببساطة تتمظهر فى دعوات صاحبة مسيرتنا الاجتماعية و السياسية فى المسألة و المحاسبة للاعتبار من تجاربنا و عدم الاضرار بمصالحنا الوطنية و الجماهيرية , ويبدو أنها لم تمثل فى أى لحظة سوى ورقة للضغط و ليست مبدأً فى الأساس .. و لهذا طال جفافنا و تأخر هطول المطر . و أطلقها دعوة تتطلب الدعم و المساندة ... فلنناضل من أجل أن نقرأ تاريخنا الحقيقى .. و أدعو الى تكوين جبهة جماهيرية من أجل المكاشفة و الحقيقة .. قد تكون الفكرة مطروحة بشكل أولى . و لكن النقاش قد يفتح الآفاق نحو التفاصيل لحركة الحقيقة ... ان اللحظات الحرجة فى تاريخ الشعوب لن تتجاوزها بنجاح مالم تتحرك عقلانيتهم قبل عواطفهم و مالم تكن آلامهم مدخلاً لصياغة واقع أفضل ينشده الجميع . بتعدده و حرياته و أمال وحدتهم .. ان استشهاد المناضل الدكتور / جون قرنق و مأساة أهلنا فى دارفور و ملامح تفجر الأوضاع بالشرق و شعلة البارود التى انطلقت بالخرطوم تجعل من المكاشفة و الشفافية مسألتين فى غاية الضرورة . و لهذا فان تحرك الوعى بأزمة الواقع و ضرورة البحث عن مداخل لحلها لهى أولى مداخلنا لبناء السودان الحديث ليس على مستوى الشعارات بل على المستوى العملى . وبدأً باتجهات تفكير حديثة و تغيير بعض المفاهيم و القيم الاجتماعية و تجاوز مفاهيم العفو الأجاويد و الاتجاه نحو سيادة الحراك المؤسسى و القانونى .. و لا أحد سيعلو فوق المسألة و المحاسبة ... ومعاً نحو الحقيقة ...
|
|
|
|
|
|