|
البرق الخاطف
|
البرق الخاطـــف
الوجوم التوجس الترقب التساؤل الحيرة التكهن التحليل الاستنتاج التشاؤم التفاؤل التمني الحزن الدموع الضراعة والدعاء وسؤال اللطف والمواساة في المأساة الكارثة التي زلزلت الذاكرة السودانية فتاهت كل المعاني والمفاهيم وتزاحمت المفردات وبات عسيراً على المرء تقصي مصير الأماني والأمنيات التي انعقدت بوعد الرجل 0 الزعيم الذي آنس المظلومـون والمستضعفون إنقداح ناره من اصطكاك صخر المعاناة و اختار بعد إذ أدراك بوعي اللغة التي يفهما خصومه فكان له ما أراد وأضحى أملاً تيممه طلاب العدالة الاجتماعية الحالمين بسودان الغد الواعد بالنماء والخير والرفاهية والمشفقون على خيار الوحدة من مخالب التمزيق 0 ولعل مما يدهش أن ذلك كله مع اختلاف الملة فكيف ذا ولماذا ؟! لما تحلى به من صدق إنتماء لقضيتة عقلاً ووجداناً وما تكلل به من صفات لا تكون إلا لقائد قوي الشكيمه قومي النزعة , يتمتع بالنظرة الثاقبة لمجمل الأمور وتفاصيلها , ووضوح الرؤية إزائها وثبات الخطى تجاهها , فنال بذلك ثقة الرجال بتعرفه لهم من خلال الأفعال الجادة والأقوال المنجزة عملاً يشكل الواقع المقنع ويمكن اليقين المبدد للتردد والشكوك فإنجلى التوجس وانطلق اللسان من أسر الوجوم والصمت الحائر معبراً عن الاختيار الحر المستند الى القناعات التي ترسخت حيث كانت منابت الحــيرة المجزرة في ثرى الموروث 0 لما كان ذلك وكانت إطلالة الفجر الصادق وارهاصات الشروق دلائل تنبئ بمقدم الضياء وتبعث على التفاؤل ولما صعد نجم الرجل حتى صار بما له من حنكة نجماً ساطعاً في سماء السياسة وقاسماً مشتركاً بين كافة القوى السياسية بما شاد من جسور التواصل وما أرسى من دعائم ثقة وما أبدى من شفافية ومصداقية جعلته محط آمال المتطلعين الى دولة المؤسسات والقيم الديمقراطية والعدل والمساواة وسيادة حكم القانون دولة مبرأة من عوار التمييز بسبب الجنس أو الدين أو اللغة تزدهر فيها معايير الجودة والتميز , تعتمد العطاء والاتقان والقيم النبيلة مدارج لسلم الترقي , تلكم كانت أحلام الحالمين وكان الدكتور/جون قرنق حاديها بل كان فارس حلمهم السياسى لأنه أقرب الشريكين الى الصدق إذ لم يجرب عليه الناس خدعة وكان كبيراً بالقدر الذي لا يفسد الاختلاف في الرأي معه للود قضية مفعماً بالسماحة حتى حال الخلاف إلا من مناكفات السياسة في إطار المسموح 0 ولما لم يبق إلا أن تعانق الحقيقة الحلم دوى النبأ الخطب واستحالت كل الامنيات الى سراب بقيعه وعلى الرغم من التصريحات الموجهة لمحو ما ران على العقول من سوء ظن مبعثه ضعف الأواصر والوشائج الغضه والمرارات المتراكمة وما عرف به الشريك من ( مرحلة الحلفاء ) حسب مقتضيات الأحوال المتقلبة , وعلى الرغم من تراخي وتيرة التشنج وعودة الهدوء المحروس بحظر التجوال ليلاً , لم يزل التفاؤل والتمني والحلم بالاستقرار واستدامة السلام أقرب الى التهيئات منها الى الحقيقة بعد رحيل الدكتور/ جون قرنق , وسيبقى الرجاء والمتكل على من هو أهل للتوكل عليه والملاذ الى من بيده المشيئة ويهيئ الأسباب ويهدي الى سواء السراط وسلام قولاً من رب رحيم 0 أحمدعبد الرحمن الصافي مستشار قانوني أبوظبي
|
|
|
|
|
|