|
جون قرنق فى سطور
|
كان جون قرنق ضابطا في الجيش السوداني عندما كلف بمهمة في الجنوب لقمع تمرد قام به 500 جندي جنوبي رفضوا أوامر بالتوجه إلى الشمال. لكنه لم يعد.
ومن هنا بدأت قصة الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي خاض إحدى أطول الحروب في القارة الإفريقية بين الجنوب المسيحي والوثني من جهة والشمال المسلم الناطق بالعربية من جهة أخرى.
وبدلا من اتباع أوامر رؤسائه، شجع قرنق على التمرد في مواقع أخرى، ووضع نفسه على رأس حركة التمرد ضد حكومة الخرطوم.
ومنذ اندلعت الحرب الأهلية السودانية عام 1983، قتل مليونا شخص وشُرد الملايين.
وبمقتضى اتفاق السلام الذي تم إبرامه في يناير/كانون ثاني الماضي انتهت الحرب رسمياوأصبح قرنق نائبا أول للرئيس السوداني.
وولد جون قرنق عام 1945 في قبائل دينكا الجنوبية المعروفة بعبادة السماء وعزف الموسيقى باستخدام قرون الكباش وحبها للحوم المشوية.
وكانت عائلته مسيحية، وقد أرسلته إلى الولايات المتحدة لتلقي تعليمه فدرس في كلية جرنيل، أيووا، ثم عاد إلى الولايات المتحدة مرة ثانية لتلقي تدريب عسكري في فورت بينينج، جورجيا.
توصل البشير لاتفاق سلام مع قرنق وكان أول اختبار لقرنق في حرب العصابات عام 1962 في بداية الحرب الأهلية مع حركة أنيا أنيا الجنوبية.
وبعد ذلك بعشر سنوات، وقعت الحكومة المركزية اتفاقا مع أنيا أنيا وصار الجنوب منطقة حكم ذاتي.
واستوعب الجيش السوداني قرنق وآخرين حيث انتقلوا للعيش في الخرطوم.
لكن بعد خمس سنوات من اكتشاف البترول في الجنوب السوداني عام 1978، اندلعت الحرب الأهلية مرة ثانية، وكان طرفاها القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان، وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وتحيط بالخلفية العقائدية للجيش الشعبي لتحرير السودان نفس الضبابية التي تحيط بزعيمه قرنق.
وليس معروفا على وجه الدقة موقف الجيش الشعبي من بعض الأمور المحورية، مثل إذا كان يقاتل من أجل استقلال جنوب السودان أم مجرد مزيد من الحكم الذاتي.
كما يشعر الأصدقاء والخصوم بالحيرة إزاء سجل حقوق الإنسان للجيش الشعبي لتحرير السودان ولأسلوب قيادة قرنق.
وجون قرنق هو أحد أكثر الشخصيات المتمردة تعقيدا في قارة مليئة بجميع أنواع التمرد والثورة. ومن الناحية الجسدية، يمتلك بنية ضخمة ولحية وبشرة سوداء فاحمة مثل أقرانه من إثنية دينكا.
وقد قضى زعيم التمرد الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من الولايات المتحدة بداية ومتصف حياته في غابات الجنوب يخطط لنسف آبار النفط.
ورغم أنه كان في قلب الصراع لفترة طويلة، فإن ما يعرف عن قرنق الإنسان لا يزال قليلا.
كان يؤمن في شبابه بالحل العسكري ويقول بيتر موسزينسكي، وهو متخصص في تغطية أخبار الحرب الأهلية السودانية لعدة سنوات، إن من الصعب إقامة علاقة شخصية مع هذا الرجل: "لديه مظهر بارد، يعطيك الانطباع أنه فوق الآخرين."
ويصف جيل لاسك نائب رئيس تحرير أفريكا كونفيدينشيال والمتخصص في الشؤون السودانية قرنق بأنه رجل فخور، ويقول إنه "رجل ذو كاريزما وقدراته القيادية واضحة."
"هو رجل عسكري محترف. رجل يؤمن بأنه ماهر."
نقلا عن http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid...33000/4733413.stm[/B]
|
|
|
|
|
|